Wednesday

عزيزي الرجل.. هل أنت إنسان أم حيوان؟


مطلوب رد واضح وصريح وحاسم لهذا السؤال

لكن قبل أن تجيب, من حقك أن تعلم الخلفية التي أسست عليها هذا التساؤل.. فأنا بالطبع لم أقصد اهانتك, ولكني فقط أصبحت متشككة فيما كنت أقتنع به قناعة تامة, وهذا من جراء ما يعيده على مسامعنا الخطاب الذكوري المعتاد, ومحاولته لحصر وتجميد أنماط التعامل بين الجنسين في إطار واحد ووحيد.. قالب لا يمكن الفكاك منه وكأنه القضاء والقدر المتربص بنا بالمرصاد.. في هذا الإطار لا وجود إلا لصنف واحد من الرجال وصنف واحد من النساء.. فهناك دوما "الرجل الذئب" و "المرأة الفريسة"

نعم يا عزيزي, فأنت الذي توصم نفسك بالحيوانية والوحشية والهمجية والرغبة الدائمة في الافتراس. أنت تصر على تصوير نفسك في صورة الوحش الكاسر والذئب الغادر. وأنا لا خيار أمامي سوى أن أقف موقف الفريسة المذعورة وأن أنزوي بعيدا وأترك لك العالم لتبرطع فيه كما تشاء, وإلا استحققت انتهاكاتك وتحرشاتك وتطاولاتك وهجماتك الغواغائية

لماذا يوصم الرجال انفسهم بهذه الصفات البشعة؟ وهل المميزات التي يظنون أنفسهم يحصلون عليها في المقابل تستحق أن يتقبلوا مثل هذا العار ويلصقوه بجنسهم أجمع؟ لماذا يصرون على تصوير أنفسهم في صورة الذئاب؟ وكيف يجدون في ذلك مدعاة للمباهاة والمفاخرة واثبات الفحولة؟ لماذا يدوسون انسانيتهم وفطرتهم بالأقدام ويلقون بأنفسهم في هذا الإطار المهين والحقير؟

إذا كان كل الرجال هم عبارة عن ذئاب.. فكيف يدعون أنهم الأحق بالسلطة والقيادة والزعامة وأنهم الأجدر بالحكم على الأمور والتخطيط وتحديد ما هو صالح وخير؟ إذا كنت أنت تتغنى دوما بأنك لا تملك السيطرة على نفسك.. وأنك مجرد حيوان جاهز للوثوب وإفتراس فريستك في أي وقت.. فكيف بالله عليك تصنع من نفسك وليا؟ كيف ترى في نفسك القدرة على قيادة المجتمع وتوجيهه؟ إذا كنت أنت نفسك مصدر الخوف والتهديد والترويع فهذا دليل على أنك كائن غير راق, غير جدير بالثقة, همجي وعدواني وأناني.. إذا كنت أنت كما تدعي ذئب بطبيعتك, خائن, شهواني, هاتك أعراض, لا ترى في المرأة إلا أداة جنسية مفرغة من العقل والروح.. فكيف تسمح لنفسك بالحديث عن الفضيلة والقيم؟ كيف تصر على أنك أنت وأنت وحدك من تستطيع أن تملك الحق والحكمة؟

وإذا افترضنا أن هؤلاء الذئاب هم القلة الشاذة الخارجة عن القاعدة العامة
.. إذن فلماذا يكافئها سائر الرجال ويتواطئون معها ويبررون أفعالها؟ لماذا يفرضون القيود على المرأة ويعتبرونها المسؤولة الأولى والأخيرة عما قد تلاقيه من ويلات على يد هذه "القلة"؟ لماذا لا يتحمل الرجال مسؤوليتهم في حماية المجتمع من هؤلاء؟ ولماذا دائما صيغة التسليم بوجودهم كأمر واقع لا نية في حصاره أو القضاء عليه أو حتى ادانته بما يليق, وهو أضعف الإيمان؟ لماذا إلقاء اللوم على المرأة وإدانة المرأة وتشييء المرأة وتحجيم المرأة وظلم المرأة بزعم حمايتها تارة وبزعم أنها مصدر الفتنة والغواية تارة أخرى, بينما يتركون الوحوش المفترسة ترعى في الأرض فسادا؟ أتكون الحماية بعقاب الضحية؟ أفي هذا شجاعة أو رجولة أو بطولة؟ أهكذا تكون القيادة والريادة؟

