Sunday

لعل هذا المجتمع يفيق

الطفلة التي قالت بحبك يابابا
بقلم : عايدة رزق

منحنا المشهد الذي ظهر فيه الفنان الشاب أحمد الفيشاوي في التليفزيون المصري منذ أيام وهو يعلن اعترافه بابنته لينا ـ‏5‏ سنوات ـ وهي تحتضنه وتقول له بصوت يقطر براءة وعذوبة بحبك يابابا منحنا احساسا بان الخير رغم خفوت صوته مازال موجودا‏,‏ وان القيم رغم وهن نورها مازالت براقة وباعترافه هذا اسدل الستار ـ مرة أخري ـ علي واحدة من أشهر القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر وتصدرت اخبارها جميع وسائل الاعلام‏,‏ واثارت جدلا كبيرا منذ اللحظة التي قدمت فيها مهندسة الديكور هند الحناوي بلاغا إلي النيابة في عام‏2003‏ تتهم فيه الفنان أحمد الفيشاوي بسرقة عقد زواجهما العرفي وإنكار نسب الجنين الذي تحمله في احشائها‏,‏ هنا قامت الدنيا ولم تقعد فالحلول المعتادة والمتعارف عليها في مثل هذه الحالات تتم في السر‏,‏ حيث يستدرج الأب أو الأخ أو ابن العم الفتاة الي مكان بعيد مهجور ويزهق روحها ويعود مرفوع الرأس‏,‏ وفي اعماقه اعتقاد انه فعل الصواب‏..‏

أو ان تهرب الفتاة تاركة وراءها علامات استفهام كبري واقاويل وشائعات يرددها أهل الحي لفترة طويلة وبعد اشهر قليلة يعثر المارة علي مولود يبكي بجوار مسجد أو تحت عمود نور ليودع في ملجأ ايتام يعيش فيه ايامه ولياليه في كابوس لايستيقظ منه ابدا‏.‏ لكن هند وابويها لم يختاروا أيا من هذه الحلول‏..‏ وقرروا ان يسيروا في طريق طويل ووعر‏..‏ وان يخوضوا معركة شرسة وضارية‏..‏ وان يحثوا المجتمع علي الإفاقة من غفوته ومواجهة ظاهرة الزواج العرفي الذي انتشر كالوباء بين الشباب وأدي إلي وجود‏14‏ ألف قضية إثبات نسب في المحاكم‏,‏ وحين بدأ افراد أسرة الحناوي في طرح قضيتهم انهال عليهم وابل من سهام النقد اللاذع‏..‏ فالبعض استشاط غضبا واتهم الأب والأم بانهما فشلا في تربية ابنتهما‏..‏ في حين نشب فريق آخر مخالبه في جسد هند وطالبها بان تتواري خجلا وان تقفل فمها الي الابد وحث فريق ثالث وسائل الاعلام ان تكف عن الغوص في تفاصيل هذه القضية الشائكة وان تكرس جهودها لانقاذ الأسرة المصرية من التفكك‏..‏ ووسط هذا الضجيج بزغ صوت رابع يدافع بشدة عن موقف هند واسرتها ويثني علي شجاعتهم في مواجهة هذا الموقف العصيب‏.‏

وفي هذا الوقت كان افراد اسرتي الحناوي والفيشاوي يتبادلون الاتهامات علي شاشات التليفزيون وفي ساحة المحكمة‏,‏ وانتهي هذا المشهد بان اصدر المستشار أحمد رجائي دبوس رئيس محكمة استئناف الاحوال الشخصية في عام‏2006‏ حكمه باثبات نسب الطفلة لينا الي والدها أحمد الفيشاوي الذي رفض التعليق علي الحكم‏,‏ بعد ذلك هدأت الأصوات واختفي ابطال هذه القضية باستثناء أحمد الذي حرصت بعض الصحف علي نشر اخبار نشاطه الفني وزواجه وطلاقه‏..‏

حتي جاء مشهد النهاية حين اعلن الفيشاوي علي الملأ اعترافه بابنته التي حالفها الحظ بان يكون لها جد مستنير هو د‏.‏ أحمد الحناوي وجدة شجاعة هي د‏.‏ سلوي عبدالباقي‏..‏ وأم تحملت مسئولية خطئها بزواجها العرفي واستماتت في الدفاع عن حقها‏..‏ وأب لم يكابر حتي النهاية واستمع لصوت ضميره‏..‏ ليتأكد للجميع ان الدفاع عن الحقوق يحتاج إلي مناضلين‏..‏ وان المستنيرين والذين يملكون شجاعة الفرسان هم وحدهم القادرون علي تحريك المياه الراكدة‏..‏ واحداث تغيير في أفكار البشر‏..‏ وإضاءة القناديل في أزقة العقول المظلمة‏

نقلا عن جريدة الأهرام 7-12-2008

Tuesday

القاتل ذكر والقتيلة انثى


طبعا كلنا تابعنا الحوادث المثيرة اللي حصلت في الفترة الأخيرة، وقصدي جريمتي قتل سوزان تميم اللي اتهم فيها رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى ومقتل ابنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها.. وطبعا الدنيا زاطت والجرايد والمجلات ومحطات التليفزيون كانت بتتصارع وتتنافس وتلهث في صراع شرس مع الزمن لارضاء نهم الرأي العام المصري والعربي وسعيه الدءوب للبحث عن فضيحة

ولأن شعور هذه الشعوب تبلد من كتر الهموم والمشاكل وحرق الدم طول اليوم ومشاهدة احداث العنف والقتل وسفك الدماء بجرعات مكثفة على الاخبار يوميا وعلى مدار 24 ساعة، فاصبح من الصعب جدا ارضاء هذا الجمهور.. واعتقد ان لو كان عندنا في مصر مسابقات لمصارعة الثيران مثلا مكانش هيبقالها جمهور، وكان ممكن نعتبرها رياضة فافي

وبجانب كل ده، فإن مجتمعات بتعاني من الكبت والنفاق والخواء الذهني وغياب أي أهداف جادة في الحياة وانعدام لقيمة العمل، بتحصر كل اهتمامها في المظاهر وادعاء الفضيلة والاخلاق اللي بيتكلموا عنها طول الوقت لمداراة حقيقتهم المخجلة، وبيكون عندهم هوس غير طبيعي بشيء اسمه الفضيحة

الفضيحة في مجتمع مريض زي مجتمعنا ده ليها مواصفات خاصة جدا.. مش أي عمل اجرامي أو فعل مخجل بيعتبر فضيحة.. لأ.. بلادة الاحاسيس اللي عندهم دي بتخلي استجابتهم للحدث فاترة ويقابلوها بلا مبالاة شديدة.. إيه يعني لما كل يوم صفحة الحوادث مليانة قتل وسرقة بالاكراه واغتصاب وغيره وغيره؟؟ عادي.. ايه الجديد؟ وإيه يعني تفجيرات في الهند مات فيها 200 واحد؟ وإيه يعني اللي بيموتوا في تفجيرات في العراق كل يوم؟ خلاص.. اتعودنا وبنتفرج وننسى.. وبعدين دي لا تصنف عندنا تحت بند الفضايح لأسباب كتير

مواصفات الفضيحة على الطريقة المصرية


1- ليست فضيحة انهيار منظومة الاخلاق في هذه المجتمعات التي يتغنون بتدينها وفضيلتها ومنظومة القيم فيها.. فالتفجيرات الارهابية على سبيل المثال تفضح التشوه العقلي والنفسي الذي نمت في حضنه هذه الجماعات الارهابية والتي تستخدم نفس الشعار الذي يرفعه المجتمع المحترم جدا في تبرير كل ما يشوبه من عيوب ألقته خارج ركب الحضارة وخارج حركة التاريخ.. تطرف المجتمع دينيا ينم عن جهل بهذا الدين وبما اتت من اجله الاديان بالاساس.. والمغالاة في المظهر الديني ليست سوى ستار يخفي ما بداخل هذا المجتمع من بعد عن أي روحانيات أو قيم حقيقية راسخة في وجدانه

2- الفضيحة يجب ان تكون فردية، فمجتمعنا يرفع الجماعة فوق الفرد، ويستغل سطوته لكبت الحريات الفردية وممارسة شذوذه بشكل علني لأنه يتمتع بالتأييد والمباركة من الجماهير المذعورة اللي عايزة تتحامى في ضل المجتمع ومستعدة تمشي مع القطيع لأنها بتشوف المجتمع بيذل الفرد اللي يخرج من تحت عبايته قد إيه، لأن هذا المجتمع لا يعترف بالاختلاف ولا يحتمل فكرة تمرد الفرد على سطوته التي فرضها عليه بالحديد والنار والتهديد بالفضيحة

3- الفضيحة لازم تكون صارخة وفجة ومشعللة ومثيرة بدرجة تخليها تُشبع نهم المجتمع للتشفي في الشخص المفضوح وتشجع العامة للاجهاز عليه عشان تنهش فيه براحتها.. يعني فضيحة بجلاجل زي ما بنقول.. والجلاجل دي استمديناها من تراثنا الشعبي، اللي كان فيه زمان ايام المماليك اللي يثور على الظلم أو يرفض دفع الجباية أو الضرايب يتحكم عليه انه يركب حمار بالمقلوب أو يتسحل في شوارع المحروسة والمنادي جنبه بيجلجل بجرس عشان الناس تطلع وتتفرج على مصير المجرم.. لكن الجلاجل الحديثة بتاعة احفاد الفراعنة هي عبارة عن التفاصيل المثيرة اللي بتشعلل الموضوع واللي غالبيتها العظمى، ان لم يكن كلها، هي من خيال محرر الحوادث، .. ومن شروط محرر الحوادث في مصر انه يتمتع بخيال خصب جدا ودراية بسيكولوجية الشعب المصري عشان يقدر يقدمله الأكلة المحبشة الدسمة اللي ترضي جوعه للفضيحة

4- الجنس هو عنصر اساسي في الفضيحة.. ماهي الفضيحة ماتبقاش فضيحة من غير جنس.. امال الاثارة هتيجي منين؟ مجتمع غير منتج واغلبه بيعيش حالة من البدائية بعيدا عن الفكر والثقافة والفنون التي تسمو بالروح الانسانية، عايش عشان يرضي غرايزه وشكرا.. ويا ريته عارف يرضيها كمان.. لأ دا مكبوت جنسيا بدرجة شاذة، وعلاجه الوحيد للكبت هو المزيد من الكبت. حتى المتجوزين عندهم كبت، يمكن اكتر من اللي مش متجوزين.. لأن اللي مش متجوز ومكبوت عنده خيال وعنده أمل انه يحققه بعد الجواز، لكن المتجوز عرف اللي فيها، وأمله الوحيد هو انه يخبط في واحدة أويلمس حاجة في الزحمة،أو يشوف فيلم بورنو، ودا آخره.. يا إما يستغل الرخصة اللي مديهاله المجتمع المحترم جدا جدا بتاع احلى من الشرف مفيش ويخون مراته مع واحدة من ادنى المستويات عشان يقدر يعمل معاها اللي خجلان منه مع زوجته المتربية، لأن الحائط النفسي اللي جعل من الجنس تابوه محرم وربطه بمفاهيم كلها بتحط من هذه الغريزة باعتبارها دنس وقرف وفحش وفجر، بيخليه مش قادر يتخلص من العقده دي مع مراته، اللي هي كمان شايفة العملية الجنسية كواجب عليها لغرض معين وان الاستمتاع بالجنس دا شيء مشين واللي عايزة تستمتع بالجنس دي لازم تكون ست من اياهم، لكن المتربية دي بتعمل كدا عشان جوزها وانجاب الاطفال وبس.. يعني بنات وولاد وستات ورجالة وكبار السن كمان عندهم مشاكل جنسية، والهوس الجنسي بيشغل مساحة كبيرة من تفكيرهم فبيبحثوا عنه في كل شيء وأي شيء

5- الفضيحة انثى.. لأننا مجتمع ذكوري، يتمتع فيه الذكور بمساحة من الحرية الجنسية، بتعتبر الزنا والتحرش شقاوة.. والخيانة الزوجية فحولة وأكيد أكيد الزوجة هي الل غلطانة وهي السبب ان جوزها بص برة، لأن زي ما احنا عارفين الراجل مش ممكن يغلط ابدا ولا يكون عديم الاخلاق ولا خسيس ولا أي حاجة من دي. دا يا عيني بيخونها مضطر وهو الدمعة هتفر من عينه.. فطبعا في ظل هذا الترخيص الذي منحه المجتمع للذكر ليتخطى به اسوار اكذوبة التقاليد والفضيلة والاخلاق، حتى انه جعله يتخطى الاوامر الالهية والاديان في هذا الخصوص، فقد تم اخراج الذكر من مفهوم الفضيحة.. مش مهم.. الرجل معندوش غشاء بكارة يبقى مين هيعرف؟ ربنا غفور رحيم يعني وعادي وف اللذيذ، المهم البنت.. هي دي الفاجرة اللي عندها غشاء بكارة ولازم تتكفن وهي عايشة وتتدبح لو مجرد حد اتكلم عليها، مش مهم بقى مظلومة مش مظلومة مش شغلنا.. دي عرض الراجل، وهو دا المهم.. الراجل يعني يمشي من غير عرض؟؟ معقولة؟ دا حتى ما يصحش.. الناس تقول عليه إيه؟.. يعني الراجل عديم الشرف اللي داير زي الكلب يتحرش في دي ويعاكس دي ويبصبص لدي ويزني مع دي مالوش شرف، فلازم يدورله على كيان يسقط عليه كل قرفه ومرضه النفسي واحساسه بالعار عشان يشييله الدلعدي شرفه، وطبعا هيلاقي مين يعمل فيه كدا غيرالحيطة المايلة، الدرجة عاشرة في المجتمع؟.. الانثى.. مصدر الفضيحة والعار.. هو فيه غيرها؟ هي دي اس البلاوي كلها

6- الطبقة العليا والمشاهير هم صناع الفضايح.. لأن طبعا اغلبية المجتمع عندنا بتتدرج بين الطبقة الوسطى للفقرا والمعدمين، فلازم تتم مجاملة هؤلاء.. وتبقى كل المسلسلات والافلام بيلعب فيها الغني أو حتى مجرد الميسور ماديا دور الشرير والمجرم والفاسد والحرامي والنصاب والمنحل اخلاقيا، والستات من هذه الطبقة طبعا كلهم هشك بشك ومفتريين وفاسدين وطماعين وانتهازيين وفيهم كل البلاوي.. لكن الفقير دا الملاك.. النسمة.. المتدين اللي عارف ربنا.. الطيب الغلبان.. اللي عنده كرامة وكبرياء وشهامة.. مش فافي ومهيس وقليل الرباية زي ابن الراجل الغني الحرامي. هذا النفاق المجتمعي اللي للأسف اصبح سمة في حياتنا لن ينفي ابدا العلاقة بين الفقر والجهل والجريمة. أنا اتكلمت عن مجتمع الاحياء الشعبية قبل كدا وما افرزته ثقافتهم من تشوهات في المجتمع وانحطاط اصاب الذوق العام.. وطبعا اغلب الجرايم بيرتكبها هؤلاء ومن ينتمون إلى الشرائح الدنيا في المجتمع.. لكن التصريح بده بيزعل.. مش بس لأننا بنحب النفاق ولازم نمشي في ركاب الاغلبية، لكن لاسباب سياسية كمان خلت الفقر دا سمة من سمات المجتمع وعايزاه يتعايش مع حالته دي لأنها لا تملك تحسين وضعه ولن تستطيع فعل ذلك في الوقت الحاضر ولا المستقبل القريب، ويصبح الحل هو استغلال حالة النفاق اللي موجودة في المجتمع لإلهاءه عن واقعه وعن البحث وراء الاسباب الحقيقية التي ادت به إلى هذا الحال، ومن أحسن الاسلحة التي يمكن الاعتماد عليها هي حواديت الغني الحرامي والفقير الطيب، وفضائح اصحاب المال والمشاهير

