الطفلة التي قالت بحبك يابابا
بقلم : عايدة رزق
منحنا المشهد الذي ظهر فيه الفنان الشاب أحمد الفيشاوي في التليفزيون المصري منذ أيام وهو يعلن اعترافه بابنته لينا ـ5 سنوات ـ وهي تحتضنه وتقول له بصوت يقطر براءة وعذوبة بحبك يابابا منحنا احساسا بان الخير رغم خفوت صوته مازال موجودا, وان القيم رغم وهن نورها مازالت براقة وباعترافه هذا اسدل الستار ـ مرة أخري ـ علي واحدة من أشهر القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر وتصدرت اخبارها جميع وسائل الاعلام, واثارت جدلا كبيرا منذ اللحظة التي قدمت فيها مهندسة الديكور هند الحناوي بلاغا إلي النيابة في عام2003 تتهم فيه الفنان أحمد الفيشاوي بسرقة عقد زواجهما العرفي وإنكار نسب الجنين الذي تحمله في احشائها, هنا قامت الدنيا ولم تقعد فالحلول المعتادة والمتعارف عليها في مثل هذه الحالات تتم في السر, حيث يستدرج الأب أو الأخ أو ابن العم الفتاة الي مكان بعيد مهجور ويزهق روحها ويعود مرفوع الرأس, وفي اعماقه اعتقاد انه فعل الصواب..
أو ان تهرب الفتاة تاركة وراءها علامات استفهام كبري واقاويل وشائعات يرددها أهل الحي لفترة طويلة وبعد اشهر قليلة يعثر المارة علي مولود يبكي بجوار مسجد أو تحت عمود نور ليودع في ملجأ ايتام يعيش فيه ايامه ولياليه في كابوس لايستيقظ منه ابدا. لكن هند وابويها لم يختاروا أيا من هذه الحلول.. وقرروا ان يسيروا في طريق طويل ووعر.. وان يخوضوا معركة شرسة وضارية.. وان يحثوا المجتمع علي الإفاقة من غفوته ومواجهة ظاهرة الزواج العرفي الذي انتشر كالوباء بين الشباب وأدي إلي وجود14 ألف قضية إثبات نسب في المحاكم, وحين بدأ افراد أسرة الحناوي في طرح قضيتهم انهال عليهم وابل من سهام النقد اللاذع.. فالبعض استشاط غضبا واتهم الأب والأم بانهما فشلا في تربية ابنتهما.. في حين نشب فريق آخر مخالبه في جسد هند وطالبها بان تتواري خجلا وان تقفل فمها الي الابد وحث فريق ثالث وسائل الاعلام ان تكف عن الغوص في تفاصيل هذه القضية الشائكة وان تكرس جهودها لانقاذ الأسرة المصرية من التفكك.. ووسط هذا الضجيج بزغ صوت رابع يدافع بشدة عن موقف هند واسرتها ويثني علي شجاعتهم في مواجهة هذا الموقف العصيب.
وفي هذا الوقت كان افراد اسرتي الحناوي والفيشاوي يتبادلون الاتهامات علي شاشات التليفزيون وفي ساحة المحكمة, وانتهي هذا المشهد بان اصدر المستشار أحمد رجائي دبوس رئيس محكمة استئناف الاحوال الشخصية في عام2006 حكمه باثبات نسب الطفلة لينا الي والدها أحمد الفيشاوي الذي رفض التعليق علي الحكم, بعد ذلك هدأت الأصوات واختفي ابطال هذه القضية باستثناء أحمد الذي حرصت بعض الصحف علي نشر اخبار نشاطه الفني وزواجه وطلاقه..
