Wednesday

أنا والبريود


على عكس ما أغلب البنات بتعاملوا مع الدورة الشهرية .. أنا سعيدة بيها.. أكيد زي كل الستات أنا بكره المغص، التقلبات المزاجية، الصداع وكل الحاجات دي. لكن الفكرة إن أنا وهي كنا زي أعداء وبقينا أصدقاء.


خلوني أبدأ من اﻷول خالص .. لو إنتي بنت يبقي أكيد تقدري تتخيلي التجربة المخيفة لما جتلك البريود لأول مرة. حاجة طبيعية جدا ومع ذلك بشعة .. ماما كالعادة سابتني على عمايا لغاية ما حصل .. وبلغت. كنت خايفة .. إفتكرت إني إتجرحت .. وف المكان اللي كان مش مسموحلي أفحصه أو حتي أبص عليه. لسه قادرة أسمع كل التحذيرات "أوعي تلمسي جسمك ، أوعي تبصي ، نضفي نفسك بسرعة بعد الحمام" لدرجة إني إفتكرت إن الشيطان نفسه عايش تحت هناك وإنه قرر يعاقبني ف اليوم دا.

ماما رجعت البيت عشان تلاقي أكبر مفاجأة ف حياتها .. مكنتش وصلت خمسة ابتدائي وبالفعل بدأت الدورة .. اديتني فوطة صحية .. حتي أنا لسه فاكره اسمها "لولو" .. نفس النوع اللي كانت بتستعمله .. ورتني إذاي أستعملها وخلاص علي كدا. مهتمتش تديني أي تفسير .. إيه اللي بيحصل؟ ليه بيحصل؟ هيحصل تاني؟ المفروض أعمل إيه؟ مقالتش حاجة. سألتها: "ماما، إيه اللي حصل؟" بصت بعيد وكإنها سرحت فجأة.. وبعد شوية قالتلي: "مفيش حاجة، كل البنات عندها دا، متقلقيش".
أنا: عندهم إيه؟ هو إيه دا؟
ماما: اسمها البريود، وهتشوفيها كل شهر
أنا: هي ليه بتحصل؟ والدم دا بييجي منين؟
ماما: كفاية أسئلة، بس استخدمي الفوط اللي إديتهالك عشان تحافظي علي نفسك نضيفة لغاية ما تخلص.
أنا: طب هي هتخلص إمتي؟
ماما: يومين أو تلاته من دلوقتي
أنا: طب ليه محصلتليش قبل كدا؟
ماما: إنتي كنتي صغيرة خالص، إنتي لسه صغيرة بس دلوقتي إنتي بقيتي كبيرة
أنا (بضحك) : يعني أنا كبرت!
(كانت أمنيتي وكل صلاتي لربنا دايما إني أكبر بسرعة عشان الناس تعاملني كأني كبيرة. إفتكرت ربنا حققلي أمنيتي بس ماما معجبهاش إني أضحك ف الموضوع دا.)
ماما (قاطعت حلمي): إنتي بتضحكي علي إيه؟ دي حاجة نجسة .. إنتي مش طاهرة لغاية ما الدورة تخلص .. لازم تاخدي بالك من هنا ورايح.
أنا: أخد بالي من إيه؟ هو أنا مش كويسة؟
ماما: ﻷ مش كويسة .. ف أيام النزيف دي إنتي عيانة والمفروض تقعدي ف السرير.
أنا: بس أنا حاسة إني كويسة ومش تعبانة.
ماما: إنتي ليه دايما بتجادلي؟ .. من كل بنات الدنيا ربنا إداني أكتر واحدة مزعجة.
أنا: أنا أسفة .. أنا بس عايزة أعرف.. خلاص
إتعلمت الدرس .. ودي كانت أخر مرة أسأل ماما علي أي حاجة .. كنت محتارة هي ليه مكانتش مبسوطة ف اليوم دا .. علي عكس بابا اللي فرح وهناني وإداني حضن كبير.

