Sunday

لعل هذا المجتمع يفيق

الطفلة التي قالت بحبك يابابا
بقلم : عايدة رزق

منحنا المشهد الذي ظهر فيه الفنان الشاب أحمد الفيشاوي في التليفزيون المصري منذ أيام وهو يعلن اعترافه بابنته لينا ـ‏5‏ سنوات ـ وهي تحتضنه وتقول له بصوت يقطر براءة وعذوبة بحبك يابابا منحنا احساسا بان الخير رغم خفوت صوته مازال موجودا‏,‏ وان القيم رغم وهن نورها مازالت براقة وباعترافه هذا اسدل الستار ـ مرة أخري ـ علي واحدة من أشهر القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر وتصدرت اخبارها جميع وسائل الاعلام‏,‏ واثارت جدلا كبيرا منذ اللحظة التي قدمت فيها مهندسة الديكور هند الحناوي بلاغا إلي النيابة في عام‏2003‏ تتهم فيه الفنان أحمد الفيشاوي بسرقة عقد زواجهما العرفي وإنكار نسب الجنين الذي تحمله في احشائها‏,‏ هنا قامت الدنيا ولم تقعد فالحلول المعتادة والمتعارف عليها في مثل هذه الحالات تتم في السر‏,‏ حيث يستدرج الأب أو الأخ أو ابن العم الفتاة الي مكان بعيد مهجور ويزهق روحها ويعود مرفوع الرأس‏,‏ وفي اعماقه اعتقاد انه فعل الصواب‏..‏

أو ان تهرب الفتاة تاركة وراءها علامات استفهام كبري واقاويل وشائعات يرددها أهل الحي لفترة طويلة وبعد اشهر قليلة يعثر المارة علي مولود يبكي بجوار مسجد أو تحت عمود نور ليودع في ملجأ ايتام يعيش فيه ايامه ولياليه في كابوس لايستيقظ منه ابدا‏.‏ لكن هند وابويها لم يختاروا أيا من هذه الحلول‏..‏ وقرروا ان يسيروا في طريق طويل ووعر‏..‏ وان يخوضوا معركة شرسة وضارية‏..‏ وان يحثوا المجتمع علي الإفاقة من غفوته ومواجهة ظاهرة الزواج العرفي الذي انتشر كالوباء بين الشباب وأدي إلي وجود‏14‏ ألف قضية إثبات نسب في المحاكم‏,‏ وحين بدأ افراد أسرة الحناوي في طرح قضيتهم انهال عليهم وابل من سهام النقد اللاذع‏..‏ فالبعض استشاط غضبا واتهم الأب والأم بانهما فشلا في تربية ابنتهما‏..‏ في حين نشب فريق آخر مخالبه في جسد هند وطالبها بان تتواري خجلا وان تقفل فمها الي الابد وحث فريق ثالث وسائل الاعلام ان تكف عن الغوص في تفاصيل هذه القضية الشائكة وان تكرس جهودها لانقاذ الأسرة المصرية من التفكك‏..‏ ووسط هذا الضجيج بزغ صوت رابع يدافع بشدة عن موقف هند واسرتها ويثني علي شجاعتهم في مواجهة هذا الموقف العصيب‏.‏

وفي هذا الوقت كان افراد اسرتي الحناوي والفيشاوي يتبادلون الاتهامات علي شاشات التليفزيون وفي ساحة المحكمة‏,‏ وانتهي هذا المشهد بان اصدر المستشار أحمد رجائي دبوس رئيس محكمة استئناف الاحوال الشخصية في عام‏2006‏ حكمه باثبات نسب الطفلة لينا الي والدها أحمد الفيشاوي الذي رفض التعليق علي الحكم‏,‏ بعد ذلك هدأت الأصوات واختفي ابطال هذه القضية باستثناء أحمد الذي حرصت بعض الصحف علي نشر اخبار نشاطه الفني وزواجه وطلاقه‏..‏

حتي جاء مشهد النهاية حين اعلن الفيشاوي علي الملأ اعترافه بابنته التي حالفها الحظ بان يكون لها جد مستنير هو د‏.‏ أحمد الحناوي وجدة شجاعة هي د‏.‏ سلوي عبدالباقي‏..‏ وأم تحملت مسئولية خطئها بزواجها العرفي واستماتت في الدفاع عن حقها‏..‏ وأب لم يكابر حتي النهاية واستمع لصوت ضميره‏..‏ ليتأكد للجميع ان الدفاع عن الحقوق يحتاج إلي مناضلين‏..‏ وان المستنيرين والذين يملكون شجاعة الفرسان هم وحدهم القادرون علي تحريك المياه الراكدة‏..‏ واحداث تغيير في أفكار البشر‏..‏ وإضاءة القناديل في أزقة العقول المظلمة‏

