مطلوب رد واضح وصريح وحاسم لهذا السؤال
لكن قبل أن تجيب, من حقك أن تعلم الخلفية التي أسست عليها هذا التساؤل.. فأنا بالطبع لم أقصد اهانتك, ولكني فقط أصبحت متشككة فيما كنت أقتنع به قناعة تامة, وهذا من جراء ما يعيده على مسامعنا الخطاب الذكوري المعتاد, ومحاولته لحصر وتجميد أنماط التعامل بين الجنسين في إطار واحد ووحيد.. قالب لا يمكن الفكاك منه وكأنه القضاء والقدر المتربص بنا بالمرصاد.. في هذا الإطار لا وجود إلا لصنف واحد من الرجال وصنف واحد من النساء.. فهناك دوما "الرجل الذئب" و "المرأة الفريسة"
نعم يا عزيزي, فأنت الذي توصم نفسك بالحيوانية والوحشية والهمجية والرغبة الدائمة في الافتراس. أنت تصر على تصوير نفسك في صورة الوحش الكاسر والذئب الغادر. وأنا لا خيار أمامي سوى أن أقف موقف الفريسة المذعورة وأن أنزوي بعيدا وأترك لك العالم لتبرطع فيه كما تشاء, وإلا استحققت انتهاكاتك وتحرشاتك وتطاولاتك وهجماتك الغواغائية
لماذا يوصم الرجال انفسهم بهذه الصفات البشعة؟ وهل المميزات التي يظنون أنفسهم يحصلون عليها في المقابل تستحق أن يتقبلوا مثل هذا العار ويلصقوه بجنسهم أجمع؟ لماذا يصرون على تصوير أنفسهم في صورة الذئاب؟ وكيف يجدون في ذلك مدعاة للمباهاة والمفاخرة واثبات الفحولة؟ لماذا يدوسون انسانيتهم وفطرتهم بالأقدام ويلقون بأنفسهم في هذا الإطار المهين والحقير؟
إذا كان كل الرجال هم عبارة عن ذئاب.. فكيف يدعون أنهم الأحق بالسلطة والقيادة والزعامة وأنهم الأجدر بالحكم على الأمور والتخطيط وتحديد ما هو صالح وخير؟ إذا كنت أنت تتغنى دوما بأنك لا تملك السيطرة على نفسك.. وأنك مجرد حيوان جاهز للوثوب وإفتراس فريستك في أي وقت.. فكيف بالله عليك تصنع من نفسك وليا؟ كيف ترى في نفسك القدرة على قيادة المجتمع وتوجيهه؟ إذا كنت أنت نفسك مصدر الخوف والتهديد والترويع فهذا دليل على أنك كائن غير راق, غير جدير بالثقة, همجي وعدواني وأناني.. إذا كنت أنت كما تدعي ذئب بطبيعتك, خائن, شهواني, هاتك أعراض, لا ترى في المرأة إلا أداة جنسية مفرغة من العقل والروح.. فكيف تسمح لنفسك بالحديث عن الفضيلة والقيم؟ كيف تصر على أنك أنت وأنت وحدك من تستطيع أن تملك الحق والحكمة؟
وإذا افترضنا أن هؤلاء الذئاب هم القلة الشاذة الخارجة عن القاعدة العامة.. إذن فلماذا يكافئها سائر الرجال ويتواطئون معها ويبررون أفعالها؟ لماذا يفرضون القيود على المرأة ويعتبرونها المسؤولة الأولى والأخيرة عما قد تلاقيه من ويلات على يد هذه "القلة"؟ لماذا لا يتحمل الرجال مسؤوليتهم في حماية المجتمع من هؤلاء؟ ولماذا دائما صيغة التسليم بوجودهم كأمر واقع لا نية في حصاره أو القضاء عليه أو حتى ادانته بما يليق, وهو أضعف الإيمان؟ لماذا إلقاء اللوم على المرأة وإدانة المرأة وتشييء المرأة وتحجيم المرأة وظلم المرأة بزعم حمايتها تارة وبزعم أنها مصدر الفتنة والغواية تارة أخرى, بينما يتركون الوحوش المفترسة ترعى في الأرض فسادا؟ أتكون الحماية بعقاب الضحية؟ أفي هذا شجاعة أو رجولة أو بطولة؟ أهكذا تكون القيادة والريادة؟