لما رجعت المدرسة .. توقعت إن كل البنات عدو بنفس التجربة .. مش هو دا اللي ماما قالتهولي؟ إن كل البنات عندها .. بس ولا بنت كان عندها أي فكرة أنا بتكلم عن إيه .. ساعتها إتلخبطت .. وبقيت كل ما تجيلي البريود أترعب وأفضل أبص علي لبسي كذا مرة عشان أشوف إذا كان فيه أي بقع. أكيد كان شكلي ف اﻷيام دي مريب .. المهم بدأت أحس بكل المشاعر السلبية المتعلقة بإني كبرت. إني أكبر لوحدي كانت حاجة وحشة .. حسيت إني معزولة .. مكنتش أقدر أجري وألعب مع اﻷطفال ف اﻷيام دي .. كنت بستأذن كتير من المدرسين بتوعي عشان أقدر أروح الحمام .. بدأ يجيلي اﻷلم والصداع اللي خلوني مش بقدر أركز ف الفصل, وكمان جالي إحباط . كرهت نفسي.. كرهت إني كبرت وكرهت الدورة اللي خلتني كبرت. كنت عايزة أرجع طفلة صغيرة .. دا كان أفضل بكتير .. علي اﻷقل مكنتش همشي ب ال "لولو" دي (علي فكرة دا كان أسوأ نوع .. عمره ما كان بيثبت ف مكانه .. نشكر ربنا علي أولويز ألترا بتاعة دولقتي).

بعد سنتين كل حاجة اتغيرت .. معظم البنات كانوا عدوا بالتجربة .. كلهم كانوا فضوليين بالنسبة للي حصلهم. كانت تجربة مأساوية إنك تاخدي الصدمة دي وإنتي ف المدرسة وانتي معندكيش فكرة عن أي حاجة. قليلين اللي أمهاتهم نورولهم الدنيا قبل ما ياخدوا الصدمة .. بس اﻷغلبية كانوا ف التراوة زي .. أغلب اﻷمهات مكانوش أحسن من ماما ف الموضوع دا بالذات. ف الفترة دي إكتشفت إن الدورة حاجة طبيعية بس برضه كان فيه غموض وأسرار.

رحت مكتبة المدرسة عشان أدور علي إجابات لأسئلتي .. وهناك لقيت كنزي: كتاب عن فترة المراهقة. إستعرت الكتاب وفضلت أقرا فيه طول اليوم بعد المدرسة .. معملتش حاجة تاني .. قريته من الجلدة للجلدة .. منمتش ليلتها .. كنت مشدودة جدا .. كإن صندوق بنادورا إتفتح قدامي .. الكتاب إتكلم عن مراحل النمو .. التغيرات النفسية والعاطفية، الحيض، الإستنماء، الهوية الجنسية، كل حاجة كانت بالنسبالي ظلام تام. دا كان اليوم اللي فعلا كبرت فيه .. سبت عالم سمسم ودخلت العالم الحقيقي .. إكتشفت إنه بالرغم من كل التعليم اللي بتعلمه، كل الإمتحانات، المواد الصعبة والدرجات العالية اللي بجيبها .. إكتشفت إني جاهلة. مش بس عندي جهل بالدنيا .. عندي جهل بنفسي. عمري قبل كدا ما فكرت ف حاجات زي مثلا .. إزاي بنكبر؟ (كنت بس بعرف إني كبرت سنة كل ما أطفي الشمع ف عيد ميلادي)، إيه اللي بيحصل لما نكبر ونبلغ؟ إزاي الناس بتتجوز؟ إزاي بيجيبوا أطفال؟ ليه بيجيبوهم؟ إيه الهدف من الحياة؟ إيه هو الشرف؟ وإزاي حد يكون عنده أخلاق؟وأسئلة من دي كتير. فجأة دماغي أتملت أسئلة .. إحتفظت بيها كلها ف دماغي .. مسألتش حد أبدا, وخصوصا الكبار. بقيت مش بثق فيهم .. إكتشفت إن كلهم كدابين .. ف الوقت دا مهتمتش أعرف ليه بيكدبوا .. الناس الكبار الكويسين هما بس اللي بيكتبوا الحقيقة ف الكتب .. الكتب بقت أصحابي المقربين .. عمرهم ما كدبوا علي. (ولسه أصحابي لغاية دلوقتي رغم إني إكتشفت إن فيه كتب بتكدب برضه).
فضلت أقرا طول الوقت .. كنت خايفة إن الحياة قصيرة ومش هتكفي إني أقرا كل الكتب الموجودة ف الدنيا عشان كنت عايزا أقراهم كلهم. كرهي للمدرسة أصبح عنيف .. بقيت هجومية وشرسة مع المدرسين بتوعي .. أهملت الدراسة والمذاكرة .. كنت حاسة إني بعيد عن كل دا .. كنت بفضل إني أدور علي كتب عن المواضيع اللي ف كتب المدرسة عشان أقراها. كبرت فعلا وبسرعة كبيرة .. مفيش حاجة وقفتني .. كنت ببص لأي حد كبير ف عنيه وأحس إننا متساويين .. عندي نفس المعرفة اللي عنده/عندها ومحتفظين بيها كإنها أسرار بتفرق ما بينهم ومابين اﻷطفال. ثقتي بنفسي بقت واضحة لدرجة إن كتير إعتبروني متكبرة (عشان كدا مقدرتش أعمل أصحاب جداد، أصحابي القدام هما بس اللي عارفين الحقيقة وأنا قدرت أحافظ عليهم لغاية دلوقتي). بقيت عنيدة .. عشان معتقداتي مبنية علي حقائق حسستني إني واقفة علي أرض صلبة وإن مفيش حاجة تقدر تهزني .. والدي ووالدتي حسوا إني غير محتملة .. نجاحي كان مخليهم مش قادرين يقولوا أي تعليقات سلبية .. وإذا حصل وقالوا كنت بقف أبصلهم ف عنيهم وأقول: " عايزين إيه؟ أنا ابنه مثالية .. عارفة واجباتي كويس.. وأنا أنجح واحدة وسط زمايلي .. إيه تاني؟ إنتوا بس عايزين تتحكموا في وخلاص؟ عايزين تحسوا بمتعة السيطرة وانكم بتخططولي حياتي؟ أنا مش عروسة ماريونيت, وعمري ما هكون". طبعا بعد ما تسمع بنت عندها 13 سنة بتتكلم بالمنظر دا تتخض .. أنا أحيانا كنت بستغرب وبتفاجئ بقدرتي إني أجيب الإجابة المثالية ف مواقف كتير ..