نقلا عن جريدة الأهرام 7-12-2008

Tuesday

القاتل ذكر والقتيلة انثى


طبعا كلنا تابعنا الحوادث المثيرة اللي حصلت في الفترة الأخيرة، وقصدي جريمتي قتل سوزان تميم اللي اتهم فيها رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى ومقتل ابنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها.. وطبعا الدنيا زاطت والجرايد والمجلات ومحطات التليفزيون كانت بتتصارع وتتنافس وتلهث في صراع شرس مع الزمن لارضاء نهم الرأي العام المصري والعربي وسعيه الدءوب للبحث عن فضيحة

ولأن شعور هذه الشعوب تبلد من كتر الهموم والمشاكل وحرق الدم طول اليوم ومشاهدة احداث العنف والقتل وسفك الدماء بجرعات مكثفة على الاخبار يوميا وعلى مدار 24 ساعة، فاصبح من الصعب جدا ارضاء هذا الجمهور.. واعتقد ان لو كان عندنا في مصر مسابقات لمصارعة الثيران مثلا مكانش هيبقالها جمهور، وكان ممكن نعتبرها رياضة فافي

وبجانب كل ده، فإن مجتمعات بتعاني من الكبت والنفاق والخواء الذهني وغياب أي أهداف جادة في الحياة وانعدام لقيمة العمل، بتحصر كل اهتمامها في المظاهر وادعاء الفضيلة والاخلاق اللي بيتكلموا عنها طول الوقت لمداراة حقيقتهم المخجلة، وبيكون عندهم هوس غير طبيعي بشيء اسمه الفضيحة

الفضيحة في مجتمع مريض زي مجتمعنا ده ليها مواصفات خاصة جدا.. مش أي عمل اجرامي أو فعل مخجل بيعتبر فضيحة.. لأ.. بلادة الاحاسيس اللي عندهم دي بتخلي استجابتهم للحدث فاترة ويقابلوها بلا مبالاة شديدة.. إيه يعني لما كل يوم صفحة الحوادث مليانة قتل وسرقة بالاكراه واغتصاب وغيره وغيره؟؟ عادي.. ايه الجديد؟ وإيه يعني تفجيرات في الهند مات فيها 200 واحد؟ وإيه يعني اللي بيموتوا في تفجيرات في العراق كل يوم؟ خلاص.. اتعودنا وبنتفرج وننسى.. وبعدين دي لا تصنف عندنا تحت بند الفضايح لأسباب كتير

مواصفات الفضيحة على الطريقة المصرية


1- ليست فضيحة انهيار منظومة الاخلاق في هذه المجتمعات التي يتغنون بتدينها وفضيلتها ومنظومة القيم فيها.. فالتفجيرات الارهابية على سبيل المثال تفضح التشوه العقلي والنفسي الذي نمت في حضنه هذه الجماعات الارهابية والتي تستخدم نفس الشعار الذي يرفعه المجتمع المحترم جدا في تبرير كل ما يشوبه من عيوب ألقته خارج ركب الحضارة وخارج حركة التاريخ.. تطرف المجتمع دينيا ينم عن جهل بهذا الدين وبما اتت من اجله الاديان بالاساس.. والمغالاة في المظهر الديني ليست سوى ستار يخفي ما بداخل هذا المجتمع من بعد عن أي روحانيات أو قيم حقيقية راسخة في وجدانه

2- الفضيحة يجب ان تكون فردية، فمجتمعنا يرفع الجماعة فوق الفرد، ويستغل سطوته لكبت الحريات الفردية وممارسة شذوذه بشكل علني لأنه يتمتع بالتأييد والمباركة من الجماهير المذعورة اللي عايزة تتحامى في ضل المجتمع ومستعدة تمشي مع القطيع لأنها بتشوف المجتمع بيذل الفرد اللي يخرج من تحت عبايته قد إيه، لأن هذا المجتمع لا يعترف بالاختلاف ولا يحتمل فكرة تمرد الفرد على سطوته التي فرضها عليه بالحديد والنار والتهديد بالفضيحة