أبدلا من أن نتدارس سويا في حلول لتخليص المجتمع من مثل هؤلاء, نتحدث عن حبس النساء وتحجيم دورهن في الحياة العامة والعودة بهن 100 سنة إلى الوراء (إن لم يكن أكثر)؟ أبدلا من أن نقاوم هذا الشذوذ والطبع الحيواني, ندعمه ونغذية ونعطيه التبريرات ونجعل منه فزاعة للمرأة وكأنها طفل يتم إرهابه بحكايات أمنا الغولة وحجرة الفئران؟ هل نفشي المرض ونطلق الجراثيم والفيروسات في الهواء ثم نطلب من النساء أن يضعن كمامات حتى لا يصبن؟ أهكذا هي قيادة الرجال؟ هل كل همهم هو اشباع النزعات الانانية والذكورية الشكلية وهوس السيطرة وأستعباد النساء حتى لو كان ذلك على حساب سلامة المجتمع ككل وصلاحه وأمانه وتقدمه؟

كل الرجال يفرضون سيطرتهم وتحكمهم على النساء بدعوى الخوف عليهن من الذئاب. والذئب دائما هو "الرجل الآخر". والرجل الآخر بدوره يقوم بنفس العمل. وندور في نفس الحلقة, كأن هؤلاء الذئاب لا علاج لهم, ولا يمكن عقابهم, ولا سبيل أمامنا سوى قبول الحياة معهم.. لا ليس معهم.. تحتهم.. فنحن دائما في وضع أقل من الرجل.. حتى إذا كان ذئبا مسعورا. فنحن مكمن الفتنة والشرور وسبب الفساد والفجور ومجلبة العار وأبشع الأمور. أنا التي يفرض عليها أن تتوارى خجلا,بينما الحيوانات المتوحشة تزأر وتتباهى بوحشيتها ودنائتها .. أنا التي يبنى من أجلها الأسوار وتصنع من أجلها القيود والأغلال, بينما الذئاب حرة طليقة.. أنا التي كتب عليها البقاء في الظلال, بينما الوحوش تتنزه في النور.. أنا التي أترنح من ثقل جرمي وحمل مأساتي ولا أمل لي في براءة أو إنصاف أو خلاص, بينما الذئاب تتبرأ من دمي وتشوه صورتي وتنهش في كرامتي

أنا الفريسة أتحدث لكل الرجال

عزيزي الرجل.. هل أنت إنسان أم حيوان؟

Tuesday

حواري مع جريدة اليوم السابع


أنا مش مُزة .. فنتازيا فتاة مصرية على الفيس بوك

الثلاثاء، 20 مايو 2008

ناهد إمام


هل أنت مزة ولاّ إنسانة؟.. سؤال أجابت عليه مدونة تحولت إلى "حركة" ثم "حملة" على موقع "فيس بوك" الاجتماعى العالمى، إنها حركة نسائية جديدة تستهدف الدفاع عن الفتاة والمرأة المصرية عن طريق حظر ألفاظ سيئة تتداول بين الشباب بصورة كبيرة مثل كلمة "مُزة".

يعنى إيه " مُزة " ؟
تعنى.. الكلمة فى أصولها اليونانية الأصل "موزليندا" ومعناها الفتاة المتأنقة أو المثيرة التى تحمل كل مقومات الجمال الجسدى لكن (المصريين) اختصروها وحوروها فتحولت إلى "مُزة".

