Monday

خطوة لقدام .. خطوتين لورا


لأ، دي مش خطوات رقصة جديدة هعلمهاكوا .. دا حال المرأة اليومين دول. كل ماناخد خطوة لقدام .. نرجع خطوتين لورا.


المشهد الأول:
كان فيه وقت المرأة المصرية كانت واخدة وضعها ف كل مظاهر الحياة. دلوقتي بنحكي ف حاجات أولية زي عمل المرأة .. بعد كدة تلاقي شخص مجنون يطلع يقول إن المرأة المفروض ترضع زمايلها ف الشغل عشان تشتغل معاهم ف نفس المكتب! إيه الدماغ المريضة دي؟ ليه فيه رجال دين كتير بتستحوذ عليهم فكرة المرأة والجنس؟
المشهد الثاني:
مش من بعيد قوي البنات كانوا بيروحوا الجامعة لابسين ميني جيب وبلوزات كت من غير مايكونوا عرضة لأي تحرشات. كان الكل بيحترمهم. كانوا بيركبوا المواصلات العامة. كانوا بيمشوا ف الشوارع. كانوا بيختلطوا مع زمايلهم الرجالة. مع كل دا محدش كان بيجرؤ حتي ينتقدهم! دلوقتي، مش كفاية إنك تلبسي بإعتدال، لازم كمان تغطي شعرك، وبرضه توقعي إنه يتم التحرش بيكي ف أي وقت، ومش بس بالكلام، دا تحرش جسدي كمان. ولو إشتكيتي .. فدايما الغلط عليكي وإنتي الغلطانة .. إنتي اللي شجعتيه، إنتي بتحبي تتعاكسي،امال ليه نزلتي من بيتك أصلا؟!!! ياربي .. فعلا مرض.
المشهد التالت:
البنات المتفوقين كان بتجيلهم بعثات وكان أهلهم بيسمحلهم يسافروا برة ويرجعوا بمجيستير ودكتوراه .. إسألوا الدكتورة بتاعتكوا في الجامعة اللي لا من عيلة غنية ولا عيلة ثقافتها أجنبية. دلوقتي البنات يبوسوا الإيدين لو إتسمحلهم يقدموا علي دراسات عليا جوه مصر, تخيلوا بقى لو بس جابت سيرة السفر برة .. كلام عن إنك هتبقي مشغولة جدا لدرجة إنك مش هيبقي عندك وقت تتجوزي! .. مفيش راجل هيرضي يتجوز واحدة معاها درجة علمية أعلي منه! .. مفيش راجل هيبص لواحدة كانت عايشة برة لوحدها سنة ولا أكتر! مفيش راجل، مفيش راجل، مفيش راجل .. عنوا م بقى فيه, يروح ف ستين داهية اللي مش عاجبه ده!
مشهد محزن وار التاني .. قاعدين نرجع لورا. إنسوا حركة تحرير المرأة .. إحنا رجعنا لأول الطريق! عايزين يودونا فين تاني؟ خلاص وصلنا القاع .. وبرضه مش كفاية بالنسبالهم .. عايزنا نحفر قبورنا بإيدينا!

Wednesday

رجال خارج الغابة


الغابة هي الجنة اللي بيتمناها كل الرجالة .. هي البيئة المثالية ليهم. ميقدروش يعيشوا بعيد عن حياة الصيد والمغامرة والإستفادة من قوتهم العضلية. هو دا اللي بيحسسهم بالرضا والفخر. دا اللي بيخليهم يحققوا أعظم الإنجازات ويوصلوا لأكبر متعة. الرجالة عايزين يصارعوا الوحوش ويصطادوها للأكل. الراجل محتاج يتخانق مع راجل تاني علي واحدة ست عشان يعرف مين الأقوى ومين اللي يستحق الجايزة. عشان كدا طبيعتهم البربرية بتمنعهم من الإستمتاع بالحياة المتحضرة .. اللي فيها الأنسان بيتوزن بدماغه مش بعضلاته! هما ميقدروش يتعاملوا مع دا. ساعات بيصعب علي الرجالة انهم يصدقوا إن أيام الغابة خلاص راحت .. دلوقتي ميقدروش يتنططوا من شجرة لشجرة أو من ست لست .. ميقدروش يخرجوا يجربوا قوتهم ويرجعوا البيت بعد ما يكسروا أسهم منافسينهم .. ميقدروش يطلعوا يصطادو عشان يثبتوا شجاعتهم ويسمعوا كل أعضاء اﻷسرة الجعانين يهنوهم لما يرجعوا باﻷكل .. كل اﻷيام الحلوة دي إنتهت.

