Sunday

أسرار أكبر مؤامرة ف التاريخ - 2


الجواز عبارة عن توقيع لعقد، ليه بقى الناس بتصرف كل الفلوس الكتيرة دي على الأفراح؟ عمرك فكرتي ف الحكاية دي؟ ليه منمضيش العقد ونروح ع البيت؟ إيه لازمة شهر العسل دا؟ ليه المتجوزين جديد بياخدوا أجازة ويسافروا؟ دول هيفضلوا متجوزين طول العمر، أكيد هتجيلهم فرص كتير يسافروا في أجازات الصيف واﻷجازات الرسمية. إيه اللي بيخليهم يجروا يهربوا بعيد أول ما يتم الجواز؟

السيرك دا كله تم تصميمه بعناية عشان يبهر البنات الصغيرين الحلوين, سعادتك. زي ما بيضحكوا علي العيال بالحاجة الحلوة والشيكولاته، إنتي بيضحكوا عليكي بالحفلة، والفستان اﻷبيض، والبيت الجديد، وشهر العسل، ولقب "مدام". عمرك فكرتي ليه الستات بس هما اللي القابهم بتتحدد حسب حالتهم الإجتماعية؟ بالنسبة للراجل مفيش فرق إذا كان متجوز أو ﻷ. اللقب بتاعه مرتبط بشغله.. دكتور، بشمهندس، أستاذ.. هو طول عمره "السيد فلان", حتي لو كان الراجل إتجوز عشر مرات. هو بيفضل زي ما هو. ليه إنتي لازم تغيري لقبك لما تتجوزي؟ ليه لازم الكل يعرفوا إذا كنتي متجوزة وللا ﻷ؟ وليه الست بتحتفظ بلقب مدام حتي بعد الطلاق أو بعد موت الزوج؟ ف الحالة دي، لقب مدام مش بيعكس الحقيقة. بس لازم تفضل ملقبة باللقب دا. يعني اللي اقدر اقوله ان المحلات اللي بتعرض بضايع مستعملة لازم تحط عليها حاجة تدل على كدة، وفي ظل ثقافة بتقوم بتشييء المرأة بيتم التعامل معاها بنفس المفهوم، مفهوم السلعة

اللي بيحصل بقى إن العروسة وهي مشغولة بتفاصيل كتيرة مش بتركز في الراجل اللي هيكون شريك حياتها. الموضوع زي أكمل مكان النقط كدة، يعني طالما فيه فرح هيبقي فيه تورتة، وفستان، ومعازيم، ودي جي وبوفيه.. وأكيد هيبقي فيه عريس

فترة الخطوبة المفروض إنها فرصتك اﻷخيرة عشان تحددي موقفك من القرار المصيري دا. مع ذلك تلاقيها كلها عبارة عن شرا وفرجه علي الكتالوجات والمحلات. متهيألي هيكون عملي أكتر إنهم يعملوا كتالوج للعرسان كمان، ساعتها ع الأقل هيبقي الكتالوج هو المسؤول عن دقة الوصف اللي مكتوب تحت كل عريس
العروسة بتنشغل تماما بكل تفاصيل الفرح والجواز.. مين هتبقي عندها وقت تقعد مع زوج المستقبل؟ بيقولولها إن دي ميزة عظيمة، لأنها هتختار كل حاجة علي ذوقها هي.. بس بعد شوية بتكتشف إن الحاجة الوحيدة اللي مختارتهاش علي ذوقها هي العريس نفسه. الراجل اللي هتقضي بقية عمرها معاه. خلال فترة الخطوبة العروسة بتبقي خبيرة في ملابس الفرح وأنواع الأقمشة، هتلاقيها بتعرف تفرق بين الرخام الطبيعي والصناعي، وبيكون عندها فكرة كاملة عن الموبيليا بأنواعها وحتي المصانع بتاعتها والدهانات المستخدمة.. بس جربي تسأليها عن العريس، هتلاقيها بتقول كلام عايم, مش واضح, من نوعية "هو طيب، هو كويس، هو ابن ناس

لازم نعترف إن المعوقات الإجتماعية والثقافة السايدة اللي بتمنع وجود علاقة صحية بين الجنسين كانت السبب في إن ناس كتير بتلجأ لجواز الصالونات، خصوصا مع زيادة الضغط علي البنات للجواز في سن معينة. الراجل بيساعده اﻷهل والأصحاب في مهمة البحث عن عروسة. وفي الناحية التانية، أهل البنت بيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يلاقوا عريس كويس قبل ما بنتهم تكمل ال 30. مفيش مساحة للإختيار هنا، العريس اللي بيتقدم يبقى هدية م السما.. مين عارف؟ ممكن يكون العريس دا هو آخر فرصة ليكي عشان تلحقي قطر الجواز. هل مستعدة تخاطري؟ هل تضمني إنك مش هتندمي لو رفضتيه؟ تضمني منين إن عريس أحسن منه هييجي في الوقت المناسب؟ أهوعصفور في اليد.. يبقى على خيرة الله, نخش بقى في التفاصيل المهمة: الشقة، المهر، العفش، الفرح ... الخ. والعروسة قدامها حاجات مهمة أوي تعملها.. مامتها بتقترح إنهم يلفوا علي محلات المجوهرات قبل ما العريس يفاجئهم باختيار معين. أصله أكيد هيحاول يوفر، بس متخافيش.. مامتك هتاخد بالها من الموضوع دا. هي عندها خبرة كبيرة في المجوهرات ومستنية من زمان عشان تنقلك الخبرة دي. بمساعدتها، هتجيبي أحسن حاجة في السوق. إختاري كل اللي نفسك فيه. هيبقي قدامك قرارات مهمة كتيرة من النوع ده، أصل الواحدة بتتجوز مرة واحدة في العمر, المفروض يعني.. عشان كدا لازم تخلي بالك من الفستان .. الفستان اﻷبيض .. حلم حياتك.. خلاص, قربتي من إنك تلبسيه أخيرا