7- أكل لحم الموتى.. ولأن الموتى مسالمون لا يتكلمون فإنهم اختيار مثالي لصنع الفضيحة أم جلاجل.. ما بالكم لو كان الميت دا هو واحدة مشهورة وماتت مقتولة؟؟ ماهي بدل واحدة ست واتقتلت يبقى لازم تستاهل القتل والدبح، ولازم طبعا تبقى ماشية على حل شعرها، ولازم تتقطع حتت وراسها تنفصل عن جسمها ولسانها يتقطع وتتفرتك وتتنشر صورها عشان المجتمع الطيب البريء اللي ما يعرفش الحاجات الأياه دي ياخد عبرة ويعرف يشكم البنات اللي فيه كويس. القتيلة الانثى دي تبقى فرخة بكشك بالنسبة للصحافة والاعلام المرئي وقعدات النميمة، خصوصا في ساعات العمل.. أصل احنا شعب بيحب شغله أوي ومتفاني في عمله وفي اتقانه زي ما كلنا عارفين.. شعب منتج منتج يعني.. فتلاقي قعدات النميمة دي ما تحلاش إلا لتضيع ساعات العمل المملة اللي بيقعد فيها الموظفين متيسين في وش بعض، والموظفات يبصوا في الساعة ويغنولها يا ساعة الوقت اجري خليني اروح بيتي بدري.. ويا سلام بقى لما واحدة تكون جايبة معاها جرنال ولا مجلة عشان ياخد الدورة بتاعته ع الحبايب ويتباحثوا ويتناقشوا ويتحاوروا ويبدعوا ويتألقوا في التعليق على التفاصيل واضفاء المزيد من المحسنات البديعية عليها والأحكام على شرف الضحية اللي بتطلع زي الرصاص، "وأدي أخرة المسخرة وقلة الأدب".. الحمد لله احنا فلة.. احنا مفيش احسن مننا، دا احنا ملايكة ناقصلهم جناحات.. انما بنات اليومين دول عايزين الحرق يا اوختشي

منكم لله.. منكم لله يا مجتمع مريض.. ياللي بتخوضوا في اعراض الناس وانتم بيتكم من ازاز.. ياللي اكبر هواية عندكم هي انكم تنهشوا ف لحم بعض.. ياللي بتفرحوا في مصايب الناس وتزعلوا في فرحتهم وتحقدوا عليهم.. ياللي ما تمسكوش جرنال غير عشان تشوفوا اخبار الفضايح وتبقوا ساعاتها مثقفين أوي وكل واحد شايل جرنال ماشي بيه كأنه سلاح التلميذ.. إيه ده؟ إيه القرف ده؟

اللي نشرته الجرايد عن هبة ونادين دا قمة السفالة والحقارة والقذارة والخيال المريض.. لكن العيب مش عليهم، العيب على مجتمع أكل لحم الموتى.. مجتمع مقزز في عنفه وفجاجته وفساده والدمامل المتقيحة اللي طالعة منه في كل حتة ومع ذلك بيدور على فسفوسة يعمل منها فضيحة

مش متخيلة ازاي اللي علقوا على الكلام دا بكلام كله شماتة وتشفي يبقوا بني آدمين؟ وسلالة الكلاب من نباحين الصحف اللي يبيعوا شرفهم وانسانيتهم ويستغلوا هذا السعار العام لتحقيق ارباح وزيادة توزيع زبالاتهم، دول إيه دول؟ إيه ده؟ إيه القرف اللي احنا عايشين فيه ده؟

حصلت ناكل في بعض بالشكل ده؟ اخلاق إيه ومجتمع محافظ إيه وتقاليد إيه وزفت إيه على دماغكم؟ وبتنهشوا ف مين يا متخلفين؟ إيه يعني بنت فنانة؟ ويا ريتها مثلا فنانة بتاعة فن هابط عشان تكون عندكم شحنة الكره دي ضدها!! بنات بين ايدين الله تعملوا فيهم كدا ليه؟ وإيه آدي اخرة الانحلال والبعد عن الدين؟.. اسم الله عليكم وعلى تدينكم اللي مقطع بعضه!! دول بناتكم يا متخلفين!! لحمكم ودمكم.. البنت اللي انتم هريتم نفسكم في الحقد والتشفي فيها لمجرد ان قالوا عليها في الجرايد انها ثرية وعايشة في فيللا لوحدها وجابت عربية ب40000 للبوي فريند بتاعها طلعت بنت عادية، زي بناتكم اللي انتم كرهتوهم في عيشتهم. عايشة حياة عادية من شقى اهلها اللي راحوا يدوروا على لقمة العيش زي ملايين من الغلابة في البلد دي.. اجرمت في إيه؟ انها عايزة تتعلم؟ انها مصاحبة بنت مطربة؟ انها اتقتلت على ايد حرامي خاف من صريخها يفضحه؟؟

لأ وياريت صريخها واستغاثتها عملت حاجة.. دي الجارة اللي افتكرت نفسها هتبقى نجمة في الاعلام وقالوا انها هي اللي كشفت المستور واللي كان بيحصل من حفلات وسهرات في الشقة اللي تمت فيها الجريمة، بتقولك قال خير اللهم اجعله خير، قال صاحية تصلي الفجر سمعت صوت خناقة.. يا عيني على التدين والورع!.. سامعة استغاثة جارتها وقعدت تسمع كدا كأنها مزيكا ولما الاصوات سكتت قال راحت تصلي وتنام.. يا عيني!! اللهم قوي ايمانك يا شيخة!!.. لأ صحيح مصر بخير يعني. وأبو زميلتهم في الجامعة، اللي كمان راح يصلي الفجر في نفس اليوم، سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، إيمان وتقوى يقطعوا القلب. قال برضه للصحافة انه لما رجع من صلاة الفجر عرف باللي حصل من زوجته، اللي أكيد كانت صاحية هي كمان عشان تصلي الفجر، وان بنته كانت مع هبة ونادين في نفس الليلة لكنه كلمها في التليفون الساعة 11 وقالها ارجعي يا حبيبتي من الشقة البطالة بقى الوقت اتأخر

مش ممكن اللي أنا شفته دا؟؟ كمية سادية وتفاصيل مقززة وخيال مريض ما يطلعش غير من حثالة معدومين الضمير، مش شايفين في القتل بالطريقة البشعة دي أي جريمة أو فضيحة، وراحوا يلفقوا الفضيحة للمجني عليهم لمجرد انهم بنات وكانوا قاعدين لوحدهم!! يعني لو كان اللي اتقتلوا دول شابين، كان خبر قتلهم دا اتحول لفضيحة؟ أو لو كانوا حتى شابين بيعملوا حفلات وبيجيبوا بنات وبيعربدوا ويضربوا مخدرات وخمرة وكل اللي ممكن يخطر على بال حد، كان حد اعتبر دي فضيحة؟ كان حد شمت فيهم وقعد يكتب درس في الاخلاق والتربية وهو اصلا آخر واحد يتكلم في الامور دي؟

والد البنت المسكين اللي اتكوى بنار الغربة عشان يعيش ولاده ويعلمهم احسن تعليم يرجع يلاقي بنته جثة، ومع ذلك محدش رحمه.. معقولة أب يطلع في التليفزيون عشان يقول بنته بكر؟؟؟ مش عارف ياخد واجب العزاء فيها؟؟ وتبقى مصيبته في شرف بنته اكبر من مصيبة قتلها.. والمفروض انه يعيش بالعار عشان المجتمع والصحافة القذرة اصدروا حكمهم عليها بالاعدام بعد ما اتقتلت!! أنا مش مصدقة

أنا احترمت الراجل لأنه طلع في التليفزيون يدافع عن شرف بنته اللي نهش فيه الكلاب.. ما استخباش وقال يا حيطة داريني كفاية فضايح.. راح وهو واثق من براءة بنته لأنه عارف رباها ازاي، وانها حتى لو عايشة في قصر وحدها هتفضل هي بنته باخلاقها وتربيتها. لكن مين يرحمه في وسط مجتمع تحول إلى وحوش غير آدمية؟.. تاني يوم يطلع كلام أقذر من اللي اتقال قبل كدا وكأنهم خايفين دموع الأب المكلوم تصحي ذرة انسانية وسط الناس وتخليهم يبطلوا يشتروا ورق التواليتات بتاعهم

نفترض ان الحرامي دا ماكانش اتمسك، ودا وارد جدا.. كان الوضع هيكون إيه؟ العيلة دي تعيش ازاي وهي سمعتها على كل لسان؟ يترحموا على بنتهم ازاي بعد ما كانت سبب في عارهم وفضيحتهم؟ كانوا هيفضلوا موصومين طول حياتهم؟

لو المجتمع هيموت على واحدة مومس يرميها باحجار قبحه وفساده واحقاده وعنفه وازدواجيته، فإليكم الموامس الحقيقيين وهم الصحفيين اللي قعدتم تريللوا على الكلام اللي كانوا بيسرحوا عليكم بيه.. وإليكم القوادين اللي اداروا هذه الدعارة الجماعية باقتدار من رؤساء تحرير هذه الصحف اللي مش هاممهم ينشروا فكر ولا ثقافة ولا وعي لهذا المجتمع الجاهل، وكل همهم هو التربح من الاثارة ولو على حساب تفشي المزيد من المرض والقبح واللاانسانية في هذا المجتمع. بجد كان استعراض عضلات واستعراض لرجولة هذا المجتمع الذكوري.. والجايزة مناصفة بين الصحافة وزباينها بتوع جلسات النميمة

الفضيحة اللي بجد هي فضيحتكم انتم .. انتم صناعها وانتم نجومها

يا من تمجدون القاتل لأنه ذكر وتلعنون القتيلة لأنها انثى

انتم ابشع فضيحة

Monday

أخبار سارة

الحبس سنة للمتهم في واقعة التحرش الجنسي في المهندسين

قضت محكمة جنح العجوزة بمعاقبة الطالب إسلام مجدى (19 سنة) بالحبس سنة مع الشغل والنفاذ في أولي جلسات محاكمته لاتهامه في واقعة التحرش الجنسي بالفتيات بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين‏

______________


أول امرأة تشغل منصب عمدة في احدى قرى الصعيد

إيفا هابيل كيرلس (53 عاما)هي أول امرأة مصرية مسيحية تشغل منصب العمدة في قريتها "كمبوها بحري" التابعة لمحافظة اسيوط


__________________


مش قادرة أخبي فرحتي بالخبرين دول.. واتمنى من كل قلبي ان دي تكون خطوة أولى لمزيد من التقدم في مجال حقوق المرأة في مصر

ألف مبروك لإيفا.. واتمنى لها كل التوفيق والنجاح في عملها.. ويا ريت ده يرفع سقف الطموح لبناتنا اللي في قرى ونجوع مصر
سنة 1998 كان عندنا أول امرأة تشغل منصب شيخ البلد في احدى قرى محافظة القليوبية، وهي سهير اسماعيل.. ومنذ ذلك الحين لم تشغل المرأة في الريف المصري أي منصب قيادي.. يا ريت يجي الفرج على ايدين إيفا ومانستناش 10 سنين كمان عشان نشوف عمدة تانية وتالتة وعاشرة.. وعايزين نشوف امرأة في منصب المحافظ كمان.. وبعدين رئيسة وزارة.. معتقدش هأعيش لغاية ما اشوفها في منصب رئيس الجمهورية، لأن كل يمتنعون عن هذا المنصب في بلادنا العربية

***

ولو اني مستغربة ان حادثة تحرش جماعي تصفصف على متهم واحد!! والتاني حدث عمره 17 سنة اتحول لمحكمة الاحداث.. لكن أهو الموضوع ما مرش مرور الكرام زي العيد اللي قبله.. ولا حد قدر ينكر وقوع احداث تحرش جماعي زي اللي حصل قبل كدا.. اتمنى ان العيد الجاي يكون عيد بجد ولا يعكره مثل هذه الاحداث المشينة والوضيعة. يا ريت شوارعنا ترجع آمنة زي زمان

Sunday

جرثومة الفصام وغرغرينا الفساد

تحذير هام
هذا البوست للكبار فقط.. وعلى ذوي الاحساس المرهف عدم تشغيل الفيديو


ظاهرة سعد الصغير في رأيي بتجسد كل الخلل والفساد والفجاجة والانحطاط التي بيعاني منها المجتمع المصري في الوقت الحالي. أنا مش هأحمل سعد ذنب المجتمع اللي اوجده، لأن رواج السلعة الرديئة يعني فساد الذوق العام.. هو مالوش ذنب انه لقى نفسه في يوم وليلة نجم النجوم في مصر. الناس هي اللي صنعت ظاهرة سعد الصغير.. وهي دي الخطورة

قريت خبر القبض على سعد، وما استغربتش، وتوقعت السبب قبل قراية التفاصيل كمان، لأني شوفت الكليب اياه من أكتر من سنتين، وهو متصور من فرح شعبي أحياه سعد الصغير سنة 2002.. يعني على رأيه "قبل سعد ما يبقى سعد"، دا اسلوب تعبيره عن الفترة اللي سبقت نجوميته وتلألؤه في سماء الفن الشعبي على قفا الزباين من محبي الاسفاف، وهم كثر

أول مرة شوفت فيها سعد كان من حوالي 4 سنين أو أكتر.. يومها ما فهمتش الكائن دا عبارة عن إيه بالظبط.. وكل ما تركه في نفسي هو وفرقته هي حالة من الاشمئزاز والغثيان. بعدها شوفت صوره على واجهة أحد أشهر كباريهات شارع الهرم، فتخيلت نوعية الفن اللي بتقدمه هذه الأماكن.. وأعتقد ان ده هو السبب الرئيسي ورا سوء سمعة المسارح دي.. لأننا كنا بنشوف في افلام الأبيض واسود نوعية الفن اللي كان بيقدم على مسارح المنوعات قديما، وكانوا بيسموها تياترو.. وأكيد عارفين ان اكبر مطربين ومطربات مصر وقتها ابتدوا حياتهم الفنية في هذه التياتروهات.. وكان فيه منها اللي بيقدم فن راقي جدا من غناء ورقص

لكن التحول اللي حصل في مصر ترك بصمته على كل شيء.. وكان من الطبيعي ان مسارح شارع الهرم تنحدر بدورها عشان تكون كباريهات درجة عاشرة، تحتضن الفن الهابط

الكباريه مهما كان هو مكان مغلق على رواده، وهما بيروحوا وبيدفعوا مبالغ مخصوص للاستمتاع باجواء معينة.. هما أحرار.. لكن لما أنا اختار اني اجيب مطرب يحي فرحي وسط أهلي واصدقائي وجيراني.. أكيد هيكون اختياري هو المطرب اللي يبسط المعازيم.. أو بمعنى أدق، اللي أنا شايف انه هينول استحسان الناس دي.. مجتمعي القريب.. ولما يبقى الفرح شعبي، يعني في وسط ناسي وحتتي، المفروض اني بأكون عايز أعكس صورة عن نفسي، تعملي برستيج.. وفي المناطق الشعبية، بيكون الفرح أجمل كل ما العريس وجِّب مع المعازيم.. يعني شاف طلباتهم من أكل وشرب ومزاج.. مشروبات كحولية وحشيش!! ماشي.. كل دا مفهوم.. وكمان الرقاصة درجة عاشرة برضه مفهومة.. لكن لما يوصل الموضوع لعرض بورنو.. يبقى دا بيقول إيه؟