الرجالة مش قادرين يقبلوا الحقيقة .. لسه عايشين ف اسطورة إنهم منقذين العالم وحماة نص سكان العالم, اللي هما المخلوقات الضعيفة الغلبانة اللي اسمهم ستات. إذاي الستات هتعيش من غير الرفقاء الأقويا دول، بأجسامهم القوية وزئيرهم العالي اللي بيخلي اﻷعداء يبعدوا؟ إذاي نقدر نستمر ف الحياة من غير ما يكون جنبنا راجل يحيمنا؟



مش قادرين يصدقوا إننا مش عايشين ف الكهوف خلاص .. بسهولة تقدري تشتري أو تأجري شقة بباب جامد وقفل متين .. فيه خدمة كويسة اسمها البوليس تقدري تبلغي عن الرجالة الاشرار وتخليهم يدخلوا السجن. فيه مجتمع متحضر الناس فيه بتشتغل ف مكاتب باللي إتعلموه واللي قدراتهم الذهنية وإمكانياتهم تؤهلهم ليه. أحسن ناس ف المجتمع دلوقتي هما أكتر ناس ناجحين ومبدعين, مش اﻷقوي واللي بنيانهم أكبر. الصيد والمصارعة بقوا ألعاب لوقت الفراغ مش طريقة تكسب بيها عيشك. الستات بتختار شركائهم بناء علي أسباب منطقية وعاطفية .. هما مش عايزينك تصطادهم عشان تستمتع بفوزك المزيف. لو واحدة ست إختارتك، فدا مش بسبب دهائك الفظيع ولاكونك صياد ماهر .. دا ببساطة لإنه قرارها. ممكن تسيبلك وقت تمارس فيه كل اﻷلعاب اللي إتعلمتها ف الغابة .. عشان هي تتسلي وكمان إنت ترضي غرورك. وممكن كمان تكملك الأسطورة لما تقلك كل الكلام اللي راجل الكهف بيحب يسمعه: "إنت أول حب ف حياتي" ، "إنت أحسن راجل ف الدنيا" ، " إنت الوحيد اللي قدر يفوز بقلبي" .. وكل الكلام الفارغ دا.

الرجالة بيشتكوا من إن البنات مش صريحين وواضحين معاهم وإنهم دايما بيكدبوا عليهم. طب شوفوا ليه .. إنت عايش ف عالم خيالي ورافض تنزل علي اﻷرض وتعيش كإنسان .. لو البنت إترقت ف الشغل بتتجنن .. لو البنت جريئة وقالت إنك عاجبها وبينت إنها مهتمة بيك، الصيدة بتاعتك هتبوظ وتروح تدور علي صيدة جديدة أصعب (أو اللي إنت فاكرها صيدة أصعب) .. لو البنت إتكلمت وعبرت عن اللي بيدور فدماغها هتعتبرها سهلة وتعاملها من غير إحترام .. لو البنت قالت إنها مش محتاجة حماية هتتخيل إنها بطلة أفلام جنس.

أنا بحزن جدا لما بشوف إن الرجالة مش قادرين يعيشوا برة الغابة .. بس برضه بحذر من إننا نخدعهم ونخليهم يصدقوا إن قوانين الغابة هي اللي لسه بتحكمنا دلوقتي. الإستمرار ف دا كان السبب ف كوارث كتيرة على المجتمع كله. أنا عارفة إنه هتجيلهم صدمة عصبية لما يواجهوا الحقيقة .. إن ميزتهم الوحيدة (القوة العضلية) ملهاش فايدة ف العالم دلوقتي .. مسدس صغير يقدر يقتل ألف راجل .. الست تقدر تدافع عن نفسها كويس قوي من غير بودي جارد. وإن التغيير من ست لست بقه اسمه ف كل قواميس العالم خيانة. أنا أسفة ياولاد .. بس أحسنلكم تواجهوا الحقيقة