متهيألي مش لازم أكمل وأقول إيه اللي بيحصل بعد كدا. الموضوع بقى واضح.. الجواز إتحول لمجرد فرح. بتشتري ليلة بعمرك كله. الثقافة دي اختزلت الجواز, اللي هو وحدة بناء المجتمع, لمجرد فستان أبيض. إزاي أي بنت تقدر تعيش من غير ما تحلم بالفستان اﻷبيض؟ طب لو مجتلهاش الفرصة وملبستش الفستان اﻷبيض؟ هل فعلا فيه بنت تقدر تقاوم الإغراء دا؟ هل تقدر تفهم إن الفستان دا ميقدرش يضمنلها السعادة؟ هل فعلا هتصدق إنها لو ملبستش الفستان مش هتكون أقل من اللي لبسوه في حاجة؟ هاتولي بنت واحدة عارفة كدا.. بنت واحدة عندها فكرة واقعية عن الجواز. عايزة أشوف بنت تقدر تتحدي القصة الرومانسية الوهمية اللي كل حاجة فيها أبيض ف أبيض

المؤامرة الموجهة للبنات وصلت لهدفها. فيه بنات مستعدة تضحي بكل حاجة في مقابل الفستان اﻷبيض. فيه بنات مقتنعة تماما إنها لازم تتجوز في سن معينة. بنات كتير بتنفذ كل اللي بيطلبه المجتمع عشان تبقي نجمة اليوم الواحد. إنك تكوني سندريلا لليلة واحدة أكيد أحسن من ولا حاجة. حتي لو الحكاية إتقلبت بعد كدا لقصة الجميلة والوحش.. مش مهم. البنات عارفين إن كله هيبقي كويس بعد الجواز. الجواز بيغير كل حاجة.. دا اللي دايما بيقولوه اﻷمهات.. "لما تعيشوا مع بعض كل حاجة هتتحسن، متقلقيش". يبقي ليه البنات تشغل نفسها عشان تعرف الإنسان دا؟ هيبقي قدامها وقت طويل بعدين عشان تعرفه, وأهو الحب بييجي بعد الجواز.. متضيعيش فرصتك الوحيدة في إنك تلبسي الفسان الأبيض.. تخيلي نفسك وانتي زي القمر وكل الناس بيهنوكي. عمرك ماهتشوفي الشفقة في عيون الستات. هيبقي عندك صلاحيات وقوة الست المتجوزة. هيبقي عندك بيتك. هتنضمي لنادي السيدات المحترمات اللي سبقوكي, وهتكوني واحدة منهم. هيبقي عندك فرصة تحكمي علي التانيين زي ما كانوا بيحكموا عليكي. هيبقي عندك الحكمة اللي بس عند المتجوزين. هتبقي إنتي الشخص اللي بيراقب ويحقق, مش اللي بيتراقب وبيتحقق معاه. مين يقدر يقاوم كل دا؟

أنا كشفت كل فصول المؤامرة، وبكدا حطيت كل الحقايق قدامكم. أنا مش متوقعة إن كل البنات تغير وجهة نظرها في الجواز. أنا عارفة إن الإغراء الفظيع دا أقوى من أي حقايق مرتبطة بيه. لكن بعد قراية السطور دي أنا باحملك مسؤولية مصيرك. دلوقتي إنتي عارفة كل حاجة عن السر ورا كل التجهيزات والإحتفالات دي. متقدريش ترجعي زي ما كنتي, مش عارفة حاجة. هتضطري تتصرفي بشكل فيه مسؤولية أكبر تجاه نفسك. محدش يعرف مصلحتك فين أكتر منك. إنتي عارفة وواثقة من كدا.. يبقي متخدعيش نفسك بأي حاجة مهما كانت. متدوريش علي زوج عشان يملي المكان الفاضي في الجواز. مش معني إنه شخص كويس إنه يكون مناسب ليكي. الجواز مش أمر واقع، مش كوبري لازم تعديه في وقت محدد في حياتك

أنا هحاول أجاوب على السؤال اللي سألته في البداية. أنا مؤمنة إن الطلاق عندنا بيحصل بسبب إن مفهومنا عن الجواز معكوس تماما. إحنا عايزين نتجوز ف بنروح ندور على شريك في الجواز. دا بالظبط هو عكس اللي بتمليه علينا طبيعتنا البشرية. المفروض تقابلي حد يقنعك بفكرة الجواز. لازم توصلي لإنك تحسي بإنك مقتنعة من جواكي إنك عايزة تكملي عمرك مع الشخص دا لحد ما تعجزوا سوا. لازم تحسي بإرتباط عاطفي ونفسي قوي تجاه شخص معين وبعدين يتحول الإرتباط دا لجواز. غير كدا هتبقي بتخدعي نفسك. عمر الدنيا مابتمشي بالعكس، حتي لو العالم كله قال كدا. اللي بيقولولك إنهم حبوا أزواجهم بعد الجواز في الحقيقة مكانش عندهم أي فرصة للإختيار، وميقدروش يعرضوا الحب اللي بيقولوا عليه دا لأي إختبار حقيقي. الجواز في حد ذاته مش ضرورة.. إنما بيتحول لضرورة حقيقية فقط لما إنتي تقرري ده.. لما يكون عندك إيمان كامل في حد، وتحسي إنك مستعدة تنقلي علاقتك بيه لمستوي أقوى. لما تؤمني تماما إنك متقدريش تكملي حياتك من غير الإنسان ده.. ساعتها بس يبقي دا الوقت المناسب للجواز. وقتها هتلاقي كل حاجة في مكانها الصح. مش هتبقي محتاجة فستان أبيض كبير.. مش هتهتمي بالمجوهرات.. هتنسي تماما الموبيليا والأجهزة الكهربائية. السعادة في قلبك هتكون من مجرد فكرة ان الشخص دا هيشاركك حياتك وهتكتشفوا الدنيا مع بعض. هتكتشفي إن فرح صغير وسط اﻷهل والأصحاب منطقي أكتر. دول الناس اللي فعلا مهتمين بيكي وهيشاركوكي سعادتك. هتكوني مستعدة تبدأي حياتك الزوجية حالا معاه في بيت صغير بأبسط امكانيات. بدل شهر عسل مرة واحدة، هتخلي كل اﻷجازات رومانسية ومميزة. ساعتها هتعرفي إن الجواز هو في الحقيقة وسيلة بتخدم غاية, مش هدف في حد ذاته