أبدلا من أن نتدارس سويا في حلول لتخليص المجتمع من مثل هؤلاء, نتحدث عن حبس النساء وتحجيم دورهن في الحياة العامة والعودة بهن 100 سنة إلى الوراء (إن لم يكن أكثر)؟ أبدلا من أن نقاوم هذا الشذوذ والطبع الحيواني, ندعمه ونغذية ونعطيه التبريرات ونجعل منه فزاعة للمرأة وكأنها طفل يتم إرهابه بحكايات أمنا الغولة وحجرة الفئران؟ هل نفشي المرض ونطلق الجراثيم والفيروسات في الهواء ثم نطلب من النساء أن يضعن كمامات حتى لا يصبن؟ أهكذا هي قيادة الرجال؟ هل كل همهم هو اشباع النزعات الانانية والذكورية الشكلية وهوس السيطرة وأستعباد النساء حتى لو كان ذلك على حساب سلامة المجتمع ككل وصلاحه وأمانه وتقدمه؟
كل الرجال يفرضون سيطرتهم وتحكمهم على النساء بدعوى الخوف عليهن من الذئاب. والذئب دائما هو "الرجل الآخر". والرجل الآخر بدوره يقوم بنفس العمل. وندور في نفس الحلقة, كأن هؤلاء الذئاب لا علاج لهم, ولا يمكن عقابهم, ولا سبيل أمامنا سوى قبول الحياة معهم.. لا ليس معهم.. تحتهم.. فنحن دائما في وضع أقل من الرجل.. حتى إذا كان ذئبا مسعورا. فنحن مكمن الفتنة والشرور وسبب الفساد والفجور ومجلبة العار وأبشع الأمور. أنا التي يفرض عليها أن تتوارى خجلا,بينما الحيوانات المتوحشة تزأر وتتباهى بوحشيتها ودنائتها .. أنا التي يبنى من أجلها الأسوار وتصنع من أجلها القيود والأغلال, بينما الذئاب حرة طليقة.. أنا التي كتب عليها البقاء في الظلال, بينما الوحوش تتنزه في النور.. أنا التي أترنح من ثقل جرمي وحمل مأساتي ولا أمل لي في براءة أو إنصاف أو خلاص, بينما الذئاب تتبرأ من دمي وتشوه صورتي وتنهش في كرامتي
أنا الفريسة أتحدث لكل الرجال
عزيزي الرجل.. هل أنت إنسان أم حيوان؟
لكن قبل أن تجيب, من حقك أن تعلم الخلفية التي أسست عليها هذا التساؤل.. فأنا بالطبع لم أقصد اهانتك, ولكني فقط أصبحت متشككة فيما كنت أقتنع به قناعة تامة, وهذا من جراء ما يعيده على مسامعنا الخطاب الذكوري المعتاد, ومحاولته لحصر وتجميد أنماط التعامل بين الجنسين في إطار واحد ووحيد.. قالب لا يمكن الفكاك منه وكأنه القضاء والقدر المتربص بنا بالمرصاد.. في هذا الإطار لا وجود إلا لصنف واحد من الرجال وصنف واحد من النساء.. فهناك دوما "الرجل الذئب" و "المرأة الفريسة"
نعم يا عزيزي, فأنت الذي توصم نفسك بالحيوانية والوحشية والهمجية والرغبة الدائمة في الافتراس. أنت تصر على تصوير نفسك في صورة الوحش الكاسر والذئب الغادر. وأنا لا خيار أمامي سوى أن أقف موقف الفريسة المذعورة وأن أنزوي بعيدا وأترك لك العالم لتبرطع فيه كما تشاء, وإلا استحققت انتهاكاتك وتحرشاتك وتطاولاتك وهجماتك الغواغائية
لماذا يوصم الرجال انفسهم بهذه الصفات البشعة؟ وهل المميزات التي يظنون أنفسهم يحصلون عليها في المقابل تستحق أن يتقبلوا مثل هذا العار ويلصقوه بجنسهم أجمع؟ لماذا يصرون على تصوير أنفسهم في صورة الذئاب؟ وكيف يجدون في ذلك مدعاة للمباهاة والمفاخرة واثبات الفحولة؟ لماذا يدوسون انسانيتهم وفطرتهم بالأقدام ويلقون بأنفسهم في هذا الإطار المهين والحقير؟