Tuesday

إمرأة للحب


هي المرأة في ماضي كل رجل مصري .. هي الموجودة ف الظل .. هي اللي مستخبية ف خياله وذكرياته. هي المرأة الملعونة عشان هي ذكية أو موهوبة أو مستقلة أو جريئة أو جميلة. هي جذابة ومميزة. هي اللي مش ممكن معاها تحس بالملل .. واللي معاها تقدر تعمل حوار بجد. ممكن تكون مرحة وعندها رد فعل سريع ولطيف .. ممكن تفهمك من نظرة .. وممكن تدخل جواك ف غمضة عين .. هي كل اللي بيحلم بيها كل رجل ..ولكن للحب، للحب بس ومش لحاجة تانية.

أول لما يبقي الموضوع تكوين عيلة .. الرجل بيغير كل تفكيره تماما. يبقي عايز الخاضعة، الخجولة، المحافظة، المحجبة، التابعة، وأهم شئ المطيعة. بيبقي عايز واحدة عمرها ماتقدر تكون مساوية ليه أو تمثل أي تحدي لعقله. بيدور علي وحدة تكون مولودة للبيت، ملهاش أي طموح، ملهاش أي أفكار خاصة بيها، وأكيد من غير أي شخصية مستقلة. بيدور علي أمه، اللي كانت دايما موجودة عشان تخلي بالها من الكل ودايما ناسية نفسها.

مدهش إذاي نفس الراجل بينسي حبه القديم وكل حاجة كان بيحبها ف المرأة. بريق الذكاء ف عنين المرأة دلوقتي بيشوفه مخيف. إذاي يقدر يعيش تحت سقف واحد مع النمرة دي؟ إذاي يقدر يروض إمرأة عندها شخصيتها المميزة وتفكيرها المستقل؟ هي بتمثل تهديد لرجولته. عمرها ما هتمارس الرضوخ اﻷعمي زي مامته وجدته. وأكيد هتسبب مشاكل.

بس هل العوامل دي تخليها مش مناسبة تكون زوجة؟ أنا متهيألي إنه في مجتمعنا اللي بيقوده الرجال اتحكم عليها انها غير مناسبة. الزوجة المصرية ليها صورة محددة .. الموضوع زي قالب .. لو المرأة مش راكبة عليه يبقي مينفعش تكون زوجة. لو فعلا عايزة تاخد هذا "الشرف"، لازم تتخلي عن كل مميزاتها وتخضع لمتطلبات المجتمع. لازم تكون المرأة المثالية اللي مش بتهتم غير بالطبخ، التنضيف، إسعاد الزوج وإنها تجيبله أطفال. لازم تتبع خطي السيد ومتاخدش أي قرارات من نفسها. لازم توافق إنها أقل منه ف كل حاجة. ولازم تربي أطفالها الولاد وتفهمهم إنها هي وإخواتهم البنات أقل منهم.

أذا فهو قدر المرأة إنها تعيش حياة كلها تضحية .. تضحي بنفسها، شخصيتها، أحلامها، طموحها، إنسانيتها أو إنها تضحي بحبها، حقها ف إنها تكون أسرة وحقها في الأمومة. إختيارتها محدودة ف إنها تكون إمرأة للحب أو زوجة مطيعة. مع اﻷسف المرأة في مجتمعنا مقيدة بواحد من الحاجتين .. يا ده يا ده .. لكن مش الإتنين.