حتي جاء مشهد النهاية حين اعلن الفيشاوي علي الملأ اعترافه بابنته التي حالفها الحظ بان يكون لها جد مستنير هو د. أحمد الحناوي وجدة شجاعة هي د. سلوي عبدالباقي.. وأم تحملت مسئولية خطئها بزواجها العرفي واستماتت في الدفاع عن حقها.. وأب لم يكابر حتي النهاية واستمع لصوت ضميره.. ليتأكد للجميع ان الدفاع عن الحقوق يحتاج إلي مناضلين.. وان المستنيرين والذين يملكون شجاعة الفرسان هم وحدهم القادرون علي تحريك المياه الراكدة.. واحداث تغيير في أفكار البشر.. وإضاءة القناديل في أزقة العقول المظلمة
نقلا عن جريدة الأهرام 7-12-2008
بقلم : عايدة رزق
منحنا المشهد الذي ظهر فيه الفنان الشاب أحمد الفيشاوي في التليفزيون المصري منذ أيام وهو يعلن اعترافه بابنته لينا ـ5 سنوات ـ وهي تحتضنه وتقول له بصوت يقطر براءة وعذوبة بحبك يابابا منحنا احساسا بان الخير رغم خفوت صوته مازال موجودا, وان القيم رغم وهن نورها مازالت براقة وباعترافه هذا اسدل الستار ـ مرة أخري ـ علي واحدة من أشهر القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر وتصدرت اخبارها جميع وسائل الاعلام, واثارت جدلا كبيرا منذ اللحظة التي قدمت فيها مهندسة الديكور هند الحناوي بلاغا إلي النيابة في عام2003 تتهم فيه الفنان أحمد الفيشاوي بسرقة عقد زواجهما العرفي وإنكار نسب الجنين الذي تحمله في احشائها, هنا قامت الدنيا ولم تقعد فالحلول المعتادة والمتعارف عليها في مثل هذه الحالات تتم في السر, حيث يستدرج الأب أو الأخ أو ابن العم الفتاة الي مكان بعيد مهجور ويزهق روحها ويعود مرفوع الرأس, وفي اعماقه اعتقاد انه فعل الصواب..
أو ان تهرب الفتاة تاركة وراءها علامات استفهام كبري واقاويل وشائعات يرددها أهل الحي لفترة طويلة وبعد اشهر قليلة يعثر المارة علي مولود يبكي بجوار مسجد أو تحت عمود نور ليودع في ملجأ ايتام يعيش فيه ايامه ولياليه في كابوس لايستيقظ منه ابدا. لكن هند وابويها لم يختاروا أيا من هذه الحلول.. وقرروا ان يسيروا في طريق طويل ووعر.. وان يخوضوا معركة شرسة وضارية.. وان يحثوا المجتمع علي الإفاقة من غفوته ومواجهة ظاهرة الزواج العرفي الذي انتشر كالوباء بين الشباب وأدي إلي وجود14 ألف قضية إثبات نسب في المحاكم, وحين بدأ افراد أسرة الحناوي في طرح قضيتهم انهال عليهم وابل من سهام النقد اللاذع.. فالبعض استشاط غضبا واتهم الأب والأم بانهما فشلا في تربية ابنتهما.. في حين نشب فريق آخر مخالبه في جسد هند وطالبها بان تتواري خجلا وان تقفل فمها الي الابد وحث فريق ثالث وسائل الاعلام ان تكف عن الغوص في تفاصيل هذه القضية الشائكة وان تكرس جهودها لانقاذ الأسرة المصرية من التفكك.. ووسط هذا الضجيج بزغ صوت رابع يدافع بشدة عن موقف هند واسرتها ويثني علي شجاعتهم في مواجهة هذا الموقف العصيب.
وفي هذا الوقت كان افراد اسرتي الحناوي والفيشاوي يتبادلون الاتهامات علي شاشات التليفزيون وفي ساحة المحكمة, وانتهي هذا المشهد بان اصدر المستشار أحمد رجائي دبوس رئيس محكمة استئناف الاحوال الشخصية في عام2006 حكمه باثبات نسب الطفلة لينا الي والدها أحمد الفيشاوي الذي رفض التعليق علي الحكم, بعد ذلك هدأت الأصوات واختفي ابطال هذه القضية باستثناء أحمد الذي حرصت بعض الصحف علي نشر اخبار نشاطه الفني وزواجه وطلاقه..
حتي جاء مشهد النهاية حين اعلن الفيشاوي علي الملأ اعترافه بابنته التي حالفها الحظ بان يكون لها جد مستنير هو د. أحمد الحناوي وجدة شجاعة هي د. سلوي عبدالباقي.. وأم تحملت مسئولية خطئها بزواجها العرفي واستماتت في الدفاع عن حقها.. وأب لم يكابر حتي النهاية واستمع لصوت ضميره.. ليتأكد للجميع ان الدفاع عن الحقوق يحتاج إلي مناضلين.. وان المستنيرين والذين يملكون شجاعة الفرسان هم وحدهم القادرون علي تحريك المياه الراكدة.. واحداث تغيير في أفكار البشر.. وإضاءة القناديل في أزقة العقول المظلمة
نقلا عن جريدة الأهرام 7-12-2008