Tuesday

عايزة أشهد


وكيلة مجلس الشعب تطالب بمساواة شهادة المرأة بالرجل.. والإخوان يرفضون

كتب محمد أبوزيد ١١/٣/٢٠٠٨

طالبت الدكتورة زينب رضوان، وكيلة مجلس الشعب، بالسماح بتوريث الزوجة «الكتابية» - المسيحية أو اليهودية - والأخذ بشهادة أصحاب الديانات الأخري في مسائل الأحوال الشخصية، ومساواة شهادة المرأة الواحدة بالرجل أمام المحاكم، في إطار تفعيل مبدأ المواطنة والمساواة بين المواطنين

وذكرت في اجتماع للجنة حقوق الإنسان بالمجلس أمس، أنه لا توجد أي موانع في القرآن والسنة لتطبيق ما تدعو إليه، وأن الدستور يدعو للمساواة بين المواطنين وهو ما لا يتم تطبيقه، معتبرة أن حكم القضاء الإداري بوضع «شرطة» مكان خانة الديانة للبهائيين، يمثل تدعيماً لمبدأ حرية العقيدة

واعترض نواب الإخوان علي اقتراحات وكيلة المجلس، وقال النائب محمود عامر، إن ما تدعو إليه زينب رضوان مخالف للشريعة الإسلامية، وخروج علي المرجعية الدينية للمجتمع المصري

ودافعت زينب رضوان عن موقفها بتأكيدها أنها لا تقصد المساس بثوابت الشريعة الإسلامية، وأن مقترحاتها جاءت لإظهار الوجه الصحيح للإسلام

واقترح النائب محمد عامر، وكيل لجنة حقوق الإنسان، عقد اجتماع مشترك مع لجنة الشؤون الدينية، وبمشاركة مجمع البحوث الإسلامية وممثلين من الأزهر ودار الإفتاء للوصول إلي رأي فقهي صحيح حول ما طرحته الدكتورة زينب رضوان
نقلا عن جريدة المصري اليوم
.................................


مشكلة.. بجد مشكلة. كل ما نيجي نمشي خطوة لقدام نلاقي وطاويط الظلام طالعينلنا من كل ناحية ويقولولنا كان غيركم أشطر! طب ليه يا عم الوطواط؟ يقولك الست نص انسان! يا عم عيب عليك ما تقولش كدة. يقولك هو كدة. يا وطوط حرام عليك, الكلام دا ما يرضيش ربنا. بجبروت أهله يبجح ويقولك ربنا هو اللي عايز كدة!!.. يا عم ازاي يعني؟ بقى ربنا العدل يرضى بالظلم؟ دا هو اللي خلق البشر كلهم متساويين وأكد على المساواة وعلى ان مفيش حد أحسن من التاني إلا بعمله.. يبقى ازاي انتى تتبلى على ربنا بكل بجاحة وتقول هو اللي عايز كدة؟ وكمان مش عايز حد يعارضك؟

الدكتورة رينب رضوان مش بتاعة كشري والله.. مع كل احترامي لكافة العاملين في صناعة الكشري والأمن الغذائي.. لكن هذه السيدة الفاضلة هي استاذة في أصول الشريعة الإسلامية, ولا يمكن أن تقدم على تقديم مشروع قانون كهذا وهي غير واثقة تمام الثقة ان الأمر ليس به أي شبهة تعارض مع الشريعة الاسلامية

موضوع ان شهادة المرأة قدام المحاكم يكون نص شهادة الراجل دا موضوع ملوش أي أساس. ازاي الست عندنا تبقى قاضي وف نفس الوقت ما يتخدش بشهادتها؟ تخيلوا حجم القضايا اللي بتتعطل عشان مفيش غير شاهدة واحدة! معقولة يعني؟ وهو الراجل هيشهد بإيه زيادة عن الست؟ ما هي هتقول اللي شافته وسمعته زيها زي أي راجل.. ماهي عندها جوز عينين وجوز ودان برضه.. ولا الراجل عنده أربع عيون مثلا؟ ولا يمكن يكون عنده جوز ودان مستخبيين ولسة ما حدش اكتشفهم! يا جدعان ربنا عرفوه بالعقل.. كفاية بقى.. ارحمونا.. ضحكتوا علينا العالم‏