Saturday

يا رجال العالم.. سيبوه شوية

في بوست قبل كدا أنا ناقشت كتاب تنبأ بنهاية الجنس الذكوري .. المرادي أنا مش هتكلم عن الفشل البيولوجي للرجال والحاجة لانقراضهم في الحفاظ علي التوازن البيئي. أنا هتكلم عن الجانب الإجتماعي .. ليه المجتمعات تدهورت في ظل سيطرة الرجال.
من زمان قوي ... المرأة كانت بتقود كل المجتمعات ودا اللي بيعلمهولنا علم الأنثربولوجي أو علم الإنسانيات. المرأة كانت قائدة العشيرة, اللي كانت ف الغالب أفراد عائلتها وأطفالها .. ودي كانت بداية ما يسمي "مجتمع". المرأة كانت قادرة علي حماية عشيرتها ، تنظيم حياتهم ، توفير إحتياجاتهم, وكمان تعليمهم مهاراة مختلفة. مفكرتش أبدا ف أذية أي حد من أي عشيرة أخري .. مفكرتش أبدا إنها تخلي الرجال عبيد لنساء العشيرة .. فكرة التملك نفسها مكانتش موجودة. الموارد والثروات كانت موجودة وللكل .. ( الساسة بعدين عرفوا فكرة الحيازة أو الملكية انها نشأت بسبب زيادة عدد البشر في مقابل قلة الموارد, بس دا مش موضوعنا ) .. اللي أنا بتكلم عنه هي فترة من الزمن كانت المرأة فيها بتقود المجتمع بنجاح من غير أي أنانية أو أطماع ف السيطرة. اللي حصل بعد كدا إن الرجالة كانوا دايما بيبصوا علي جيرانهم ... مواشيهم, محاصيلهم, نساءهم ... الخ .. بعد كدا يروحوا يحاربوهم عشان ياخدو الحاجات دي بالقوة .. هنا ظهرت فكرة حق الملكية .. ظهر مبدأ دا ملكك ودا ملكي .. من وجهة النظر دي, وبما إن الرجالة كانت شغلتهم هي سرقة الحاجات وإمتلاكها, وطبعا دا يشمل النساء .. هنا قرر الرجال إنهم المفروض يحكموا أفراد مجتمعاتهم الجديدة.
ف النظام القديم المرأة كانت عارفة أطفالها لإنها هي اللي بتحمل وتنجب .. ع الناحية التانية الراجل مكانش عارف علاقته المباشرة باﻷطفال دول .. هو كان بينام مع إمرأة ويبعد .. بعد 9 شهور المرأة بتلد طفل .. محدش كان فاهم إن الراجل كان ليه دور ف اﻷطفال دول. ف النظام الجديد .. المرأة كانت مضطرة تقنع الرجل بإن الولاد دول ولاده هو كمان .. عشان يحميهم ويوفر إحتياجاتهم .. لأن الرجل أصبح هو اللي بيملك كل شئ وهو اللي بيقود العشيرة .. عشان كدا مصير اﻷطفال دول ف إيديه .. المشكلة هي إذاي اﻷم تقنع الرجل إن الولاد دول أولاده.
إمرأة ذكية إخترعت فكرة الحاق اسم الطفل باسم أبوه .. وتروحله تقله إن دا طفلك وليه نفس اسمك هو لك وإنت تملكه. طبعا الفكرة عجبت الرجالة .. النظام الجديد بيمكنهم كمان يتملكوا أطفال بتحمل اسمهم, وكمان هيقدورا بعدين يساعدوهم في تنفيذ خططهم للسيطرة ( الحروب, السرقة, وبناء مساكن جديدة). الرجالة شافوا اﻷطفال علي إنهم ميزة عشان كدا بدأو يبقوا كرماء مع المرأة اللي تجبلهم أطفال كتير .. بعدها فكروا يمتلكوا اﻷم كمان .. هي مصنع اﻷطفال والمفروض محدش يشارك الرجل فيها. الراجل لازم يكون متأكد إنه بيربي أولاده اللي من دمه .. ولو حصل إن الأم لعبت بديلها بتتطرد من العشيرة وأولادها بيتحرموا من حمل اسمه.