لما كلموا سعد الصغير في برنامج شهير على الهوا بخصوص الخبر، انكر انه تم القبض عليه.. وفسر اللي حصل بإنه "حئد"!! حقد من مطربين شعبيين بيحاولوا ينافسوه عشان هو واكل السوق، فسربوا الكليب!
-طب مش دا انت يا سعد؟
-أيوة أنا، بس من زمان
-يعني إيه من زمان؟ انت ولا مش انت؟
-يعني ماكنتش عارف اني هأبقى سعد الصغير وهأتشهر
-وهي الاخلاق بتتجزأ يا سعد؟ يعني المشهور له اخلاق واللي مش مشهور له اخلاق تانية؟
-لأ مش تتجزأ، بس دا كان زمان وفي حتة شعبية، وكل الافراح هناك كدا.. وبعدين لو كنت أعرف اني هأبقى سعد ماكنتش غنيت كدا.. ومن غير كدا ماكنتش هابقى سعد
-يعني إيه؟
-يعني أنا كان لازم أعمل كدا عشان اوصل وابقى سعد (!!)
-يعني هو دا اللي عملك سعد؟
-لأ مش ده.. بس من غيره ماكنتش الناس عرفتني
-يعني إيه؟ إيه اللي عملك سعد؟
-ربنا.. ربنا هو اللي كرمني و....
-لو سمحت بلاش تدخل ربنا في اللي بنتكلم فيه، ارجوك
-ازاي يعني ما ادخلش ربنا؟ لأ هو ربنا اللي عملني وعملك وعمل الناس كلها
-يا سعد خرج ربنا من الموضوع.. هو ربنا كان قالك تعمل كدا؟
-لأ ماقليش.. بس هو ربنا اللي عمل كل حاجة
-طب شكرا يا سعد

وهكذا كان الحوار في قمة العبثية، وكأن كل طرف بيتكلم في وادي تاني.. لا سعد فاهم اللي المذيع بيتكلم فيه، ولا المذيع فاهم منطق سعد

منطق سعد منطق فاسد بكل تأكيد.. لكنه منطق بتتبعه الأغلبية في مصر حاليا مع كل أسف.. ودا اللي الاعلامي المثقف ما أقدرش يستوعبه.. وواضح انه كان فاكر سعد بيستهبل عليه، عشان كدا حاول يعيد عليه السؤال اكتر من مرة وحاول ينهيه عن اقحام الدين في الموضوع.. لكن الحقيقة هي ان دي طريقة تفكير سعد.. والأهم من كدا.. دي طريقة تفكير جمهور سعد.. ودا الموضوع اللي انا بتكلم فيه انهاردة

القضية مش قضية فرد.. والموضوع مش موضوع كليب.. الحكاية دي قديمة.. واثيرت في الجرايد من سنين كمان، خاصة لما سعد انشأ مسجد، وتفجرت القضية دي وذاع خبر الكليب.. يعني فعلا مافيش معنى ان حد يقبض عليه انهاردة.. ولو ان دي قضية لا تسقط بالتقادم.. يعني لو أي حد عمل ربع اللي عمله سعد في الشارع هيتاخد من قفاه ويتعمله قضية فعل فاضح في الطريق العام.. لكن في حالة سعد، الفعل الفاضح مش فعل فرد أو اتنين، أو حتى عشرة.. دا فعل اشترك فيه كل اللي حضروا الفرح.. ومش فرح واحد.. على رأي سعد، كل الأفراح الشعبية كدا.. والفقرة دي أنا شفت ليها كليب تاني.. مما يؤكد انها لم تكن المرة الأولى أو الأخيرة لسعد

نيجي بقى للمهم.. ثقافة الأحياء الشعبية في مصر

المصيبة ان الاحياء الشعبية دي هي الكتل اللي يتجمع أكبر عدد من السكان.. وعشان كدا الكتلة السكانية دي بتفرض ذوقها على المجتمع كله بالعافية، وهي طبعا كانت السبب الرئيسي في صنع جماهيرية سعد الصغير وغيره.. أغاني الميكروباصات اللي مفيش انسان طبيعي يقدر يسمعها لدقيقة واحدة، دي تعتبر اناشيد يومية بالنسبالهم.. في الشغل، سواء ميكروباص، أو تاكسي، أو ورشة،.. وع القهوة.. وف قعدات المزاج. يعني الأغاني دي بالنسبالهم جزء لا يتجزأ عن اسلوب حياتهم وتكوينهم النفسي

في نفس الوقت، المفترض نظريا ان الحي الشعبي ده هو أصل الشهامة والجدعنة والقيم المصرية الأصيلة.. يعني دول صحاب الدم الحامي.. الحمشين بتوع الحشمة واحلى من الشرف مفيش.. دول هما أول ناس بيحجبوا بناتهم.. وممكن الواحد منهم يدبح مراته أو اخته او بنت خالته لمجرد انه شك في سلوكها، وساعتها بيكون بطل، حتى لو الضحية طلعت مظلومة.. لكن ثقافة البيئة دي دايما بتحط الشرف الجسدي والعرض كأولوية قصوى ومنبع للكرامة

في نفس الوقت برضه الفئة دي هي اللي كلمة ربنا في لسانها على طول، وبترجع كل صغيرة وكبيرة في شئون حياتها اليومية لمشيئة الخالق.. فالرزق نعمة من ربنا، بصرف النظر عن حجم العمل اللي بيقوموا بيه.. الشغل عندهم له معنى مختلف.. كلام زي "عملي ومجهودي" اللي كان المذيع بيحاول انه يوحي بيهم لسعد الصغير بلا جدوى، مالهمش وجود في قاموسهم.. الحكاية كلها ربك بيوزع الارزاق.. وكل سبوبة بأمر الله.. ومن هنا جت كلمة ارزقي.. يعني العامل اللي مالوش دخل ثابت.. عايش يوم بيوم ع السبوبة

ومن أهم خصال مجتمع الاحياء الشعبية النفاق والفصام! كتل بشر عايشين لازقين في بعض.. وشهم في وش بعض ومضطرين يتعاملوا مع بعض، دا غير ان حياتهم مكشوفة لبعض تماما، والخصوصية عندهم منتهكة دايما بكلام الناس واللي بيشوفوه من الفرجة على بعض.. فكان من اللازم الاعتماد على النفاق.. وان الشكل يغلب المضمون.. والصيت ولا الغنى.. ويا حيطة داريني اعمل اللي عايزه وراكي

كان طبيعي طبعا لما "سعد بقى سعد" انه يحاول تجميل صورته، لكن في عين مين؟ مش في عينك ولا عيني.. في عين جمهوره، وبنفس الصيغة اللي متعودين عليها.. في انه مثلا يبني مسجد، وانه"يتوب" عن الغنا في الكباريهات، لكن يفضل يقدم نفس نوعية الفن الهابط في اغانية وكليباته وافلامه، عادي.. ويستمر في رقصه الرقيع، برضه عادي.. ويعمل جنبهم كليبات دينية توزن العملية

جمهوره، اللي هو حريص على ارضائهم طول الوقت وبشكل صريح، مش عايز منه أكتر من كدا: انه يعيد تجسيد نفس المنظومة اللي هما عايشينها، لأنه لو خرج عنها بقى مش بتاعهم، بقى زيه زي أي واحد تاني بيغني.. ودا هو فاهمه كويس، عشان كدا لا يعنيه انه يبان بشكل محترم في البرامج اللي بتستضيفه، وممكن تضرب كف بكف وانت سامعه بيتكلم ويدخل ربنا في موضوع بالوضاعة دي، لكن دا لا يعنيه في شيء لأن انت مش في حساباته اصلا.. هو بيخاطب جمهوره اللي خلاه بقى سعد

ثقافة التحرش والنفاق والانحطاط والفجاجة تتجسد في ظاهرة سعد الصغير وغيره. ولو عايزين تعرفوا ليه التحرش بيحصل في العيد يبقى لازم تقطعوا تذكرة سينما في وسط البلد وتتفرجوا على فيلم من أفلام العيد.. شوفوا كم الانحطاط والاسفاف اللي بيصنع خصيصا لزباين العيد.. اللي بيعمل الأفلام دي وينزلها في العيد فاهم كويس نوعية الجمهور اللي بيطلع في العيد من كل العشوائيات والمناطق الشعبية، وعشان ياخد الفلوس اللي في جيب الفئة دي لازم يقدملهم الوجبة اللي على ذوقهم.. اشتموا في الفيلم زي ما انتم عايزين، لكن ف الآخر اللي اتشتم خد ملايين، ومدحكم في الفيلم مش هيأكله عيش، لكن اقبال الفئة دي وارضائها هو اللي هيأكله جاتوه

كلنا شايفين حجم الفساد في مجتمعنا وعاملين نفسنا مش شايفين.. ماشي.. يبقى محدش يزعل من سعد واللي بيعمله سعد.. سعد ابن المجتمع ده حتى النخاع.. قيم المجتمع الشعبي بتجري في دمه بشكلها المركز.. كفاية دفن راسنا في الرمل.. كفاية نمثل دور البراءة والصدمة لما نشوف جرايم وبلاوي، وكأنها طلعت من تحت الأرض إذ فجأتا.. ونمصمص شفايفنا ونقول حاجة خايبة وتفسيرات سطحية عشان نغلوش وما نواجهش الحقيقة. لما الصورة بتظهر بكامل ملامحها وتفوح ريحتها ونفضل برضه مصريين اننا نغمي عينينا بيبقى شكلنا مضحك ومثير للشفقة.. ابنكم سعد الصغير اللي نمى وترعرع في حضنكم، شاء القدر انه يتفضح.. لكن الفضيحة مش فضيحته.. دي فضيحة مجتمع بالكامل، تمكنت منه جرثومة الفصام واصيب بغرغرينا الفساد مع سبق الاصرار والترصد

Friday

السردية الأولى

الآن يمكنكم قراءة الجزء الأول من "سردية الخصيان" على الموقع الجديد
في انتظار مشاركاتكم وآرائكم

Tuesday

احتشام الرجل.. وفيها إيه؟


أستاذ في جامعة الأزهر ينصح المصلين بعدم ارتداء الـ'نص كم' لدرء الفتنة
القاهرة ـ يو بي آي: قالت صحيفة مصرية امس الاثنين إن استاذا في جامعة الازهر طالب الرجال بعدم لبس أي ملابس 'نصف كم' والبنطلونات الضيقة التي تظهر العورة، لدرء الفتنة. وأوضحت صحيفة 'المصري اليوم' المستقلة امس أن العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بنات بمحافظة كفر الشيخ (اقصى شمال دلتا النيل) محمد أبو زيد الفقي قال في خطبة الجمعة في أحد مساجد مدينة كفر الشيخ إن قمصان الرجال ذات الازرار المفتوحة والـ'تي شيرت' نصف كم تثير إعجاب النساء بالرجال. وطالب الفقي أيضاً السلفيين الذين يقصرون جلبابهم ويكشفون جزءا من أقدامهم بارتداء الجوارب لعدم إثارة النساء ومنعا لإثارة إعجابهن. وأشار الفقي إلى أنه سأل بعض النساء عن لبس الرجل قميصا أزراره مفتوحة أو 'تي شيرت' نصف كم، فقلن إنهن يستحين من إعجابهن بالرجل، لكنه لا يصل إلى حد الإثارة

نقلا عن القدس العربي
..................................

طبعا مش محتاجة أقول رأيي اللي مش عاجب ناس كتير.. بس ع الأقل رأيي ده لا يحمل التناقض اللي يحمله الرأي المخالف

الموضوع ده بجد لازم يثار.. وأنا شفت جروب ع الفيس بوك بيدعو إلى تحجيب الرجال فعلا

المنطق واحد ولا يمكن الالتفاف حوله.. لا عقليا ولا نقليا
يعني اللي مقتنع ان منطق تحجيب المرأة سليم لا يملك الاعتراض على منطق هذا الشيخ الأزهري

وواقعة الفتنة الوحيدة المثبتة في القرآن الكريم احدثها رجل وليست امرأة! وهو سيدنا يوسف عليه السلام.. فقد كان يملك من الوسامة ما أدى بالنساء إلى التحرش به.. ومنهم زوجة سيده العزيز التي حاولت بكل السبل اقامة علاقة معه حتى أنها مزقت قميصه
فهل يستجيب الرجل لدعوة الشيخ الأزهري؟

طبعا لا.. فالرجل لا يرضى بأية قيود عليه.. حتى القيود الدينية تمرد عليها.. فلا هو يغض بصره ولا يعف بنفسه ولا حتى يستحي اذا قام بفعل الزنا، فهو يعتبر هذا من مقومات الرجولة والفحولة ويتباهى بتجاربه الجنسية بين اصدقائه! ولا تراه يحسن معاملة زوجته.. وحتى اذا كرهته وطلبت ان تفارقه يأبى التفريق باحسان ليقوم بمنتهى السادية باذلالها.. كل هذا وهو يعلم انه في موقف القوي الذي لا يجرؤ أحد على مراجعته ولا على عقابه.. بل وبمنتهى البجاحة يتذكر الشرع فقط ليبرر افعاله الخسيسة ويتمسك بحقه في ضرب زوجته وفي اتيانها جنسيا رغما عنها

من الذي يحاسب الرجل على خرقه للأعراف والشرع والاخلاق؟
الرجل في مجتمعنا لا يسمع للدين إلا فيما قد يفيده فيما يمكنه من تقييد وتحكم في المرأة.. فتراه يتفنن في البحث عن التفسيرات الأكثر تطرفا والاكاذيب والممارسات العتيقة ليلصقها بالدين ويجعل منها سيفا على رقبة المرأة
أما هو.. فلا يمكن ان يقبل بأي قيد على شهواته أو أفعاله وقد اخضع المجتمع بأكمله لسلطانه.. فجعل منه مجتمعا ذكوريا لا يحكم بما هو صالح وخير وعادل، وإنما فقط بما يمليه الرجل

لا أعرف ما السبب في الهجوم على هذا الشيخ من قبل قراء الخبر في تعليقاتهم!
أنا بصراحة شايفة ان هذا الشيخ الأزهري محترم وان ما قاله هو نتاج نوبة صراحة مع ذاته.. فأنا لا أشكك في نواياه ولا أرى داعي لاتهامه بمحاولة المزايدة أو السعي وراء الشهرة والفرقعة الاعلامية
ليه يعني؟ هو من قلة؟ ما هو ممكن يقول مليون حاجة تجيبله شهرة وتعمل فرقعة

بالعكس أنا شايفة ان لأول مرة عندنا نموذج لشيخ قرر انه يكون صادق ولا يكيل الامور بمكيالين ولا يعاني من الشيزوفرينيا التي يعاني منها غالبية المشايخ المعاصرين والدعاة المودرن
فأنا استعجب ممن يؤيد حجاب ونقاب المرأة بدعوى صد الفتن والاغراء ثم يعترض على شيخ ازهري ويصفه بالجنون لمجرد أنه يحاول تطبيق نفس المنطق على الرجال! ما المشكلة في هذا؟
إذا كنت ترى أن اي جزء من الجسد كفيل بتحريك الغريزة الجنسية وتعتقد ان في ذلك ما يبرر لضرورة التزام المرأة بالاحتشام.. بل وتزايد على هذا لتطالب بالحجاب.. وتبالغ في المزايدة فتطالب بالنقاب.. إذن فمن الواجب عليك أن تستجيب لدعوة هذا الشيخ المحترم.. الذي يرى أن الاحتشام فضيلة واجبة على الجنسين. فالمباديء لا تتجزأ

من الواضح أن عمل الشيخ في كلية الدراسات الاسلامية بنات جعله اكثر انصافا وتحضرا.. ومن الواضح انه سأل الفتيات عما إذا كان يمكن لجسد الرجل أن يغريهن، وهذا سلوك يجب أن نحييه عليه.. فالثابت علميا أن الغريزة الجنسية لا تفرق بين رجل وامرأة

عيب ان حد يبقى محموء أوي عشان يحجب البنات ويبقى شايف ان الملابس هي أهم شيء في الدنيا لدرجة انها تعطي مبرر ان اللي مش محتشمة يتم التحرش بيها، وبعدين يتريق على شيخ ازهري لأنه طالبه بالاحتشام زي ما بيطالب غيره