مفيش حاجة اسمها الست نص انسان.. الست انسان.. كامل الأهلية.. يعني ازاي أنا أبقى ماشية بنص مخ على أساس الحديث المتفبرك بتاع ناقصات عقل ودين, وبعدين ربنا يحاسبني زيي زي الراجل؟ طب ما أنا لو غلطت أبقى معذورة بقى.. مش ربنا هو اللي خلقني بنص عقل؟ مش أنا مجنونة ومهبولة ومعتوهة ومش عارفة أشهد زي الراجل عشان عقلي ترالالي والذاكرة عندي سايحة على المخيخ وعاملين ماس بيطلع كهربا 3 فولت؟

يا ناس عيب عليكم.. بقى بدل ما نشكر الاستاذة ونقولها كتر خيرك انك نبهتينا, ونلوم نفسنا اننا أتأخرنا كل دا في مراجعة رؤيتنا المحدودة لنصوص الدين, تقوموا تقولولها لأ وتتهموها انها بتخالف احكام الشرع؟ حد تجيله الفرصة انه يعيد جزء من الكرامة المهدورة لأمه وأخته وبنته وزوجته ويقول لأ؟ حد يجيله الفرصة انه يبين حقيقة دينه وانه في جوهره دين تقدمي بيدعو للمساواة بين البشر ويقول لأ؟ حد يجيله الفرصة انه يرحم آلاف الأسر من البهدلة في المحاكم ويقول لأ؟ حد يجيله الفرصة انه يخدم العدالة وينصف الحق ويقول لأ؟

يا ريت نسمع صوت ضمايرنا ونحكم عقولنا, هي دي البوصلة اللي زرعها ربنا داخل كل واحد فينا عشان يعرف طريق الحق والخير والعدل. وأنا أشهد أن المساواة عدل, وان الأخذ يشهادة أمرأة واحدة حق, وأن اعادة كرامة المرأة التي سلبها اياها المجتمع في غفلة فرض السيطرة الذكورية خير

Friday

مدونة عالم فانتازيا تحتفل بيوم المرأة العالمي



ولأن كل امرأة على وجه الأرض هي امرأة عاملة.. ولأن هذا العالم يدين بوجوده للنساء.. ولأن المرأة لا تتوقف عن العمل لخدمة هذا الكوكب.. وجب الاحتفال والاحتفاء والتكريم والتبجيل لكل امرأة في كل مكان

كل عام وكل نساء وقتيات مصر بخير. كل عام والمرأة المصرية قوية, فاعلة, مؤثرة, مشاركة في نهضة مجتمعها وتطوير بلدها

لنجعل هذا اليوم هو يوم للتوعية بحقوق المرأة ونشر مباديء المساواة وحقوق الانسان. لنحتفل ونتذكر تاريخ تحرير المرأة في مصر والعالم, والكفاح الطويل والطريق الشاق الذي سلكته اجيال من المفكرين والمثقفين والادباء والحقوقيين والسياسيين لكي تنعم المرأة بوجود يحترم آدميتها ويسترد حقها المسلوب في الحياة

لنتذكر دوما أن المرأة هي عماد المجتمع وهي صانعة الحياة وهي نصف تعداد سكان العالم. فليفكر كل ذي عقل قبل أن يهين امرأة أو يحقر من شأنها أو يستهين بدورها أو يحاول وضعها في مرتبة دونية.. فلا يوجد شخص يؤمن بحقوق الانسان ولا يؤمن بحقوق المرأة.. ومن لا يؤمن بحقوق الانسان فلا يستحق ان يكون انسان