عندما تضع الرابط الخاص بفنتازيا ستطالعك الصورة عاليه

وبمجرد أن ترى "فانتازيا" صاحبة الإجابة على السؤال، ستتساءل: "هيه دى بقى فانتازيا؟"، والإجابة ستكون بالطبع .. لا، فالصورة التى تظهر على البروفيل ليست "فانتازيا" وإنما هى صورة امرأة تقول عنها صاحبة المدونة وقائدة حركة "أنا مش مُزة": "هى صورة لامرأة لا أعرفها، وإن كنت أحسست بقربها الشديد منى، ليس فى الشكل وإنما فى تشابه أقوى وأعمق،.. تشابه الروح.. نظرة العين، الابتسامة، التفاؤل، الثقة فى النفس.. وهذا ما جعلنى أختار هذه الصورة.. وأنت حين تنظرين إليها فإنك ترين فانتازيا بكل تأكيد"!

وفانتازيا لا تتعمد الغموض، كما تقول، وإنما فقط تريد أن تعبر عن آرائها فى حرية وهدوء.. تقول: "أنا امرأة مصرية قاربت على تمام عامى الثلاثين.. وأستطيع أن أقول بكل اعتزاز إن إنجازاتى العلمية والثقافية والعملية تفوق سنوات عمرى بكثير، فمن صغرى وأنا متمردة وثائرة على الموروثات السلبية التى تقهر الأنثى فى مجتمعنا وتضع العديد من العراقيل فى طريقها لمجرد التنكيل بها ووضعها دائماً فى مرتبة دونية وجعلها دوماً فى موقف الضعف والاعتمادية والخزى، بل والإذلال أيضاً، كبرت وأنا أحلم باليوم الذى سأقوم فيه بمد يداى لكل فتاة تبحث عن نفسها وكيانها وصوتها وحلمها".

ومن هنا كانت حركة "أنا مش مزة"؟
"نعم .. مجتمعنا يصنع صورة وهمية عن المرأة ثم يقوم بنحتها داخل كل فتاة.. هذه الصورة هى دوماً سلبية، بل وبها من القبح ما ينفر المرأة من نفسها ويجعلها تلعن أنوثتها وتكره جنسها. إنه "وأد" البنات على الطريقة الحديثة، الوأد المعنوى فى أبشع صوره.
العنف ضد المرأة أصبح ظاهرة عامة، تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن نتعايش معها بدلاً من مقاومتها. .فكانت النتيجة الطبيعية هى ما نراه اليوم من امتهان يومى وانتهاك لآدمية المرأة على مرأى ومسمع من الجميع.. شوارعنا باتت غير آمنة.. وسائل المواصلات تحولت إلى مصائد للتحرش. .المرأة تم اختزالها فى جسدها ليصبح سجنها الأبدى ولعنتها الكبرى وجريمتها التى لا تغتفر.. من ختان إلى زواج مبكر إلى تحرش جنسى إلى اغتصاب.. من دعوات لتكفينها بالسواد إلى سوق لبيع جسدها المتعرى على الفضائيات.
حركة "أنا مش مزة".. دعوة لبداية حركة مناهضة للعنف اللفظى ضد المرأة والمتمثل فى استخدام كلمة "مزة" التى أصبحت دارجة بشكل يجعلها تحل محل كلمة امرأة أو أنثى فى العامية المصرية.

ومتى بدأت بالتحديد " أنا مش مُزة"؟
الفكرة بدأت بمقال نشر فى ديسمبر 2007 على مدونتى الإنجليزية "عالم فانتازيا". ولكننى احتفظت بالفكرة حتى تمت ترجمة المقال إلى العربية ونشر فى مارس 2008 على مدونتى العربية.. ووجدت نفسى أردد ما معناه أن أية فتاة ينبغى أن تقول "أنا مش مزة".. وقتها قمت بإنشاء الحركة بهذا الاسم، لأننى وجدت أن هذه الكلمة هى التجسيد الفعلى لما أفرزته ثقافة العنف ضد المرأة.. هذه الكلمة بما تحمله من بذائة ومهانة وتحقير هى تكثيف لكل الصور السلبية والمشاعر المختلطة نحو المرأة فى مجتمعنا.

وهل نجحت حتى الآن برأيك فى الإقناع بالفكرة وضم أعضاء للحركة؟
أستطيع الإجابة "بنعم".. عدد أعضاء الجروب العالمى 912 حتى اليوم.. معظمهم من الفتيات، ثم الشباب من الرجال.. و يوجد جروب آخر لأعضاء الشبكة المصرية على الفيس بوك ويبلغ عدد الأعضاء به 256 عضواً، مما يعنى أن أعضاء الحركة قد تخطوا الألف عضو. الجروب هو الخطوة الأولى فى تفعيل الحركة، وسنقوم بإنشاء موقع كبير على شبكة الإنترنت يساهم فيه جميع الأعضاء..

