Sunday

أسرار أكبر مؤامرة ف التاريخ - 2


الجواز عبارة عن توقيع لعقد، ليه بقى الناس بتصرف كل الفلوس الكتيرة دي على الأفراح؟ عمرك فكرتي ف الحكاية دي؟ ليه منمضيش العقد ونروح ع البيت؟ إيه لازمة شهر العسل دا؟ ليه المتجوزين جديد بياخدوا أجازة ويسافروا؟ دول هيفضلوا متجوزين طول العمر، أكيد هتجيلهم فرص كتير يسافروا في أجازات الصيف واﻷجازات الرسمية. إيه اللي بيخليهم يجروا يهربوا بعيد أول ما يتم الجواز؟

السيرك دا كله تم تصميمه بعناية عشان يبهر البنات الصغيرين الحلوين, سعادتك. زي ما بيضحكوا علي العيال بالحاجة الحلوة والشيكولاته، إنتي بيضحكوا عليكي بالحفلة، والفستان اﻷبيض، والبيت الجديد، وشهر العسل، ولقب "مدام". عمرك فكرتي ليه الستات بس هما اللي القابهم بتتحدد حسب حالتهم الإجتماعية؟ بالنسبة للراجل مفيش فرق إذا كان متجوز أو ﻷ. اللقب بتاعه مرتبط بشغله.. دكتور، بشمهندس، أستاذ.. هو طول عمره "السيد فلان", حتي لو كان الراجل إتجوز عشر مرات. هو بيفضل زي ما هو. ليه إنتي لازم تغيري لقبك لما تتجوزي؟ ليه لازم الكل يعرفوا إذا كنتي متجوزة وللا ﻷ؟ وليه الست بتحتفظ بلقب مدام حتي بعد الطلاق أو بعد موت الزوج؟ ف الحالة دي، لقب مدام مش بيعكس الحقيقة. بس لازم تفضل ملقبة باللقب دا. يعني اللي اقدر اقوله ان المحلات اللي بتعرض بضايع مستعملة لازم تحط عليها حاجة تدل على كدة، وفي ظل ثقافة بتقوم بتشييء المرأة بيتم التعامل معاها بنفس المفهوم، مفهوم السلعة

اللي بيحصل بقى إن العروسة وهي مشغولة بتفاصيل كتيرة مش بتركز في الراجل اللي هيكون شريك حياتها. الموضوع زي أكمل مكان النقط كدة، يعني طالما فيه فرح هيبقي فيه تورتة، وفستان، ومعازيم، ودي جي وبوفيه.. وأكيد هيبقي فيه عريس

فترة الخطوبة المفروض إنها فرصتك اﻷخيرة عشان تحددي موقفك من القرار المصيري دا. مع ذلك تلاقيها كلها عبارة عن شرا وفرجه علي الكتالوجات والمحلات. متهيألي هيكون عملي أكتر إنهم يعملوا كتالوج للعرسان كمان، ساعتها ع الأقل هيبقي الكتالوج هو المسؤول عن دقة الوصف اللي مكتوب تحت كل عريس
العروسة بتنشغل تماما بكل تفاصيل الفرح والجواز.. مين هتبقي عندها وقت تقعد مع زوج المستقبل؟ بيقولولها إن دي ميزة عظيمة، لأنها هتختار كل حاجة علي ذوقها هي.. بس بعد شوية بتكتشف إن الحاجة الوحيدة اللي مختارتهاش علي ذوقها هي العريس نفسه. الراجل اللي هتقضي بقية عمرها معاه. خلال فترة الخطوبة العروسة بتبقي خبيرة في ملابس الفرح وأنواع الأقمشة، هتلاقيها بتعرف تفرق بين الرخام الطبيعي والصناعي، وبيكون عندها فكرة كاملة عن الموبيليا بأنواعها وحتي المصانع بتاعتها والدهانات المستخدمة.. بس جربي تسأليها عن العريس، هتلاقيها بتقول كلام عايم, مش واضح, من نوعية "هو طيب، هو كويس، هو ابن ناس

لازم نعترف إن المعوقات الإجتماعية والثقافة السايدة اللي بتمنع وجود علاقة صحية بين الجنسين كانت السبب في إن ناس كتير بتلجأ لجواز الصالونات، خصوصا مع زيادة الضغط علي البنات للجواز في سن معينة. الراجل بيساعده اﻷهل والأصحاب في مهمة البحث عن عروسة. وفي الناحية التانية، أهل البنت بيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يلاقوا عريس كويس قبل ما بنتهم تكمل ال 30. مفيش مساحة للإختيار هنا، العريس اللي بيتقدم يبقى هدية م السما.. مين عارف؟ ممكن يكون العريس دا هو آخر فرصة ليكي عشان تلحقي قطر الجواز. هل مستعدة تخاطري؟ هل تضمني إنك مش هتندمي لو رفضتيه؟ تضمني منين إن عريس أحسن منه هييجي في الوقت المناسب؟ أهوعصفور في اليد.. يبقى على خيرة الله, نخش بقى في التفاصيل المهمة: الشقة، المهر، العفش، الفرح ... الخ. والعروسة قدامها حاجات مهمة أوي تعملها.. مامتها بتقترح إنهم يلفوا علي محلات المجوهرات قبل ما العريس يفاجئهم باختيار معين. أصله أكيد هيحاول يوفر، بس متخافيش.. مامتك هتاخد بالها من الموضوع دا. هي عندها خبرة كبيرة في المجوهرات ومستنية من زمان عشان تنقلك الخبرة دي. بمساعدتها، هتجيبي أحسن حاجة في السوق. إختاري كل اللي نفسك فيه. هيبقي قدامك قرارات مهمة كتيرة من النوع ده، أصل الواحدة بتتجوز مرة واحدة في العمر, المفروض يعني.. عشان كدا لازم تخلي بالك من الفستان .. الفستان اﻷبيض .. حلم حياتك.. خلاص, قربتي من إنك تلبسيه أخيرا

متهيألي مش لازم أكمل وأقول إيه اللي بيحصل بعد كدا. الموضوع بقى واضح.. الجواز إتحول لمجرد فرح. بتشتري ليلة بعمرك كله. الثقافة دي اختزلت الجواز, اللي هو وحدة بناء المجتمع, لمجرد فستان أبيض. إزاي أي بنت تقدر تعيش من غير ما تحلم بالفستان اﻷبيض؟ طب لو مجتلهاش الفرصة وملبستش الفستان اﻷبيض؟ هل فعلا فيه بنت تقدر تقاوم الإغراء دا؟ هل تقدر تفهم إن الفستان دا ميقدرش يضمنلها السعادة؟ هل فعلا هتصدق إنها لو ملبستش الفستان مش هتكون أقل من اللي لبسوه في حاجة؟ هاتولي بنت واحدة عارفة كدا.. بنت واحدة عندها فكرة واقعية عن الجواز. عايزة أشوف بنت تقدر تتحدي القصة الرومانسية الوهمية اللي كل حاجة فيها أبيض ف أبيض

المؤامرة الموجهة للبنات وصلت لهدفها. فيه بنات مستعدة تضحي بكل حاجة في مقابل الفستان اﻷبيض. فيه بنات مقتنعة تماما إنها لازم تتجوز في سن معينة. بنات كتير بتنفذ كل اللي بيطلبه المجتمع عشان تبقي نجمة اليوم الواحد. إنك تكوني سندريلا لليلة واحدة أكيد أحسن من ولا حاجة. حتي لو الحكاية إتقلبت بعد كدا لقصة الجميلة والوحش.. مش مهم. البنات عارفين إن كله هيبقي كويس بعد الجواز. الجواز بيغير كل حاجة.. دا اللي دايما بيقولوه اﻷمهات.. "لما تعيشوا مع بعض كل حاجة هتتحسن، متقلقيش". يبقي ليه البنات تشغل نفسها عشان تعرف الإنسان دا؟ هيبقي قدامها وقت طويل بعدين عشان تعرفه, وأهو الحب بييجي بعد الجواز.. متضيعيش فرصتك الوحيدة في إنك تلبسي الفسان الأبيض.. تخيلي نفسك وانتي زي القمر وكل الناس بيهنوكي. عمرك ماهتشوفي الشفقة في عيون الستات. هيبقي عندك صلاحيات وقوة الست المتجوزة. هيبقي عندك بيتك. هتنضمي لنادي السيدات المحترمات اللي سبقوكي, وهتكوني واحدة منهم. هيبقي عندك فرصة تحكمي علي التانيين زي ما كانوا بيحكموا عليكي. هيبقي عندك الحكمة اللي بس عند المتجوزين. هتبقي إنتي الشخص اللي بيراقب ويحقق, مش اللي بيتراقب وبيتحقق معاه. مين يقدر يقاوم كل دا؟