أسرار أكبر مؤامرة ف التاريخ - 1


حضرتوا كام فرح ف حياتكم ؟ كام جوازة منهم إنتهت بالطلاق ؟ هل فكرتوا إيه ممكن يكون السبب؟

لما كنت طفلة صغيرة، كانت فكرة حضور أي فرح حلوة ومثيرة جدا بالنسبالي. كنت دايما بحب أحتفظ بدعاوي اﻷفراح لان شكلهم كان شيك وجميل. بالنسبة للأطفال، الفرح دا حدث ضخم ومهم جدا, غير كل المعازيم التانيين. الفرح في عيون الأطفال حاجة تانية خالص. من أول ما كنت أعرف إننا معزومين علي فرح وأنا كنت أعد اﻷيام. في الفرح هقابل ناس كتير وكلهم لابسين أحلى لبس عندهم. الجو بيبقى مليان سعادة وبهجة غير عادية. الزفة وصوت الطبول العالي والفرقة اللي لابسة يونيفورم بيلمع, العريس والعروسة والنور مسلط عليهم من مصورين الفيديو اللي ماشيين قدام الزفة، الناس وهما محاوطينهم ومالين الدنيا تصقيف وزغاريد، الإيقاع المنتظم اللي بيدق كل ما العرسان يتحركوا خطوة لقدام. كل دا بيعمل جو من السحر اللي بيفضل ف ذاكرة الأطفال بالذات. العرسان نفسهم بيحتاجوا شريط الفيديو عشان يفتكورا تفاصيل الحفلة، لكن كل التفاصيل دي بتكون محفورة في ذاكرة الضيوف الصغيرين

الموضوع بيكون تجربة شديدة الخصوصية بالنسبة للبنات.. أنا فاكرة يوميها وأنا باصحي الصبح مبسوطة. وفي المدرسة، كنت باقول لكل أصحابي إني رايحة فرح. كنت باوصفلهم الفستان اللي هالبسه وهاعمل شعري إزاي. وياسلام لو قدرت أقنع ماما تديني بودرة أو أحمر شفايف! كنت باقولهم مين المغنيين والراقصات اللي هيحيوا الفرح. وكنت باقولهم كل حاجة أعرفها عن العروسة والعريس. الحصص كانت بتبقي طويلة أوي ف اليوم دا.. كان كل اللي شاغل تفكيري إني لسه هاروح مع ماما للكوافير اللي ف الغالب بيكون زحمة جدا ف اﻷيام دي, لان أغلب الأفراح كانت يوم الخميس. وابقى هاتجنن عشان ألبس فستان سندريللا والجزمة اللي بتلمع. أما الحفلة نفسها فكانت زي الحلم المبهر.. كنت بافضل أرقص زي سندريللا لغاية آخر لحظة. مكنتش باقدر أنام ليلتها من غير ما أفتكر كل حاجة حصلت في الحفلة بالتفصيل. بافتكر لما واحدة ست لطيفة (زي ما كنت فاكرة زمان) تقول لماما الجملة الشهيرة "عقبال البنوتة", وكنت بتبسط جدا ساعتها. ولو العروسة كانت واحدة قريبتنا، كنت بافضل أفكر هي ليه كان شكلها مختلف؟ دا أنا بصعوبة عرفتها بلون شعرها الجديد والمكياج التقيل. ليه عمرها ما جربت الحاجات دي قبل كدا؟ دا شكلها كان حلو أوي الليلادي, زي ما تكون نجمة سينما

صعب جدا دلوقتي أقيم أفكاري وأنا صغيرة وأحكم هل كان كويس إني أعيش ف دنيا اﻷحلام دي ولا كان أفضل إني أشوف الحقيقة؟ هل اﻷفضل للطفلة إنها تعيش في عالم مثالي حتي لو كان العالم دا مش موجود ف الواقع؟ وللا اﻷفضل إنها تعرف الحقيقة من البداية؟ هل السعادة في الواقعية وللا الخيال؟ هل كان اﻷفضل معرفة الحقيقة بدل صدمة إكتشافها بعد كدا؟ مش عارفة

بس اللي أنا متأكدة منه دلوقتي، إن الواحدة لو فضلت بنفس النظرة بتاعة اﻷطفال دي لحد ما تكبر تبقى مصيبة! دي جريمة!.. وتشجيع البنت على إنها تحتفظ بالصورة المثالية عن الجواز دا بيدخل ف حيز المؤامرة