3- الفضيحة لازم تكون صارخة وفجة ومشعللة ومثيرة بدرجة تخليها تُشبع نهم المجتمع للتشفي في الشخص المفضوح وتشجع العامة للاجهاز عليه عشان تنهش فيه براحتها.. يعني فضيحة بجلاجل زي ما بنقول.. والجلاجل دي استمديناها من تراثنا الشعبي، اللي كان فيه زمان ايام المماليك اللي يثور على الظلم أو يرفض دفع الجباية أو الضرايب يتحكم عليه انه يركب حمار بالمقلوب أو يتسحل في شوارع المحروسة والمنادي جنبه بيجلجل بجرس عشان الناس تطلع وتتفرج على مصير المجرم.. لكن الجلاجل الحديثة بتاعة احفاد الفراعنة هي عبارة عن التفاصيل المثيرة اللي بتشعلل الموضوع واللي غالبيتها العظمى، ان لم يكن كلها، هي من خيال محرر الحوادث، .. ومن شروط محرر الحوادث في مصر انه يتمتع بخيال خصب جدا ودراية بسيكولوجية الشعب المصري عشان يقدر يقدمله الأكلة المحبشة الدسمة اللي ترضي جوعه للفضيحة

4- الجنس هو عنصر اساسي في الفضيحة.. ماهي الفضيحة ماتبقاش فضيحة من غير جنس.. امال الاثارة هتيجي منين؟ مجتمع غير منتج واغلبه بيعيش حالة من البدائية بعيدا عن الفكر والثقافة والفنون التي تسمو بالروح الانسانية، عايش عشان يرضي غرايزه وشكرا.. ويا ريته عارف يرضيها كمان.. لأ دا مكبوت جنسيا بدرجة شاذة، وعلاجه الوحيد للكبت هو المزيد من الكبت. حتى المتجوزين عندهم كبت، يمكن اكتر من اللي مش متجوزين.. لأن اللي مش متجوز ومكبوت عنده خيال وعنده أمل انه يحققه بعد الجواز، لكن المتجوز عرف اللي فيها، وأمله الوحيد هو انه يخبط في واحدة أويلمس حاجة في الزحمة،أو يشوف فيلم بورنو، ودا آخره.. يا إما يستغل الرخصة اللي مديهاله المجتمع المحترم جدا جدا بتاع احلى من الشرف مفيش ويخون مراته مع واحدة من ادنى المستويات عشان يقدر يعمل معاها اللي خجلان منه مع زوجته المتربية، لأن الحائط النفسي اللي جعل من الجنس تابوه محرم وربطه بمفاهيم كلها بتحط من هذه الغريزة باعتبارها دنس وقرف وفحش وفجر، بيخليه مش قادر يتخلص من العقده دي مع مراته، اللي هي كمان شايفة العملية الجنسية كواجب عليها لغرض معين وان الاستمتاع بالجنس دا شيء مشين واللي عايزة تستمتع بالجنس دي لازم تكون ست من اياهم، لكن المتربية دي بتعمل كدا عشان جوزها وانجاب الاطفال وبس.. يعني بنات وولاد وستات ورجالة وكبار السن كمان عندهم مشاكل جنسية، والهوس الجنسي بيشغل مساحة كبيرة من تفكيرهم فبيبحثوا عنه في كل شيء وأي شيء