اتمنى أن يصبح يوم الثامن من مارس هو يوم مكافحة الاضطهاد والعنف ضد المرأة.. اتمنى ان نعلن جميعا مساندتنا لحق المرأة في ان تحيا بكرامة, دون ان تتعرض لعنف أو امتهان أو قهر أو اذلال. اتمنى أن نقف جميعا, نساء ورجال, يدا بيد, ضد كل مظاهر الظلم التي تتعرض لها المرأة المصرية.. فلنقل لا للامية.. لا للختان.. لا للتحرش الجنسي.. لا للزواج المبكر.. لا لاغتيال براءة الفتيات الصغيرات.. لا لانتهاك حرية المرأة.. لا لقتل المرأة تحت مسمى جرائم الشرف.. لا للقوانين التي تضطهد المرأة.. لا لعدم تولي المرأة المناصب التي تستحقها في العمل.. لا للصورة النمطية الدونية للمرأة.. لا لتشييء المرأة.. لا وألف لا لاستعباد واهدار كرامة نصف البشرية

Thursday

المزة المصرية (المرأة المصرية سابقا)ء


كلمة "مزة" ف العامية المصرية معناها بنوته حلوة. ولما بنستخدمها كصفة - زي مثلا لما نقول " البنت دي مزة" - يبقي بنقول إنها مثيرة. الكلمة دي معناها مش كويس ف العربي وبتدل على نظرة دونية تحقيرية للمرأة. ودا مثال واضح إزاي لغتنا دلوقتي بتعكس نظرة المجتمع المصري للمرأة بشكل عام. الكلمة دي تعبير حي عن كل المشاعر السلبية وعدم الإحترام اللي ف دماغ الرجالة في تعاملهم مع الستات .. حتي اللي هما معجبين بيهم وبيشوفوهم جذابين أو متألقين

كلمة مزة ف البداية ومن زمان كان بيستخدمها الرجالة اللي بيشتغلوا ف أعمال وحرف يدوية. الفئة دي من المجتمع، زي ما ممكن تتوقعوا، نظرتهم محدودة .. ونظرتهم للمرأة نظرة جسدية بحتة. عشان كدا لما ميكانيكي كان يقول لخطيبته إنها مزة، كان معروف ان كل غرضه هو انه يدلعها ويمدح جمالها وأنوثتها. الكلمة مكانتش خارجة أو غير لائقة ف الفترة دي. والبنات اللي كانوا بيعتبروا "مزز" ف العادة كان عندهم ثقة كيبرة عشان هما عارفين إنهم مرغوبين من الرجالة. دا لسببين: 1) البنات دول كانوا بينتموا لنفس الطبقة الإجتماعية وبالتالي عندهم نفس منظومة التفكير. 2) كلمة "مزة" نفسها مكانش ليها نفس المعني بتاعها دلوقتي. عشان كدا الكلمة دي كانت منتشرة عادي جدا بين افراد الطبقة الاجتماعية دي, لكن كانت بتعتبر شوية وقحة من اللي بيسمعوها من خارج البيئة بتاعها واللي بينتموا لطبقات ارقى اجتماعيا



لما الكلمة كانت بتقترن ب ياء الملكية، كانت مزة بتبقي "مزتي" ومعناها حبيبتي. الرجالة اللي بينتموا لفئة العمال والحرفيين كانوا متعودين يعرفوا اصحابهم ف المنطقة اذا كانوا مرتبطين بعلاقة عاطفية مع واحدة من سكان الحي، عشان شباب الحي يعرفوا ان فلانة دي مشغولة ومحدش يقرب منها.يعني البنت اللي كان معروف انها مزة فلان، كانت ف الواقع محمية لإنها تبعه، وأوتوماتك بتعتبر زوجة المستقبل للشخص المرتبط بيها, يعني في حكم خطيبته. الرجالة كانوا زمان رجالة, وكانوا بيحافظوا علي حدودهم ومش بيحاولوا يتجاوزوها أو يقولوا واحنا مالنا لو شافوا بنت حيهم بتتعاكس. محدش كان بيجرؤ يتعرض ل"مزة" حد، واذا دا حصل فبيكون من شخص فيه خلاف أو عدواة بينه وبين الشاب اللي مرتبط بالبنت دي, وف الحالة دي بتكون مضايقته ليها مجرد دعوة للخناق وتحدي لرجولة الشاب المعني.. شوفتوا البروتوكول بتاع الطبقة دي كان عامل ازاي زمان؟ وللعلم, الرجالة ف المجتمع دا مكانوش بيستخدموا كلمة مزة للاشارة للستات بتوع التسلية وتمضية الوقت. يعني كانوا حريصين انهم يفرقوا ما بين البنات اللي للهزار والبنات اللي للجد, وما يقدروش يشيروا للاتنين بنفس الكلمة