والبنات اللي مستنكرة ان الرجل يتحشم.. مستنكرة ليه؟ ما انتي هتتجنني على مهند وعلى المطرب الفلاني والممثل العلاني.. ما انتي بتتخيلي نفسك معاه في احلام اليقظة زي بالظبط اللي بيتخيل نفسه مع هيفاء وهبي ولا انجيلينا جولي
اشمعنى بقى انتي تتحجبي ويتقفل عليكي ألف باب وهو لأ؟
هو الراجل مالوش شرف ولا إيه؟ ولا هو عارف انه منعدم الشرف عشان كدا بيدور على شرفه في جسمك انتي؟
وحتى لو اتكفنتي بالحيا دا مش بيمنعه انه يتحرش بيكي

اوعي انتي كمان تكوني اتعديتي من الشيزوفرينبا بتاعة المجتمع الذكوري ده.. أوعي تبقى زيهم. سلبوكي الحرية، لكن مش لازم يسلبوكي عقلك كمان لدرجة انك تكيلي بمكيالين زيهم. طب هما مستفيدين من الوضع الحالي.. انتي تكرري كلامهم زي البغبغان ليه؟

أنا أحيي هذا الشيخ على وازعه الاخلاقي وحرصه على العدالة.. فهو يملك من الضمير ما دعاه إلى شجب الخلل الحالي في التعامل مع فكرة الاحتشام وقد امتلك من الشجاعة ما يؤهله لدعوة الرجال إلى ان يكونوا رجالا في مواقفهم.. فليرينا القائلين بأن الملابس هي عنوان الفضيلة، ويصرون على أن الجسد هو المحرك للشهوة وأن تغطيته كليا هي السبيل إلى العفة والطهارة، فليرينا هؤلاء مدى صدقهم وقناعتهم بما يقولون

Wednesday

سردية الخصيان - مقدمة


سردية الخصيان

مقدمة

هذه ليست قصة قصيرة ولا طويلة
ليست رواية ولا مسرحية ولا ديوان شعر

هي تجربة أدبية مختلفة
ليست من نتاج الخيال

فكل أحداثها من صميم الواقع
وإن كان دور الكاتب هو صياغة هذا الواقع في شكل أدبي

قد يتدخل الخيال ليضع بعض المحسنات البديعية
وقد ينحسر في بعض الأوقات ليطرح الواقع بكل جفافه وبرودته

***

التجربة دي مش هتكون بالفصحى ولا بالعامية
هتكون مزيج بين الاتنين
زي ثقافتنا اللي العمل دا نابع منها
واللي هي المادة الأساسية للأحداث اللي هأحكيها

اسمحولي يعني أجرب معاكم نوع جديد لانج من الأدب
أدب لا هو مكلكع ولا هو مفتقد للرصانة
أدب متمرد.. زي اللي كاتباه
أدب مجنون زي الأحداث اللي فيه والمجتمع اللي هو نابع منه

هندخل التجربة دي سوا
القاريء والكاتب مع بعض
هنغزل مع بعض صورة لمجتمعنا
عشان تبقى قدام عينيا وعينين الأجيال الجاية

ممكن نتعلم منها حاجة
لكن الأكيد إن الأجيال الجاية هتتعلم منها كتير
لأننا بالنسبالهم هنكون مجرد مادة للدراسة والتحليل
هنكون التاريخ.. بكل آلامه وأحزانه وواقعيته

أنا أخترت للعمل الأدبي ده عنوان مناسب.. مجرد مناسب
ممكن يكون صادم للبعض
ممكن يكون تقيل على البعض
ممكن يرحب بيه البعض

سردية معناها حدوتة
والخصيان ليها معاني كتير.. هنكتشفها مع بعض
الخصيان هم كل الناس اللي فقدوا جزء حيوي منهم
وحيوي برضه لها معاني كتير.. منها مثلا إنه مانح للحياة

***

الحياة التي نحياها هي اختبارنا الأول والأخير
فرصتنا الوحيدة التي نرسب فيها مع سبق الاصرار ووأد المصير

أيامنا هي حروف نكتب بها تاريخنا
وتاريخنا هو الذي يبقى طويلا بعد زوالنا ليحمل ذكرانا

تاريخنا هو الشاهد على أننا كنا يوما هنا
تاريخنا هو الراوي الذي سيسرد رواياتنا

وهذه هي مجرد محاولة لرؤية هذه السردية
والتي تتمنى الكاتبة من كل قلبها ألا تعنونها الأجيال المستقبلية

سردية الخصيان

عزيزي الرجل.. هل أنت إنسان أم حيوان؟


مطلوب رد واضح وصريح وحاسم لهذا السؤال

لكن قبل أن تجيب, من حقك أن تعلم الخلفية التي أسست عليها هذا التساؤل.. فأنا بالطبع لم أقصد اهانتك, ولكني فقط أصبحت متشككة فيما كنت أقتنع به قناعة تامة, وهذا من جراء ما يعيده على مسامعنا الخطاب الذكوري المعتاد, ومحاولته لحصر وتجميد أنماط التعامل بين الجنسين في إطار واحد ووحيد.. قالب لا يمكن الفكاك منه وكأنه القضاء والقدر المتربص بنا بالمرصاد.. في هذا الإطار لا وجود إلا لصنف واحد من الرجال وصنف واحد من النساء.. فهناك دوما "الرجل الذئب" و "المرأة الفريسة"

نعم يا عزيزي, فأنت الذي توصم نفسك بالحيوانية والوحشية والهمجية والرغبة الدائمة في الافتراس. أنت تصر على تصوير نفسك في صورة الوحش الكاسر والذئب الغادر. وأنا لا خيار أمامي سوى أن أقف موقف الفريسة المذعورة وأن أنزوي بعيدا وأترك لك العالم لتبرطع فيه كما تشاء, وإلا استحققت انتهاكاتك وتحرشاتك وتطاولاتك وهجماتك الغواغائية

لماذا يوصم الرجال انفسهم بهذه الصفات البشعة؟ وهل المميزات التي يظنون أنفسهم يحصلون عليها في المقابل تستحق أن يتقبلوا مثل هذا العار ويلصقوه بجنسهم أجمع؟ لماذا يصرون على تصوير أنفسهم في صورة الذئاب؟ وكيف يجدون في ذلك مدعاة للمباهاة والمفاخرة واثبات الفحولة؟ لماذا يدوسون انسانيتهم وفطرتهم بالأقدام ويلقون بأنفسهم في هذا الإطار المهين والحقير؟

إذا كان كل الرجال هم عبارة عن ذئاب.. فكيف يدعون أنهم الأحق بالسلطة والقيادة والزعامة وأنهم الأجدر بالحكم على الأمور والتخطيط وتحديد ما هو صالح وخير؟ إذا كنت أنت تتغنى دوما بأنك لا تملك السيطرة على نفسك.. وأنك مجرد حيوان جاهز للوثوب وإفتراس فريستك في أي وقت.. فكيف بالله عليك تصنع من نفسك وليا؟ كيف ترى في نفسك القدرة على قيادة المجتمع وتوجيهه؟ إذا كنت أنت نفسك مصدر الخوف والتهديد والترويع فهذا دليل على أنك كائن غير راق, غير جدير بالثقة, همجي وعدواني وأناني.. إذا كنت أنت كما تدعي ذئب بطبيعتك, خائن, شهواني, هاتك أعراض, لا ترى في المرأة إلا أداة جنسية مفرغة من العقل والروح.. فكيف تسمح لنفسك بالحديث عن الفضيلة والقيم؟ كيف تصر على أنك أنت وأنت وحدك من تستطيع أن تملك الحق والحكمة؟

وإذا افترضنا أن هؤلاء الذئاب هم القلة الشاذة الخارجة عن القاعدة العامة
.. إذن فلماذا يكافئها سائر الرجال ويتواطئون معها ويبررون أفعالها؟ لماذا يفرضون القيود على المرأة ويعتبرونها المسؤولة الأولى والأخيرة عما قد تلاقيه من ويلات على يد هذه "القلة"؟ لماذا لا يتحمل الرجال مسؤوليتهم في حماية المجتمع من هؤلاء؟ ولماذا دائما صيغة التسليم بوجودهم كأمر واقع لا نية في حصاره أو القضاء عليه أو حتى ادانته بما يليق, وهو أضعف الإيمان؟ لماذا إلقاء اللوم على المرأة وإدانة المرأة وتشييء المرأة وتحجيم المرأة وظلم المرأة بزعم حمايتها تارة وبزعم أنها مصدر الفتنة والغواية تارة أخرى, بينما يتركون الوحوش المفترسة ترعى في الأرض فسادا؟ أتكون الحماية بعقاب الضحية؟ أفي هذا شجاعة أو رجولة أو بطولة؟ أهكذا تكون القيادة والريادة؟

أبدلا من أن نتدارس سويا في حلول لتخليص المجتمع من مثل هؤلاء, نتحدث عن حبس النساء وتحجيم دورهن في الحياة العامة والعودة بهن 100 سنة إلى الوراء (إن لم يكن أكثر)؟ أبدلا من أن نقاوم هذا الشذوذ والطبع الحيواني, ندعمه ونغذية ونعطيه التبريرات ونجعل منه فزاعة للمرأة وكأنها طفل يتم إرهابه بحكايات أمنا الغولة وحجرة الفئران؟ هل نفشي المرض ونطلق الجراثيم والفيروسات في الهواء ثم نطلب من النساء أن يضعن كمامات حتى لا يصبن؟ أهكذا هي قيادة الرجال؟ هل كل همهم هو اشباع النزعات الانانية والذكورية الشكلية وهوس السيطرة وأستعباد النساء حتى لو كان ذلك على حساب سلامة المجتمع ككل وصلاحه وأمانه وتقدمه؟

كل الرجال يفرضون سيطرتهم وتحكمهم على النساء بدعوى الخوف عليهن من الذئاب. والذئب دائما هو "الرجل الآخر". والرجل الآخر بدوره يقوم بنفس العمل. وندور في نفس الحلقة, كأن هؤلاء الذئاب لا علاج لهم, ولا يمكن عقابهم, ولا سبيل أمامنا سوى قبول الحياة معهم.. لا ليس معهم.. تحتهم.. فنحن دائما في وضع أقل من الرجل.. حتى إذا كان ذئبا مسعورا. فنحن مكمن الفتنة والشرور وسبب الفساد والفجور ومجلبة العار وأبشع الأمور. أنا التي يفرض عليها أن تتوارى خجلا,بينما الحيوانات المتوحشة تزأر وتتباهى بوحشيتها ودنائتها .. أنا التي يبنى من أجلها الأسوار وتصنع من أجلها القيود والأغلال, بينما الذئاب حرة طليقة.. أنا التي كتب عليها البقاء في الظلال, بينما الوحوش تتنزه في النور.. أنا التي أترنح من ثقل جرمي وحمل مأساتي ولا أمل لي في براءة أو إنصاف أو خلاص, بينما الذئاب تتبرأ من دمي وتشوه صورتي وتنهش في كرامتي

أنا الفريسة أتحدث لكل الرجال

عزيزي الرجل.. هل أنت إنسان أم حيوان؟

Tuesday

حواري مع جريدة اليوم السابع


أنا مش مُزة .. فنتازيا فتاة مصرية على الفيس بوك

الثلاثاء، 20 مايو 2008

ناهد إمام


هل أنت مزة ولاّ إنسانة؟.. سؤال أجابت عليه مدونة تحولت إلى "حركة" ثم "حملة" على موقع "فيس بوك" الاجتماعى العالمى، إنها حركة نسائية جديدة تستهدف الدفاع عن الفتاة والمرأة المصرية عن طريق حظر ألفاظ سيئة تتداول بين الشباب بصورة كبيرة مثل كلمة "مُزة".

يعنى إيه " مُزة " ؟
تعنى.. الكلمة فى أصولها اليونانية الأصل "موزليندا" ومعناها الفتاة المتأنقة أو المثيرة التى تحمل كل مقومات الجمال الجسدى لكن (المصريين) اختصروها وحوروها فتحولت إلى "مُزة".

عندما تضع الرابط الخاص بفنتازيا ستطالعك الصورة عاليه

وبمجرد أن ترى "فانتازيا" صاحبة الإجابة على السؤال، ستتساءل: "هيه دى بقى فانتازيا؟"، والإجابة ستكون بالطبع .. لا، فالصورة التى تظهر على البروفيل ليست "فانتازيا" وإنما هى صورة امرأة تقول عنها صاحبة المدونة وقائدة حركة "أنا مش مُزة": "هى صورة لامرأة لا أعرفها، وإن كنت أحسست بقربها الشديد منى، ليس فى الشكل وإنما فى تشابه أقوى وأعمق،.. تشابه الروح.. نظرة العين، الابتسامة، التفاؤل، الثقة فى النفس.. وهذا ما جعلنى أختار هذه الصورة.. وأنت حين تنظرين إليها فإنك ترين فانتازيا بكل تأكيد"!

وفانتازيا لا تتعمد الغموض، كما تقول، وإنما فقط تريد أن تعبر عن آرائها فى حرية وهدوء.. تقول: "أنا امرأة مصرية قاربت على تمام عامى الثلاثين.. وأستطيع أن أقول بكل اعتزاز إن إنجازاتى العلمية والثقافية والعملية تفوق سنوات عمرى بكثير، فمن صغرى وأنا متمردة وثائرة على الموروثات السلبية التى تقهر الأنثى فى مجتمعنا وتضع العديد من العراقيل فى طريقها لمجرد التنكيل بها ووضعها دائماً فى مرتبة دونية وجعلها دوماً فى موقف الضعف والاعتمادية والخزى، بل والإذلال أيضاً، كبرت وأنا أحلم باليوم الذى سأقوم فيه بمد يداى لكل فتاة تبحث عن نفسها وكيانها وصوتها وحلمها".

ومن هنا كانت حركة "أنا مش مزة"؟
"نعم .. مجتمعنا يصنع صورة وهمية عن المرأة ثم يقوم بنحتها داخل كل فتاة.. هذه الصورة هى دوماً سلبية، بل وبها من القبح ما ينفر المرأة من نفسها ويجعلها تلعن أنوثتها وتكره جنسها. إنه "وأد" البنات على الطريقة الحديثة، الوأد المعنوى فى أبشع صوره.
العنف ضد المرأة أصبح ظاهرة عامة، تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن نتعايش معها بدلاً من مقاومتها. .فكانت النتيجة الطبيعية هى ما نراه اليوم من امتهان يومى وانتهاك لآدمية المرأة على مرأى ومسمع من الجميع.. شوارعنا باتت غير آمنة.. وسائل المواصلات تحولت إلى مصائد للتحرش. .المرأة تم اختزالها فى جسدها ليصبح سجنها الأبدى ولعنتها الكبرى وجريمتها التى لا تغتفر.. من ختان إلى زواج مبكر إلى تحرش جنسى إلى اغتصاب.. من دعوات لتكفينها بالسواد إلى سوق لبيع جسدها المتعرى على الفضائيات.
حركة "أنا مش مزة".. دعوة لبداية حركة مناهضة للعنف اللفظى ضد المرأة والمتمثل فى استخدام كلمة "مزة" التى أصبحت دارجة بشكل يجعلها تحل محل كلمة امرأة أو أنثى فى العامية المصرية.

ومتى بدأت بالتحديد " أنا مش مُزة"؟
الفكرة بدأت بمقال نشر فى ديسمبر 2007 على مدونتى الإنجليزية "عالم فانتازيا". ولكننى احتفظت بالفكرة حتى تمت ترجمة المقال إلى العربية ونشر فى مارس 2008 على مدونتى العربية.. ووجدت نفسى أردد ما معناه أن أية فتاة ينبغى أن تقول "أنا مش مزة".. وقتها قمت بإنشاء الحركة بهذا الاسم، لأننى وجدت أن هذه الكلمة هى التجسيد الفعلى لما أفرزته ثقافة العنف ضد المرأة.. هذه الكلمة بما تحمله من بذائة ومهانة وتحقير هى تكثيف لكل الصور السلبية والمشاعر المختلطة نحو المرأة فى مجتمعنا.