بعد كدا أصبحت فكرة نقاء الدم هاجس قوي .. وأصبحت المرأة مقيدة بعشيرتها .. مش هيخرجوا ف رحلات استكتشاف زي أيام زمان .. مش هيقدروا يخرجوا يستكشفوا اﻷرض ويزرعوا الحبوب زي ما كانوا متعودين (علي فكرة الستات هما اللي إكتشفوا أسرار التربة والنباتات ، هما اللي إكتشفوا الزراعة). دلوقتي بقت كل المهام والوظايف اللي خارج البيت بيأديها الرجال .. هما اللي هيزرعوا ويجيبوا المحصول البيت عشان الستات تخزنه و تجهز اﻷكل .. الستات قعدوا ف البيت بس عشان الإنجاب و إطعام اﻷطفال والمواشي .. يالها من حياة مثيرة!
بس الى أي مدى كانوا الرجال ناجحين في قيادة مجتمعاتهم؟ .. النظام دا هو اللي بنسميه دلوقتي الناظم اﻷبوي .. اللي فيه الرجالة بيتحكموا ف كل حاجة من غير ما يسيبوا أي مساحة لأي حد تاني. السيطرة والهيمنة الكاملة للرجال خلتهم يسيطروا علي المرأة مش بس ماديا لكن معنويا ونفسيا كمان.
المجتمعات اﻷبوية عندها نقص جامد ف كتير من القيم الإنسانية .. زي المساواة ، العدالة ، إحترام اﻷخر ، الحرية ، الديمقراطية ، الجمال ، السلام ، التسامح وغيرها كتير. زي ما أنا ناقشت قبل كدا ف بوست Power, Plolitics and gender الرجال أثبتوا هوسهم بحب التحكم والسلطة .. مفيش حاجة بتقف ف وش رغبتهم وشهوتهم .. مهما كان اللي هيسحقوه. هما سكرانين بالسلطة ومش هاممهم إن العالم كله يتحول لشعلة نار طول ما هما واقفين بثبات علي قمة تل الدمار والإنهيار. هما مش مؤمنين بالتطور وإن التغيير بيحصل حواليهم .. عايزين يجمدوا كل حاجة حواليهم وكأنها فيلم فيديو يقدروا يثبتوه علي صورة سي السيد .. عايزين يفضلوا يستمتعوا بكل المميزات من غير ما يشاركوا أي حد فيها .. بيربوا ولادهم عشان يكونوا من نفس النوعية الديكتاتورية, ويربوا بناتهم عشان يكونوا عبيد, وبكدا تفضل دايرة التحكم والسلطة ممتدة من غير ما تتكسر .. بيعملوا غشيل مخ للمرأة عشان يقنعوها إنها متقدرش تعمل حاجة ف الحياة أفضل من إنها تخدمهم هما واﻷطفال.
كل مكان تروحيه هتلاقي راجل يقلك المفروض تعملي إيه .. هما اللي بيحطوا المناهج التعليمية ف المدارس .. هما الكهنة ف الكنايس والشيوخ ف المساجد .. هما المتحكمين ف الإعلام .. هما منتجي اﻷفلام وكتاب اﻷغاني .. هما المؤرخين .. بيسدوا أي مساحة صغيرة تقدري تشوفي منها النور.
عشان مجتماعاتنا تتطور لازم الرجال يبعدوا ويسيبولنا مساحة. هما بالفعل إتسببوا ف خراب كتير بسبب رغبتهم العمية ف التحكم. متتوقعوش إنهم هيرموا كل التاريخ الطويل ده و يتخلوا عن دايرة أجدادهم الخبيثة ف التحكم .. مش هيحصل .. مش هينزلوا عن العرش ولا هيتخلوا عن أساليبهم الظالمة لغاية ما يموتوا .. الحل الوحيد لتغيرر النظام دا هو الثورة .. ثورة لتصحيح اﻷحوال.
بعض الستات السذج مستنين الرجالة عشان يقومولهم بالثورة دي .. تخيلوا قد إيه بعض الستات بقت سخيفة وكسلانة .. عمرك شفتي سيد بيعمل ثورة للعبيد؟ إمتي هنصحي ونفوق؟ إمتي هنخلي مستقبلنا ف إيدينا إحنا ونغير الصورة السودة الموجودة؟ لو مش عشانا إحنا تعالوا نخليها هديتنا للأجيال اللي جاية اللي ميستحقوش ييجوا ويلاقوا العالم زي ما إحنا جينا لاقيناه. عشان مصلحتهم هما خلينا نقول: " يارجال العالم .. سيبوه شوية "