5- الفضيحة انثى.. لأننا مجتمع ذكوري، يتمتع فيه الذكور بمساحة من الحرية الجنسية، بتعتبر الزنا والتحرش شقاوة.. والخيانة الزوجية فحولة وأكيد أكيد الزوجة هي الل غلطانة وهي السبب ان جوزها بص برة، لأن زي ما احنا عارفين الراجل مش ممكن يغلط ابدا ولا يكون عديم الاخلاق ولا خسيس ولا أي حاجة من دي. دا يا عيني بيخونها مضطر وهو الدمعة هتفر من عينه.. فطبعا في ظل هذا الترخيص الذي منحه المجتمع للذكر ليتخطى به اسوار اكذوبة التقاليد والفضيلة والاخلاق، حتى انه جعله يتخطى الاوامر الالهية والاديان في هذا الخصوص، فقد تم اخراج الذكر من مفهوم الفضيحة.. مش مهم.. الرجل معندوش غشاء بكارة يبقى مين هيعرف؟ ربنا غفور رحيم يعني وعادي وف اللذيذ، المهم البنت.. هي دي الفاجرة اللي عندها غشاء بكارة ولازم تتكفن وهي عايشة وتتدبح لو مجرد حد اتكلم عليها، مش مهم بقى مظلومة مش مظلومة مش شغلنا.. دي عرض الراجل، وهو دا المهم.. الراجل يعني يمشي من غير عرض؟؟ معقولة؟ دا حتى ما يصحش.. الناس تقول عليه إيه؟.. يعني الراجل عديم الشرف اللي داير زي الكلب يتحرش في دي ويعاكس دي ويبصبص لدي ويزني مع دي مالوش شرف، فلازم يدورله على كيان يسقط عليه كل قرفه ومرضه النفسي واحساسه بالعار عشان يشييله الدلعدي شرفه، وطبعا هيلاقي مين يعمل فيه كدا غيرالحيطة المايلة، الدرجة عاشرة في المجتمع؟.. الانثى.. مصدر الفضيحة والعار.. هو فيه غيرها؟ هي دي اس البلاوي كلها

6- الطبقة العليا والمشاهير هم صناع الفضايح.. لأن طبعا اغلبية المجتمع عندنا بتتدرج بين الطبقة الوسطى للفقرا والمعدمين، فلازم تتم مجاملة هؤلاء.. وتبقى كل المسلسلات والافلام بيلعب فيها الغني أو حتى مجرد الميسور ماديا دور الشرير والمجرم والفاسد والحرامي والنصاب والمنحل اخلاقيا، والستات من هذه الطبقة طبعا كلهم هشك بشك ومفتريين وفاسدين وطماعين وانتهازيين وفيهم كل البلاوي.. لكن الفقير دا الملاك.. النسمة.. المتدين اللي عارف ربنا.. الطيب الغلبان.. اللي عنده كرامة وكبرياء وشهامة.. مش فافي ومهيس وقليل الرباية زي ابن الراجل الغني الحرامي. هذا النفاق المجتمعي اللي للأسف اصبح سمة في حياتنا لن ينفي ابدا العلاقة بين الفقر والجهل والجريمة. أنا اتكلمت عن مجتمع الاحياء الشعبية قبل كدا وما افرزته ثقافتهم من تشوهات في المجتمع وانحطاط اصاب الذوق العام.. وطبعا اغلب الجرايم بيرتكبها هؤلاء ومن ينتمون إلى الشرائح الدنيا في المجتمع.. لكن التصريح بده بيزعل.. مش بس لأننا بنحب النفاق ولازم نمشي في ركاب الاغلبية، لكن لاسباب سياسية كمان خلت الفقر دا سمة من سمات المجتمع وعايزاه يتعايش مع حالته دي لأنها لا تملك تحسين وضعه ولن تستطيع فعل ذلك في الوقت الحاضر ولا المستقبل القريب، ويصبح الحل هو استغلال حالة النفاق اللي موجودة في المجتمع لإلهاءه عن واقعه وعن البحث وراء الاسباب الحقيقية التي ادت به إلى هذا الحال، ومن أحسن الاسلحة التي يمكن الاعتماد عليها هي حواديت الغني الحرامي والفقير الطيب، وفضائح اصحاب المال والمشاهير

7- أكل لحم الموتى.. ولأن الموتى مسالمون لا يتكلمون فإنهم اختيار مثالي لصنع الفضيحة أم جلاجل.. ما بالكم لو كان الميت دا هو واحدة مشهورة وماتت مقتولة؟؟ ماهي بدل واحدة ست واتقتلت يبقى لازم تستاهل القتل والدبح، ولازم طبعا تبقى ماشية على حل شعرها، ولازم تتقطع حتت وراسها تنفصل عن جسمها ولسانها يتقطع وتتفرتك وتتنشر صورها عشان المجتمع الطيب البريء اللي ما يعرفش الحاجات الأياه دي ياخد عبرة ويعرف يشكم البنات اللي فيه كويس. القتيلة الانثى دي تبقى فرخة بكشك بالنسبة للصحافة والاعلام المرئي وقعدات النميمة، خصوصا في ساعات العمل.. أصل احنا شعب بيحب شغله أوي ومتفاني في عمله وفي اتقانه زي ما كلنا عارفين.. شعب منتج منتج يعني.. فتلاقي قعدات النميمة دي ما تحلاش إلا لتضيع ساعات العمل المملة اللي بيقعد فيها الموظفين متيسين في وش بعض، والموظفات يبصوا في الساعة ويغنولها يا ساعة الوقت اجري خليني اروح بيتي بدري.. ويا سلام بقى لما واحدة تكون جايبة معاها جرنال ولا مجلة عشان ياخد الدورة بتاعته ع الحبايب ويتباحثوا ويتناقشوا ويتحاوروا ويبدعوا ويتألقوا في التعليق على التفاصيل واضفاء المزيد من المحسنات البديعية عليها والأحكام على شرف الضحية اللي بتطلع زي الرصاص، "وأدي أخرة المسخرة وقلة الأدب".. الحمد لله احنا فلة.. احنا مفيش احسن مننا، دا احنا ملايكة ناقصلهم جناحات.. انما بنات اليومين دول عايزين الحرق يا اوختشي