لما كبرت شوية فهمت حاجات كتير .. كل حاجة بقت بالنسبالي قابلة للتحليل. كنت اصغر واحدة عندها كمبيوتر (وقتها يعني) وكنت بقدر أستخدم كل برامجه باتقان تام. أصريت إني أشتغل ف الصيف .. بابا وماما زعقوا شوية وبعدين وافقوا .. لإني كنت مرتبة كل حاجة. دا خلاني أكثر إستقلالية وأكثر ثقة بنفسي. كل الحواجز اللي كانت محطوطة قدامي بدأت تقع واحد ورا واحد. كوني صغيرة ممنعنيش إني أحقق اللي الكبار حققوه .. قدرت أتعلم، أفهم، أشتغل وأكسب فلوس. كوني بنت موقفش ف طريقي .. كنت أفضل من كل الولاد ف عيلتي (وبعض الرجالة كمان). مفضلتش ف السرير ايام البريود .. حتي لما كانت مؤلمة جدا .. معملتش زي البنات اللي بتبالغ في اظهار تعبها. إكتشفت إنهم بيعكسوا الصورة الإجتماعية ولكن ف الحقيقة هما كويسين جدا. كنت باخد حاجة للصداع ومعاه فيتامينات كانت بتخليني طبيعية جدا. إتعلمت فوايد الدورة وإزاي بتعرفني صحتي عاملة إيه. حتي ساعات كنت بستغلها لمصلحتي .. فمثلا كنت بتحجج بيها عشان أهرب من تمرين اﻷحمال ف الجيم. حبيت فكرة إن جسمي بيشتغل ف دورة منظمة تخليني أحس بأدائه. بعرف إمتي روحي المعنوية هتبقي عالية عشان أستغل الطاقة دي .. بعرف إمتي هيجيلي إحباط وبعرف إن مفيش حاجة غلط .. بعرف إمتي يبقى من السهل استفزازي وبمنع دا.

الرجالة دايما بيتريقوا علينا ويقولوا علي الدورة إنها عائق .. بتخلينا تعبانين ومجانين .. بياخدوها حجة عشان يمنعونا نوصل لوظايف ومناصب عالية ف بلدنا .. دا كله هراء وتفاهة!! ليه عمرنا ما بنسمع الكلام الفاضي دا ف الدول المتحضره؟ ليه مش بيقولوا لرئيسة الوزراء: " إنتي إمرأة، يبقي بتجيلك الدورة وبتخليكي تتجنني، عشان كدا متقدريش تحكمينا". ليه إحنا بس اللي بنتكسف من الدورة؟ كل دا موروث ثقافي وإجتماعي ملوش أي علاقة بالواقع. الدورة الشهرية كانت أحد اﻷسباب اللي خلتني أتقدم ف الحياة .. إنتي كمان خليها تساعدك بنفس الطريقة.
البوست بالنجليزية:
All posts are translated by The Alien