وهل نجحت حتى الآن برأيك فى الإقناع بالفكرة وضم أعضاء للحركة؟
أستطيع الإجابة "بنعم".. عدد أعضاء الجروب العالمى 912 حتى اليوم.. معظمهم من الفتيات، ثم الشباب من الرجال.. و يوجد جروب آخر لأعضاء الشبكة المصرية على الفيس بوك ويبلغ عدد الأعضاء به 256 عضواً، مما يعنى أن أعضاء الحركة قد تخطوا الألف عضو. الجروب هو الخطوة الأولى فى تفعيل الحركة، وسنقوم بإنشاء موقع كبير على شبكة الإنترنت يساهم فيه جميع الأعضاء..

وماذا تتوقعين لمستقبل "أنا مش مُزة"؟
أملى أن تصل الحركة لجميع الجهات المعنية بحقوق المرأة فى مصر.. كما نود أن يصل صوتنا للإعلام وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية لتصنيف مزة (وأى لفظ على شاكلتها) على أنها كلمة بذيئة لا يصح استخدامها فى البرامج التليفزيونية أو الأغانى أو الأفلام.. لا نريد جيلاً من الأطفال يتربى على سماع هذه الكلمات وتصبح عادية كما أصبح قاموس شتائم الأم "شئ عادى" !

لماذا اخترت اسم " فانتازيا ورلد" لمدونتك؟
فانتازيا أو فانتازيا ورلد، هو تعبيرى عن الحلم.. حلم بغد أفضل، حلم بمجتمع صحى وإنسانى، حلم بالحرية، حلم بقوة القلم، حلم بعالم ليس به مستحيل

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=24016




عفوا سيدي

لقد أثار هذا الموضوع ثورة الكثير من المدونين. وأشكر اهتمامهم بإطلاعي على الموضوع رغم ما أثاره داخلي من ألم وحسرة وغضب

الموضوع بإختصار لمن ليس لديه خلفية عنه بدأ بتدوينة لأحمد مهنى صاحب مدونة مزاج ومشروع مدونات مصرية للجيب. يسرد مهنى في هذه التدوينة والتي أسماها "عفوا سيدتي" تفاصيل واقعة مر بها وهو يقود سيارته في مساء يوم شم النسيم, حيث رأى فتاة, رجح وقتها أن تكون قد مرت توا بحادث اغتصاب بسبب ملابسها الممزقة وآثار الدماء على ملبسها والكدمات والجروح وعدم قوتها على الحركة أو الكلام.. الفتاة استغاثت بها لنجدتها لكنه لم يتوقف وقرر ألا يساعدها تحسبا أن في هذا "فعل حرام"! فهو لا يستطيع شرعا أن يمسك يدها! هذا هو التبرير الذي استخدمه. كما رجح أن هذه الفتاة هي مسيحية, لا أعرف لما, لكنه أكد ذلك فيما بعد, وبينما هو جالس في سيارته بعد أن تجاوزها أخذ يتخيل مشهد إغتصابها! ويقول "انا فضلت ادعى ربنا ان اللى اغتصبوها ميكونوش مسلمين"! لا أعرف كيف يمكن أن يصلح ذلك ما حدث, لا تسألوني عن علاقة ديانة المغتصب بالأمر, فأنا في حالة من أبشع حالات الضيق

ويسترسل بعد ذلك قائلا ما مفاده أن المرأة التي تخرج إلى الشارع عليها أن تضع خطر الإغتصاب في حسبانها وأن المرأة هي التي أهانت نفسها بالنزول إلى معترك الحياة العامة عليها بتقبل تبعاته من عنوسة وتحرش جنسي واغتصاب

ثم ينهي ملحمته الرائعة بإلقاء اللوم على الأمن والحكومة! وبأنه لا يشعر بأدني حد من تأنيب الضمير

الموضوع تمت مناقشته في أكثر من مكان, لعل من أفضلهم ما قام بنشره الأستاذ رامز الشرقاوي على مدونته "غواية" بعنوان "مصر رجالتها بخير", وفي صفحة التعليقات تتوالى فصول المأساة من رد هزلي تبريري سخيف من أحمد مهنى الذي يقول عن نفسه أنه "شاعر" وبين العديد من الردود الغاضبة التي تحاول افهامه مدى فداحة ما فعل بلا جدوى

وأخيرا فاض بي بعد ان رأيت رد مهنى على كل ما حدث, وهو منشور على جروب مدونات مصرية للجيب على الفيس بوك. فلقد أخذ يبرر ما فعله وما قاله مرة أخرى, قائلا أنه يعتذر عن "أسلوبه" في كتابة الموضوع لذا قام بحذفه من على مدونته, لكن يؤكد حدوث الواقعة بتفاصيلها لمن شكك في صدقها, ويروي نفس التبريرات والأطروحات الفذة التي قد كان قالها مرارا

وهذا هو ردي
............................


معلش أنا تابعت فصول ما ترتب على هذه التدوينة المأساوية بكل المقاييس,وحاولت مرارا أن أتحكم في أعصابي وألا أقوم بالرد أو التعقيب على ردود أو حتى التنفيس عن غضبي مع أصدقائي ممن أرسلوا إلي لينك الموضوع, وهذا لعدة أسباب
1-معظم ما كنت سأقوله تم التعبير عنه على لسان أكثر من شخص ممن علقوا على هذه الفضيحة اللا أخلاقية
2- كنت أمارس ضبط النفس حتى لا تقودني أناملي للتجريح في شخص لا أعرفه
3-ظننت أن مسح المواضيع وما ترتب عليها من تعليقات يعني التراجع عن الموقف المشين الذي اتخذه الكاتب من خلال محاولاته المستمرة للتبرير
4-ظننت أنه من الطبيعي بعد كل هذه الضجة أن يتقدم من أثارها بتعليق ينهيها وإعتذار لائق وندم حقيقي

لكني صدمت بما هو أفدح وأفج وأنكر

هل هذا إعتذار؟؟
هل ما قرأته هنا يعد إعتذارا؟
كيف يمكن تصنيفه كإعتذار؟
من أين لنا بتخيله كشيء له أدنى صلة بالإعتذار؟

لماذا تعتذر يا سيدي ولمن؟

لماذا تكلف نفسك هذا العبء الثقيل على قلبك وأنت حمل وديع بريء ينهش فيه الجهلاء ومثيري الفتن؟

ولماذا تظهر أي تعاطف مع هذه الفتاة اللعينة التي خرجت من بيتها رغم أنها مسيحية ومن الصعب أن تجد مغتصيبين مناسبين لها من حيث الديانة؟

هذه الملعونة النازفة صاحبة الملابس الممزقة العربيدة, يجب أن نهم لتقطيعها إربا بعد أن نجبرها على توقيع إعتراف أن من قاموا بإغتصابها هم مسيحيون

هذه الملعونة يجب أن تجلد في ميدان عام لأنها عكرت صفاء شاعر مرهف الأحاسيس وجعلته يرى منظرها المهلهل الشنيع المريع, بل وصرفته عن انصاته للقرآن الكريم
يالها من مجرمة! يالها من جرثومة مزعجة منفرة تعكر صفو الرجال
ألا تعلم هذه الملعونة أن الرجال هم أصحاب الشارع؟
كيف لها أن تزاحمهم في ملكهم؟
كيف لها أن تستنجد بهم؟
ماذا كانت تتوقع هذه البلهاء وهي تطلب الإغاثة ممن امتلك الشارع بالوراثة؟
هي اغتصبت سنتيمرات من شارعه, من عالمه, ودفعت الثمن وتلقت العقاب الذي تستحقه على هذه الجريمة النكراء
كيف لها بعد كل ذلك أن تطلب النجدة من رجل ورع, متدين, عالي الأخلاق, لا يمس هذا الصنف النجس من المخلوقات التي تجوب الكرة الأرضية المسمين بالنساء؟
عليها اللعنة ألف مرة

نحن آسفين يا سيدي.. عفوا سيدي.. عكرنا صفوك بدفاعنا الجاهل البربري الأحمق عن هذه الفتاة اللعينة

يا لنا من أوغاد
يالنا من أشرار
يالنا من جهلاء لا نعي حكمتكم العبقرية في الحكم على الأمور

عفوا سيدي

أنت تظن أننا نشكك فيك وفي صحة الواقعة
ولكنا لم نكدبك. ارحم جهلنا وسذاجتنا التي لم تمكنا من تصور أن هناك ما يبرر هذا الموقف النبيل العظيم الذي قمت به لتلقن البشرية درسا يفيدها في الحياة

عفوا سيدي

لقد تكرمت وأكدت حدوث الواقعة أكثر من مرة, وفي كل مرة كنت تسهب وتعيد وتزيد في سرد التفاصيل حتى تؤكد لنا أنها حدثت بالفعل بنفس الوقائع التي سردتها
ولكننا لم نكن نريد الإستزادة أو التأكد
بل كنا لا نستطيع ولا نقدر على التصديق من هول المفاجأة
اعذرنا نحن بشر بقدرات محدودة وأحاسيس لم ترقى إلى أحاسيس شاعر مثلك

عفوا سيدي

أنت أكدت أنك تمنيت لو أن المغتصبين كانوا مسيحيي الديانة وظننت أننا اعتقدنا أن في هذا تفرقة, لأننا جهلاء نأخذ بالظواهر
بينما أنت بنظرتك الصائبة ورؤيتك البعيدة كنت ترى أن حادث الإغتصاب قد وقع بالفعل, فلا داعي لإضافة فتنة طائفية لما حدث فنعكر صفو المجتمع كله لمجرد أن فتاة مسيحية مستهترة قد خرجت إلى شارع الرجال المغتصبين
يالك من منظر فذ! يالنظرتك بعيدة المدى! يالحكمتك التي لا يقدرها الجهلاء من أمثالنا

عفوا سيدي

أنت بقلبك الكبير وطيبتك التي يضرب بها الأمثال قد تكرمت وتعطفت وسمحت للمرأة بأن تعمل, فلم تقل بمنعها من العمل رغم منظرها المؤذي في الشارع والمواصلات وتسببها في الزحام وتلوث البيئة
ياله من منظر مقزز, مؤذي للعين وللمشاعر, فمابالنا بمشاعر شاعر
لماذا لا يقبعن هؤلاء النسوة الفقيرات في منازلهن؟ لماذا لا يشترين سيارات مكيفة أو يشتغلن فترة مسائية والرجال نيام حتى لا يؤذوهم بتواجدهم معهم في المواصلات؟
يجب على المرأة الفقيرة التي لا تستطيع شراء سيارة خاصة أن تدخل جب سفلي حتى تموت من الجوع إن كانت مطلقة أو أرمل. فما جدوى الحياة بعد أن مات بعلها؟
حتى وإن كانت تعول, فعليها أن تقتل أطفالها في صمت قبل أن تموت موتة هادئة حتى لا تزعج الرجال أصحاب الكون
يالهؤلاء النساء المزعجات

عفوا سيدي

أنت يا أشجع الشجعان, ظن الجهلاء أنك هربت وتواريت خجلا.. لكنك أيها الجسور لم تهرب ولم تمسح الكلمات بسبب خجل ولا ضيق, ولكن لتجد مساحة من الوقت في ظل مشغولياتك ومهامك الجسام التي لا تقدرها النساء من أمثال هذه اللعينة التي استوقفت مركبتك وهي تظن أنك خارج للفسحة. لقد ظنت البلهاء أن دموعها ودمائها وملابسها الممزقة قد تثير فيك الشفقة والعطف وتلهيك عن مهامك لبضع دقائق. لكنك يا قلب الأسد الجسور لم تتوقف وتابعت مسيرتك أيها البطل الشجاع
متى سيقدر هؤلاء البلهاء؟

عفوا سيدي

لم يكتفوا بأسفك عن الأسلوب في سرد الموضوع
لم يكتفوا بشرحك المفسر لحكمتك وحسن تصرفك
لم يكتفوا بتأكيدك بكل شجاعة وفخر وكبرياء أنك حقا قابلت هذه الفتاة المغتصبة
أنك حقا لم تتوقف لها
أنك حقا رفضت مساعدتها
أنك حقا تمنيت أن يكون من قاموا بإغتصابها مسيحيون
أنك حقا تشمئز من وجود المرأة في شارعك وموصلاتك وأماكنك ومساحاتك
أنك حقا رجل والرجال قليل

عفوا سيدي
إذا كانت هذه هي الرجولة فأنا أفضل السكن في الغابة عن السكن في مدينتكم وشارعكم

Wednesday

دمي الحر


دايما بنسمع جمل رنانة في وصف وتفخيم والتهليل لصفات الرجل الشرقي.. الجمل دي لا تهدف لوصف من تنطبق عليهم صفات الشهامة والرجولة والمجدعة. لكنها تضع كل الرجال الشرقيين في سلة واحدة.. مثل وصف الرجل الشرقي بأن "دمه حامي".. يعني غيور بطبعه.. عصبي.. يصب غضبه على أي شخص لا يرضى عنه.. ما يعجبوش الحال المايل.. يعرف "يشكم" النساء اللي في محيطه واللي ليه سطوة عليهم.. فتوة يعني


والصفات اللي بتطلق على الرجل الشرقي, المفروض أنها تعم كل صنف الرجال ممن شاء حظهم السعيد أن يولدوا في الشرق.. وفي الشرق العربي خصيصا.. على عكس الصفات التي تمجد مجدعة المرأة.. فهذه الصفات تخص امرأة بعينها, ولا تعم.. مثل "دي ست بميت راجل".. حتى لما يعوزوا يمدحوا ست, يوصفوها بإنها تملك صفات الرجال.. على أساس أنهم الجنس الشهم بطبيعته.. وأنها هي الشاذة في قطيع من النساء.. والنساء صفاتهم الأصيلة طبعا لا تحتوي على أي شهامة أو دم حامي.. دمهم بارد.. عالة على غيرهم.. عايزين ضل الراجل.. عايزين ينكسرلهم ضلع عشان يطلعلهم 24 (معرفش إزاي؟).. يتميزون بالضعف والتفاهة والاتكالية والسذاجة.. ولا مانع من انهم ضالات بالطبيعة, ويحتاجون إلى من يحكمهم ويؤدبهم ويمشيهم على الصراط المستقيم


الفلكور الشعبي عندنا ساهم في الموضوع دا كتير.. زي قصة شفيقة ومتولي كدة.. وطبعا العادات والتقاليد اللي اتربينا عليها زرعت فينا المفاهيم الغريبة دي.. اللي معظمنا استقبلها وقعد يرددها زي جهاز الراديو, من غير ما تمر على أي فلتر في عقله


أنا فاكرة زمان, أول ما ابتديت أدخل مرحلة الشباب والمراهقة, وقولت فرجت.. الواحدة كبرت وهتبتدي تحس بشخصيتها ويبقالها نوع من الاستقلالية والذات.. لقيت الدنيا ماشية بالمقلوب!.. المحاذير كترت.. وتضييق الخناق عليا بقى عمال على بطال.. و كل حاجة لأ لأ لأ.. بقت كلمة لأ هي الرد المتوقع على أي حاجة أطلبها من أهلي.. النادي لأ, رحلات لأ, السينما لأ, أعياد ميلاد صحابي لأ, حتى الشوبينج لوحدي لأ


أكيد زي أي واحدة بيحصلها كدة ف بتتصادم مع أهلها. لكن أنا مواجهاتي مع أهلي كانت مختلفة حبتين.. الموضوع ماكانش عند ولا مين يفرض إرادته على التاني. أنا كانت كل مشكلتي في انهم مش عارفين يقنعوني بأسباب الرفض. أنا شخصيا ماكانش عندي مشكلة أعتكف في البيت.. عندي مذاكرتي وعندي قرايتي وعندي الكمبيوتر وعندي التليفزيون والدش والفيديو, دا غير هواية الكتابة اللي كنت نشيطة جدا فيها.. يعني ماكانش عندي أي مشكلة في قعادي في البيت.. لكن أفهم ليه أنا ما أطلعش رحلة طالعاها المدرسة كلها؟