أيوة من حق الأهل يهتموا بمستقبل بناتهم، ومن حقهم يحلموا بيوم جوازهم، وكمان من حقهم يبقوا عايزين بناتهم يكونوا أسرة تضمنلهم الإستقرارا النفسي والإجتماعي , وأحيانا المادي, بعد عمر طويل لما مايكونوش جنبهم. كل دا مفهوم جدا ومحدش يقدر يجادل فيه. أكيد طبعا هما مش عايزين غير مصلحتهم.. بس جرايم كتير بتحصل من تحت راس المبرر ده، من التسلط في التربية لغاية اللجوء للكذب وحجب الحقايق, ودفعهم لاتخاذ القرارات اللي هما شافينها أفضل ليهم

برامج التليفزيون اللي بتدعي إنها بتحلل أسباب إرتفاع معدلات الطلاق في مصر أغلبها بيقول إن المشكلة في إن الولاد والبنات مش بيكونوا قد مسئولية الجواز! تحليل سطحي وساذج واكليشيهي! أكيد مش كل البرامج, بس اﻷغلبية بيفضلوا بديكتاتورية عجيبة يقرروا إيه الأفضل للمجتمع، زي الأهل بالظبط. كمان بيتكلموا عن البنات الطموحة اللي إستقلالهم المادي بيخليهم يخاطروا باستقرار جوازهم. وبيقولوا إننا بنفتقد التقاليد والعلاقات اﻷسرية القديمة. (قصدهم ان الأهل يتدخلوا ف مشاكل ولادهم للصلح.) بيعملوا أي حاجة عشان يقنعوكي إن استمرار الجواز محتاج تضحيات وتنازلات وخلاص، ومنك انتي تحديدا. مش بيحاولوا يدوروا على جذور المشكلة. مع إن لو الجذور مصابة يبقي محدش يقدر ينقذ النبات اللي بينمو ده (اللي هو الاسرة اللي بتتكون).. ممكن تقدروا تطولوا حياة الفروع اللي فوق شوية، بس مش كتير. الحل الوحيد إننا نحفر ونحط إيدينا في الطين عشان نعرف إيه اللي تحت، وإلا هنخاطر بإننا نسيب عدوى خطيرة في التربة تدمر الزرع كله. درس الزراعة ده ممكن الاستفادة منه ف موضوع الجواز

هي الناس بتتجوز ليه؟ ممكن الإجابة تكون واضحة بالنسبالكم وفي الغالب أغلب الاجابات هتكون قريبة من التالي: "لإشباع إحتياجات إنسانية وإجتماعية وتكوين كيان معترف بيه اجتماعيا, وبالتالي الأسرة تقدر تعيش بتناغم مع المجتمع في ظل شبكة العلاقات الإجتماعية الأكبر". دا توصيفي أنا, اللي ممكن تختلفوا معاه. لكن لو شايفين إنه صح يبقي تعالوا نطابق ده باللي بيحصل ف الواقع

من الواضح إننا بعدنا عن الفلسفة الحقيقية اللي ورا الجواز.. ولما نبص علي الجواز في مصر هنلاقيه بعيد تماما عن اللي قلنا عليه. فيه في مجتمعنا ثقافة بتدي اﻷولوية للمظاهر الخارجية على حساب الجوهر والمعنى الحقيقي للأشياء. وعشان أوضح أكتر, فاسمحولي اقول ان المجتمع بيدفع الأفراد في إتجاه معين الهدف منه الوصول "للصورة" اللي المجتمع عايز يبان عليها. الشكل هو المهم. م الآخر, لازم كل واحدة فينا تكون نسخة من النموذج المتبع عشان يكون لها مكان وسط المجموعة المقبولة مجتمعيا. فيه مميزات كتيرة للي تتبع النموذج دا.. ف نفس الوقت, فيه عقوبات كتير للي تخالفه. حتي لو كنتي موافقة ومؤمنة بنفس القيم المجتمعية، كل دا ملوش لازمة طول ما إنتي مش بتتبعي" الشكل" المطلوب

كبنت عايشة ف المجتمع المصري لازم تتبعي مجموعة من المتطلبات لو عايزة تنضمي لنادي النموذج المقبول. العضوية مضمونة لو بتنطبق عليكي الشروط التالية
متعلمة بس مش طموحة أوي
مطيعة للرجال والأكبر منك سنا
خجولة و منكسرة
مظهرك متدين
تتجوزي في سن صغير

ليه حطوا الجواز في سن صغير؟ علشان دا اللي الرجالة عايزينه. الرجالة دايما عايزين يتجوزوا بنات سنهم صغير. ولو حصل وكسرتي القواعد اللي قلنا عليها, ف إنتي بتقللي من فرص الإختيار عند الرجالة. لو كل بنت متحطيتيش تحت ضغط إنها لازم تتجوز في سن صغير، في الغالب هتختار إنها تأجل الجواز لغاية ما تحقق الإستقرار في شغلها ودرجة من الأمان المادي.. ساعتها هتعدي السن المفضل للجواز وهتهدد بإفساد سوق الجواز ع الرجالة. يبقى إيه الوضع لو انتي عملتي كدة وبعدين البنات التانية عجبتهم إنجازاتك واللي إنتي حققتيه في حياتك؟ البنات دول هيرفضوا عروض الجواز اللي بتجيلهم وهما لسه صغيرين عشان يقدروا يحققوا نفس النجاح. وممكن ييجي الوقت اللي فيه كل العرايس يكونوا بنات ناضجات بعد ما اتشكلت أفكارهم ومعتقداتهم, ده غير ان عندهم وظايف ثابتة, وبقوا مستقلين ماديا. أنا بقى أقدر أؤكدلكم إن الرجالة يفضلوا يموتوا قبل ما اليوم دا ييجي.. إزاي راجل يتجوز واحدة زيها زيه؟ لا هي ضعيفة ولا عديمة الخبرة ولا معتمدة عليه ماديا ولا عبيطة ومش فاهمة حاجة.. واحدة عندها ثقة ف نفسها وشعور بذاتها.. واحدة عندها دراية بالحياة وقدرة على الاستقلال.. واحدة ناضجة فكريا وليها طموحها وانجازتها الخاصة. دي تبقي كارثة