أنا كشفت كل فصول المؤامرة، وبكدا حطيت كل الحقايق قدامكم. أنا مش متوقعة إن كل البنات تغير وجهة نظرها في الجواز. أنا عارفة إن الإغراء الفظيع دا أقوى من أي حقايق مرتبطة بيه. لكن بعد قراية السطور دي أنا باحملك مسؤولية مصيرك. دلوقتي إنتي عارفة كل حاجة عن السر ورا كل التجهيزات والإحتفالات دي. متقدريش ترجعي زي ما كنتي, مش عارفة حاجة. هتضطري تتصرفي بشكل فيه مسؤولية أكبر تجاه نفسك. محدش يعرف مصلحتك فين أكتر منك. إنتي عارفة وواثقة من كدا.. يبقي متخدعيش نفسك بأي حاجة مهما كانت. متدوريش علي زوج عشان يملي المكان الفاضي في الجواز. مش معني إنه شخص كويس إنه يكون مناسب ليكي. الجواز مش أمر واقع، مش كوبري لازم تعديه في وقت محدد في حياتك

أنا هحاول أجاوب على السؤال اللي سألته في البداية. أنا مؤمنة إن الطلاق عندنا بيحصل بسبب إن مفهومنا عن الجواز معكوس تماما. إحنا عايزين نتجوز ف بنروح ندور على شريك في الجواز. دا بالظبط هو عكس اللي بتمليه علينا طبيعتنا البشرية. المفروض تقابلي حد يقنعك بفكرة الجواز. لازم توصلي لإنك تحسي بإنك مقتنعة من جواكي إنك عايزة تكملي عمرك مع الشخص دا لحد ما تعجزوا سوا. لازم تحسي بإرتباط عاطفي ونفسي قوي تجاه شخص معين وبعدين يتحول الإرتباط دا لجواز. غير كدا هتبقي بتخدعي نفسك. عمر الدنيا مابتمشي بالعكس، حتي لو العالم كله قال كدا. اللي بيقولولك إنهم حبوا أزواجهم بعد الجواز في الحقيقة مكانش عندهم أي فرصة للإختيار، وميقدروش يعرضوا الحب اللي بيقولوا عليه دا لأي إختبار حقيقي. الجواز في حد ذاته مش ضرورة.. إنما بيتحول لضرورة حقيقية فقط لما إنتي تقرري ده.. لما يكون عندك إيمان كامل في حد، وتحسي إنك مستعدة تنقلي علاقتك بيه لمستوي أقوى. لما تؤمني تماما إنك متقدريش تكملي حياتك من غير الإنسان ده.. ساعتها بس يبقي دا الوقت المناسب للجواز. وقتها هتلاقي كل حاجة في مكانها الصح. مش هتبقي محتاجة فستان أبيض كبير.. مش هتهتمي بالمجوهرات.. هتنسي تماما الموبيليا والأجهزة الكهربائية. السعادة في قلبك هتكون من مجرد فكرة ان الشخص دا هيشاركك حياتك وهتكتشفوا الدنيا مع بعض. هتكتشفي إن فرح صغير وسط اﻷهل والأصحاب منطقي أكتر. دول الناس اللي فعلا مهتمين بيكي وهيشاركوكي سعادتك. هتكوني مستعدة تبدأي حياتك الزوجية حالا معاه في بيت صغير بأبسط امكانيات. بدل شهر عسل مرة واحدة، هتخلي كل اﻷجازات رومانسية ومميزة. ساعتها هتعرفي إن الجواز هو في الحقيقة وسيلة بتخدم غاية, مش هدف في حد ذاته

أسرار أكبر مؤامرة ف التاريخ - 1


حضرتوا كام فرح ف حياتكم ؟ كام جوازة منهم إنتهت بالطلاق ؟ هل فكرتوا إيه ممكن يكون السبب؟

لما كنت طفلة صغيرة، كانت فكرة حضور أي فرح حلوة ومثيرة جدا بالنسبالي. كنت دايما بحب أحتفظ بدعاوي اﻷفراح لان شكلهم كان شيك وجميل. بالنسبة للأطفال، الفرح دا حدث ضخم ومهم جدا, غير كل المعازيم التانيين. الفرح في عيون الأطفال حاجة تانية خالص. من أول ما كنت أعرف إننا معزومين علي فرح وأنا كنت أعد اﻷيام. في الفرح هقابل ناس كتير وكلهم لابسين أحلى لبس عندهم. الجو بيبقى مليان سعادة وبهجة غير عادية. الزفة وصوت الطبول العالي والفرقة اللي لابسة يونيفورم بيلمع, العريس والعروسة والنور مسلط عليهم من مصورين الفيديو اللي ماشيين قدام الزفة، الناس وهما محاوطينهم ومالين الدنيا تصقيف وزغاريد، الإيقاع المنتظم اللي بيدق كل ما العرسان يتحركوا خطوة لقدام. كل دا بيعمل جو من السحر اللي بيفضل ف ذاكرة الأطفال بالذات. العرسان نفسهم بيحتاجوا شريط الفيديو عشان يفتكورا تفاصيل الحفلة، لكن كل التفاصيل دي بتكون محفورة في ذاكرة الضيوف الصغيرين

الموضوع بيكون تجربة شديدة الخصوصية بالنسبة للبنات.. أنا فاكرة يوميها وأنا باصحي الصبح مبسوطة. وفي المدرسة، كنت باقول لكل أصحابي إني رايحة فرح. كنت باوصفلهم الفستان اللي هالبسه وهاعمل شعري إزاي. وياسلام لو قدرت أقنع ماما تديني بودرة أو أحمر شفايف! كنت باقولهم مين المغنيين والراقصات اللي هيحيوا الفرح. وكنت باقولهم كل حاجة أعرفها عن العروسة والعريس. الحصص كانت بتبقي طويلة أوي ف اليوم دا.. كان كل اللي شاغل تفكيري إني لسه هاروح مع ماما للكوافير اللي ف الغالب بيكون زحمة جدا ف اﻷيام دي, لان أغلب الأفراح كانت يوم الخميس. وابقى هاتجنن عشان ألبس فستان سندريللا والجزمة اللي بتلمع. أما الحفلة نفسها فكانت زي الحلم المبهر.. كنت بافضل أرقص زي سندريللا لغاية آخر لحظة. مكنتش باقدر أنام ليلتها من غير ما أفتكر كل حاجة حصلت في الحفلة بالتفصيل. بافتكر لما واحدة ست لطيفة (زي ما كنت فاكرة زمان) تقول لماما الجملة الشهيرة "عقبال البنوتة", وكنت بتبسط جدا ساعتها. ولو العروسة كانت واحدة قريبتنا، كنت بافضل أفكر هي ليه كان شكلها مختلف؟ دا أنا بصعوبة عرفتها بلون شعرها الجديد والمكياج التقيل. ليه عمرها ما جربت الحاجات دي قبل كدا؟ دا شكلها كان حلو أوي الليلادي, زي ما تكون نجمة سينما

صعب جدا دلوقتي أقيم أفكاري وأنا صغيرة وأحكم هل كان كويس إني أعيش ف دنيا اﻷحلام دي ولا كان أفضل إني أشوف الحقيقة؟ هل اﻷفضل للطفلة إنها تعيش في عالم مثالي حتي لو كان العالم دا مش موجود ف الواقع؟ وللا اﻷفضل إنها تعرف الحقيقة من البداية؟ هل السعادة في الواقعية وللا الخيال؟ هل كان اﻷفضل معرفة الحقيقة بدل صدمة إكتشافها بعد كدا؟ مش عارفة

بس اللي أنا متأكدة منه دلوقتي، إن الواحدة لو فضلت بنفس النظرة بتاعة اﻷطفال دي لحد ما تكبر تبقى مصيبة! دي جريمة!.. وتشجيع البنت على إنها تحتفظ بالصورة المثالية عن الجواز دا بيدخل ف حيز المؤامرة