كعادة أهالينا جميعا, يحبوا اللف والدوران.. لكن مع حصاري ليهم كل مرة, اكتشفت ان فعلا ما فيش أي اسباب واقعية أو مقبولة أو منطقية.. الحجج ممكن تتنوع, لكنها كلها في الآخر بتصب في كوني بنت.. وطبعا ينتهي النقاش بالكلمتين إياهم اللي كرهتهم موووووت: العادات والتقاليد


أول مرة سمعت ثنائي النكد ده (العادات والتقاليد) , سألت عن معناهم. وكانت الإجابة هي ان الثنائي اللي مش مرح معناهم القواعد بتاعة المجتمع.. طبعا كان فيه نقاش طويل عن ليه القواعد دي بتفرق بين الولد والبنت.. وكان فيه مناورات كتير من والدي في الإجابة, وكان معتمد على اني هأفهم بالنباهة كدة. وأنا طبعا كنت فاهمة, لكني كنت عايزة أوصل لأصل الموضوع في جملة مفيدة


بحثت في الموضوع واكتشفت ان العادات معناها ما تعودنا عليه, وان التقاليد هي ما قلدناه عن آبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا.. يعني لا هي قواعد ولا قوانين. وواجهت والدي بالموضوع ده


أنا: يعني يا بابا يا حبيبي العادات والتقاليد دي حاطة البنات في دماغها مع انهم ملتزمين ومؤدبين, وسايبة الولاد على حل شعرهم مع ان معظمهم فشلة ومنحرفين

والدي: أهو دا اللي المجتمع قابله

أنا: والمجتمع يقبل دا ليه؟ هو مجتمع مجانين ولا إيه؟ ما يغيروا العادات والتقاليد المهببة دي

والدي: لما يبقوا يغيروها ابقى اعملي اللي انتي عايزاه

أنا: وهما هيغيروها امتى؟

والدي: مش هيغيروها, هما مستريحين كدة

أنا: هما مين اللي مستريحين؟ مش أنا من المجتمع؟ أنا معترضة ومش مستريحة وعاوزة أغير العادات والتقاليد

والدي (يضحك): هتغيريها ازاي بقى؟

أنا: هو مين اللي حط العادات والتقاليد دي أصلا

والدي: المجتمع اتفق عليها

أنا: أيوة يعني اتفقوا عليها ازاي؟ عرضوها في مجلس الشعب وخدوا عليها أصوات؟ ولا عملوا عليها استفتاء؟

والدي: لأ ورثناها واتربينا عليها

أنا: طيب هو احنا نمشي على أي حاجة عمياني كدة؟ ما عبدة الأصنام كانوا بيعبدوها عشان لقوا آبائهم وأجدادهم بيعبدوها.. يعني هما كانوا صح؟

والدي: لأ ماكانوش صح.. ما هو عشان كدة ربنا بعتلهم نبي

أنا: طيب ربنا بعت آخر نبي خلاص.. والمفروض يكونوا البشر اتعلموا الدرس وعرفوا انهم مايصحش يقدسوا حاجة تتنافى مع العقل والمنطق

والدي: يا بنتي هما الناس كده. دماغهم كده. عقولهم كده. هو أنا قولتلك إني موافق على العادات والتقاليد دي؟

أنا: خلاص, شِك هاندز.. أنا كمان مش موافقة عليها. بلاش بقى نمشي عليها

والدي: والناس؟ المجتمع اللي احنا عايشين فيه, هنعمل فيه إيه؟

أنا: يعني افرض اننا روحنا بلد لقينا كل اللي فيها أول ما الشمس تغيب يروحوا مولعين نار ويقعدوا يطبلوا ويصرخوا وهما بيلفوا حواليها, وان دي عاداتهم وتقاليدهم, نعمل زيهم؟

والدي: لأ

أنا: حتى لو قالوا علينا مجانين؟

والدي: آه.. لأ يا حبيبتي أنا فاهم انتي عايزة توصلي لإيه

أنا: اسمعني بس لغاية الآخر..انت طبعا مش هيهمك هما يقولوا إيه, لان نظرتهم لينا باعتبارنا مجانين ممكن تستحملها.. لكن اللي مش ممكن تستحمله هو نظرتك لنفسك لو انت عملت شيء مش مقتنع بيه لمجرد مجاراة اللي حواليك. أنا كمان يا بابا, نظرتي لنفسي لو مشيت على عادات وتقاليد بتحطني دايما في خانة المدانة واللي متهمة بشيء إلى أن يثبت العكس, واللي حابسة نفسها عشان الناس لازم هتتكلم عليها.. نظرتي لنفسي بتقتلني أكتر مليون مرة من نظرات الناس وأفكار الناس

والدي: شوفي يا حبيبتي انا كل نصايحي ليكي من خوفي عليكي. أنا واثق فيكي وربنا يعلم. وبأحمد ربنا انه رزقني بيكي وانه كملك بعقلك وشخصيتك وأخلاقك. لكن واجبي كأب اني احافظ عليكي من اي حاجة ممكن تضرك

أنا: يا بابا حجم الضرر أحنا اللي نحدده, مش الناس اللي ماشية على عادات وتقاليد ما يعرفوش مين اللي حطها, وأقطع دراعي ان اللي حطها دا يا مريض نفسي يا مجنون. العادات والتقاليد ممكن جدا تتغير, والمجتمع عمره ما هيغيرها طول ما الناس العاقلة المثقفة اللي مش راضية عنها ولا مقتنعة بيها بتمشي عليها


وفعلا اكتشفت ان العادات والتقاليد اللي بيحطها هو الأقوى حتى لو كان مجنون, مش الأعقل أو الأكثر حكمة أو الأرفع خلقا.. العادات كانت بدايتها هو الخوف من بطش الأقوى في زمن معين إلى أن تعود عليها الناس مع مرور الزمن.. ففي عهد الحاكم بأمر الله مثلا تم تحريم أكل الملوخية, وكان يحظر بيعها في السوق أو طهيها, كما حرم الجرجير, وحرم زراعة العنب, فكانت حقول العنب ينظر إليها على أنها حقول بانجو.. تزرع بها الممنوعات. وكان آكلو الملوخية مجرمين. وبحكم العادة أصبح مجرد مشاهدة هذه المحاصيل يبعث الخوف في النفوس, ويمكن تفسير هذا السلوك بمراجعة نظرية الارتباط الشرطي لبافلوف


والتقاليد بدأت أيضا بتقليد سلوك البشر الذين اتبعوا عادات معينة نشأت تحت تأثير الخوف أو بفعل الاعتقاد في اسطورة أو خرافة. فمثلا تقليد السبوع ودق الهون في أذن الطفل ذي السبعة أيام ووضعه على الأرض لتخطو الأم فوقه سبع مرات مع التبخير ورش الملح, هذه عادة قديمة, تمتد إلى عصر الفراعنة, وكان الهدف منها هو طرد الأرواح الشريرة بعيدا عن المولود, لأن نسبة الوفيات في المواليد كانت عالية جدا في السنة الأولى بعد الولادة.. وهو ما أرجعه الناس في ذلك الوقت إلى دخول روح شريرة في جسد الطفل في يومه السابع لتفتك به وهو لازال رضيعا. وحتى يومنا هذا فإن دق الطبول وضرب الشخاليل ورش الملح مع التمتمة هي طريقة معروفة لطرد الأرواح الشريرة, وتتبعها قبائل بدائية عديدة في أنحاء العالم, من آسيا إلى أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية. لكن أحدا من هؤلاء الذين يتبعون هذا التقليد لم ير في حياته أية أرواح, شريرة كانت أم طيبة.. هم فقط يقلدون ما كان يفعله أجدادهم


ومن اكتشافاتي أيضا أنني وجدت أن الخوف من الأنثى ومحاولة السيطرة عليها واخضاعها باستمرار هو عادة ذات أصول وثنية وترتبط ارتباطا وثيقا بالأساطير القديمة والخرافات التي تثار حول جسد الأنثى الذي كان يظن البشر أنه تسكنه الأرواح الشريرة, وأن هذا هو سر انفراد المرأة بالقدرة على الحمل والإنجاب. فلكم أن تتخيلوا معجزة كهذه تحدث أمام بشر بدائيين, يؤمنون بالخرافة ويترجمون كل شيء عن طريقها ويحاكون حولها الأساطير


ولما تعجبت من أن كل الصفات الايجابية تم ارتباطها بالرجل, وكل الصفات السلبية تم إلصاقها بالمرأة, بحثت في نفس الطريق لأجد الجواب. فمن المعروف أن المرأة هي أول من دعا للأخلاق والفضيلة, وهي أول من أنشأ مفهوم المجتمع, فغريزة الأمومة زرعت بها حب السلام والاستقرار والانتاج والنماء. المرأة اكتشفت اسرار الزراعة وجمعت أسرتها في قبائل وكانت هي من تقوم بتوزيع العمل ووضع النسق القيمي والأخلاقي الذي تتبعه القبيلة. فعلى عكس ما يتصوره الكثيرون وعلى عكس ما يذكر في التاريخ من أن أرسطو هو مؤسس علم الاخلاق, فسقراط, الذي تتلمذ على يده أفلاطون وهو الذي تلقى أرسطو تعليمه على يده, قد تتلمذ على يد أنثى, هي من وضعت أسس علم الفلسفة والأخلاق. لكن التاريخ, مثل كل شيء يكتبه القوي


مسألة أن المرأة هي الشرور وهي الغواية وهي باندورا التي أطلقت كل الشرور في الدنيا, هي مسألة خرافة.. وقد نتج عن هذه الخرافة العديد من العادات والتقاليد التي نسير عليها اليوم دون أن نعرف أصلها أو فصلها


لكني قررت منذ زمن طويل ألا أسير مغمضة العينين, وحتى إذا كان الطريق مظلم, فعلي أن أوقد شمعة تنيره لي ولغيري


صدق من قال أن العلم نور.. ولعنة التاريخ على من قال

يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات

موت البنت سترة

شورة المرة تأخر ميت سنة ورا

ان ماتت اختك انستر عرضك

البنت يا تسترها يا تقبرها

صوت حية ولا صوت بنيه

خلف البنات يحوج لنسب الكلاب

لما قالوا لي ولد اشتد ظهري واستند ولما قالوا لي بنية انهدت الحيطة عليا

البنت الحلوة نص مصيبة

دلع بنتك تعرك ودلع ابنك يعزك

ام البنت مسنودة بخيط … وام الولد مسنودة بحيط


إذا كان الراجل دمه حامي, فاحنا دمنا حر. نحيا بالكرامة والحرية وقوتنا ليست في إخافة الناس بالعصبية والثورة, ولكن في جلدنا وتحملنا للمسؤلية وحبنا للحياة

Tuesday

عايزة أشهد


وكيلة مجلس الشعب تطالب بمساواة شهادة المرأة بالرجل.. والإخوان يرفضون

كتب محمد أبوزيد ١١/٣/٢٠٠٨

طالبت الدكتورة زينب رضوان، وكيلة مجلس الشعب، بالسماح بتوريث الزوجة «الكتابية» - المسيحية أو اليهودية - والأخذ بشهادة أصحاب الديانات الأخري في مسائل الأحوال الشخصية، ومساواة شهادة المرأة الواحدة بالرجل أمام المحاكم، في إطار تفعيل مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين

وذكرت في اجتماع للجنة حقوق الإنسان بالمجلس أمس، أنه لا توجد أي موانع في القرآن والسنة لتطبيق ما تدعو إليه، وأن الدستور يدعو للمساواة بين المواطنين وهو ما لا يتم تطبيقه، معتبرة أن حكم القضاء الإداري بوضع «شرطة» مكان خانة الديانة للبهائيين، يمثل تدعيماً لمبدأ حرية العقيدة

واعترض نواب الإخوان علي اقتراحات وكيلة المجلس، وقال النائب محمود عامر، إن ما تدعو إليه زينب رضوان مخالف للشريعة الإسلامية، وخروج علي المرجعية الدينية للمجتمع المصري

ودافعت زينب رضوان عن موقفها بتأكيدها أنها لا تقصد المساس بثوابت الشريعة الإسلامية، وأن مقترحاتها جاءت لإظهار الوجه الصحيح للإسلام

واقترح النائب محمد عامر، وكيل لجنة حقوق الإنسان، عقد اجتماع مشترك مع لجنة الشؤون الدينية، وبمشاركة مجمع البحوث الإسلامية وممثلين من الأزهر ودار الإفتاء للوصول إلي رأي فقهي صحيح حول ما طرحته الدكتورة زينب رضوان
نقلا عن جريدة المصري اليوم
.................................


مشكلة.. بجد مشكلة. كل ما نيجي نمشي خطوة لقدام نلاقي وطاويط الظلام طالعينلنا من كل ناحية ويقولولنا كان غيركم أشطر! طب ليه يا عم الوطواط؟ يقولك الست نص انسان! يا عم عيب عليك ما تقولش كدة. يقولك هو كدة. يا وطوط حرام عليك, الكلام دا ما يرضيش ربنا. بجبروت أهله يبجح ويقولك ربنا هو اللي عايز كدة!!.. يا عم ازاي يعني؟ بقى ربنا العدل يرضى بالظلم؟ دا هو اللي خلق البشر كلهم متساويين وأكد على المساواة وعلى ان مفيش حد أحسن من التاني إلا بعمله.. يبقى ازاي انتى تتبلى على ربنا بكل بجاحة وتقول هو اللي عايز كدة؟ وكمان مش عايز حد يعارضك؟

الدكتورة رينب رضوان مش بتاعة كشري والله.. مع كل احترامي لكافة العاملين في صناعة الكشري والأمن الغذائي.. لكن هذه السيدة الفاضلة هي استاذة في أصول الشريعة الإسلامية, ولا يمكن أن تقدم على تقديم مشروع قانون كهذا وهي غير واثقة تمام الثقة ان الأمر ليس به أي شبهة تعارض مع الشريعة الاسلامية

موضوع ان شهادة المرأة قدام المحاكم يكون نص شهادة الراجل دا موضوع ملوش أي أساس. ازاي الست عندنا تبقى قاضي وف نفس الوقت ما يتخدش بشهادتها؟ تخيلوا حجم القضايا اللي بتتعطل عشان مفيش غير شاهدة واحدة! معقولة يعني؟ وهو الراجل هيشهد بإيه زيادة عن الست؟ ما هي هتقول اللي شافته وسمعته زيها زي أي راجل.. ماهي عندها جوز عينين وجوز ودان برضه.. ولا الراجل عنده أربع عيون مثلا؟ ولا يمكن يكون عنده جوز ودان مستخبيين ولسة ما حدش اكتشفهم! يا جدعان ربنا عرفوه بالعقل.. كفاية بقى.. ارحمونا.. ضحكتوا علينا العالم‏

مفيش حاجة اسمها الست نص انسان.. الست انسان.. كامل الأهلية.. يعني ازاي أنا أبقى ماشية بنص مخ على أساس الحديث المتفبرك بتاع ناقصات عقل ودين, وبعدين ربنا يحاسبني زيي زي الراجل؟ طب ما أنا لو غلطت أبقى معذورة بقى.. مش ربنا هو اللي خلقني بنص عقل؟ مش أنا مجنونة ومهبولة ومعتوهة ومش عارفة أشهد زي الراجل عشان عقلي ترالالي والذاكرة عندي سايحة على المخيخ وعاملين ماس بيطلع كهربا 3 فولت؟

يا ناس عيب عليكم.. بقى بدل ما نشكر الاستاذة ونقولها كتر خيرك انك نبهتينا, ونلوم نفسنا اننا أتأخرنا كل دا في مراجعة رؤيتنا المحدودة لنصوص الدين, تقوموا تقولولها لأ وتتهموها انها بتخالف احكام الشرع؟ حد تجيله الفرصة انه يعيد جزء من الكرامة المهدورة لأمه وأخته وبنته وزوجته ويقول لأ؟ حد يجيله الفرصة انه يبين حقيقة دينه وانه في جوهره دين تقدمي بيدعو للمساواة بين البشر ويقول لأ؟ حد يجيله الفرصة انه يرحم آلاف الأسر من البهدلة في المحاكم ويقول لأ؟ حد يجيله الفرصة انه يخدم العدالة وينصف الحق ويقول لأ؟