من هنا ابتدت أكبر عملية تمويه في التاريخ .. طب يعملوا إيه؟ إزاي يحطوكي في الفستان اﻷبيض قبل ما تبدأي تفكري في أي أهداف تانية؟ غسيل المخ وسيلة فعالة, أثبتت نجاحها. بس في الحالة دي غسيل المخ لوحده مش هيكون كفاية، لازم يكون فيه شئ مغري أكتر .. حاجة تخليكي متقدريش تقاومي.. ها؟ عرفتوها ولا اقولكم أنا؟ برافو عليكم.. الحاجة دي هي حفلة الزفاف.. الفرح

Wednesday

بعد الجواز انتي ماما مراته, مش شريكة حياته


من مدة جالي تعليق ع البلوج الإنجليزي بتاعي و إتطلب مني النصيحة ف مشكلة منتشرة وأغلب الزوجات بتعاني منها: الزوج المدلل، الزوج الكسلان الغير متعاون, واللي أكيد مامته هي السبب.. الزوج اللي مش بيساعد ف شغل البيت أو مع اﻷطفال, حتي لو مراته بتموت قدامه من التعب.

قبل ما أكمل، أحبكوا تقروا الرسالة اللي جتلي:

تعملي إيه لما متكونيش ست تقليدية بس جوزك بيطلب وبيتوقع منك تقومي بكل أعباءالبيت؟ مش هيساعد ف أي حاجة، مش هيجيب الولاد من المدرسة، وف اﻷخر هيفضل يشتكي إنك مش بتعملي اللي عليكي. هو بيجيب الفلوس .. ومتوقع انك تخدميه ف المقابل. هتعملي إيه لو معندوش استعداد يخلي باله من الولاد ولو لثانية واحدة؟ يا إما تفضلي تجري وراهم ف كل حته يا إما تكبري دماغك زي ما هو بيعمل وتسيبهم، وتلاقي واحد بيحط صابعه ف فيشة الكهربا والتاني بيختبر المقص لما يحطه ف عينه، والحوادث مالهاش آخر.تسيبيهم معاه ازاي وإنتي عارفة إنه مش هيهتم ولا يبص عليهم؟ يبقي تسيبيهم لما يإذوانفسهم!!! تفضلي تعملي كل حاجة؟ تسيبيه؟ الموضوع مستاهل إني أطلق؟ طب لو هو لطيف وبيحبني بس هو ملوش لزمة ف البيت ومع الولاد؟؟ تعملي إيه لما تكوني متحاصرة ومفيش أي مخرج؟ تدمري أسرتك وتروحي تقعدي ف بيت أبوكي لو مش بتشتغلي؟ تدمري أسرتك وتتحملي نفس المسؤليات بس بفلوس أقل لو بتشتغلي؟ إزاي تقدري تغيري الزوج المصري؟ إزاي ترمي الزبالة اللي إتعلمها من مامته من الشباك وتساعديه يكون شريك ليكي؟ هتسيبي ولادك يتعرضوا للأذي عشان هو مهمل؟ هتعيشي ف قذارة عشان هو مش بينضف وراه؟ هتجوعي ولادك عشان مفيش حد هيساعدك ف المطبخ؟ المفروض تعملي إيه؟ هتظبطي نفسك عليه وتشتغلي صبح وليل عشان تروحي شغلك، تنضفي البيت، تحضري اﻷكل، تأكلي العيال، تدفعي الفواتير، تغسلي.. كل دا وهو قاعد ع الكنبة بيتفرج ع التليفزيون أو بيخرج يقابل أصحابه، أو عازم واحد صاحبه عشان يشوفوا ماتش كورة؟؟ الست تعمل إيه؟ أنا عارفة إني هعلم ولادي يكونوا أزواج بيساعدوا .. بس أنا أعمل إيه؟ الخناق مش نافع .. الزعيق مش جايب نتيجة.. حتي طلب المساعدة بلطافة مش نافع! إذاي تعالجي سنين من التربية الغلط من غير ما تبوظي حياتك؟

لو الكلام دا مش غريب عليكي .. لو تعرفي واحدة عندها نفس المشكلة .. لو خايفة تواجهي نفس المصير .. يبقي إسمعي .. فيه حاجة مهمة المفروض تعرفيها.

ف البداية لازم متستسلميش وتظلمي نفسك .. لو عملتي كدا يبقي متستنيش إن حد يعملك حاجة. لو إنتي فعلا شايفة إنك مش بتتعاملي بالطريقة اللي المفروض جوزك يتعامل معاكي بيها, يبقي متبلعيش خيبة اﻷمل اللي إنتي فيها وإنتي ساكتة وتستسلمي. لازم تحددي وبوضوح الفرق بين التضحية وإنه بيتم إستغلالك. لما تسمحي لحد إنه يستنفد كل طاقتك وهو قاعد يتفرج عليكي, فأنتي مش بتعملي حاجة كويسة. وأنا إتكلمت عن الحكاية دي ف بوست قبل كدا. العبء هيفضل يزيد لغاية ما يكسرلك ضهرك ويحطملك روحك المعنوية. جوازك بالتدريج هيتحول لجحيم بمنتهي الهدوء ومن غير متحسي, لكن بعد سنين من دلوقتي مش هتعرفي تلاقي معني لحياتك. كل المتع هتفقد مذاقها لإن المرارة طعمها أقوى من أي حاجة تانية. عشان كدا مش لازم تستسلمي وإنتي بتصلحي حياتك العائلية، شوية محاولات فاشلة مش هي نهاية العالم.