وماذا تتوقعين لمستقبل "أنا مش مُزة"؟
أملى أن تصل الحركة لجميع الجهات المعنية بحقوق المرأة فى مصر.. كما نود أن يصل صوتنا للإعلام وهيئة الرقابة على المصنفات الفنية لتصنيف مزة (وأى لفظ على شاكلتها) على أنها كلمة بذيئة لا يصح استخدامها فى البرامج التليفزيونية أو الأغانى أو الأفلام.. لا نريد جيلاً من الأطفال يتربى على سماع هذه الكلمات وتصبح عادية كما أصبح قاموس شتائم الأم "شئ عادى" !

لماذا اخترت اسم " فانتازيا ورلد" لمدونتك؟
فانتازيا أو فانتازيا ورلد، هو تعبيرى عن الحلم.. حلم بغد أفضل، حلم بمجتمع صحى وإنسانى، حلم بالحرية، حلم بقوة القلم، حلم بعالم ليس به مستحيل

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=24016




عفوا سيدي

لقد أثار هذا الموضوع ثورة الكثير من المدونين. وأشكر اهتمامهم بإطلاعي على الموضوع رغم ما أثاره داخلي من ألم وحسرة وغضب

الموضوع بإختصار لمن ليس لديه خلفية عنه بدأ بتدوينة لأحمد مهنى صاحب مدونة مزاج ومشروع مدونات مصرية للجيب. يسرد مهنى في هذه التدوينة والتي أسماها "عفوا سيدتي" تفاصيل واقعة مر بها وهو يقود سيارته في مساء يوم شم النسيم, حيث رأى فتاة, رجح وقتها أن تكون قد مرت توا بحادث اغتصاب بسبب ملابسها الممزقة وآثار الدماء على ملبسها والكدمات والجروح وعدم قوتها على الحركة أو الكلام.. الفتاة استغاثت بها لنجدتها لكنه لم يتوقف وقرر ألا يساعدها تحسبا أن في هذا "فعل حرام"! فهو لا يستطيع شرعا أن يمسك يدها! هذا هو التبرير الذي استخدمه. كما رجح أن هذه الفتاة هي مسيحية, لا أعرف لما, لكنه أكد ذلك فيما بعد, وبينما هو جالس في سيارته بعد أن تجاوزها أخذ يتخيل مشهد إغتصابها! ويقول "انا فضلت ادعى ربنا ان اللى اغتصبوها ميكونوش مسلمين"! لا أعرف كيف يمكن أن يصلح ذلك ما حدث, لا تسألوني عن علاقة ديانة المغتصب بالأمر, فأنا في حالة من أبشع حالات الضيق

ويسترسل بعد ذلك قائلا ما مفاده أن المرأة التي تخرج إلى الشارع عليها أن تضع خطر الإغتصاب في حسبانها وأن المرأة هي التي أهانت نفسها بالنزول إلى معترك الحياة العامة عليها بتقبل تبعاته من عنوسة وتحرش جنسي واغتصاب

ثم ينهي ملحمته الرائعة بإلقاء اللوم على الأمن والحكومة! وبأنه لا يشعر بأدني حد من تأنيب الضمير

الموضوع تمت مناقشته في أكثر من مكان, لعل من أفضلهم ما قام بنشره الأستاذ رامز الشرقاوي على مدونته "غواية" بعنوان "مصر رجالتها بخير", وفي صفحة التعليقات تتوالى فصول المأساة من رد هزلي تبريري سخيف من أحمد مهنى الذي يقول عن نفسه أنه "شاعر" وبين العديد من الردود الغاضبة التي تحاول افهامه مدى فداحة ما فعل بلا جدوى

وأخيرا فاض بي بعد ان رأيت رد مهنى على كل ما حدث, وهو منشور على جروب مدونات مصرية للجيب على الفيس بوك. فلقد أخذ يبرر ما فعله وما قاله مرة أخرى, قائلا أنه يعتذر عن "أسلوبه" في كتابة الموضوع لذا قام بحذفه من على مدونته, لكن يؤكد حدوث الواقعة بتفاصيلها لمن شكك في صدقها, ويروي نفس التبريرات والأطروحات الفذة التي قد كان قالها مرارا

وهذا هو ردي
............................