الكثير من الحب سوف يقتلك


أغنية جميلة لفرقة كوين .. بفتكرها دايما كل ما أنسي نفسي وأنا بعمل حاجة بحبها. أنا مدمنة شغل، وعلي عكس الناس اللي فاكرة إنها حاجة لازم الواحدة تفتخر بيها، أنا بحاول أتعالج من الموضوع دا. أنا عايزة يكون لي حياة إجتماعية .. عايزة أخرج أكتر مع أصحابي .. عايز أنزل أتسوق وأستمتع بالحاجات الصغيرة ف الحياة .. عايزة أتمشي .. عايزة أقرا روايات أكتر .. عايزة أعمل حاجات كتير بس دايما بخليهم يجو بعد الشغل.


كفاية كلام عن اﻷمنيات .. السبب اللي خلاني أختار اﻷغنية دي كعنوان للبوست هو إني بشوف بنات كتير صغيرين ممكن يوصل بيهم الحال إنهم يدمروا حياتهم تحت اسم الحب. أنا مش ضد الحب، أنا حتي مش ضد الحب المجنون أو الحب الرومانسي الفظيع .. سميه زي ما تحبي .. اللي أنا ضده هو الفهم الغلط للحب، الحب المدمر اللي بيشقلب حياتك وإنتي بتطاردي وهم.


خليني أوضح أكتر شوية، أكيد أغلبنا مرينا بالتجربة اللي بنسميها "الحب اﻷول"، لما كنتي ف سن المراهقة ولقيتي نفسك من غير تفسير وقعتي ف واحد عكسك تماما ف كل حاجة، فاكرة؟ بتقضي شهور وممكن سنين ف العلاقة دي عشان بس تكتشفي إنها كانت كلام فارغ .. مجرد تدريب لمشاعرك الجديدة .. حاجة كدا عشان تأهلك انك تبدأي حياة فيها طرف آخر. إنتي كنتي بس عايزة تعرفي الدنيا بتبقي عاملة إذاي وإنتي ف علاقة حب. الشخص اللي كنتي بتشوفيه زي الملاك اللي نقصه جناحين، دلوقتي إكتشفتي إنه حد تافه، حد عمرك ما هتنجذبيله دلوقتي لما يحصل إيه. غريب جدا إن اللي كنتي فاكره إنه أصدق إحساس يتحول ويتكشف إنه مجرد وهم. حتي معاناتك من جرحك بعد الفراق, دلوقتي بقيت حاجة سخيفة، حاجة تضحكي عليها مش تأسفي ليها.


كتير بتقري ف الجرايد عن بنات بتهرب مع البوي فرندز، أو بنات بتتجوز بحتة ورقة أو ياخدو عهد علي بعض ف السر. البنات دول إتحبسوا ف التجربة دي ومش قادرين يشوفوا أي حاجة بعدها. ف الغالب البنات دول تربيتهم كانت ظالمة وقاسية، اهاليهم ميقدروش يتخيلوا إن بنتهم الصغيرة ممكن تكون بتحب ولد حتي ف أحلامها. البنات دول، مشاعرهم المكبوتة مع غياب التوجيه والظهور المفاجئ للمشاعر اللي بيحصل ف السن دي، كل دا بيكون السبب في وجود تركيبة سامة بتسمم عقولهم وبتخليهم ياخدوا القرارات القاسية دي من غير حساب للعواقب. طبعا ملوش لزمة نتكلم ف تفاصيل اللي بيحصل بعد كدا عشان كلنا عارفين.


مع ذلك، مش بس البنات المراهقات هما اللي بيقعوا ف الفخ بالطريقة دي .. ساعات بنشوف ستات ناضجين بس مش ناضجين لما الموضوع يبقي ليه علاقة بالقلب : ستات تلاقيهم على علاقة برجالة أقل منهم بكتير، ستات بيعملوا حاجات غبية بسبب الحب، بيبقوا عارفين إن الراجل بيلعب ويتسلي ومع ذلك تلاقيهم مصرين يكملوا ف العلاقة، ممكن يوصل بيهم الحال إنهم يفقدوا شخصيتهم عشان اللي بيحبوه، مستعدين يضحوا بكل حاجة في مقابل ولا حاجة، ستات مستعدين يتحملوا المسؤلية كاملة (بما فيها المسؤليات المادية ف حالات كتير) عشان الحب، ستات بيخرجوا ويقابلوا رجالة متجوزين، بيتحجبوا من أجل الحب(أنا بشوف منهم كتير اليويمن دول)،بيسيبوا شغلهم عشان يبسطوا اللي بيحبوهم، ستات بيسيبوا نفسهم للاستغلال باسم الحب .. لسته ملهاش أخر.