يا ريت نسمع صوت ضمايرنا ونحكم عقولنا, هي دي البوصلة اللي زرعها ربنا داخل كل واحد فينا عشان يعرف طريق الحق والخير والعدل. وأنا أشهد أن المساواة عدل, وان الأخذ يشهادة أمرأة واحدة حق, وأن اعادة كرامة المرأة التي سلبها اياها المجتمع في غفلة فرض السيطرة الذكورية خير

Friday

مدونة عالم فانتازيا تحتفل بيوم المرأة العالمي



ولأن كل امرأة على وجه الأرض هي امرأة عاملة.. ولأن هذا العالم يدين بوجوده للنساء.. ولأن المرأة لا تتوقف عن العمل لخدمة هذا الكوكب.. وجب الاحتفال والاحتفاء والتكريم والتبجيل لكل امرأة في كل مكان

كل عام وكل نساء وقتيات مصر بخير. كل عام والمرأة المصرية قوية, فاعلة, مؤثرة, مشاركة في نهضة مجتمعها وتطوير بلدها

لنجعل هذا اليوم هو يوم للتوعية بحقوق المرأة ونشر مباديء المساواة وحقوق الانسان. لنحتفل ونتذكر تاريخ تحرير المرأة في مصر والعالم, والكفاح الطويل والطريق الشاق الذي سلكته اجيال من المفكرين والمثقفين والادباء والحقوقيين والسياسيين لكي تنعم المرأة بوجود يحترم آدميتها ويسترد حقها المسلوب في الحياة

لنتذكر دوما أن المرأة هي عماد المجتمع وهي صانعة الحياة وهي نصف تعداد سكان العالم. فليفكر كل ذي عقل قبل أن يهين امرأة أو يحقر من شأنها أو يستهين بدورها أو يحاول وضعها في مرتبة دونية.. فلا يوجد شخص يؤمن بحقوق الانسان ولا يؤمن بحقوق المرأة.. ومن لا يؤمن بحقوق الانسان فلا يستحق ان يكون انسان

اتمنى أن يصبح يوم الثامن من مارس هو يوم مكافحة الاضطهاد والعنف ضد المرأة.. اتمنى ان نعلن جميعا مساندتنا لحق المرأة في ان تحيا بكرامة, دون ان تتعرض لعنف أو امتهان أو قهر أو اذلال. اتمنى أن نقف جميعا, نساء ورجال, يدا بيد, ضد كل مظاهر الظلم التي تتعرض لها المرأة المصرية.. فلنقل لا للامية.. لا للختان.. لا للتحرش الجنسي.. لا للزواج المبكر.. لا لاغتيال براءة الفتيات الصغيرات.. لا لانتهاك حرية المرأة.. لا لقتل المرأة تحت مسمى جرائم الشرف.. لا للقوانين التي تضطهد المرأة.. لا لعدم تولي المرأة المناصب التي تستحقها في العمل.. لا للصورة النمطية الدونية للمرأة.. لا لتشييء المرأة.. لا وألف لا لاستعباد واهدار كرامة نصف البشرية

Thursday

المزة المصرية (المرأة المصرية سابقا)ء


كلمة "مزة" ف العامية المصرية معناها بنوته حلوة. ولما بنستخدمها كصفة - زي مثلا لما نقول " البنت دي مزة" - يبقي بنقول إنها مثيرة. الكلمة دي معناها مش كويس ف العربي وبتدل على نظرة دونية تحقيرية للمرأة. ودا مثال واضح إزاي لغتنا دلوقتي بتعكس نظرة المجتمع المصري للمرأة بشكل عام. الكلمة دي تعبير حي عن كل المشاعر السلبية وعدم الإحترام اللي ف دماغ الرجالة في تعاملهم مع الستات .. حتي اللي هما معجبين بيهم وبيشوفوهم جذابين أو متألقين

كلمة مزة ف البداية ومن زمان كان بيستخدمها الرجالة اللي بيشتغلوا ف أعمال وحرف يدوية. الفئة دي من المجتمع، زي ما ممكن تتوقعوا، نظرتهم محدودة .. ونظرتهم للمرأة نظرة جسدية بحتة. عشان كدا لما ميكانيكي كان يقول لخطيبته إنها مزة، كان معروف ان كل غرضه هو انه يدلعها ويمدح جمالها وأنوثتها. الكلمة مكانتش خارجة أو غير لائقة ف الفترة دي. والبنات اللي كانوا بيعتبروا "مزز" ف العادة كان عندهم ثقة كيبرة عشان هما عارفين إنهم مرغوبين من الرجالة. دا لسببين: 1) البنات دول كانوا بينتموا لنفس الطبقة الإجتماعية وبالتالي عندهم نفس منظومة التفكير. 2) كلمة "مزة" نفسها مكانش ليها نفس المعني بتاعها دلوقتي. عشان كدا الكلمة دي كانت منتشرة عادي جدا بين افراد الطبقة الاجتماعية دي, لكن كانت بتعتبر شوية وقحة من اللي بيسمعوها من خارج البيئة بتاعها واللي بينتموا لطبقات ارقى اجتماعيا



لما الكلمة كانت بتقترن ب ياء الملكية، كانت مزة بتبقي "مزتي" ومعناها حبيبتي. الرجالة اللي بينتموا لفئة العمال والحرفيين كانوا متعودين يعرفوا اصحابهم ف المنطقة اذا كانوا مرتبطين بعلاقة عاطفية مع واحدة من سكان الحي، عشان شباب الحي يعرفوا ان فلانة دي مشغولة ومحدش يقرب منها.يعني البنت اللي كان معروف انها مزة فلان، كانت ف الواقع محمية لإنها تبعه، وأوتوماتك بتعتبر زوجة المستقبل للشخص المرتبط بيها, يعني في حكم خطيبته. الرجالة كانوا زمان رجالة, وكانوا بيحافظوا علي حدودهم ومش بيحاولوا يتجاوزوها أو يقولوا واحنا مالنا لو شافوا بنت حيهم بتتعاكس. محدش كان بيجرؤ يتعرض ل"مزة" حد، واذا دا حصل فبيكون من شخص فيه خلاف أو عدواة بينه وبين الشاب اللي مرتبط بالبنت دي, وف الحالة دي بتكون مضايقته ليها مجرد دعوة للخناق وتحدي لرجولة الشاب المعني.. شوفتوا البروتوكول بتاع الطبقة دي كان عامل ازاي زمان؟ وللعلم, الرجالة ف المجتمع دا مكانوش بيستخدموا كلمة مزة للاشارة للستات بتوع التسلية وتمضية الوقت. يعني كانوا حريصين انهم يفرقوا ما بين البنات اللي للهزار والبنات اللي للجد, وما يقدروش يشيروا للاتنين بنفس الكلمة

دي كانت الخلفية "التاريخية" .. أنا بهزر .. يعني دا فلاش باك سريع كدة عن أصل الكلمة في العامية المصرية. الكلام دا مكانش من زمان أوي يعني, لكنه اصبح شيء من الماضي

بسبب التغيرات الكتيرة والتفاعلات اللي ترتبت عليها بسبب عوامل سياسية واقتصادية ف الفترة اللي فاتت، فبالتأكيد فيه تغيرات إجتماعية كتيرة حصلت .. وأكتر تغير ملحوظ ف الهرم الإجتماعي المصري هو إن الهرم إتقلب, أو بمعنى أدق اتشقلب, بقى اللي فوق تحت واللي تحت فوق. دا كان له تأثير كبير علي كل أشكال الحياة ف مصر .. وكان نفسي أتكلم ف الجزئية دي أكتر بس دا مش مكانها. اللي يهمني هنا هو تآكل الطبقة الوسطى ف مصر، اللي دورها الاساسي بيتركز في الحفاظ علي تماسك المجتمع وكمان القيام بتوجيهه. الطبقة المتوسطة - بما تتبع بيه من نسق اخلاقي ومنظومة قيم وعلم وإهتمامات ثقافية وانخراط في الحياة السياسية, بالاضافة لوعيها ويقظتها - هي الجزء اﻷساسي اللازم للحفاظ علي التوازن وتحديد الطابع الإجتماعي العام لأي بلد. عشان كدا اللي حصل للطبقة الوسطى ف مصر أدي إلي تغيير كبير ف الهيكل المجتمعي المصري

يعني ايه الكلام ده؟ يعني لما نسمع اللغة اللي الناس بتستخدمها ف الشوارع اليومين دول، هنلاحظ إنها خليط من طبقات، وثقافات، وخلفيات ولغات كتيرة، مفيش بينها أي حاجة مشتركة .. حاجة كدة زي الياخني بتاع عادل امام. اللغة العامية المصرية دخل عليها كلمات واتغير فيها معنى كلمات كانت موجودة ف الاصل, ومعدش فيه علاقة بتربط لا بين الطبقة واللغة اللي بتتكلم بيها, ولا بين المعنى اللي بتستخدم بيه الكلمة وبين مصدرها اﻷصلي. ف قلب الفوضي اللغوية دي تطلعلنا كلمة "مزة" موديل ألفين عشان تلخص شكل المجتمع الحالي وتدي تعريف واضح للعلاقة بين الرجل والمرأة حاليا, بتوضح إزاي النهاردة المجتمع الذكوري بيفكر ف المرأة، وبتوضح إن اللغة زي البشر, ليها حياة وبستمد معناها من بيئتها وزمانها

الإستخدام الحالي لكلمة مزة ملوش أي علاقة بالطبقة الإجتماعية. الشباب المصري دلوقتي بيستخدموها ف أي حديث عام عن البنات .. وكإن كلمة ست أو بنت إستبدلت تماما بكلمة مزة.. أي بنت = مزة. لكن العجيب ان الكلمة دي دلوقتي مش بتصنف علي إنها كلمة خارجة، بالرغم من إنها بتصنف كنوع من تحرش لفظي في مواقف معينة, زي مثلا لو واحد قالها بصوت عالي لواحدة مايعرفهاش. إنه يتقال علي بنت انها "مزة" وهي ماشية ف الشارع كفيل بإنه يخلي أي بنت وشها يحمر. الكلمة دلوقتي بقى ليها معني جنسي صريح، وبتستخدم كإطراء غير مهذب، أو بهدف إحراج البنات اللي بيكونوا ضحايا للمعاكسات. ولما بتستخدم للغرض دا، ف الغالب الولد بيتبعها بصوت بوسة، أو تنهيدة, أو غمزة، أو أي حركة مشابهة لتوضيح المعني الجنسي والتأكيد عليه, ودا طبعا بهدف التسبب في أكبر قدر من الحرج للضحية

طيب دا في المعاكسات والتحرشات.. لكن, ف وسط كلام الرجالة، "مزة" ممكن تستخدم للإشارة لأي بنت، أو لوصف بنوتة حلوة، أو لوصف واحدة جذابة, أو لوصف معالم إغراء معينة ف جسم البنت.. كمية تنويعات غريبة كلها بتلعب على الايحاء الجنسي
مزة نادرا ما بتستخدم بصيغة الملكية دلوقتي.. ولو دا حصل ف في الغالب بتكون للإشارة لبنت على علاقة بشاب معروف للي بيتكلم, زي مثلا "دي فلانة دي المزة بتاعة فلان" يعني الجو بتاعه.. المعنى هنا هو العكس تماما من المعنى المستخدم في احياء زمان الشعبية, لان دي بتكون طريقة لتوضيح إن العلاقة مش جادة. يعني معناها مخالف تماما لمعني الكلمة اﻷصلية "مزتي", اللي الولد انهاردة بيقولها كاعلان إنه مش مهتم بالمزة دي (صاحبته). وبتعتبر دعوة غير مباشرة لأصحابه إنهم يقدروا يصاحبوها بعد ما هو يزهق منها، وضوء أخضر للأصحاب اللي عايزين يتريقوا عليها أو يقولوا أي كلام مش لطيف عنها قدام صاحبها

عادي.. كل حاجة اتقلبت, حتى الكلام والثقافات والتقاليد والسلوكيات. فالنتيجة زي ما انتوا شايفين.. ثقافتنا اﻷبوية أخدت كلمة من قاموس الطبقة اللي تحت، غيرت إستخدامها، إديتها معنى سلبية، خلتها جنسية تماما، وحولتها لسلاح ضد البنات! ومع ذلك هي مش سلاح سري ولا حاجة, يعني لا الرجالة بيقولوها بس ف كلامهم الخاص, ولا المجتمع بيرفضها بسبب معناها السلبي , ولا هي مرفوضه ف الإعلام واﻷفلام.. بالعكس .. دي مرحب بيها ف حياتنا اليومية والناس بتستخدمها ف كل مكان .. دي دلوقتي أكتر كلمة بتستخدم ف القاموس المصري .. وبقت مرتبطة ووثيقة الصلة ياللغة العامية المصرية! طب كل دا يقولوكم إيه؟

وكمان لما نوضح ان تأثير الكلمة موقفش لحد هنا.. لأ.. زي السيناريوا المعتاد دايما، أي حاجة بيفرضها المجتمع الذكوري بيروحوا الاتباع ممسوحين الشخصية ماشيين عليها بشكل اوتوماتيكي وهما مغمضين. فبيتحول الامر لحقيقة وأمر واقع لازم نبلعه كلنا زي الشربة ونتأقلم عليه. دا بالظبط اللي حصل للبنات ف مصر, اللي إعتبروا الكلمة جزء من ثقافة مجتمعهم الذكوري المقدس!! شوفتوا الخيبة؟

"مزة" وبكل تأكيد كلمة ضد المرأة.. كلمة بتهدف إلي إزلال المرأة وتحقيرها وتدمير معنويتها.. كلمة غرضها وضع المرأة في مكانة وضيعة وتحويلها لمجرد جسم.. أجساد.. قطع لحم مرغوبة من الجنس الأخر لكنها في نفس الوقت محتقرة ومهانة. المرأة عندنا للأسف انحصرت ف النفق الضيق ده .. لازم تكون مزة عشان تعجب الرجالة، وف نفس الوقت بتتهان لكونها مزة.. فبيتم تحقيرها مرتين: مرة باختزالها في جسم سكسي مثير، مرة بوضعها كهدف للتعدي اللفظي, كمصدر للعار والفضيحة.. المرأة بقت شيء, مجرد كيان مادي, جسد.. واختزال المرأة في الجسد مش اختيارها, دا وضع فرضته عليها ثقافة المجتمع اللي بتلفظ أي واحدة معندهاش قدر معقول من مقومات الانوثة الشكلية. المجتمع بيقول للبنت من صغرها انتي كل قيمتك انك تعجبي الرجالة عشان واحد يتجوزك.. انتي مجرد حتة لحمة, فاللي هيعجب بيكي هيعجب بشكلك مش بحاجة تانية.. مفيش حاجة اسمها راجل ينجذب لست عشان عقلها ولا شخصيتها ولا انجازاتها, دي كلها حاجات تكميلية.. الست هي جسم, والراجل بيدور على الجسم قبل أي حاجة تانية.. ولو انتي متوفر عندك الشرط دا, يبقى من حق الكل ان يهزأك ويحتقرك ويقل من قيمتك.. لانك مجرد مزة.. رحتي ولا جيتي مزة.. مجرد وسيلة لامتاع الرجالة.. انتي مالكيش وجود ككيان أو كروح أو كعقل.. انتي مزة وبس
ورغم كل دا، البنات ف مصر بيستخدموا كلمة مزة ف كلامهم، زي البغبغانات بالظبط. بيفضلوا إنهم يضحكوا على نفسهم وينكروا علمهم بمعناها الوضيع في كلامهم مع بعض.. وبيستخدموها عشان يجاملوا بعض.. يعني عادي تلاقي واحدة بتقول لصاحبتها "ايه الحلاوة دي يا مزة؟" بدل ما تقولها انتي جميلة أو شكلك حلو انهاردة .. أو واحدة تقول الكلمة على نفسها.. علي سبيل المثال، البنت ممكن تقول لصاحبتها إنها كانت مزة لما راحت تحضر الفرح الفلاني .. بالطريقة دي، البنات بيخضعوا للضغط الإجتماعي والطلب الملح علي إنهم لازم يكونوا مزز. هما عارفين إن المجتمع عايزهم يبقوا جذابين جنسيا. والبنات محتاجين يحسوا إنهم مقبولين، مرغوبين ومحبوبين. وعشان يحققوا دا، لازم يمشوا ورا الطريقة والتعليمات اللي حطها مجتمعهم: قبل أي حاجة البنت لازم تكون مزة