معلش أنا تابعت فصول ما ترتب على هذه التدوينة المأساوية بكل المقاييس,وحاولت مرارا أن أتحكم في أعصابي وألا أقوم بالرد أو التعقيب على ردود أو حتى التنفيس عن غضبي مع أصدقائي ممن أرسلوا إلي لينك الموضوع, وهذا لعدة أسباب
1-معظم ما كنت سأقوله تم التعبير عنه على لسان أكثر من شخص ممن علقوا على هذه الفضيحة اللا أخلاقية
2- كنت أمارس ضبط النفس حتى لا تقودني أناملي للتجريح في شخص لا أعرفه
3-ظننت أن مسح المواضيع وما ترتب عليها من تعليقات يعني التراجع عن الموقف المشين الذي اتخذه الكاتب من خلال محاولاته المستمرة للتبرير
4-ظننت أنه من الطبيعي بعد كل هذه الضجة أن يتقدم من أثارها بتعليق ينهيها وإعتذار لائق وندم حقيقي

لكني صدمت بما هو أفدح وأفج وأنكر

هل هذا إعتذار؟؟
هل ما قرأته هنا يعد إعتذارا؟
كيف يمكن تصنيفه كإعتذار؟
من أين لنا بتخيله كشيء له أدنى صلة بالإعتذار؟

لماذا تعتذر يا سيدي ولمن؟

لماذا تكلف نفسك هذا العبء الثقيل على قلبك وأنت حمل وديع بريء ينهش فيه الجهلاء ومثيري الفتن؟

ولماذا تظهر أي تعاطف مع هذه الفتاة اللعينة التي خرجت من بيتها رغم أنها مسيحية ومن الصعب أن تجد مغتصيبين مناسبين لها من حيث الديانة؟

هذه الملعونة النازفة صاحبة الملابس الممزقة العربيدة, يجب أن نهم لتقطيعها إربا بعد أن نجبرها على توقيع إعتراف أن من قاموا بإغتصابها هم مسيحيون

هذه الملعونة يجب أن تجلد في ميدان عام لأنها عكرت صفاء شاعر مرهف الأحاسيس وجعلته يرى منظرها المهلهل الشنيع المريع, بل وصرفته عن انصاته للقرآن الكريم
يالها من مجرمة! يالها من جرثومة مزعجة منفرة تعكر صفو الرجال
ألا تعلم هذه الملعونة أن الرجال هم أصحاب الشارع؟
كيف لها أن تزاحمهم في ملكهم؟
كيف لها أن تستنجد بهم؟
ماذا كانت تتوقع هذه البلهاء وهي تطلب الإغاثة ممن امتلك الشارع بالوراثة؟
هي اغتصبت سنتيمرات من شارعه, من عالمه, ودفعت الثمن وتلقت العقاب الذي تستحقه على هذه الجريمة النكراء
كيف لها بعد كل ذلك أن تطلب النجدة من رجل ورع, متدين, عالي الأخلاق, لا يمس هذا الصنف النجس من المخلوقات التي تجوب الكرة الأرضية المسمين بالنساء؟
عليها اللعنة ألف مرة

نحن آسفين يا سيدي.. عفوا سيدي.. عكرنا صفوك بدفاعنا الجاهل البربري الأحمق عن هذه الفتاة اللعينة

يا لنا من أوغاد
يالنا من أشرار
يالنا من جهلاء لا نعي حكمتكم العبقرية في الحكم على الأمور

عفوا سيدي

أنت تظن أننا نشكك فيك وفي صحة الواقعة
ولكنا لم نكدبك. ارحم جهلنا وسذاجتنا التي لم تمكنا من تصور أن هناك ما يبرر هذا الموقف النبيل العظيم الذي قمت به لتلقن البشرية درسا يفيدها في الحياة