أيوة من حق الأهل يهتموا بمستقبل بناتهم، ومن حقهم يحلموا بيوم جوازهم، وكمان من حقهم يبقوا عايزين بناتهم يكونوا أسرة تضمنلهم الإستقرارا النفسي والإجتماعي , وأحيانا المادي, بعد عمر طويل لما مايكونوش جنبهم. كل دا مفهوم جدا ومحدش يقدر يجادل فيه. أكيد طبعا هما مش عايزين غير مصلحتهم.. بس جرايم كتير بتحصل من تحت راس المبرر ده، من التسلط في التربية لغاية اللجوء للكذب وحجب الحقايق, ودفعهم لاتخاذ القرارات اللي هما شافينها أفضل ليهم

برامج التليفزيون اللي بتدعي إنها بتحلل أسباب إرتفاع معدلات الطلاق في مصر أغلبها بيقول إن المشكلة في إن الولاد والبنات مش بيكونوا قد مسئولية الجواز! تحليل سطحي وساذج واكليشيهي! أكيد مش كل البرامج, بس اﻷغلبية بيفضلوا بديكتاتورية عجيبة يقرروا إيه الأفضل للمجتمع، زي الأهل بالظبط. كمان بيتكلموا عن البنات الطموحة اللي إستقلالهم المادي بيخليهم يخاطروا باستقرار جوازهم. وبيقولوا إننا بنفتقد التقاليد والعلاقات اﻷسرية القديمة. (قصدهم ان الأهل يتدخلوا ف مشاكل ولادهم للصلح.) بيعملوا أي حاجة عشان يقنعوكي إن استمرار الجواز محتاج تضحيات وتنازلات وخلاص، ومنك انتي تحديدا. مش بيحاولوا يدوروا على جذور المشكلة. مع إن لو الجذور مصابة يبقي محدش يقدر ينقذ النبات اللي بينمو ده (اللي هو الاسرة اللي بتتكون).. ممكن تقدروا تطولوا حياة الفروع اللي فوق شوية، بس مش كتير. الحل الوحيد إننا نحفر ونحط إيدينا في الطين عشان نعرف إيه اللي تحت، وإلا هنخاطر بإننا نسيب عدوى خطيرة في التربة تدمر الزرع كله. درس الزراعة ده ممكن الاستفادة منه ف موضوع الجواز

هي الناس بتتجوز ليه؟ ممكن الإجابة تكون واضحة بالنسبالكم وفي الغالب أغلب الاجابات هتكون قريبة من التالي: "لإشباع إحتياجات إنسانية وإجتماعية وتكوين كيان معترف بيه اجتماعيا, وبالتالي الأسرة تقدر تعيش بتناغم مع المجتمع في ظل شبكة العلاقات الإجتماعية الأكبر". دا توصيفي أنا, اللي ممكن تختلفوا معاه. لكن لو شايفين إنه صح يبقي تعالوا نطابق ده باللي بيحصل ف الواقع

من الواضح إننا بعدنا عن الفلسفة الحقيقية اللي ورا الجواز.. ولما نبص علي الجواز في مصر هنلاقيه بعيد تماما عن اللي قلنا عليه. فيه في مجتمعنا ثقافة بتدي اﻷولوية للمظاهر الخارجية على حساب الجوهر والمعنى الحقيقي للأشياء. وعشان أوضح أكتر, فاسمحولي اقول ان المجتمع بيدفع الأفراد في إتجاه معين الهدف منه الوصول "للصورة" اللي المجتمع عايز يبان عليها. الشكل هو المهم. م الآخر, لازم كل واحدة فينا تكون نسخة من النموذج المتبع عشان يكون لها مكان وسط المجموعة المقبولة مجتمعيا. فيه مميزات كتيرة للي تتبع النموذج دا.. ف نفس الوقت, فيه عقوبات كتير للي تخالفه. حتي لو كنتي موافقة ومؤمنة بنفس القيم المجتمعية، كل دا ملوش لازمة طول ما إنتي مش بتتبعي" الشكل" المطلوب

كبنت عايشة ف المجتمع المصري لازم تتبعي مجموعة من المتطلبات لو عايزة تنضمي لنادي النموذج المقبول. العضوية مضمونة لو بتنطبق عليكي الشروط التالية
متعلمة بس مش طموحة أوي
مطيعة للرجال والأكبر منك سنا
خجولة و منكسرة
مظهرك متدين
تتجوزي في سن صغير

ليه حطوا الجواز في سن صغير؟ علشان دا اللي الرجالة عايزينه. الرجالة دايما عايزين يتجوزوا بنات سنهم صغير. ولو حصل وكسرتي القواعد اللي قلنا عليها, ف إنتي بتقللي من فرص الإختيار عند الرجالة. لو كل بنت متحطيتيش تحت ضغط إنها لازم تتجوز في سن صغير، في الغالب هتختار إنها تأجل الجواز لغاية ما تحقق الإستقرار في شغلها ودرجة من الأمان المادي.. ساعتها هتعدي السن المفضل للجواز وهتهدد بإفساد سوق الجواز ع الرجالة. يبقى إيه الوضع لو انتي عملتي كدة وبعدين البنات التانية عجبتهم إنجازاتك واللي إنتي حققتيه في حياتك؟ البنات دول هيرفضوا عروض الجواز اللي بتجيلهم وهما لسه صغيرين عشان يقدروا يحققوا نفس النجاح. وممكن ييجي الوقت اللي فيه كل العرايس يكونوا بنات ناضجات بعد ما اتشكلت أفكارهم ومعتقداتهم, ده غير ان عندهم وظايف ثابتة, وبقوا مستقلين ماديا. أنا بقى أقدر أؤكدلكم إن الرجالة يفضلوا يموتوا قبل ما اليوم دا ييجي.. إزاي راجل يتجوز واحدة زيها زيه؟ لا هي ضعيفة ولا عديمة الخبرة ولا معتمدة عليه ماديا ولا عبيطة ومش فاهمة حاجة.. واحدة عندها ثقة ف نفسها وشعور بذاتها.. واحدة عندها دراية بالحياة وقدرة على الاستقلال.. واحدة ناضجة فكريا وليها طموحها وانجازتها الخاصة. دي تبقي كارثة

من هنا ابتدت أكبر عملية تمويه في التاريخ .. طب يعملوا إيه؟ إزاي يحطوكي في الفستان اﻷبيض قبل ما تبدأي تفكري في أي أهداف تانية؟ غسيل المخ وسيلة فعالة, أثبتت نجاحها. بس في الحالة دي غسيل المخ لوحده مش هيكون كفاية، لازم يكون فيه شئ مغري أكتر .. حاجة تخليكي متقدريش تقاومي.. ها؟ عرفتوها ولا اقولكم أنا؟ برافو عليكم.. الحاجة دي هي حفلة الزفاف.. الفرح

Wednesday

بعد الجواز انتي ماما مراته, مش شريكة حياته


من مدة جالي تعليق ع البلوج الإنجليزي بتاعي و إتطلب مني النصيحة ف مشكلة منتشرة وأغلب الزوجات بتعاني منها: الزوج المدلل، الزوج الكسلان الغير متعاون, واللي أكيد مامته هي السبب.. الزوج اللي مش بيساعد ف شغل البيت أو مع اﻷطفال, حتي لو مراته بتموت قدامه من التعب.