كل البنات مدركين إن الكلمة دي غير لائقة، ومؤذية، ومهينة، وبتعبر عن الدونية .. عشان كدا ف موقفهم الحالي كتابعين، كان لازم يخترعوا نوع من الخداع النفسي عشان يقدروا يقبلوا مفهوم ال "مزة"، ويهربوا من كونها لفظ وقح. ولإن البنات مطحونين تحت الضغوط اللي بيمارسها المجتمع عليهم، قصوا معنى كلمة "مزة" نصين, واستخدموا النص الايجابي في المعنى عشان يقدروا يتعايشوا مع وضعهم الجديد كمزز. بس الخداع النفسي دا هيوصلهم لفين؟

نداء الى كل مزة مصرية بتقرا الكلام دا، دفن راسك ف الرمل بيزود ضعفك، بيقلل إحترامك، بيخليكي تابع ضعيف، وبيزود خجلك. إنتي مش مجرد جسد. إنتي مش حتة لحمة طرية أو لعبة لمتعة الرجالة.. لو فضلتي مش مصدقة الكلام دا, يبقي مش هتفهمي إنك تستحقي معاملة أفضل, معاملة تحترم آدميتك وشعورك .. هتفضلي تستسلمي للإهانات والإنتهاكات اللي بتحصل .. هتفضلي مش مستعدة تقفي وتدافعي عن نفسك وكرامتك .. مش هتقدري قيمة عقلك وشخصيتك .. هتفضلي ماشية ورا الي مضطهدينك .. وعمر ما هيبقي عندك الشجاعة عشان تقولي ﻷ
طول ما بتقبلي انك تكوني مزة .. عمرك ما هتكوني إنسانة

على طريقة قصة ولا مناظر.. نقاب ولا بكيني؟


أنا عايزة اتوجه بالتحية الى ايجيبشيانا علي البوست بتاعها اللي الهمني كتير خصوصا إنه جه بعد ما أنا كتبت عن كافيه صبابا. ف البوست بتاعها، ايجيبشيانا بتطرح أسئلة كتيرة أثناء محاولتها إيجاد تعليق مناسب علي صورة لبنتين بيتمشوا ع البحر, واحدة منهم لابسة مايوه بكيني والتانية لابسة جلابية وحجاب

أنا كنت ناوية أكتب عن موضوع تصنيف المرأة ف مجتمعنا، وإزاي التصنيف دا بياخد شكل التضاد او القطبية. يعني الستات بيتشافوا يا أبيض يا اسود، مفيش إختيار تاني. لو الست مش بينطبق عليها تعريف المجتمع "للأبيض" يبقي هي أكيد "اسود". مفيش أي وجود لإحتمالات تانية أو حتي لون "رمادي". الست يا تكون قديسة يا تكون عاهرة .. يا تكوني زوجة يا تكوني بتدوري علي زوج .. ياتكوني خجولة يا تكوني بجحة .. يا تكوني ملاك يا تكوني شطان .. إلي أخر قايمة الحاجات المتضادة

أشهر مثال علي التقسيم القطبي دا للستات اللي بقي منتشر جدا اليومين دول، هو اللي بيفترض إن البنات اللي مش محجبات البديل الوحيد ليهم هو إنهم يلبسوا بكيني! .. متستغربيش لما تسمعي التفكير المشوه دا. ف الحقيقة محدش بيخجل لما بيعلنوا بكل فخر إن المتناقضات دي هي الإختيارات الوحيدة المتاحة للستات .. يا الحجاب يا البكيني. عشان كدا لما تيجي تناقشي حرية إختيار المرأة في لبس الحجاب، ف الغالب هتلاقي حد بيسأل بكل ثقة: "يعني إنتي عايزة إيه؟ عايزة الستات يلبسوا بكيني؟

بالنسبة لناس الموضوع ممكن يكون كوميدي .. نكتة سخيفة. أو إن اللي بيقول الكلام دا مش بيتكلم جد. بس تقدروا تتخيلوا إن ناس كتير مصدقين إن دا كلام جد جدا! مش بس كدا .. الإعتقاد دا هو اللي كون الصورة العامة للمرأة في مصر. ف الحقيقة، السبب ورا الزيادة الكبيرة في أعداد المحجبات ف مصر، مش زي أغلب الناس ما فاكرة، ف الواقع هو له دوافع بتربطها علاقة بالطبيعة الإجتماعية أكتر من كونه دافع ديني. اكيد طبعا فيه بنات كتير مقتنعين بالحجاب كنوع من الالتزام الديني وبيقرروا يلبسوه لاسباب ذاتية مش مظهرية, لكن برضه فيه كتير (أنا بقول كتير) من البنات الصغيرين اللي بيلبسوا الحجاب مش ملتزمين بالصلاة اليومية (اللي هي تاني ركن من اركان الإسلام، في حين إن الحجاب اللي هو غطاء الرأس ذكر في حديث واحد فقط وهو حديث ضعيف). طب ازاي يبقى الحجاب أهم من الصلاة؟ السبب هو ان الستات المسلمات بيصلوا ف البيت .. نادرا لما تلاقي واحدة بتصلي ف الجامع. الصلاة حاجة شخصية بين البنت وخالقها .. بتمارس بعيد عن عيون الناس .. لكن الحجاب هو ممارسة عامة، بيعلن للمجتمع إن البنت اللي بتلبسه بتنتمي لمجموعة اللون "اﻷبيض". والإنتماء للمجموعة ذات اللون اﻷبيض ليه مميزات كتيرة. من غير ما أفسر اكتر، أقوى ميزة هي إنك تبعدي عن المجموعة التانية ف النظام القطبي, البلاك ليست, بإنك تعلني للناس انك ملاك طاهر. ودا مش عيب.. إنتي بتحمي صورتك العامة قدام الناس .. بتبعتي رسالة واضحة إنك مش من ضمن المجموعة التانية .. إنك مش العاهرة اللي بتلبس البكيني. دا ف حد ذاته ميزة وفايدة عظيمة. فيه بقى مميزات ثانوية زي: القبول والإحترام ف المجتمع، هتكسبي إعجاب الرجالة، هتزودي فرصك في سوق الجواز، هتكسبي ثقة عيلتك، نسبيا هيكون عندك حرية أكبر، هتكوني منسجمة مع المجتمع النسائي العام ... الخ

لما الستات بتتجاوب بالطريقة دي نتيجة للضغط من مجتمعنا الأبوي اللي بيحاول يفرض نظام أخلاقي بيعتمد علي النظرة الاحادية والمظهر الخارجي , هما ف الواقع بيدوا النظام دا مصداقية كبيرة .. أو أقدر أقول إنهم هما اللي صنعوا النظام دا وحولوه لواقع. بعد كدا ستات أكتر وأكتر بيبلعوا الطعم .. وأكتر بيبقوا مجبرين علي الإلتزام بالنظام. لغاية ما صحينا ف يوم، ولأول مرة ف تاريخنا، عشان نلاقي البنات الصغيرين.. اﻷطفال.. لابسين حجاب!! طفلة لابسة حجاب؟
ليه طفلة تتحجب؟ وليه فيه ناس بترحب بالحكاية دي وبيعتبروها حاجة إيجابية؟ لأ وفيه اللي بيخلوا اطفالهم يلبسوا نقاب كمان!! هو دا مش إغتيال لبراءة الأطفال؟ مش دا فيه اعلان ضمني إن اﻷطفال يعتبروا مصدر إغراء؟ ليه بعد كدا الناس دي بتستغرب لما بيحصل إعتداءات وتحرشات جنسية علي اﻷطفال (ومن الجنسين)؟ هما اللي عملوا كدا .. هما دخلوا الأطفال وسط نظام الكبار. هما مش زعلوا لما وزير التعليم حاول يحط قانون لمنع حجاب البنات ف المدراس الإبتدائية! هل الكبار دول فاكرين إنهم هما بس اللي شايفين طفلة ف ابتدائي مغرية جنسيا؟ .. أكيد ﻷ .. فيه المرضى اللي بتدعمهم الممارسات الملتوية دي. اللي بيعتدوا علي اﻷطفال اكيد سعداء جدا بطريقة تفكير الاهالي دول .. لان دا بيديهم عذر لمرضهم. أدي أهل البنت العيلة الصغيرة بيعلنوا إن بنتهم مغرية! ليه بعد كدا مش بيعتبروا المعتدين والمتحرشين دول ضحايا, مقدروش يقاوموا الإغراء اللي ف اﻷطفال دول؟ ليه مش بيعتبروا دا عذر ليهم، زي ما بيدوروا علي تبريرات وأعذار للرجالة اللي بيغتصبوا الستات؟

إستنوا لسه فيه كمان .. خلوني أحكيلكوا قصة مأساوية تانية. من مدة إتصدمت لما شفت بنات من اللي شاركوا ف اﻷولمبياد الخاصة اللي فاتت وكانوا لابسين الحجاب!! أيوة والله كدة.. بنت معاقة ذهنيا, يعني ساقط عنها التكليف, ولابسة حجاب. أنا إنزعجت جدا ومكنتش مصدقة عيني .. إيه اللي بيحصل دا؟ دول بنات ربنا نفسه إستثناهم من كل فروض الدين. دول مش بيقدروا يحددوا أي حاجة لنفسهم، يبقي أكيد مش هما اللي قرروا يلبسوا الحجاب. دا تعدي واضح علي حقوق الإنسان! إزاي حد يقدر يشوف حاجة زي كدا وميتضايقش؟ هل منطقي إن البنات اللي بيتولدوا بمرض داون يتحملوا مسؤلية عدم تغطية شعرهم؟ هل المفروض يتم إعتبارهم مصدر إغراء؟ هل الناس هتعتبرهم مسؤلين لو إتعرضوا لتحرشات جنسية؟ وهل الحجاب دا هيحميهم من حد معندوش أي رحمة ولا تقدير لحالتهم؟ اللي هيغتصب واحدة معاقة ذهنيا ده, هتمنعه حتة قماش؟ حد يجاوبني قبل ما أتجنن؟ إيه اللي بيحصل دا؟ .. ليه دماغ الناس وصلت للمرحلة البشعة دي؟

كل دا دليل علي إن فكرة النظام القطبي بقت هي القاعدة العامة ف التعامل مع المرأة بالنسبة لأغلب الناس. عشان كدا أنا مثلا مش بقدر أشتري ملابس لنفسي ف موسم الصيف .. تعرفوا ليه؟ عشان كل لبس البنات الموجود مخصص للمحجبات أو لعكسهم .. للبنات اللي بتمشي ف الشارع بالبكيني! واضح إن مصممين اﻷزياء إلتزموا بالنظام وهما بيصمموا ملابس الستات. دا اللي حصل معايا لما نزلت أشتري لبس ف الصيف ولمدة 3 سنين متتالية. أول سنة، 3/4 من اللبس المعروض طويل وبأكمام طويلة. تاني سنة، حوالي 90% من اللبس للمحجبات. تالت سنة، ملقتش ولا حاجة واحدة بكم قصير

البياعة: أي خدمة يا أنسة؟
أنا: أيوة .. من فضلك، أنا بدور علي حاجة بأكمام قصيرة لو ممكن تساعديني؟
البياعة: أكمام قصيرة؟ .. أنا أسفة بس الموسم دا كل اللبس بأكمام طويلة
أنا: أيوة .. أنا واخدة بالي. وكمان القماشات كلها سميكة وتقيلة .. هو إحنا عايشين ف موسكو ولا إيه؟ ولا أنا الوحيدة اللي بحس بحر الصيف ف مصر؟
البياعة: أقولك .. أصل أغلب الزباين هنا محجبات .. بس إنتي ممكن تقصي الكمام لو تحبي
أنا: دا عشان أنا مش من الزباين بتوع المحل يعني، طب والقماش؟ ولا إستني .. أنا هخمن .. أكيد هتقوليلي أجيب القماش اللي أحبه وأفصله
البياعة: أنا أسفة يا أنسة، دا كل اللي موجود عندنا دلوقتي. بس فيه محل، مش بعيد عن هنا، ممكن تلاقي فيه اللي بتدوري عليه
أنا: أنا عارفة إنك ملكيش ذنب .. أنا بس عايزاكي تبلغي الإدارة إنهم خسروا واحدة من زباينهم النهاردة


رحت للمحل اللي قالتلي عليه. المعروضات شكلها غريب .. بس قولت أنا مش هخسر حاجة
أنا: مساء الخير .. أنا بدرو علي حاجة بكم قصير وتكون معاها جيب أو بنطلون
البياعة: تحت أمرك .. عندك المجموعة دي إختاري منها اللي يعجبك
(بعد ما قلبت الأرفف والشماعات وأنا حاسة بيأس)
أنا: لوسمحتي، أنا مش بدور علي لبس للبحر. أنا بدور علي حاجة للشغل. وكمان متهيألي مفيش حاجة من الحاجات دي مناسبة لأي ست ناضجة. ف الغالب دا مناسب للبنات المراهقين
البياعة: لا مش صحيح خالص يا أنسة .. دا فيه زباين محجبات بيشتروا اللبس دا
أنا: زباين محجبات؟ ليه، هما خلصوا كل المحلات التانية ف البلد؟ وإزاي يعني يلبسوا اللبس دا؟ بيلبسوه ف البيت؟
البياعة: ﻷ، بيلبسوه ف الشغل وف الجامعة ... ف كل حتة. أنا أفهمك.
(مسكت شماعة عليها حاجة عبارة عن توب بحمالات وجيب فوق الركبة بكتير)
شوفي؟ البنت المحجبة بتلبس دا وتحته بدي بكم طويل وبنطلون

أنا: #%*@**؟!!!! طب ليه التعب دا كله وفيه محلات كتير بتعرض لبس معمول مخصوص عشانهم؟
البياعة: فيه بنات صغيرين بيبقوا عايزين يلبسوا حاجات تحدد جسمهم، واللبس الواسع السميك مش بينفعهم
أنا: آه .. يعني هما عايزين يغطوا شعرهم وف نفس الوقت يلبسوا حاجة تحدد جسمهم .. إيه الجمال دا! .. طيب، اللي بقي عايزين يلبسوا حاجة معقولة؟ يروحوا فين؟
البياعة: ليه متجربيش.. (وشاورتلي علي المحل اللي كنت فيه من شوية
أنا: أنا كنت هناك وواحدة من البياعات اللي هناك هي اللي قالتلي علي المحل بتاعكوا. كل اللبس اللي هناك هو عكس اللبس اللي عندكوا تماما
البياعة: متهيألي اللي بتدوري عليه دا صعب تلاقيه
أنا: واضح!!!!!!! .. أنا بقالي اسبوع بادور
البياعة: إنتي ممكن تروحي لخياطة وتعملي اللي إنتي عايزاه
أنا: شكرا .. أنا كان المفروض أعمل كدا من اﻷول. واضح إننا بقينا فصيلة منقرضة ومبقوش بيعملولنا لبس جاهز

متهيألي إن الخطوة العظيمة اللي جاية هتبعد الستات جدا عن بعض ف الإتجاهات المتضادة. لو دا حصل، مش هستغرب لو المقارنة بقت أعنف من كدا بكتير. ف الغالب النظام القطبي ف المستقبل هيدي للست إختيارين ..يا تلبس نقاب ..يا تلبس بكيني قطعة واحدة! والمعضلة اللي هتقابل البنات هتكون "ألبس أو لا ألبس, تلك هي المشكلة". دي خيبة ايه دي؟