دايما بسأل ليه؟ كل ما أشوف واحدة من البنات الحلوين المتعلمين كويس وألاقيها فجأة إتعمت وعلى علاقة بحد واضح جدا إنه غير مناسب، دايما أسأل ليه؟ أنا سمعت قصص كتير عن الموضوع دا من ستات بتحاول تفسر اللي هما فاكرينه السبب (ف الغالب لما الموضوع ينتهي)، بس عمري ما إقتنعت. أغلبهم هيرمولك المثل المشهور "الحب أعمي" وكإنه شارح نفسه. كتير منهم بيقولوا "إنا كنت منجذبة للشخص ده جدا, لدرجة إني كنت فاكرة اني مقدرش أعيش من غيره". وكتير بيقولوا إنهم إتخدعوا لإنه كان ممثل هايل. ستات تانية بيقولوا إنهم بذلوا مجهود ووقت وإستثمروا كتير ف العلاقة ودا خلاهم يقاوموا فكرة إنهم ينهوها (دول نوعا ما صرحا مع نفسهم)، وساعات كتير بتسمع حاجة ساذجة زي "أنا كنت فاكراه بيحبني، هو قال إنه بيحبني، ايه اللي يخليه يكدب؟".


علي فكرة، أنا بقرا العيون كويس جدا. هو أنا مقلتلكوش علي الموضوع دا قبل كدا؟ طيب .. عشان بس تسجلوها عندكوا، أنا جامدة جدا ف الموضوع دا.


اللي أنا شفته ف عنين الستات دول كان قلة ثقة بالنفس. هو دا السبب، مفيش غيره. بس هما مش بيحاولوا يبذلوا المجهود ويفتشوا جواهم عشان يعرفوا فين المشكلة. عشان كدا دايما تلاقيهم بيكرروا نفس الغلطة وكإنهم متعلموش أي حاجة من تجاربهم القديمة. دايما بيكرروها ويقولوا لنفسهم "الشخص دا مختلف"، ولما يتكرر نفس السيناريو تلاقي البنت بتقول "أنا حظي كده, دايما أقع ف الشخص الغلط"، مش بيقدروا يعترفوا لنفسهم إن عندهم مشكلة. رغم كل صفاتهم الهايلة بيسمحوا انهم يتخدعوا .. طبعا مش بطريقة مباشرة بس عن طريق إنهم يعيشوا ف الوهم وينكروا الحقيقة.


أغلبنا إتربينا بطريقة خليتنا منحسش بالإمان. لو فعلا مهتمين إننا نلاقي حل يبقي لازم مننكرش إن فيه عندنا مشكلة. التربية والمعاملة اللي أخدناها من المجتمع عملت فراغ جوانا. إحنا بنحاول نعالج الفراغ دا بإننا بنثبت إن عندنا كتير نقدمه، حتي لو هنقدمه للشخص الغلط. بنضعف قوي لما حد يبين إنه مهتم بينا، خصوصا لو عنده شوية مقومات تخليه جذاب: إنه يكون وسيم، غني، ناجح، دمه خفيف .. حاجات من دي. الصورة الإجتماعية للمرأة اللي دايما بيحطوهالنا هي إنك عشان تبقي مكتملة لازم يكون فيه راجل جنبك. أغلبنا هيبالغوا ف بذل المجهود عشان يحافظوا علي الراجل دا. أغلب البنات بيعتبروا الراجل اللي بيحبهم (أو اللي بيدعي إنه بيحبهم) هو أحسن راجل ف العالم، عشان كدا تلاقي البنت بترضي ومش بتسعي لأي شئ أفضل. مش بتهتم إنها تختبره، مش بتاخد وقت لغاية ما تحلل وتفهم تصرفاته وكلامه. هو أحسن راجل أدام هو بين إنه مهتم بي. دا اللي بيخلي البنت تنيم كل مخاوفها. كل همها بيبقى إنها تكسبه ليها، تلبس الدبلة بتاعته.