قبل ما أكمل، أحبكوا تقروا الرسالة اللي جتلي:

تعملي إيه لما متكونيش ست تقليدية بس جوزك بيطلب وبيتوقع منك تقومي بكل أعباءالبيت؟ مش هيساعد ف أي حاجة، مش هيجيب الولاد من المدرسة، وف اﻷخر هيفضل يشتكي إنك مش بتعملي اللي عليكي. هو بيجيب الفلوس .. ومتوقع انك تخدميه ف المقابل. هتعملي إيه لو معندوش استعداد يخلي باله من الولاد ولو لثانية واحدة؟ يا إما تفضلي تجري وراهم ف كل حته يا إما تكبري دماغك زي ما هو بيعمل وتسيبهم، وتلاقي واحد بيحط صابعه ف فيشة الكهربا والتاني بيختبر المقص لما يحطه ف عينه، والحوادث مالهاش آخر.تسيبيهم معاه ازاي وإنتي عارفة إنه مش هيهتم ولا يبص عليهم؟ يبقي تسيبيهم لما يإذوانفسهم!!! تفضلي تعملي كل حاجة؟ تسيبيه؟ الموضوع مستاهل إني أطلق؟ طب لو هو لطيف وبيحبني بس هو ملوش لزمة ف البيت ومع الولاد؟؟ تعملي إيه لما تكوني متحاصرة ومفيش أي مخرج؟ تدمري أسرتك وتروحي تقعدي ف بيت أبوكي لو مش بتشتغلي؟ تدمري أسرتك وتتحملي نفس المسؤليات بس بفلوس أقل لو بتشتغلي؟ إزاي تقدري تغيري الزوج المصري؟ إزاي ترمي الزبالة اللي إتعلمها من مامته من الشباك وتساعديه يكون شريك ليكي؟ هتسيبي ولادك يتعرضوا للأذي عشان هو مهمل؟ هتعيشي ف قذارة عشان هو مش بينضف وراه؟ هتجوعي ولادك عشان مفيش حد هيساعدك ف المطبخ؟ المفروض تعملي إيه؟ هتظبطي نفسك عليه وتشتغلي صبح وليل عشان تروحي شغلك، تنضفي البيت، تحضري اﻷكل، تأكلي العيال، تدفعي الفواتير، تغسلي.. كل دا وهو قاعد ع الكنبة بيتفرج ع التليفزيون أو بيخرج يقابل أصحابه، أو عازم واحد صاحبه عشان يشوفوا ماتش كورة؟؟ الست تعمل إيه؟ أنا عارفة إني هعلم ولادي يكونوا أزواج بيساعدوا .. بس أنا أعمل إيه؟ الخناق مش نافع .. الزعيق مش جايب نتيجة.. حتي طلب المساعدة بلطافة مش نافع! إذاي تعالجي سنين من التربية الغلط من غير ما تبوظي حياتك؟

لو الكلام دا مش غريب عليكي .. لو تعرفي واحدة عندها نفس المشكلة .. لو خايفة تواجهي نفس المصير .. يبقي إسمعي .. فيه حاجة مهمة المفروض تعرفيها.

ف البداية لازم متستسلميش وتظلمي نفسك .. لو عملتي كدا يبقي متستنيش إن حد يعملك حاجة. لو إنتي فعلا شايفة إنك مش بتتعاملي بالطريقة اللي المفروض جوزك يتعامل معاكي بيها, يبقي متبلعيش خيبة اﻷمل اللي إنتي فيها وإنتي ساكتة وتستسلمي. لازم تحددي وبوضوح الفرق بين التضحية وإنه بيتم إستغلالك. لما تسمحي لحد إنه يستنفد كل طاقتك وهو قاعد يتفرج عليكي, فأنتي مش بتعملي حاجة كويسة. وأنا إتكلمت عن الحكاية دي ف بوست قبل كدا. العبء هيفضل يزيد لغاية ما يكسرلك ضهرك ويحطملك روحك المعنوية. جوازك بالتدريج هيتحول لجحيم بمنتهي الهدوء ومن غير متحسي, لكن بعد سنين من دلوقتي مش هتعرفي تلاقي معني لحياتك. كل المتع هتفقد مذاقها لإن المرارة طعمها أقوى من أي حاجة تانية. عشان كدا مش لازم تستسلمي وإنتي بتصلحي حياتك العائلية، شوية محاولات فاشلة مش هي نهاية العالم.

لو إنتي فعلا حاسة إن أطفالك مش هيكونوا ف أمان مع باباهم يبقي أعذريني أقلك إنك إنتي كمان مش ف أمان. الراجل اللي هيسيب أطفاله ويعرضهم للخطر لمجرد إنه مش بيعرف ياخد باله منهم أو لإنه بيفضل كسله, مش هو دا الراجل اللي ممكن تحسي معاه بالأمان. دا يبقي مجنون. لكن إنتي بتقولي إنه طيب وبيحبك. لو إنتي واثقة من دا يبقي صدقيني اﻷولاد هيكونوا بخير معاه.

نيجي بقي للخدعة اللي ف الموضوع.. الرجالة اللي زي جوزك بيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يقنعوا زوجاتهم إنهم ميصلحوش يعملوا أي حاجة ف البيت ويقللوا توقعاتهم منهم للحد الأدنى.. قوليلهم بس يعملوا أي حاجة بسيطة وهتلاقيهم يخربوا الدنيا. قوليلهم يخلوا بالهم من الولاد وهيخلوكي تندمي. هما عايزين يوصلولك رسالة معينة: "إنتي متقدريش تعتمدي علي ياحبيبتي.. أنا هبوظلك الدنيا.. أصل أنا مش كويس ف شغل البيت والحاجات دي.. إنتي الخبيرة والعيلة هتكون في ايد أمينة لما إنتي تعملي كل حاجة بنفسك".

حقيقي اﻷمهات المصريات بيدلعوا أطفالهم, وخصوصا الولاد. أغلب الرجالة بيعيشوا مع أهاليهم لغاية ما يتجوزوا. وزي ما قلت قبل كدا، هما بيتجوزوا أم تانية, مش شريكة حياة. فلو إنتي مناسبة للدور دا ,هو هيكون مبسوط جدا وهيفضل عايش بنفس الطريقة وعمره ما هينضج. مامته دلعت الطفل والشاب الصغير, لكن إنتي كده بتدلعي الزوج واﻷب. يبقي لما تسيبيه يقعد قدام التليفزيون يغير ف القنوات وإنتي مطحونة ف شغل البيت وشايلة مسؤلية اﻷولاد لوحدك، ف إنتي كدا بترتكبي غلطة أكبر. كدا هو عمره ما هيعرف يعني إيه يكون زوج أو أب.. عمره ما هيفهم مشاعر النضوج واللأستمتاع بمعنى الأبوة ومسؤلياتها, وطبعا الفضل يرجعلك. ساعتها بقي متتنرفزيش لما تكوني بتجهزي الولاد للمدرسة الصبح وتلاقيه داخل عليكي ماسك ف إيده زرار وبيقلك: "الزرار دا وقع وأنا بلبس القميص، ركبيهولي بسرعة عشان أنا عايز ألبس القميص دا". هو كدا بقي عيل من عيالك، لازم تلبسيه هو كمان عشان يروح الشغل! هو ماسك الزرار ف إيده ومش عارف يعمل إيه، محتاجك تشغلي سحر اﻷمومة اللي عندك وترجعي الزرار لمكانه. هو معندوش أي فكرة إنتي إزاي بتعملي موضوع الخياطة الرهيب ده! وأكيد هو مش عايز يعرف حاجة. هو بيحب يخلي الموضوع وكإنه قدرات سحرية غامضة إنتي بس، ياماما، اللي بتعرفي تعمليها.

إنتي هتستغربي جدا لما تعرفي إن نفس الراجل ده يقدر يعمل كل حاجة ويهتم بنفسه لوحده. لو حصل وعاش لوحده حتى ولو لفترة قصيرة، إسأليه هو عمل إيه. هتلاقيه طبخ، ونضف، وغسل، ودفع الفواتير، ... وكله مشي تمام. أو لما تلاقيه يحكيلك عن ذكراياته زمان أيام الكلية لما هو ومجموعة ولاد أصحابه قضوا الصيف مع بعض. كانوا كلهم بيشتغلوا في تناغم عبقري عشان يحافظوا علي نظافة المكان اللي أجروه. كانوا بيحضروا أكل لذيذ. كانوا بينزلوا يجيبوا البقالة. كانوا بيغسلوا هدومهم علي إيديهم عشان مكانوش يقدروا يأجروا مكان فيه غسالة. وعشان تتجنني خالص بقه، هتلاقيه يضحك ويقلك قد إيه كان بيستمتع وهو بيعمل الحاجات دي وإنه بيتمني لو اﻷيام دي ترجع تاني.