منكم لله.. منكم لله يا مجتمع مريض.. ياللي بتخوضوا في اعراض الناس وانتم بيتكم من ازاز.. ياللي اكبر هواية عندكم هي انكم تنهشوا ف لحم بعض.. ياللي بتفرحوا في مصايب الناس وتزعلوا في فرحتهم وتحقدوا عليهم.. ياللي ما تمسكوش جرنال غير عشان تشوفوا اخبار الفضايح وتبقوا ساعاتها مثقفين أوي وكل واحد شايل جرنال ماشي بيه كأنه سلاح التلميذ.. إيه ده؟ إيه القرف ده؟

اللي نشرته الجرايد عن هبة ونادين دا قمة السفالة والحقارة والقذارة والخيال المريض.. لكن العيب مش عليهم، العيب على مجتمع أكل لحم الموتى.. مجتمع مقزز في عنفه وفجاجته وفساده والدمامل المتقيحة اللي طالعة منه في كل حتة ومع ذلك بيدور على فسفوسة يعمل منها فضيحة

مش متخيلة ازاي اللي علقوا على الكلام دا بكلام كله شماتة وتشفي يبقوا بني آدمين؟ وسلالة الكلاب من نباحين الصحف اللي يبيعوا شرفهم وانسانيتهم ويستغلوا هذا السعار العام لتحقيق ارباح وزيادة توزيع زبالاتهم، دول إيه دول؟ إيه ده؟ إيه القرف اللي احنا عايشين فيه ده؟

حصلت ناكل في بعض بالشكل ده؟ اخلاق إيه ومجتمع محافظ إيه وتقاليد إيه وزفت إيه على دماغكم؟ وبتنهشوا ف مين يا متخلفين؟ إيه يعني بنت فنانة؟ ويا ريتها مثلا فنانة بتاعة فن هابط عشان تكون عندكم شحنة الكره دي ضدها!! بنات بين ايدين الله تعملوا فيهم كدا ليه؟ وإيه آدي اخرة الانحلال والبعد عن الدين؟.. اسم الله عليكم وعلى تدينكم اللي مقطع بعضه!! دول بناتكم يا متخلفين!! لحمكم ودمكم.. البنت اللي انتم هريتم نفسكم في الحقد والتشفي فيها لمجرد ان قالوا عليها في الجرايد انها ثرية وعايشة في فيللا لوحدها وجابت عربية ب40000 للبوي فريند بتاعها طلعت بنت عادية، زي بناتكم اللي انتم كرهتوهم في عيشتهم. عايشة حياة عادية من شقى اهلها اللي راحوا يدوروا على لقمة العيش زي ملايين من الغلابة في البلد دي.. اجرمت في إيه؟ انها عايزة تتعلم؟ انها مصاحبة بنت مطربة؟ انها اتقتلت على ايد حرامي خاف من صريخها يفضحه؟؟

لأ وياريت صريخها واستغاثتها عملت حاجة.. دي الجارة اللي افتكرت نفسها هتبقى نجمة في الاعلام وقالوا انها هي اللي كشفت المستور واللي كان بيحصل من حفلات وسهرات في الشقة اللي تمت فيها الجريمة، بتقولك قال خير اللهم اجعله خير، قال صاحية تصلي الفجر سمعت صوت خناقة.. يا عيني على التدين والورع!.. سامعة استغاثة جارتها وقعدت تسمع كدا كأنها مزيكا ولما الاصوات سكتت قال راحت تصلي وتنام.. يا عيني!! اللهم قوي ايمانك يا شيخة!!.. لأ صحيح مصر بخير يعني. وأبو زميلتهم في الجامعة، اللي كمان راح يصلي الفجر في نفس اليوم، سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، إيمان وتقوى يقطعوا القلب. قال برضه للصحافة انه لما رجع من صلاة الفجر عرف باللي حصل من زوجته، اللي أكيد كانت صاحية هي كمان عشان تصلي الفجر، وان بنته كانت مع هبة ونادين في نفس الليلة لكنه كلمها في التليفون الساعة 11 وقالها ارجعي يا حبيبتي من الشقة البطالة بقى الوقت اتأخر