إذا كان كل الرجال هم عبارة عن ذئاب.. فكيف يدعون أنهم الأحق بالسلطة والقيادة والزعامة وأنهم الأجدر بالحكم على الأمور والتخطيط وتحديد ما هو صالح وخير؟ إذا كنت أنت تتغنى دوما بأنك لا تملك السيطرة على نفسك.. وأنك مجرد حيوان جاهز للوثوب وإفتراس فريستك في أي وقت.. فكيف بالله عليك تصنع من نفسك وليا؟ كيف ترى في نفسك القدرة على قيادة المجتمع وتوجيهه؟ إذا كنت أنت نفسك مصدر الخوف والتهديد والترويع فهذا دليل على أنك كائن غير راق, غير جدير بالثقة, همجي وعدواني وأناني.. إذا كنت أنت كما تدعي ذئب بطبيعتك, خائن, شهواني, هاتك أعراض, لا ترى في المرأة إلا أداة جنسية مفرغة من العقل والروح.. فكيف تسمح لنفسك بالحديث عن الفضيلة والقيم؟ كيف تصر على أنك أنت وأنت وحدك من تستطيع أن تملك الحق والحكمة؟
وإذا افترضنا أن هؤلاء الذئاب هم القلة الشاذة الخارجة عن القاعدة العامة.. إذن فلماذا يكافئها سائر الرجال ويتواطئون معها ويبررون أفعالها؟ لماذا يفرضون القيود على المرأة ويعتبرونها المسؤولة الأولى والأخيرة عما قد تلاقيه من ويلات على يد هذه "القلة"؟ لماذا لا يتحمل الرجال مسؤوليتهم في حماية المجتمع من هؤلاء؟ ولماذا دائما صيغة التسليم بوجودهم كأمر واقع لا نية في حصاره أو القضاء عليه أو حتى ادانته بما يليق, وهو أضعف الإيمان؟ لماذا إلقاء اللوم على المرأة وإدانة المرأة وتشييء المرأة وتحجيم المرأة وظلم المرأة بزعم حمايتها تارة وبزعم أنها مصدر الفتنة والغواية تارة أخرى, بينما يتركون الوحوش المفترسة ترعى في الأرض فسادا؟ أتكون الحماية بعقاب الضحية؟ أفي هذا شجاعة أو رجولة أو بطولة؟ أهكذا تكون القيادة والريادة؟
أبدلا من أن نتدارس سويا في حلول لتخليص المجتمع من مثل هؤلاء, نتحدث عن حبس النساء وتحجيم دورهن في الحياة العامة والعودة بهن 100 سنة إلى الوراء (إن لم يكن أكثر)؟ أبدلا من أن نقاوم هذا الشذوذ والطبع الحيواني, ندعمه ونغذية ونعطيه التبريرات ونجعل منه فزاعة للمرأة وكأنها طفل يتم إرهابه بحكايات أمنا الغولة وحجرة الفئران؟ هل نفشي المرض ونطلق الجراثيم والفيروسات في الهواء ثم نطلب من النساء أن يضعن كمامات حتى لا يصبن؟ أهكذا هي قيادة الرجال؟ هل كل همهم هو اشباع النزعات الانانية والذكورية الشكلية وهوس السيطرة وأستعباد النساء حتى لو كان ذلك على حساب سلامة المجتمع ككل وصلاحه وأمانه وتقدمه؟
كل الرجال يفرضون سيطرتهم وتحكمهم على النساء بدعوى الخوف عليهن من الذئاب. والذئب دائما هو "الرجل الآخر". والرجل الآخر بدوره يقوم بنفس العمل. وندور في نفس الحلقة, كأن هؤلاء الذئاب لا علاج لهم, ولا يمكن عقابهم, ولا سبيل أمامنا سوى قبول الحياة معهم.. لا ليس معهم.. تحتهم.. فنحن دائما في وضع أقل من الرجل.. حتى إذا كان ذئبا مسعورا. فنحن مكمن الفتنة والشرور وسبب الفساد والفجور ومجلبة العار وأبشع الأمور. أنا التي يفرض عليها أن تتوارى خجلا,بينما الحيوانات المتوحشة تزأر وتتباهى بوحشيتها ودنائتها .. أنا التي يبنى من أجلها الأسوار وتصنع من أجلها القيود والأغلال, بينما الذئاب حرة طليقة.. أنا التي كتب عليها البقاء في الظلال, بينما الوحوش تتنزه في النور.. أنا التي أترنح من ثقل جرمي وحمل مأساتي ولا أمل لي في براءة أو إنصاف أو خلاص, بينما الذئاب تتبرأ من دمي وتشوه صورتي وتنهش في كرامتي
أنا الفريسة أتحدث لكل الرجال
عزيزي الرجل.. هل أنت إنسان أم حيوان؟