لو إنتي فعلا حاسة إن أطفالك مش هيكونوا ف أمان مع باباهم يبقي أعذريني أقلك إنك إنتي كمان مش ف أمان. الراجل اللي هيسيب أطفاله ويعرضهم للخطر لمجرد إنه مش بيعرف ياخد باله منهم أو لإنه بيفضل كسله, مش هو دا الراجل اللي ممكن تحسي معاه بالأمان. دا يبقي مجنون. لكن إنتي بتقولي إنه طيب وبيحبك. لو إنتي واثقة من دا يبقي صدقيني اﻷولاد هيكونوا بخير معاه.

نيجي بقي للخدعة اللي ف الموضوع.. الرجالة اللي زي جوزك بيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يقنعوا زوجاتهم إنهم ميصلحوش يعملوا أي حاجة ف البيت ويقللوا توقعاتهم منهم للحد الأدنى.. قوليلهم بس يعملوا أي حاجة بسيطة وهتلاقيهم يخربوا الدنيا. قوليلهم يخلوا بالهم من الولاد وهيخلوكي تندمي. هما عايزين يوصلولك رسالة معينة: "إنتي متقدريش تعتمدي علي ياحبيبتي.. أنا هبوظلك الدنيا.. أصل أنا مش كويس ف شغل البيت والحاجات دي.. إنتي الخبيرة والعيلة هتكون في ايد أمينة لما إنتي تعملي كل حاجة بنفسك".

حقيقي اﻷمهات المصريات بيدلعوا أطفالهم, وخصوصا الولاد. أغلب الرجالة بيعيشوا مع أهاليهم لغاية ما يتجوزوا. وزي ما قلت قبل كدا، هما بيتجوزوا أم تانية, مش شريكة حياة. فلو إنتي مناسبة للدور دا ,هو هيكون مبسوط جدا وهيفضل عايش بنفس الطريقة وعمره ما هينضج. مامته دلعت الطفل والشاب الصغير, لكن إنتي كده بتدلعي الزوج واﻷب. يبقي لما تسيبيه يقعد قدام التليفزيون يغير ف القنوات وإنتي مطحونة ف شغل البيت وشايلة مسؤلية اﻷولاد لوحدك، ف إنتي كدا بترتكبي غلطة أكبر. كدا هو عمره ما هيعرف يعني إيه يكون زوج أو أب.. عمره ما هيفهم مشاعر النضوج واللأستمتاع بمعنى الأبوة ومسؤلياتها, وطبعا الفضل يرجعلك. ساعتها بقي متتنرفزيش لما تكوني بتجهزي الولاد للمدرسة الصبح وتلاقيه داخل عليكي ماسك ف إيده زرار وبيقلك: "الزرار دا وقع وأنا بلبس القميص، ركبيهولي بسرعة عشان أنا عايز ألبس القميص دا". هو كدا بقي عيل من عيالك، لازم تلبسيه هو كمان عشان يروح الشغل! هو ماسك الزرار ف إيده ومش عارف يعمل إيه، محتاجك تشغلي سحر اﻷمومة اللي عندك وترجعي الزرار لمكانه. هو معندوش أي فكرة إنتي إزاي بتعملي موضوع الخياطة الرهيب ده! وأكيد هو مش عايز يعرف حاجة. هو بيحب يخلي الموضوع وكإنه قدرات سحرية غامضة إنتي بس، ياماما، اللي بتعرفي تعمليها.

إنتي هتستغربي جدا لما تعرفي إن نفس الراجل ده يقدر يعمل كل حاجة ويهتم بنفسه لوحده. لو حصل وعاش لوحده حتى ولو لفترة قصيرة، إسأليه هو عمل إيه. هتلاقيه طبخ، ونضف، وغسل، ودفع الفواتير، ... وكله مشي تمام. أو لما تلاقيه يحكيلك عن ذكراياته زمان أيام الكلية لما هو ومجموعة ولاد أصحابه قضوا الصيف مع بعض. كانوا كلهم بيشتغلوا في تناغم عبقري عشان يحافظوا علي نظافة المكان اللي أجروه. كانوا بيحضروا أكل لذيذ. كانوا بينزلوا يجيبوا البقالة. كانوا بيغسلوا هدومهم علي إيديهم عشان مكانوش يقدروا يأجروا مكان فيه غسالة. وعشان تتجنني خالص بقه، هتلاقيه يضحك ويقلك قد إيه كان بيستمتع وهو بيعمل الحاجات دي وإنه بيتمني لو اﻷيام دي ترجع تاني.