Translated by The Alien

رأس ميدوسا

كانت جميلة .. تبهر الجميع .. كانت كالجائزة المستحيلة .. كالثمرة الممنوعة .. مزيج من سحر النساء .. كانت مصدر الإلهام لكل العشاق
كانت حورية تحولت إلي مسخ مخيف.. أبشع ما صور الخيال البشري عبر التاريخ .. إنها ميدوسا.
كل اللي باقي ونعرفه عنها هو رأسها المخيف .. صورتها وهي بتصرخ صرخة أبدية لما البطل الإغريقي برسيوس نجح في قطعها.
كام واحد منكم يعرف القصة التراجيدية بتاعت ميدوسا؟ الحورية الجميلة اللي كان بيحلم بيها كل اله وكل فان ... عمرها ما خضعت أبدا لأي عرض أو تأثير من أي عاشق أتقدملها عشان يخليها من ممتلكاته الثمينة. كانت بتحب الحياة .. فضلت تخلي جمالها مصدر لإلهام الشعرا والفنانين وتستغني عن الرجال. لكن واحد من الآله الرجال قرر ينهي اللي كانوا شايفينه غرور .. ف معبد أثينا وهي بتصلي وبتشكر الآلهة علي جمالها .. آله البحر بوسيدون إغتصبها.
ميدوسا كرهت نفسها وكرهت العالم .. طلبت من الآلهه إنهم يرحموها ويحموها من الرجالة .. وافقولها علي طلبها .. الآلهه حولت شعرها الجميل لتعابين وأفاعي .. ووشها لجميل إتحول لوش مخيف .. كمان بقي أي راجل يبص لوشها يتحول لصخر. بالطريقة دي إختارت ميدوسا إنها تتخلي عن جمالها في مقابل اﻷمان وإنها تشوف وتستمتع بنظرة الخوف والرعب ف عيون الرجالة وهما بيتحولوا لحجر.
ورغم كل دا برضه مسبوهاش لوحدها .. الملك بوليدستس ملك جزيرة سريفوس كلف البطل الإغريقي برسيوس بمهمة قطع راس ميدوسا .. برسيوس مكنش بطل زي ماهو باين .. هو استخدم خوذة جعلته يختفي وحذاء بأجنحة ودرع بيلمع زي المراية .. بالطريقة دي قدر يبص علي ميدوسا من غير ما يبص لوشها مباشرة .. يعني الموضوع كان سهل جدا .. بس اﻷسطورة حولت برسيوس إلي بطل
عظيم مخافش من ميدوسا مصدر رعب الرجال
.
السبب ف إني باحكيلكم كل القصة الطويلة دي هو إني أوريكم