يابنات، لو فاكرين إن الحظ هو دايما السبب ف إنكم تقعوا مع الرجل الغير مناسب، من فضلكوا فكروا تاني. لو فاكرة إن الحب أعمي وإن الطريقة الوحيدة إنك تحبي واحد هو إنك تخسري حبك لنفسك، ف إنتي غلطانة. الحب زيه زي أي مشاركة، خد وهات. لو الحب من طرف واحد، حد دايما بيدي وحد دايما بياخد، يبقي دا مش حب, دا فشل. خليكي غالية عند نفسك ومترضيش أبدا بأقل من اللي تستحقيه. دي حياتك
إنتي, متضيعيهاش.
البوست بالانجليزية
Translated by The Alien

Tuesday

يا ست البيت يا مصرية


عمرك تخيلتي نفسك، بعد كل اﻷيام اللي سهرتيها وقعدتي من غير نوم لما خلاص كنتي علي وشك يجيلك إنهيار عصبي عشان تنجحي ف الإمتحانات كل سنة.. بعد ما ضهرك انحنى علي مكتبك عشان تذاكري وتجيبي مجموع عالي ف الثانوية العامة.. بعد ما أخيرا حجزتي مكان ليكي ف جامعة محترمة .. بعد ما قضيتي السنين بتعافري مع المرور والزحمة عشان تروحي محضراتك ف المعاد .. بعد ما صارعتي الدكاترة المتوحشين والكتب اللي هتفرقع من كتر ورقها .. بعد ما أخيرا مسكتي شهادتك بين إيديكي .. عمرك تخيلتي نفسك تكوني ست بيت؟


متقوليش كلام زي: "لا، مستحيل .. أنا مش مجنونة عشان أعمل كدا .. أنا عايزة أشتغل وأي حد يقرر يتجوزني لازم يفهم كدا" ، عشان كل البنات اللي إنتهت بيهم العملية ف البيت مكانش دا حلم طفولتهم. ولو سمحتي متقوليش: "أنا أستحق شوية راحة بعد كل المعاناة دي" عشان إنتي مكنتيش بتتعذبي إنتي كنتي بتتعلمي .. ولو إنتي مش مقدرة علمك ده, يبقي إنتي متعلمتيش حاجة. وأرجوكي متقوليليش: "ليه ﻷ؟ لو جوزي غني ونقدر نعيش مستريحين بمرتبه يبقي ليه أشتغل؟" عشان الناس مش بتشتغل بس عشان الفلوس .. دا حق المجتمع إنه يستفاد من قدراتك ولإنه حاجة نفسية مهمة عشان تحققي ذاتك.


سؤال بيتسأل كتير ف الفترة اللي فاتت: "فين كل البناتاللي كانوا طالبات متفوقات؟ فين البنات أوائل الثانوية العامة؟" حقيقة إن معظم الطلبة المتفوقين واﻷوائل ف الكام سنة اللي فاتوا كانوا بنات خلت ناس كتير تسأل عن مصير العباقرة دول. كل الطالبات دول اللي صورهم ملت الجرايد، اللي إتعمل معاهم برامج ف التليفزيون، اللي ملوا الدنيا بأمالهم وأحلامهم للمستقبل .. كلهم بعد كدا إختفوا.


في تحقيق عملته جريدة مستقلة وجدوا إن حوالي 80% من البنات دول انتهى بيهم الحال دلوقتي انهم اصبحوا ستات بيوت .. وإن الباقيين شغالين ف وظايف روتينية مفيهاش أي تحدي ومش محتاجة أي موهبة خاصة، ودا عشان الوظايف دي مواعيدها مناسبة ليهم ك "أمهات عاملات"! دا المكان الي بينتهي فيه البنات المميزين ف البلد دي. ف بلد ف العالم التالت المفروض إنها محتاجة لكل عقل عشان يطلعها من الخندق اللي محشورة فيه. ف بلد نص سكانها أميين. ف بلد بتحارب من أجل التطور عشان تهرب من كماشة الفقر. ف بلد مش بتصنع أي صناعات ثقيلة أو أدوية أو أي أدوات تكنولوجية. ف بلد بتهاجمها الأمراض. ف بلد بتغرق ف ظلام التعصب والجهل الديني.


ف رأيي البنات دول نوعين:
متخاذلات .. هما ببساطة مش محترمين المعرفة ولا الموهبة اللي عندهم. مش مهتمين بمستقبل بلدهم. مش عايزين يكون ليهم أي دور ف تغيير مجتمعهم. مش أذكيا بجد, انما كانوا دحاحين. هما بنات معندهمش أي شخصية أو أهداف، هما بس جابوا درجات عالية عشان يسعدوا أهاليهم وعشان يفتخروا بيها. بلدنا بتضيع فلوسها عشان تعلم البنات دول وتوفرلهمفرص للنجاح عشان ف اﻷخر وبعد التخرج يجرجوا ألسنتهم ويقولوا: "خلاص، اللعبة إنتهت، إحنا هنقعد ف البيت عشان لقينا العرسان المثاليين اللي مصدقين إننا أذكيا ومتفوقات .