طب إيه اللي حصل؟.. اللي حصل ان جتله أم جديدة م السما، إنتي. وهو لازم طبعا يستفيد من الحكاية دي. لكن إستني .. هو مش بيعمل كدا عشان هو شرير أو متعمد يتعبك. هو ببساطة ميقدرش يعمل شغل الستات طول ما فيه ست ف البيت. الرجالة بيتريقوا علي الراجل اللي بيساعد مراته ف شغل البيت. بيقولوا نكت عن الراجل اللي بيحب الطبخ (رغم إن الطبخ دا فن). بيعتبروا الرجالة مصففي الشعر، مصممي اﻷزياء، فنانين المكياج (بإختصار أي شغل فيه الراجل بيقدم خدمة للستات) علي إنهم مش رجالة!. دي الثقافة الذكورية. بيقولوا علي أي حد يعمل شغل الستات إنه مش مسترجل, أو يعني مش راجل قوي. إزاي راجل يلبس مريلة ويقف ف المطبخ يقطع بصل؟ الإعلام كمان كان ليه دور في تثبيت المعتقدت الغلط دي. المهارات الحياتية اﻷساسية زي تحضير الأكل، تنضيف المكان، غسيل اللبس.. الرجالة بيعتبروها وظايف حقيرة. حاجات يعملوها الخادمات والستات. دا كان الإعتقاد السائد زمان, أيام لما كانوا فاكرين إن الستات معدل ذكائهم أقل من الرجالة. لكن الإعتقاد دا فضل موجود حتي بعد ما تم إثبات خطأ الحكاية دي تماما, وحتي ف القرن ال 21. الثقافة الذكورية لازم تفضل تنتج نفس اﻷفكار الغلط عشان تضمن وتحافظ علي المميزات اللي بيتمتع بيها الرجالة. عشان كدا جوزك بعد ما يتريق علي واحدبيساعد مراته ويرجع البيت, ميقدرش يعمل نفس اللي كان ضحية هزاره وتريقته بيعمله.

هل دا معناه إن مفيش حاجة ينفع تتعمل عشان نصلح الموضوع دا؟ أكيد ﻷ .. فيه طريقتين لحل المشكلة دي:

الأولى, تجبريه يساعدك.. ودي الطريقة اللي إنتي جربتيها ومجابتش نتيجة. بعض الرجالة مش هيضطروا يعملوا حاجة غير لما يكونوا لوحدهم. لما تكوني مسافرة مثلا.

التانية هي انك تربيه وتكبريه.. هو لسه طفل مش بيقدر يعتمد علي نفسه. والطريقة الوحيدة لتصليح غلطة مامته إنك تكملي من أول ما مامته سابته. بقت مسؤليتك إنتي دلوقتي إنك ترشديه عشان يبقي راجل ناضج بجد. إتكلمي معاه وعلميه, طبعا من غير ما تحسسيه إنه صغير . أغلب الزوجات فاكرين إن أجوازهم عارفين هما حاسين بإيه, عشان كدا مش بيتكلموا معاهم تجنبا لطلب الشفقة. لكن ف الحقيقة هو لغاية دلوقتي معندوش فكرة واضحة عن الألم والإحباط اللي إنتي بتعاني منهم. هو مش برئ تماما, بس هو مش الراجل الناضج اللي إنتي كنتي فاكراه قبل الجواز. كلميه عن حلمك بأسرة مثالية وإزاي تخيلتي علاقتكم ببعض هتكون بعد الجواز. قوليله إنك خايفة تكوني بتبعدي عن الصورة الجميلة دي، وإنك مش ناوية تسلمي بضياع الحلم. إنتوا الإتنين عايزين وتستحقوا تكون أسرتكم مثالية. سعادة البيت كله بتعتمد عليكوا إنتم الإتنين. قوليله بتحسي بإيه لما بتشوفيه فاضي ف الوقت اللي إنت فيه تعبانة ومضغوطة من كتر الشغل. خليه يحط نفسه مكانك ويقلك هيحس ويفكر ف إيه وإزاي دا هيأثر على علاقتكم مع مرور الوقت. هل اللي بيحصل دا هيخليه سعيد؟ إنه عشان يستمتع بوقت فراغه دلوقتي بيخاطر بمستقبل جوازه؟ هل الساعة دي قدام التليفزيون تستاهل إنه يعيش جواز صامت طول العمر، فيه كل واحد فيكوا عايش منعزل ف عالم لوحده؟ لازم تقوليله إنك عارفة فكرة الرجالة التقليدية عن شغل البيت، إنك فاهمة الحواجز النفسية اللي بتمنعه يساعدك. خليه يقول إن حبه ليكي ولولاده أقوي من أي أفكار غلط ممكن تحرمكم من الوصول للسعادة وأستمرار الحب. خليه يقترح لستة بالحاجات اللي ممكن يعملها ف البيت. إسأليه إذا كان لم الهدوم اللي محتاجة غسيل, وفصل الفواتح عن الغوامق, وحط كل مجموعة ف الغسالة وعليهم شوية مسحوق, والدوس علي زرار موضوع صعب قوي بالنسباله. خلي المضوع يبان سهل وممتع ..تمام زي ما تكوني بتعلمي طفل صغير. لو ف مرة بوظ الدنيا، خليكي صبورة. بمنتهي الهدوء قوليله هو غلط ف إيه وشجعيه يحاول تاني. إمدحي كل حاجة يعملها بس من غير مبالغة. شجعيه يقضي وقت أكتر مع الأولاد، مش بس يخلي باله منهم. اﻷطفال اللي بيكبروا وعندهم ذكرايات مع اﻷب واﻷم دايما بيكونوا أسعد وأذكي من اللي دور الأب ف حياتهم كان هامشي .

الجواز عبارة عن إستثمار طويل المدي. لو مش بتاخدي أي فوايد يبقى متوقع تفلسي ف أي لحظة. خلي إستثمارك يكبر ويزيد بإنك تكسبي فوايد لكل أفراد الأسرة .. وإنتي من ضمنهم.

فانتازيا الفمينيست!


من إمتي بقت فمينيزم أو النسوية كلمة مش كويسة؟

من ساعة ما بدأت أكتب على بلوجاتي وبعض الشباب المتغاظين, اللي عايزين يدايقوني بتعليقاتهم السخيفة, يرمولي كلمة "فمينيست" دي ف وشي وكإنها شتيمة!.. أنا فعلا مش فاهمة , إيه مشكلتهم؟.. أنا بطالب بالمساواة بين الجنسين. إيه اللي بيدايقك ف دا؟ وليه بتفترض إنك لما تقول إني فمينيست, ان ده بالضرورة هيزعلني أو هيجرحني بأي شكل؟ ف الواقع، أنا سعيدة إنه يتقال عليا فمينيست. وأتمني إني أكون كدا بجد (إني أكون ناشطة في مجال حقوق المرأة يعني).. إنه يتقال عليا إني بطالب بحقوق المرأة ف دا شرف وتكريم لي. تفتكروا ممكن حد يتدايق لما يشاوروا عليه ف الشارع ويقولوا: "دا واحد مؤمن بحقوق الإنسان؟".. معتقدش.. إيه بقى اللي بيخلي الرجالة تفترض إنه لما يتقال على واحدة إنها فمينيست فدا يتحسب علي إنه تعليق سلبي, أو تهمة؟!!

وأنا بحاول أدور على إجابة, إفتكرت موقف قديم.. من كام سنة كده, زمايلي رتبوا لخروجة كبيرة (متضمنة العيلة واﻷصحاب).. وكنا فعلا كتار, لدرجة إننا إحتلينا نص المطعم اللي إتقابلنا فيه. واحدة من زميلاتي كانت لسه مخطوبة جديد.. وخطيبها جه معاها. الشاب دا كان شايف نفسه ع اﻷخر. كان راكب عليه النوع اللي إتكلمت عنه في بوست قبل كده ... النوع اللي عارف كل حاجة.

المهم.. الكلام العادي بدأ لغاية ما شوية بشوية الكلام تطور لمناقشات. طبعا صاحبنا مقدرش يفوت فرصة وجود الجمهور الكبير دا, وقرر يكون نجم القعدة. فضل يعلق علي كل حاجة تتقال.. أنا فضلت أتابعه وكنت مبسوطة لإني بتسلي ببلاش.. أصل اﻷكل مكانش أد كده. بعد حوالي ساعة الساحة فضيتله تماما. أغلب اللي كانوا بيتكلموا إستسلموا عشان ميحرجهمش. أصله كان بيقول: "إنت/ي غلطان/ة" لكل حد يخالف رأيه ف أي حاجة.

ف العادة لما القعدة تسخف كده, بيبقى كل اللي بركز فيه هو إني أخرج بزوق وشياكة. كنت بحسب في مخي الحاجات اللي طلبتها عشان أمشي لما, خير اللهم اجعله خير، سمعت صاحبنا بيتكلم عن النكسة اﻷخلاقية ف مجتمعنا. ووفقا لتحليله العبقري، السب هو إن اليومين دول الأمهات بيشتغلوا ومش بيبقي عندهم وقت يقضوه مع أطفالهم. سمعت لكن مهتمتش أقول أي حاجة, لإني إفتكرت إن الباقيين هيتولوا الموضوع. كل اللي كان هاممني إني أخرج من المكان ده. بس إندهشت لما لقيت إن محدش إتكلم ولا رد عليه.. ولقيت نفسي بقوله "حضرتك غلطان". طبعا بصلي بصة من بتوع "وانتي تطلعي مين بقة".. ولا الهوا.. بصتله ف عنيه و قلتله عن كل الأسباب الإجتماعية والسياسية والإقتصادية اللي ورا تدهور الأخلاق اللي إحنا عايشينه.