دي كانت الخلفية "التاريخية" .. أنا بهزر .. يعني دا فلاش باك سريع كدة عن أصل الكلمة في العامية المصرية. الكلام دا مكانش من زمان أوي يعني, لكنه اصبح شيء من الماضي

بسبب التغيرات الكتيرة والتفاعلات اللي ترتبت عليها بسبب عوامل سياسية واقتصادية ف الفترة اللي فاتت، فبالتأكيد فيه تغيرات إجتماعية كتيرة حصلت .. وأكتر تغير ملحوظ ف الهرم الإجتماعي المصري هو إن الهرم إتقلب, أو بمعنى أدق اتشقلب, بقى اللي فوق تحت واللي تحت فوق. دا كان له تأثير كبير علي كل أشكال الحياة ف مصر .. وكان نفسي أتكلم ف الجزئية دي أكتر بس دا مش مكانها. اللي يهمني هنا هو تآكل الطبقة الوسطى ف مصر، اللي دورها الاساسي بيتركز في الحفاظ علي تماسك المجتمع وكمان القيام بتوجيهه. الطبقة المتوسطة - بما تتبع بيه من نسق اخلاقي ومنظومة قيم وعلم وإهتمامات ثقافية وانخراط في الحياة السياسية, بالاضافة لوعيها ويقظتها - هي الجزء اﻷساسي اللازم للحفاظ علي التوازن وتحديد الطابع الإجتماعي العام لأي بلد. عشان كدا اللي حصل للطبقة الوسطى ف مصر أدي إلي تغيير كبير ف الهيكل المجتمعي المصري

يعني ايه الكلام ده؟ يعني لما نسمع اللغة اللي الناس بتستخدمها ف الشوارع اليومين دول، هنلاحظ إنها خليط من طبقات، وثقافات، وخلفيات ولغات كتيرة، مفيش بينها أي حاجة مشتركة .. حاجة كدة زي الياخني بتاع عادل امام. اللغة العامية المصرية دخل عليها كلمات واتغير فيها معنى كلمات كانت موجودة ف الاصل, ومعدش فيه علاقة بتربط لا بين الطبقة واللغة اللي بتتكلم بيها, ولا بين المعنى اللي بتستخدم بيه الكلمة وبين مصدرها اﻷصلي. ف قلب الفوضي اللغوية دي تطلعلنا كلمة "مزة" موديل ألفين عشان تلخص شكل المجتمع الحالي وتدي تعريف واضح للعلاقة بين الرجل والمرأة حاليا, بتوضح إزاي النهاردة المجتمع الذكوري بيفكر ف المرأة، وبتوضح إن اللغة زي البشر, ليها حياة وبستمد معناها من بيئتها وزمانها

الإستخدام الحالي لكلمة مزة ملوش أي علاقة بالطبقة الإجتماعية. الشباب المصري دلوقتي بيستخدموها ف أي حديث عام عن البنات .. وكإن كلمة ست أو بنت إستبدلت تماما بكلمة مزة.. أي بنت = مزة. لكن العجيب ان الكلمة دي دلوقتي مش بتصنف علي إنها كلمة خارجة، بالرغم من إنها بتصنف كنوع من تحرش لفظي في مواقف معينة, زي مثلا لو واحد قالها بصوت عالي لواحدة مايعرفهاش. إنه يتقال علي بنت انها "مزة" وهي ماشية ف الشارع كفيل بإنه يخلي أي بنت وشها يحمر. الكلمة دلوقتي بقى ليها معني جنسي صريح، وبتستخدم كإطراء غير مهذب، أو بهدف إحراج البنات اللي بيكونوا ضحايا للمعاكسات. ولما بتستخدم للغرض دا، ف الغالب الولد بيتبعها بصوت بوسة، أو تنهيدة, أو غمزة، أو أي حركة مشابهة لتوضيح المعني الجنسي والتأكيد عليه, ودا طبعا بهدف التسبب في أكبر قدر من الحرج للضحية