عفوا سيدي

لقد تكرمت وأكدت حدوث الواقعة أكثر من مرة, وفي كل مرة كنت تسهب وتعيد وتزيد في سرد التفاصيل حتى تؤكد لنا أنها حدثت بالفعل بنفس الوقائع التي سردتها
ولكننا لم نكن نريد الإستزادة أو التأكد
بل كنا لا نستطيع ولا نقدر على التصديق من هول المفاجأة
اعذرنا نحن بشر بقدرات محدودة وأحاسيس لم ترقى إلى أحاسيس شاعر مثلك

عفوا سيدي

أنت أكدت أنك تمنيت لو أن المغتصبين كانوا مسيحيي الديانة وظننت أننا اعتقدنا أن في هذا تفرقة, لأننا جهلاء نأخذ بالظواهر
بينما أنت بنظرتك الصائبة ورؤيتك البعيدة كنت ترى أن حادث الإغتصاب قد وقع بالفعل, فلا داعي لإضافة فتنة طائفية لما حدث فنعكر صفو المجتمع كله لمجرد أن فتاة مسيحية مستهترة قد خرجت إلى شارع الرجال المغتصبين
يالك من منظر فذ! يالنظرتك بعيدة المدى! يالحكمتك التي لا يقدرها الجهلاء من أمثالنا

عفوا سيدي

أنت بقلبك الكبير وطيبتك التي يضرب بها الأمثال قد تكرمت وتعطفت وسمحت للمرأة بأن تعمل, فلم تقل بمنعها من العمل رغم منظرها المؤذي في الشارع والمواصلات وتسببها في الزحام وتلوث البيئة
ياله من منظر مقزز, مؤذي للعين وللمشاعر, فمابالنا بمشاعر شاعر
لماذا لا يقبعن هؤلاء النسوة الفقيرات في منازلهن؟ لماذا لا يشترين سيارات مكيفة أو يشتغلن فترة مسائية والرجال نيام حتى لا يؤذوهم بتواجدهم معهم في المواصلات؟
يجب على المرأة الفقيرة التي لا تستطيع شراء سيارة خاصة أن تدخل جب سفلي حتى تموت من الجوع إن كانت مطلقة أو أرمل. فما جدوى الحياة بعد أن مات بعلها؟
حتى وإن كانت تعول, فعليها أن تقتل أطفالها في صمت قبل أن تموت موتة هادئة حتى لا تزعج الرجال أصحاب الكون
يالهؤلاء النساء المزعجات

عفوا سيدي

أنت يا أشجع الشجعان, ظن الجهلاء أنك هربت وتواريت خجلا.. لكنك أيها الجسور لم تهرب ولم تمسح الكلمات بسبب خجل ولا ضيق, ولكن لتجد مساحة من الوقت في ظل مشغولياتك ومهامك الجسام التي لا تقدرها النساء من أمثال هذه اللعينة التي استوقفت مركبتك وهي تظن أنك خارج للفسحة. لقد ظنت البلهاء أن دموعها ودمائها وملابسها الممزقة قد تثير فيك الشفقة والعطف وتلهيك عن مهامك لبضع دقائق. لكنك يا قلب الأسد الجسور لم تتوقف وتابعت مسيرتك أيها البطل الشجاع
متى سيقدر هؤلاء البلهاء؟

عفوا سيدي

لم يكتفوا بأسفك عن الأسلوب في سرد الموضوع
لم يكتفوا بشرحك المفسر لحكمتك وحسن تصرفك
لم يكتفوا بتأكيدك بكل شجاعة وفخر وكبرياء أنك حقا قابلت هذه الفتاة المغتصبة
أنك حقا لم تتوقف لها
أنك حقا رفضت مساعدتها
أنك حقا تمنيت أن يكون من قاموا بإغتصابها مسيحيون
أنك حقا تشمئز من وجود المرأة في شارعك وموصلاتك وأماكنك ومساحاتك
أنك حقا رجل والرجال قليل

عفوا سيدي
إذا كانت هذه هي الرجولة فأنا أفضل السكن في الغابة عن السكن في مدينتكم وشارعكم