طبعا كل اللي كانوا ساكتين دلوقتي إتبسطوا وما صدقوا يفشوا غلهم و يشمتوا فيه. أنا كنت حاسه إنه خلاص هيطلع دخان من ودانه.. وبدل ما يحاول يقنعني بوجهة نظرة، كل اللي عمله إنه بصلي بصة مريبة كده وقالي.. "هو إنتي لمؤاخذة فمينيست؟"

أنا (فطسانة من الضحك ف سري): أيوة أنا مؤمنة بحقوق المرأة
هو(متلخبط): يبقي إنتي فمينيست
أنا: مش شرط، مش شرط المؤمنة بحقوق المرأة تكون فمينيست، بس بالتأكيد كل الفمينيستس مؤمنين بحقوق المرأة والمساواة
هو(بيزغرلي بجد): ودا إيه ده؟.. فلسفة؟
أنا (ملاحظة ان الجو ابتدى يكهرب): ف الحقيقة الفكر المنطقي هو أحد عناصر الفلسفة، بس أنا مقصدتش أتكلم بشكل فلسفي.
هو(بإبتسامة ماكرة): إنتي فمينيست, متنكريش

عمري ما هنسي الطريقة اللي قالها بيها. وكإنه إكتشف واحد شيوعي ف أيام السادات الله يرحمه. أنا ساعتها مهتمتشي أفهمه خالص، دا واحد جاهل وأنا مش بحب أضيع وقتي مع الناس دي. لكن أنا إفتكرت الموضوع دا اليومين دول بسبب التعليقات الكتير اللي بتجيلي من نوع: "إنتي من اللي بيطالبوا بالمساواة.. انتي فمينيست". أنا مبسوطة من اللقب دا وشايلاه بكل فخر, ومش مكسوفة بإلصاقه بيا. ومن هنا ورايح أنا هكون فانتازيا الفمينيست. اسم جميل.. شكرا على اللقب ياشباب.

القوة والسلطة والجنس

الظلم وباء كوني. فيه دول إستعمارية وجائرة.. بينما فيه دول تانية فقيرة وضعيفة. الدكتاتور, اينما وجد, بيستغل نفوذه وسلطته جوه بلده. بنفس الطريقة نقدر نشوف العلاقة بين الرجالة والستات.. لانهم بينطبق عليهم نفس القاعدة وبيدخلوا نفس الدايرة. محدش يقدر يحدد مين السبب ف الخلخل: هل ضعف الضعيف هو اللي بيخلي القوي يتحكم؟ ولا القوة المطلقة ف إيد القوي هي السبب إن الأخرين يخضعوا ف خوف؟
بغض النظر عن السبب إذا كان دا أو دا، الدول الديمقراطية إخترعت نظام بيساعد على منع إستغلال السلطة والنفوذ. عملوا نظام بيمكن الشعب إنه يراقب ويشرف علي أداء الحكام, وكمان إداهم حق المشاركة في صنع القرار. كمان إخترعوا حاجة اسمها انتخابات، عشان يضمنوا إن اللي يوصل للحكم لازم يكون عن طريق موافقة الشعب.

مع ذلك كل دا مقدرش يمنع الدكتاتوريين من إنهم يوصلوا للحكم ويستمروا ف بلادهم. الإنتخابات عندهم مزورة. البرلمان مجرد ديكور. الإعلام تحت سيطرتهم. قوانينهم بتسمحلهم يعملوا أبشع الجرايم بشكل قانوني. عشان كدا الناس ف البلاد دي عايشين ف موقف ضعيف جدا, لدرجة إنهم مش عارفين حقوقهم من الأصل عشان يطالبوا بيها.

البلاد القوية بتعمل نفس الحاجة مع البلاد النامية, وحتي الغير نامية. بيدوهم اﻷوامر وف الضرورة بيجبروهم ينفذوها. بيستغلوا الفقر والضعف ف البلاد دي لمصلحتهم هما. مش بيشغلوا بالهم بالكلام الكبير زي "حقوق الإنسان"، "المساواة"، "العدالة"، "السلام العالمي"، ... الخ. طول ما إستغلال وقمع الدول اﻷضعف بيحفظلهم تفوقهم يبقي مفيش حاجة هتقف ف طريق وصولهم لأهدافهم. اﻷمم المتحدة تحت سيطرتهم. عندهم حق الفيتو.وكمان يقدروا على تحدي القرارات الدولية زي ما حصل ف حرب أمريكا علي العراق. مين يقدر يعمل حاجة؟ المجتمع الدولي ميقدرش يعمل حاجة، حد عنده القوة عشان يقدر يمنع أمريكا؟

الناس زي الدول، ممكن السلطة المطلقة تغيبهم عن وعيهم. إحنا عايشين ف مجتمع بيحط كل السلطة ف يد جنس واحد. فنقدر نقول ان ف مجتمعنا الرجالة بيمثلوا إسرائيل والستات بيمثلوا العرب. كل يوم إسرائيل بتاخد أرض أكبر من العرب. إسرائيل تقدر تقتل الفلسطينين وتهد بيوتهم ف أي وقت, وكل اللي بيعمله العرب إنهم يصرخوا و يجعجعوا ويولولوا.. يقعدوا كده يتنططوا, بس إيه اللي يقدروا يعملوه؟ هيروحوا مجلس اﻷمن؟ إيه اللي هيحصل؟ ولا حاجة. رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحم بيجن مرة قال: " طول ما العرب متعلموش يقفوا ف طابور، يبقوا مش بيمثلوا أي تهديد علينا". معني دا إن العرب عمرهم ما بيشوفوا السبب الحقيقي ل ضعفهم. مش قادرين يشوفوا إن ضعفهم سببه إنهم مش بيشتغلوا عشان يطوروا نفسهم. كل اللي بيعملوه إنهم بيشحتوا العدل من الدول القوية. بيعبدوا القادة بتوعهم رغم إنهم بيذلوهم ويقمعوهم. مش بيقدروا قيمة الوقت أو العمل. بعاد تماما عن التفكير العلمي والعمل المنظم. الناس دي ممكن يفضلوا مستنيين كده ألاف السنين, مستنيين معجزة تحررهم وتديهم حقوقهم، ومش قدرين يشوفوا انهم حتي ميستاهلوش المعجزة دي.

الستات كمان مش هيتحرروا من اللي بيقمعوهم واللي بيكسبوا من ورا نهب حقوقهم طول ما كل القوة والسلطة متسابة ف إيد جنس واحد. عمرالرجالة ما هيتنازلوا عن أي جزء من المميزات دي، بالعكس هيحاولوا يزودوها أكتر وأكتر لأن ده ف مصلحتهم. إذا الستات موقفوش علي رجليهم، وحددوا أسباب ضعفهم وحاولوا يحسنوا أوضاعهم، عمرهم ما هياخدوا أي حاجة من حقوقهم. إننا نشحت حقوقنا ونستعطفهم عليها مش هيفيد ومش هيوصلنا لأي حاجة .هقول تاني, العبيد هما اللي حرروا العبيد, والستات بس هما اللي هيحرروا الستات. مفيش حد هيحس بيكي غير ست زيك. لكن إنتظار معجزة مش هتيجي .. إنتظار الرجالة يتغيروا .. إنتظار المجتمع يتغير .. إنتظار مساعدة من فوق طول الوقت .. الإنتظار، الإنتظار، الإنتظار هيخلينا أضعف وهيخلينا نفقد إحترام المجتمع لينا. هل إنتوا سعدا بالوضع اللي إنتوا فيه؟ لو ﻷ، يبقي قوموا وأعملوا حاجة، إصحوا ياستات! .. إحنا اتأخرنا أوي!

...................................................................................