منومات مغناطيسيا .. المجتمع وأزواجهم خدعوهم وأقنعوهم إن دورهم كزوجات وأمهات كفاية. سمعوها وبيسمعوها دايما .. إن اﻷم الكويسة بتخدم مجتمعها لما تهتم بالجيل الجديد. يافرحتي بالجيل الجديد! .. ومش مهم لو الجيل الجديد ملقاش تعليم محترم .. مش مهم لو الجيل الجديد عاني من الفقر والمرض .. مش مهم لو الجيل الجديد ملقيوش شغل .. مش مهم لو حسوا بالعار إنهم إتولدوا ف البلد دي .. مش مهم لو إكتشفوا إنه مستحيل يحققوا أي أحلام .. مش مهم. المهم إننا نجيب الجيل الجديد وخلاص .. نسيبهم يبقوا زي ما هما عايزين بقى .. نسيبهم يشحتوا ف الشوارع .. نسيبهم يتعاطوا مخدرات .. نسيبهم يهاجروا من البلد أو يموتوا ف مركب عشان يوصلوا أوربا .. نسيبهم ينتحروا لما يفقدوا اﻷمل .. نسيبهم يبقوا إرهابيين .. نسيبهم يمشوا ف الشوارع من غير هدف عشان يضيعوا الوقت .. نسيبهم يتحرشوا بالبنات ف المواصلات العامة عشان معندهمش أمل إنهم هيقدروا يتجوزوا ف يوم من اﻷيام .. نسيبهم ياخدوا دورهم ف إنهم يجيبوا جيل جديد بائس أخر .. مش هي دي الحياة؟


سواء مستسلمين أو منومين مغناطيسيا، البنات دي، اللي هما ستات دلوقتي، بيتحولوا إلي ستات بيوت بائسات. بيقضوها حياتهم كلها وهما بيحاولوا يسعدوا أهلهم وبعدين أزواجهم .. معظمهم مش مدركين إن ملهمش حياة خاصة بيهم. هما دايما الي بياكلوا الكحك المحروق؛ هما اللي دايما بييجوا ف اﻷخر. متعلموش يقدروا نفسهم أو عقولهم، عشان كدا مش بيقدروا يقدروا الدور الإيجابي للمجتمع. بيعيشوا ف قوقعة صغيرة, اللي هي العيلة, من غير ما يهتموا يعرفوا إيه اللي برة. بينفذوا اللي بيتقالهم، هما القطط الصغيرة المطيعة ف البيت. بينتهي بيهم الحال كأمهات وحيدات ودا عشان أزواجهم مش هيفكروا يساعدوهم لا ف البيت ولا مع اﻷطفال. يعني هي بتعمل إيه وهي قاعدة طول اليوم ف البيت؟ هي دي شغلتها .. خليها تتصرف ف كل حاجة. ولو حاجة مشيت غلط يبقي هي بس اللي تتلام. هي موجودة عشان اﻷطفال 24 ساعة 7 أيام ف الاسبوع .. فلازم اﻷطفال يجيبوا أعلي درجات ف المدرسة .. لازم يكونوا محترمين ومؤدبين لما بابا يكون ف البيت .. لو مرة عملوا حاجة غلط يبقي دي غلطتها. اﻷب ف الحالة دي بيكون البنك. هو برة البيت بيعمل فلوس عشان اللي معتمدين عليه ف البيت. كونه البنك اللي بيصرف معناه إن من حقه يلاقي كل حاجة زي ما هو عايزها، ومش مهم إذاي، دا مش شغله. هو بس بيصرف ومش مهم خالص يعرف أي تفاصيل .. مش بيهتم إنتي قعدتي كام ساعة ف المطبخ عشان تحضريله اﻷكل .. هو بس مهتم إن اﻷكل طعمه مش حلو. كل حاجة لازم تمشي تمام . .إنتي موجودة عشان كدا .. هو دفع كل الفلوس بتاعت البقالة عشان ياكل أكلة تمام .. وإنتي اللي بوظتيها.