مش ممكن اللي أنا شفته دا؟؟ كمية سادية وتفاصيل مقززة وخيال مريض ما يطلعش غير من حثالة معدومين الضمير، مش شايفين في القتل بالطريقة البشعة دي أي جريمة أو فضيحة، وراحوا يلفقوا الفضيحة للمجني عليهم لمجرد انهم بنات وكانوا قاعدين لوحدهم!! يعني لو كان اللي اتقتلوا دول شابين، كان خبر قتلهم دا اتحول لفضيحة؟ أو لو كانوا حتى شابين بيعملوا حفلات وبيجيبوا بنات وبيعربدوا ويضربوا مخدرات وخمرة وكل اللي ممكن يخطر على بال حد، كان حد اعتبر دي فضيحة؟ كان حد شمت فيهم وقعد يكتب درس في الاخلاق والتربية وهو اصلا آخر واحد يتكلم في الامور دي؟

والد البنت المسكين اللي اتكوى بنار الغربة عشان يعيش ولاده ويعلمهم احسن تعليم يرجع يلاقي بنته جثة، ومع ذلك محدش رحمه.. معقولة أب يطلع في التليفزيون عشان يقول بنته بكر؟؟؟ مش عارف ياخد واجب العزاء فيها؟؟ وتبقى مصيبته في شرف بنته اكبر من مصيبة قتلها.. والمفروض انه يعيش بالعار عشان المجتمع والصحافة القذرة اصدروا حكمهم عليها بالاعدام بعد ما اتقتلت!! أنا مش مصدقة

أنا احترمت الراجل لأنه طلع في التليفزيون يدافع عن شرف بنته اللي نهش فيه الكلاب.. ما استخباش وقال يا حيطة داريني كفاية فضايح.. راح وهو واثق من براءة بنته لأنه عارف رباها ازاي، وانها حتى لو عايشة في قصر وحدها هتفضل هي بنته باخلاقها وتربيتها. لكن مين يرحمه في وسط مجتمع تحول إلى وحوش غير آدمية؟.. تاني يوم يطلع كلام أقذر من اللي اتقال قبل كدا وكأنهم خايفين دموع الأب المكلوم تصحي ذرة انسانية وسط الناس وتخليهم يبطلوا يشتروا ورق التواليتات بتاعهم

نفترض ان الحرامي دا ماكانش اتمسك، ودا وارد جدا.. كان الوضع هيكون إيه؟ العيلة دي تعيش ازاي وهي سمعتها على كل لسان؟ يترحموا على بنتهم ازاي بعد ما كانت سبب في عارهم وفضيحتهم؟ كانوا هيفضلوا موصومين طول حياتهم؟

لو المجتمع هيموت على واحدة مومس يرميها باحجار قبحه وفساده واحقاده وعنفه وازدواجيته، فإليكم الموامس الحقيقيين وهم الصحفيين اللي قعدتم تريللوا على الكلام اللي كانوا بيسرحوا عليكم بيه.. وإليكم القوادين اللي اداروا هذه الدعارة الجماعية باقتدار من رؤساء تحرير هذه الصحف اللي مش هاممهم ينشروا فكر ولا ثقافة ولا وعي لهذا المجتمع الجاهل، وكل همهم هو التربح من الاثارة ولو على حساب تفشي المزيد من المرض والقبح واللاانسانية في هذا المجتمع. بجد كان استعراض عضلات واستعراض لرجولة هذا المجتمع الذكوري.. والجايزة مناصفة بين الصحافة وزباينها بتوع جلسات النميمة

الفضيحة اللي بجد هي فضيحتكم انتم .. انتم صناعها وانتم نجومها

يا من تمجدون القاتل لأنه ذكر وتلعنون القتيلة لأنها انثى

انتم ابشع فضيحة