البوست بالانجليزية:



ترجمة The Alien

فقط ف الهند


مش زي الرسايل اللي بتجيلكوا وفيها حاجات طريفة عن الهند، المرادي الموضوع جد جدا. رسميا, ولأول مرة, الهند دلوقتي بقي فيها حزب سياسي نسائي. أنا قريت الخبر وإتفاجئت زيكوا بالظبط. حزب سياسي كل أعضاءه من النساء. تقدروا تقروا الخبر هنا


الحزب الجديد اسمه "الجبهة النسائية المتحدة".

United Women Front - UWF


قادة الحزب بيدافعوا عن حق المرأة ف المساواة ف البلد اللي بتحتل المركز التاني ف عدد السكان ف العالم واللي فيها نسبة النساء 50%. هدفهم إنهم يقدموا بديل "نظيف" (كلمة إستخدمتها رئيسة الحزب) للأحزاب السياسية الذكورية الموجودة. "حزبنا هيكون عنده نزاهة, مش زي باقي الأحزاب الذكورية الفاسدة، إحنا مش هنوزع خمر و كوبونات مشتروات مجانية علشان نشتري أصوات الناخبين", دا كلام رئيسة الجبهة النسائية المتحدة سومان كريشان كانت.


أنا أتمنالهم كل الحظ ف مهمتهم. ومع ذلك، التفكير ف المشي ف السكة دي بيقلقني. بالتأكيد إحنا محتاجين قوة نسائية سياسية أكبر ف مصر. أعضاء الجبهة النسائية المتحدة بيشتكوا إن نسبة تمثيل المرأة ف البرلمان الهندي 8.8% .. طبعا لو علي كدا يبقي إحنا المفروض نخجل أوي من النسبة بتاعتنا 2.9%. الفكرة إن السماح للمجموعات المختلفة بإن يكون ليها أجندة سياسية منفصلة مش هو أفضل طريقة لحل المشاكل, من وجهة نظري. بالعكس، دا غلطة كبيرة. لو الستات يقدروا يعملوا حزب ليهم يبقي منقدرش نمنع الإخوان المسلمين من إن يكون ليهم حزب هما كمان. وكدا هنعمل تمييز وإنفصال علي أساس النوع، العرق (النوبيين والبدو هيسعوا هما كمان لده), والدين. روح وجوهر المساواة هيضيعوا للأبد. كدا هنخلق نسق طبقي جديد أكثر تعقيد.


الموضوع مش بس عدد النساء اللي بيشاركوا ف صنع القرار السياسي، الأهم هي الكفاءة. لو النساء فقط بيتم إستخدامهم ف البرلمان والوزارات علي إنهم ديكور، فزيادة الديكور مش هتزود غير العار والخجل. لإن النساء دول اللي المفروض إنهم ف السلطة هيكونوا مثال سلبي علي قدرة المرأة. أنا بحلم باليوم اللي تحتل فيه المرأة 50% من مقاعد البرلمان، بس تكون نسبة حقيقية نتيجة لمشاركتهم الفعالة ف كل مجالات الحياة مش نتيجة ديكور سياسي.


المفروض يكون فيه منظمات نسائية نشيطة وفعالة. شغلهم لازم يتحس بيه، لازم يوصلوا لكل الستات، كل الأعمار، كل المستويات. إحنا مش محتاجين أي ديكورات تاني، مش محتاجين كلام حلو عن مكانة المرأة وتكريم المرأة. مش محتاجين "عيد اﻷم" ف الوقت اللي فيه الشركات والمصالح مش بتوفر أماكن لرعاية أطفال الموظفات. مش محتاجين ورد ف عيد الحب ف الوقت اللي بنتطعن فيه بالرماح من الرجالة اللي بيبحلقوا ويتحرشوا بينا ف الشوارع. إحنا عايزين المجتمع يعاملنا بإحترام زي ما نستحق. الأحزاب السياسية متقدرش تحققلنا دا.

Monday

أنا خارجة برة, حد يحب ييجي معايا؟


I'm coming out

I want the world to know

Got to let it show

اﻷغنية دي هي أغنيتي المفضلة. من وأنا عندي 12 سنة تقريبا وأنا بقول لنفسي إن هخرج من القوقعة اللي أنا جواها. لو مهتمين تعرفوا تفاصيل عن الفترة دي ف حياتي، تقدروا تقروا البوست القديم بتاعي: أنا والبريود.


أنا لسه بغني اﻷغنية دي لنفسي لغاية دلوقتي. كل مرة أكسر فيها حتة من قوقعتي ، النور بيزيد وقلبي بيدق. بحس إني باخد نفس جديد كل ما بكتشف حاجة ف عالم الإحتمالات اللانهائي اللي قدامي. إنك تبص علي العالم من خلال شباك, مختلف تماما عن لما تشوفه من الباب. تخيل هيحصل إيه لما تعمل جولة بالعربية! تخيل ركوب طيارة! تخيل إنك شايف الدنيا من قمر صناعي! بالطريقة دي أنا إكتشفت العالم، خطوة خطوة. ومع كل خطوة بصرخ بحماس شديد: "أنا طالعة برة". وبما إني هكمل ال 30 قريب جدا، أحب أشوف حياتي من ورا لقدام. الفلاش باك حاجة جميلة، مش بس ف الأفلام لكن كمان لما تراجع حياتك .. تاريخك. النهاردة أنا بحسب كل المحطات اللي عديت عليها ف رحلتي. وكمان بسأل نفسي "كان إيه اللي هيحصل لو مكنتش حاولت أخرج من القوقعة دي؟ " "إيه اللي كان هيحصل لو فضلت جواها واستمتعت بأمانها؟ " "كان إيه اللي هيحصل لو عيني إتعودت علي الضوء الخافت والصمت اللي جواها؟"


إجابة كل الأسئلة دي مش سهل.. مش بسهولة إني أحط كلمة "ما كنتش" قبل كل اللي حققته ف حياتي. كمان لازم أسأل أنا مين دلوقتي؟ وكان ممكن أكون إيه؟ أكيد شخصيتي كانت هتتغير تماما، كان هيبقي فيه واحدة غريبة تماما عني. شخصيتك مش هي اللي مكتوبة في بطاقتك الشخصية، شخصيتك أكبر وأعقد من كدا بكتير. أتمني يكون سهل كدا إن الواحد يعرف نفسه! كان وفر علي عمر بحاله عشان أعرف أنا مين وعايزة إيه. رغم إن إكتشاف كل دا كان مرهق، لكن كمان كان ممتع. اللي خلي الموضوع يبقي صعب هي العقبات الكتير اللي الناس بتحطها ف طريقك عشان يمنعوكي تعرفي الحقيقة.


عمري معرفت الدور اللي بيلعبه الخوف ف حياتنا زي دلوقتي. أنا أقدردلوقتي أقول إن الخوف هو العامل الأساسي اللي بيتحكم ف الناس، المجتمعات، الدول, وحتي التاريخ نفسه. الناس بتخاف من الحقيقة بدرجة مرعبة. بيخافوا من التغييرلإنه بيكشفلهم حقايق جديدة هما مش مستعدين يقبلوها. بيخافوا يقبلوا الحقايق الجديدة عليهم عشان مش بيكونوا متأكدين إنهم هيتأقلموا معاها. بيخافوا يفقدوا السيطرة علي أولادهم وبيفضلوا يخلوهم صورة من نفسهم. بيخافوا إن ولادهم يكون ليهم طريق جديد لحسن يطلعوا مختلفين عنهم. الناس بتخاف من الإختلاف. بيشوفوا المختلفين معاهم علي إنهم أعدائهم, وهما بيخافوا من أعدائهم. الناس بتخاف من المجهول (بكل ماتحويه الكلمة من معاني). هما دايما ف عداوة مع أي حاجة ميعرفوهاش. بيخافوا يكتشفوا وبيخافوا يعرفوا إنهم مش عارفين.


موضوع يلخبط مش كدا؟ أنا قلتلكوا إن الموضوع مش سهل. أنا كنت محظوظة عشان مكانش عندي كل المخاوف دي. ممكن عشان أنا كنت صغيرة لما بدأت ألعب مع المجهول، أصل الأطفال مش شطار أوي ف موضوع حساب المجازفات. بعتبر نفسي محظوظة عشان قدرت أكسر كل الخوف دا. النهاردة أنا نفسي أوصل لكل الناس وأشدهم بعيد عن مخاوفهم. فاكرين أول مرة تنزلوا فيها رجليكوا ف البحروانتوا أطفال؟ كنتوا لسه ع الشط وأهليكوا ماسكين إديكوا، ويادوب لسه رجليكوا بتلمس الميه ومع ذلك خفتوا. خفتوا عشان مكنتوش عارفين إنتوا بتخطوا فين. إحساس الميه كان مختلف، رخو ومبلول, مش زي الأرض الصلبة. الخوف سيطر عليكوا قبل ما تدوا نفسكوا فرصة تكتشفوا البحر. الخوف منعكوا تدخلوا وتخطوا لجوه. الخوف عمل شلل لدماغكوا. خلاكوا تجروا للأرض اللي متعودين عليها. بس لو مكنتوش إتغلبتوا علي مخاوفكم مكنتوش أبدأ عرفتوا متعة السباحة.