طيب دا في المعاكسات والتحرشات.. لكن, ف وسط كلام الرجالة، "مزة" ممكن تستخدم للإشارة لأي بنت، أو لوصف بنوتة حلوة، أو لوصف واحدة جذابة, أو لوصف معالم إغراء معينة ف جسم البنت.. كمية تنويعات غريبة كلها بتلعب على الايحاء الجنسي
مزة نادرا ما بتستخدم بصيغة الملكية دلوقتي.. ولو دا حصل ف في الغالب بتكون للإشارة لبنت على علاقة بشاب معروف للي بيتكلم, زي مثلا "دي فلانة دي المزة بتاعة فلان" يعني الجو بتاعه.. المعنى هنا هو العكس تماما من المعنى المستخدم في احياء زمان الشعبية, لان دي بتكون طريقة لتوضيح إن العلاقة مش جادة. يعني معناها مخالف تماما لمعني الكلمة اﻷصلية "مزتي", اللي الولد انهاردة بيقولها كاعلان إنه مش مهتم بالمزة دي (صاحبته). وبتعتبر دعوة غير مباشرة لأصحابه إنهم يقدروا يصاحبوها بعد ما هو يزهق منها، وضوء أخضر للأصحاب اللي عايزين يتريقوا عليها أو يقولوا أي كلام مش لطيف عنها قدام صاحبها

عادي.. كل حاجة اتقلبت, حتى الكلام والثقافات والتقاليد والسلوكيات. فالنتيجة زي ما انتوا شايفين.. ثقافتنا اﻷبوية أخدت كلمة من قاموس الطبقة اللي تحت، غيرت إستخدامها، إديتها معنى سلبية، خلتها جنسية تماما، وحولتها لسلاح ضد البنات! ومع ذلك هي مش سلاح سري ولا حاجة, يعني لا الرجالة بيقولوها بس ف كلامهم الخاص, ولا المجتمع بيرفضها بسبب معناها السلبي , ولا هي مرفوضه ف الإعلام واﻷفلام.. بالعكس .. دي مرحب بيها ف حياتنا اليومية والناس بتستخدمها ف كل مكان .. دي دلوقتي أكتر كلمة بتستخدم ف القاموس المصري .. وبقت مرتبطة ووثيقة الصلة ياللغة العامية المصرية! طب كل دا يقولوكم إيه؟

وكمان لما نوضح ان تأثير الكلمة موقفش لحد هنا.. لأ.. زي السيناريوا المعتاد دايما، أي حاجة بيفرضها المجتمع الذكوري بيروحوا الاتباع ممسوحين الشخصية ماشيين عليها بشكل اوتوماتيكي وهما مغمضين. فبيتحول الامر لحقيقة وأمر واقع لازم نبلعه كلنا زي الشربة ونتأقلم عليه. دا بالظبط اللي حصل للبنات ف مصر, اللي إعتبروا الكلمة جزء من ثقافة مجتمعهم الذكوري المقدس!! شوفتوا الخيبة؟