ستات البيوت البائسات دول هيكبروا مرهقين وحاسين بالمرارة .. وإحساسهم دا هينعكس علي كل حاجة حتي لو كانوا بيبذلوا أقصي ما عندهم عشان يرضوا الكل. السبب إنهم بينسوا يرضوا أهم شخص: نفسهم. مع مرور السنين، بيبقوا تخان، مبهدلين, عيانين، سطحيين, عصبيين، بيضمحلوا ومش بيقدروا يحسوا بالسعادة، مش بيقدروا يحسوا بقيمة الحياة، مش بيقدروا يتواصلوا مع أطفالهم، مش بيقدروا يسعدوا أزواجهم ولا بيقدروا يمارسوا الحب، مش بيقدروا يمارسوا هواية أو يكون ليهم إهتمامات بجد. بيضيعوا وسط تفاصيل كل يوم وبيبقي أفضل وقت بالنسبالهم هو وقت الفرجة ع التليفزيون. أجازة أخر اﻷسبوع بتبقي كابوس، عشان الزوج موجود وعمال ينقد ويتكلم علي كل حاجة طول اليوم. خروجة للنادي بتتحول فيها لحارس للولاد. بتخرج عشانهم وهي مش بتستمتع بأي حاجة. أجازة الصيف بتبقى هم اكبر: بتشيل هم توضيب الشنط، تنضيف الشاليه، أخد لعب وساندوتشات الولاد للشط، بتراقبهم ف المية وهما بيلعبوا مع باباهم (إيه؟ انتوا عايزينها تلبس مايوه وتنزل الميه معاهم؟ خليها بس تتفرج أو تقرالها مجلة فضايح)، بعد كدا تحمي الولاد، تحضر اﻷكل للسباحين الجعانين، وتحضر وجبات خفيفة للعشا، تغسل المايوهات والفوط، وهكذا. مش بتستمتع بدقيقة واحدة ف كل الوقت دا، هي بس موجودة عشان تخليهم يستمتعوا، هي بس موجودة عشان يتبسطوا ف الوقت اللي هي مربوطة بكل التفاصيل اللي بتضيع وبتستهلك حياتها.


بصوا حواليكوا .. هتلاقوا الزوجات البائسات دول ف كل مكان .. هما الصورة المثالية للمرأة المصرية .. هما اللي بيتوجه ليهم كل الإنتقادات في حين إنهم بيضحوا بكل شئ في سبيل الناس اللي بيحبوهم. أختك ممكن تكون واحدة منهم لو ما أخدتش بالك منها وهي بتتحول لمتخاذلة أو وهي بتتنيم مغناطيسيا. مامتك ممكن تكون واحدة منهم وهتلاقيك بتلومها علي كل حاجة ومنها إن التيشرت بتاعك مكانش نضيف لما إحتاجته. مراتك ممكن تكون واحدة منهم لو إنت بأنانية بتسعي إنك تخليها صورة من مامتك. (أغلب الرجالة ميعرفوش الفرق بين دور اﻷم ودور الزوجة، عشان كدا بيكونوا ساذجين جدا وهما بيبدأوا أسرتهم الخاصة. بيبقوا عايزين أم تانية يعتمدوا عليها مش شريك يشاركوه حياتهم.) بنتك ممكن تكون واحدة منهم لو إنت بتمثل لها المثال الغلط وبتخليها تضحي باللي هي ممكن تكونه في سبيل اللي المجتمع عايزها تكونه.


تغيير الصورة دي ف إيدينا .. بدل ما نملا الواقع بتاعنا بهؤلاء الزوجات البائسات خلونا نقدملهم حاجة مختلفة. خلونا نعلم البنات تحب نفسها ويعرفوا إمكانياتهم الحقيقية. خلونا نبني ثقتهم ف نفسهم ونشجعهم يحققوا أهدافهم. خلونا نعلمهم إذاي يكونوا مواطنات صالحات عشان يشاركوا ف تطوير بلدهم. خلونا نتكلم مع كل البنات اللي نعرفها عن قيمة العمل وإذاي بيأمن مستقبل أفضل ليهم كأفراد وكمان كأعضاء ف اﻷسرة. بلاش نتساهل مع أي بنت بتتخاذل وخلونا نحسسها إنها بتهرب من مسؤلياتها. بلاش نسيب اللي منيمين مغناطيسيا يعيشوا ف العالم الخيالي بتاعهم خلونا نلهمهم عشان يعيشوا حياة كاملة بجد. كل دا بيبدأ بيكوا .. دلوقتي.