طب إيه اللي حصل؟.. اللي حصل ان جتله أم جديدة م السما، إنتي. وهو لازم طبعا يستفيد من الحكاية دي. لكن إستني .. هو مش بيعمل كدا عشان هو شرير أو متعمد يتعبك. هو ببساطة ميقدرش يعمل شغل الستات طول ما فيه ست ف البيت. الرجالة بيتريقوا علي الراجل اللي بيساعد مراته ف شغل البيت. بيقولوا نكت عن الراجل اللي بيحب الطبخ (رغم إن الطبخ دا فن). بيعتبروا الرجالة مصففي الشعر، مصممي اﻷزياء، فنانين المكياج (بإختصار أي شغل فيه الراجل بيقدم خدمة للستات) علي إنهم مش رجالة!. دي الثقافة الذكورية. بيقولوا علي أي حد يعمل شغل الستات إنه مش مسترجل, أو يعني مش راجل قوي. إزاي راجل يلبس مريلة ويقف ف المطبخ يقطع بصل؟ الإعلام كمان كان ليه دور في تثبيت المعتقدت الغلط دي. المهارات الحياتية اﻷساسية زي تحضير الأكل، تنضيف المكان، غسيل اللبس.. الرجالة بيعتبروها وظايف حقيرة. حاجات يعملوها الخادمات والستات. دا كان الإعتقاد السائد زمان, أيام لما كانوا فاكرين إن الستات معدل ذكائهم أقل من الرجالة. لكن الإعتقاد دا فضل موجود حتي بعد ما تم إثبات خطأ الحكاية دي تماما, وحتي ف القرن ال 21. الثقافة الذكورية لازم تفضل تنتج نفس اﻷفكار الغلط عشان تضمن وتحافظ علي المميزات اللي بيتمتع بيها الرجالة. عشان كدا جوزك بعد ما يتريق علي واحدبيساعد مراته ويرجع البيت, ميقدرش يعمل نفس اللي كان ضحية هزاره وتريقته بيعمله.

هل دا معناه إن مفيش حاجة ينفع تتعمل عشان نصلح الموضوع دا؟ أكيد ﻷ .. فيه طريقتين لحل المشكلة دي:

الأولى, تجبريه يساعدك.. ودي الطريقة اللي إنتي جربتيها ومجابتش نتيجة. بعض الرجالة مش هيضطروا يعملوا حاجة غير لما يكونوا لوحدهم. لما تكوني مسافرة مثلا.

التانية هي انك تربيه وتكبريه.. هو لسه طفل مش بيقدر يعتمد علي نفسه. والطريقة الوحيدة لتصليح غلطة مامته إنك تكملي من أول ما مامته سابته. بقت مسؤليتك إنتي دلوقتي إنك ترشديه عشان يبقي راجل ناضج بجد. إتكلمي معاه وعلميه, طبعا من غير ما تحسسيه إنه صغير . أغلب الزوجات فاكرين إن أجوازهم عارفين هما حاسين بإيه, عشان كدا مش بيتكلموا معاهم تجنبا لطلب الشفقة. لكن ف الحقيقة هو لغاية دلوقتي معندوش فكرة واضحة عن الألم والإحباط اللي إنتي بتعاني منهم. هو مش برئ تماما, بس هو مش الراجل الناضج اللي إنتي كنتي فاكراه قبل الجواز. كلميه عن حلمك بأسرة مثالية وإزاي تخيلتي علاقتكم ببعض هتكون بعد الجواز. قوليله إنك خايفة تكوني بتبعدي عن الصورة الجميلة دي، وإنك مش ناوية تسلمي بضياع الحلم. إنتوا الإتنين عايزين وتستحقوا تكون أسرتكم مثالية. سعادة البيت كله بتعتمد عليكوا إنتم الإتنين. قوليله بتحسي بإيه لما بتشوفيه فاضي ف الوقت اللي إنت فيه تعبانة ومضغوطة من كتر الشغل. خليه يحط نفسه مكانك ويقلك هيحس ويفكر ف إيه وإزاي دا هيأثر على علاقتكم مع مرور الوقت. هل اللي بيحصل دا هيخليه سعيد؟ إنه عشان يستمتع بوقت فراغه دلوقتي بيخاطر بمستقبل جوازه؟ هل الساعة دي قدام التليفزيون تستاهل إنه يعيش جواز صامت طول العمر، فيه كل واحد فيكوا عايش منعزل ف عالم لوحده؟ لازم تقوليله إنك عارفة فكرة الرجالة التقليدية عن شغل البيت، إنك فاهمة الحواجز النفسية اللي بتمنعه يساعدك. خليه يقول إن حبه ليكي ولولاده أقوي من أي أفكار غلط ممكن تحرمكم من الوصول للسعادة وأستمرار الحب. خليه يقترح لستة بالحاجات اللي ممكن يعملها ف البيت. إسأليه إذا كان لم الهدوم اللي محتاجة غسيل, وفصل الفواتح عن الغوامق, وحط كل مجموعة ف الغسالة وعليهم شوية مسحوق, والدوس علي زرار موضوع صعب قوي بالنسباله. خلي المضوع يبان سهل وممتع ..تمام زي ما تكوني بتعلمي طفل صغير. لو ف مرة بوظ الدنيا، خليكي صبورة. بمنتهي الهدوء قوليله هو غلط ف إيه وشجعيه يحاول تاني. إمدحي كل حاجة يعملها بس من غير مبالغة. شجعيه يقضي وقت أكتر مع الأولاد، مش بس يخلي باله منهم. اﻷطفال اللي بيكبروا وعندهم ذكرايات مع اﻷب واﻷم دايما بيكونوا أسعد وأذكي من اللي دور الأب ف حياتهم كان هامشي .

الجواز عبارة عن إستثمار طويل المدي. لو مش بتاخدي أي فوايد يبقى متوقع تفلسي ف أي لحظة. خلي إستثمارك يكبر ويزيد بإنك تكسبي فوايد لكل أفراد الأسرة .. وإنتي من ضمنهم.

فانتازيا الفمينيست!