"مزة" وبكل تأكيد كلمة ضد المرأة.. كلمة بتهدف إلي إزلال المرأة وتحقيرها وتدمير معنويتها.. كلمة غرضها وضع المرأة في مكانة وضيعة وتحويلها لمجرد جسم.. أجساد.. قطع لحم مرغوبة من الجنس الأخر لكنها في نفس الوقت محتقرة ومهانة. المرأة عندنا للأسف انحصرت ف النفق الضيق ده .. لازم تكون مزة عشان تعجب الرجالة، وف نفس الوقت بتتهان لكونها مزة.. فبيتم تحقيرها مرتين: مرة باختزالها في جسم سكسي مثير، مرة بوضعها كهدف للتعدي اللفظي, كمصدر للعار والفضيحة.. المرأة بقت شيء, مجرد كيان مادي, جسد.. واختزال المرأة في الجسد مش اختيارها, دا وضع فرضته عليها ثقافة المجتمع اللي بتلفظ أي واحدة معندهاش قدر معقول من مقومات الانوثة الشكلية. المجتمع بيقول للبنت من صغرها انتي كل قيمتك انك تعجبي الرجالة عشان واحد يتجوزك.. انتي مجرد حتة لحمة, فاللي هيعجب بيكي هيعجب بشكلك مش بحاجة تانية.. مفيش حاجة اسمها راجل ينجذب لست عشان عقلها ولا شخصيتها ولا انجازاتها, دي كلها حاجات تكميلية.. الست هي جسم, والراجل بيدور على الجسم قبل أي حاجة تانية.. ولو انتي متوفر عندك الشرط دا, يبقى من حق الكل ان يهزأك ويحتقرك ويقل من قيمتك.. لانك مجرد مزة.. رحتي ولا جيتي مزة.. مجرد وسيلة لامتاع الرجالة.. انتي مالكيش وجود ككيان أو كروح أو كعقل.. انتي مزة وبس
ورغم كل دا، البنات ف مصر بيستخدموا كلمة مزة ف كلامهم، زي البغبغانات بالظبط. بيفضلوا إنهم يضحكوا على نفسهم وينكروا علمهم بمعناها الوضيع في كلامهم مع بعض.. وبيستخدموها عشان يجاملوا بعض.. يعني عادي تلاقي واحدة بتقول لصاحبتها "ايه الحلاوة دي يا مزة؟" بدل ما تقولها انتي جميلة أو شكلك حلو انهاردة .. أو واحدة تقول الكلمة على نفسها.. علي سبيل المثال، البنت ممكن تقول لصاحبتها إنها كانت مزة لما راحت تحضر الفرح الفلاني .. بالطريقة دي، البنات بيخضعوا للضغط الإجتماعي والطلب الملح علي إنهم لازم يكونوا مزز. هما عارفين إن المجتمع عايزهم يبقوا جذابين جنسيا. والبنات محتاجين يحسوا إنهم مقبولين، مرغوبين ومحبوبين. وعشان يحققوا دا، لازم يمشوا ورا الطريقة والتعليمات اللي حطها مجتمعهم: قبل أي حاجة البنت لازم تكون مزة

كل البنات مدركين إن الكلمة دي غير لائقة، ومؤذية، ومهينة، وبتعبر عن الدونية .. عشان كدا ف موقفهم الحالي كتابعين، كان لازم يخترعوا نوع من الخداع النفسي عشان يقدروا يقبلوا مفهوم ال "مزة"، ويهربوا من كونها لفظ وقح. ولإن البنات مطحونين تحت الضغوط اللي بيمارسها المجتمع عليهم، قصوا معنى كلمة "مزة" نصين, واستخدموا النص الايجابي في المعنى عشان يقدروا يتعايشوا مع وضعهم الجديد كمزز. بس الخداع النفسي دا هيوصلهم لفين؟

نداء الى كل مزة مصرية بتقرا الكلام دا، دفن راسك ف الرمل بيزود ضعفك، بيقلل إحترامك، بيخليكي تابع ضعيف، وبيزود خجلك. إنتي مش مجرد جسد. إنتي مش حتة لحمة طرية أو لعبة لمتعة الرجالة.. لو فضلتي مش مصدقة الكلام دا, يبقي مش هتفهمي إنك تستحقي معاملة أفضل, معاملة تحترم آدميتك وشعورك .. هتفضلي تستسلمي للإهانات والإنتهاكات اللي بتحصل .. هتفضلي مش مستعدة تقفي وتدافعي عن نفسك وكرامتك .. مش هتقدري قيمة عقلك وشخصيتك .. هتفضلي ماشية ورا الي مضطهدينك .. وعمر ما هيبقي عندك الشجاعة عشان تقولي ﻷ
طول ما بتقبلي انك تكوني مزة .. عمرك ما هتكوني إنسانة