إن أي إمرأة تتجرأ وتتحدي غرور و غطرسة الرجل .. حتي ولو كان دا عشان حمايتها الشخصية .. مش بس هتنتهي نهاية مأساوية .. لا دا كمان هيكون ليها ذكري تصور الرجال علي إنهم أبطال وهي وكأنها الشيطان. ميدوسا كانت البداية .. تذكرة لكل البنات عشان ميتجرأوش ويفكروا زيها - إنهم يقدروا يستغنوا عن الرجال أو يهددوهم - وكمان تذكرة لكل الرجال إنهم ميسمحوش أبدا لأي إمرأة إنها تتحداهم أو تسببلهم خوف .. وإنه لازم يتم إستئصالها .. راسها لازم تطير وسمعتها لازم تتبهدل .. بذمتكوا الكلام دا مش مألوف بالنسبالكوا؟
كل اللي بيطالبوا بحقوق المرأة الأيام دي بيطلق عليهم ألقاب سيئة .. نظرية المساواة بين الجنسين فجأة أصبحت سيئة السمعة .. عشان كدا مش غريب إن أي إمرأة بتطالب بالمساواة بتوصف بأسواء اﻷوصاف. لو كنتي فخورة بجنسك و مبسوطة بكونك إمرأة فأنتي ساقطة. لو كنتي بتطالبي بتحرير وحرية المرأة فأنتي شيطان يحاول تدمير المجتمع وأخلاقه! أخلاقة .. هههههه. لو كنتي بتسعي لإستقلالك وحقك ف إنك تعيش حياتك وفق قواعدك إنتي فإنتي منبوذة . لو مش عايزة تلبس الحجاب تبقي كافرة. لو عايزة تشتغلي ويبقي عندك مهنة تبقي راجل. لو بتهتمي بقضايا ومشاكل جادة وعايزة تعملي فرق يبقي إنتي مريضة نفسيا.
لكن لو كنتي كارهة كونك إمرأة ومحتقرة جسمك وبتكرري اللي بيقولوه الرجالة عنك تبقي من الفضليات. لو معندكيش أي أهداف جادة ف الحياة فدا منتهي الكمال والمثالية. لو إنتي كسلانة وعايزة تقعدي ف البيت طول اليوم متعمليش حاجة وتعيشي ذى الكائن الطفيلي مستنية راجل يأكلك ف إنتي مرحب بيكي جدا. لو كارهه حياتك ومستنية الموت عشان السكينة والسلام يبقي إنتي متدينة. لو متغطية من فوق لتحت بالاسود يبقي إنتي محترمة. لو مبتعمليش حاجة بناءة فيها إبتكار يبقي إنتي عارفة إنك لازم تسيبي الكلام دا للرجالة .. برافو عليكي. لو معندكيش أي آراء وأفكار شخصية تبقي مفكرة هايلة. لو شايفة إن دورك الوحيد ف الحياة إنك تشبعي جوزك وتجيبي وتربي العيال يبقي إنتي وصلتي لأقصي درجات الحكمة والعقل.
مجتمع مريض!
المجتمع دا مش مهتم يشوف إنه حول كل نساءه وبناته إلي ميدوسا. ... كذا ميدوسا صامتة، تحت الغطا .. كل واحده بتدور علي الإنتقام بطريقتها.
خلال دا كتير منهم أصبحوا محطمين .. وجيل بعد جيل هيدفع التمن .. الجثة الملفوفة ف السواد هتمد كفنها وتلفه حوالين رقبة الجميع .. مش هتسيب حد يهرب من حبل مشنقتها الاسود .. هذا الكائن الطفيلي هيزود البؤس والفقر الموجود ف بلده .. الغبية اللي مستخبية ورا ضعف شخصيتها وقلة موهبتها هتزود الجهل وفقر الثقافة ف البلد .. مصنع الجنس والإنجاب مش هيعمل حاجة غير إنه يزود عدد الكائنات البائسة في هذا المجتمع المزري.
ميدوسا بتاعت النهاردة مش محتاجة حد ييجي يقطع راسها عشان راسها ملهاش لزمة أساسا .. عايشة تحت غطاء الطاعة والرضوخ وهي بتدمر المجتمع اللي رافض يعاملها كانسان كامل. الرعب بتاعها مش باين ف عيون الرجالة .. بس موجود ومدمر أكتر بألف مرة لإنه هيحول المجتمع كله لحجارة.
المجتمعات الأبوية من زمان نشرت كذبة إن الخطر موجود ف دماغ إمرأة مفكرة .. بس رأس ميدوسا الحقيقية هي الرأس الفارغة ف كل إمرأة .. عشان كدا لما تشوف بنت بتحارب عشان حريتها وإستقلالها م تستغربش وتتوتر .. ولما تشوف بنت بتعشق الحياة ومركزة علي أهدافها متتريقش .. ولما تشوف بنت أحلامها كبيرة والجواز مش أقصي أمانيها متتخيلش الفكرة الغبية بإنها معقدة وعندها مشاكل نفسية .. لما بنت تتجاهلك متاخدش الموضوع وكأنه تحدي شخصي وتصمم تخليها تجيلك راكعة .. لو فعلا عايز تبقي راجل خليك ناضج ومسؤل ف منافستك .. حاول تكون ناجح ومركز زي البنت .. آه.. تخيل! مفيش حاجة غلط إنك تعمل زي بنت .. مش غلط إنك تعترف إن فيه بنت تستحق الإحترام وإن فيه حاجات تتعلمها منها .. إتخلص من فكرة إن أنا اﻷفضل وإنها هي اللي المفروض تجري وراي .. حاول تتعاون بدل ما تسحق انسان عشان تثبت إعتقاد خاطئ .. حاول تشوف جمال الحياة وفيها تنوع وتكامل، مش لما يبقي حد أفضل من حد .. حاول تفهم الحياة صح قبل ما كل ميدوسا موجودة تحول الحياة لجحيم .. إحذر

Translated by The Alien