من إمتي بقت فمينيزم أو النسوية كلمة مش كويسة؟

من ساعة ما بدأت أكتب على بلوجاتي وبعض الشباب المتغاظين, اللي عايزين يدايقوني بتعليقاتهم السخيفة, يرمولي كلمة "فمينيست" دي ف وشي وكإنها شتيمة!.. أنا فعلا مش فاهمة , إيه مشكلتهم؟.. أنا بطالب بالمساواة بين الجنسين. إيه اللي بيدايقك ف دا؟ وليه بتفترض إنك لما تقول إني فمينيست, ان ده بالضرورة هيزعلني أو هيجرحني بأي شكل؟ ف الواقع، أنا سعيدة إنه يتقال عليا فمينيست. وأتمني إني أكون كدا بجد (إني أكون ناشطة في مجال حقوق المرأة يعني).. إنه يتقال عليا إني بطالب بحقوق المرأة ف دا شرف وتكريم لي. تفتكروا ممكن حد يتدايق لما يشاوروا عليه ف الشارع ويقولوا: "دا واحد مؤمن بحقوق الإنسان؟".. معتقدش.. إيه بقى اللي بيخلي الرجالة تفترض إنه لما يتقال على واحدة إنها فمينيست فدا يتحسب علي إنه تعليق سلبي, أو تهمة؟!!

وأنا بحاول أدور على إجابة, إفتكرت موقف قديم.. من كام سنة كده, زمايلي رتبوا لخروجة كبيرة (متضمنة العيلة واﻷصحاب).. وكنا فعلا كتار, لدرجة إننا إحتلينا نص المطعم اللي إتقابلنا فيه. واحدة من زميلاتي كانت لسه مخطوبة جديد.. وخطيبها جه معاها. الشاب دا كان شايف نفسه ع اﻷخر. كان راكب عليه النوع اللي إتكلمت عنه في بوست قبل كده ... النوع اللي عارف كل حاجة.

المهم.. الكلام العادي بدأ لغاية ما شوية بشوية الكلام تطور لمناقشات. طبعا صاحبنا مقدرش يفوت فرصة وجود الجمهور الكبير دا, وقرر يكون نجم القعدة. فضل يعلق علي كل حاجة تتقال.. أنا فضلت أتابعه وكنت مبسوطة لإني بتسلي ببلاش.. أصل اﻷكل مكانش أد كده. بعد حوالي ساعة الساحة فضيتله تماما. أغلب اللي كانوا بيتكلموا إستسلموا عشان ميحرجهمش. أصله كان بيقول: "إنت/ي غلطان/ة" لكل حد يخالف رأيه ف أي حاجة.

ف العادة لما القعدة تسخف كده, بيبقى كل اللي بركز فيه هو إني أخرج بزوق وشياكة. كنت بحسب في مخي الحاجات اللي طلبتها عشان أمشي لما, خير اللهم اجعله خير، سمعت صاحبنا بيتكلم عن النكسة اﻷخلاقية ف مجتمعنا. ووفقا لتحليله العبقري، السب هو إن اليومين دول الأمهات بيشتغلوا ومش بيبقي عندهم وقت يقضوه مع أطفالهم. سمعت لكن مهتمتش أقول أي حاجة, لإني إفتكرت إن الباقيين هيتولوا الموضوع. كل اللي كان هاممني إني أخرج من المكان ده. بس إندهشت لما لقيت إن محدش إتكلم ولا رد عليه.. ولقيت نفسي بقوله "حضرتك غلطان". طبعا بصلي بصة من بتوع "وانتي تطلعي مين بقة".. ولا الهوا.. بصتله ف عنيه و قلتله عن كل الأسباب الإجتماعية والسياسية والإقتصادية اللي ورا تدهور الأخلاق اللي إحنا عايشينه.

طبعا كل اللي كانوا ساكتين دلوقتي إتبسطوا وما صدقوا يفشوا غلهم و يشمتوا فيه. أنا كنت حاسه إنه خلاص هيطلع دخان من ودانه.. وبدل ما يحاول يقنعني بوجهة نظرة، كل اللي عمله إنه بصلي بصة مريبة كده وقالي.. "هو إنتي لمؤاخذة فمينيست؟"

أنا (فطسانة من الضحك ف سري): أيوة أنا مؤمنة بحقوق المرأة
هو(متلخبط): يبقي إنتي فمينيست
أنا: مش شرط، مش شرط المؤمنة بحقوق المرأة تكون فمينيست، بس بالتأكيد كل الفمينيستس مؤمنين بحقوق المرأة والمساواة
هو(بيزغرلي بجد): ودا إيه ده؟.. فلسفة؟
أنا (ملاحظة ان الجو ابتدى يكهرب): ف الحقيقة الفكر المنطقي هو أحد عناصر الفلسفة، بس أنا مقصدتش أتكلم بشكل فلسفي.
هو(بإبتسامة ماكرة): إنتي فمينيست, متنكريش

عمري ما هنسي الطريقة اللي قالها بيها. وكإنه إكتشف واحد شيوعي ف أيام السادات الله يرحمه. أنا ساعتها مهتمتشي أفهمه خالص، دا واحد جاهل وأنا مش بحب أضيع وقتي مع الناس دي. لكن أنا إفتكرت الموضوع دا اليومين دول بسبب التعليقات الكتير اللي بتجيلي من نوع: "إنتي من اللي بيطالبوا بالمساواة.. انتي فمينيست". أنا مبسوطة من اللقب دا وشايلاه بكل فخر, ومش مكسوفة بإلصاقه بيا. ومن هنا ورايح أنا هكون فانتازيا الفمينيست. اسم جميل.. شكرا على اللقب ياشباب.