فيه ناس فاكرة إنك لو عمرك ما عمتي، يبقي هتفضلي ف أمان لإن السباحة ممكن تعرضك للغرق ولا إيه؟ فاكرينك لو فضلتي بعيد عن الميه يبقي عمرك ما هتتعرضي للغرق. مع الأسف هقلكوا إن دا غلط. إنتي كدا ف خطر أكتر من أي حد تاني. لو حصل ووقعتي ف الميه، عمرك ما هتقدري تنقذي نفسك. دا إنتي ممكن تغرقي ف شبر ميه.


هو دا بالظبط اللي بيحصل ف الحياة. لو إستسلمتي للخوف هيدمرك بطريقة أو بأخري. هتتحرمي من إنك تكتشفي وتعرفي إحتمالات جديدة، وكمان هتخاطري بحياتك لو قابلتي موقف إنتي مش مستعدة ليه. الناس بتاخد كل الإختيارات الغلط بإرادة كاملة. هما بيخافوا يعرفوا نفسهم. مش بيدوروا عليها وبيقرروا يصدقوا اللي التانيين بيقولوه عنهم. بيتعلموا اللي المدرسة عايزاهم يتعلموه, وبيبعدوا عن أي معرفة أخري. بيدخلوا الكليات اللي التانيين قالوا إنها الأفضل، من غير حتي ما يهتموا يعرفوا هما فعلا عايزين يدرسوا إيه. بيتجوزوا عشان وصلوا للسن اللي التانيين فيه بيتجوزا، بيعملوا كدا من غير حتي ما يفهموا إيه هو الجواز. بيتجوزا اللي عنده/عندها المؤهلات اللي التانيين بيشيدوا بيها ف الزوج أو الزوجة، من غير ما يعرفوا الشخص اللي بيتجوزوه. بيجيبوا أطفال عشان هي دي الخطوة اللي عليها الدور، من غير ما يفكروا ف مستقبل الأطفال دول. بيربوا أطفالهم بنفس الطريقة اللي إتربوا بيها، من غير ما يجرؤا يعترفوا ويواجهوا فشل الطريقة دي. وتفضل الدايرة تلف وتلف، محدش بيجرؤ انه يحاول يخرج منها. محدش بيتجرأ ويقرر انه يكتشف إيه اللي برة, إيه اللي بيضيعوه، أو إيه اللي بيخاطروا بيه.

بس أنا خارجة برة. وعايزة العالم يعرف. وهخليه يشوف.
.........................................................
All posts are translated by The Alien

إمرأة لديها حلم


لما مارتن لوثر كينج وقف يقول خطبته للناس سنة 1963 وقال كلمته المشهورة: "أنا عندي حلم .."، مكانش عنده فكرة إن حلمه هيتحقق. مكانش يعرف إن خطابه هيبقي خطاب تاريخي أو إنه بعد كدا هيتحط علي قمة الخطب اﻷمريكية الأكثر تأثيرا ف القرن العشرين. هو بس كان مخلص وصادق ومكرس نفسه لهدفه. إتكلم من عقله وقلبه وإدي للشعب اﻷمريكي فكرة عن حلمه: إن ف يوم السود والبيض هيعيشوا متساويين.


دا راجل اسود حلمه كان بيشمل كل الناس اللي من نفس عرقه. مخباش حلمه وخجل منه .. مقالش إن كل حاجة تمام طول ما هو بعيد ومش بيتأثر بالتفرقة العنصرية اللي بيتحصل ف بلده .. ﻷ، خلي مهمته النضال عشان حقوق الناس الضعيفة اللي بتتعرض للهجوم والقهر، خلي مهمته الوقوف ف وش الأقويا. عرف إن مفيش حاجة هتتغير لو هو وغيره فضلوا ساكتين. كان مؤمن بقوة العقل والعدالة. كان مدرك قيمة الكلمات وإن المحرمات ممكن تتكسر لما نتكلم عنها. وقف هناك، صلب وواثق من نفسه، وقف يعبر عن حلمه الجميل، إن الأطفال السود والبيض يلعبوا مع بعض من غير كراهية ومن غير علاقة فيها تمييز أو أفضلية تدمر براءة الأطفال دول.


زي ما كان الموضوع محتاج انسان اسود يحارب عشان حقوق السود، برضه محتاج إمرأة تحارب عشان حقوق المرأة. محتاجين إمرأة عندها حلم، حلم بمستقبل أفضل يعيش فيه الرجالة والستات ف المجتمع متساويين. محتاجين إمرأة عندها هدف وتصميم عشان تحطم كل الأصنام والمفاهيم الغلط عن كل جنسها. محتاجين إمرأة حلمها يتعدي نفسها وأمنياتها الشخصية. محتاجين إمرأة مؤمنة إنها مش تابعة لحد وإنها تستحق إنها تتعامل بإحترام.محتاجين إمرأة مؤمنة إنها إتخلقت مساوية وإن عندها نفس العقل اللي عند الرجل. محتاجين إمرأة مش بتخاف من أشباح خيالية ملهاش أي وجود ف الواقع. محتاجين إمرأة مؤمنة بنفسها وقدراتها. محتاجين إمرأة قوية تقدر تقف ف وش رياح المعارضة والسخرية. محتاجين إمرأة عمرها ما هتتخلي عن النضال من أجل العدالة والإنسانية. محتاجين إمرأة تواجه العالم بحلمها.
متقوليش إن أغلب البنات مبسوطين بالوضع الحالي. إنتي عارفة ليه. مستوي وعيك وادراكك نعمة كبيرة، منحة ثمينة بيتمتع بيها ناس قليلين. ومع المنحة دي تيجي المسؤلية، وعيك دا يخليكي تفهمي ليه البنات الغلابة دول ساكتين. ليه بيتعاملوا وكإنهم راضيين، وليه حتي ساعات بيقفوا ضد حقوقهم هما. هما ضحايا لعملية غسيل مخ كبيرة، زي ما كان فيه ناس سود تم إقناعهم إنهم إتولدوا سود عشان يكونوا عبيد وإن دا مصيرهم اللي يقدروش يهربوا منه.


ف مجتمعنا الأبوي بيستخدموا نفس الاسلوب اللي إستخدمته بريطانيا في غزوها للبلاد الأفريقية لما حولت سكانها لعبيد ليهم. الإستعمار البريطاني كان شاطر ف إنه يقنع العبيد دول إنهم إتولدوا عبيد. خلوهم يصدقوا إنهم دلوقتي ف نعمة لإنهم لقيوا أسياد يقدروا يعتنوا بيهم، لإن العبيد ميقدروش يعتنوا بنفسهم. دول حتي حولوا الإستعمار و خطف البشر لنوع من الكفاح المقدس اللي هدفه القدوم بالحضارة للبلاد الهمجية الغير متمدنة. فكرة "العبء الذي يقع على كاهل الرجل اﻷبيض" كانت مشهورة جدا ومنتشرة حتى وسط المستعمرين نفسهم اللي كانوا فعلا مؤمنين بيها. "العبء" هو تعليم وتمدين السود الهمج البربريين. الموضوع إتحول لمهمة مقدسة، زي بالظبط اللي حاصل عند الرجالة العرب اللي عايزين يحموا الستات من نفسهم، عشان كدا بقي عندنا "العبء الذي يقع على كاهل الرجل العربي".

الستات هما بس اللي يقدروا يخوضوا معركتهم. زي ما السود حررهم السود، المرأة هتحررها المرأة. عشان كده هفضل أقول: "أنا عندي حلم".
البوست بالانجليزية:
all posts are translated by The Alien

Wednesday

أنا والبريود


على عكس ما أغلب البنات بتعاملوا مع الدورة الشهرية .. أنا سعيدة بيها.. أكيد زي كل الستات أنا بكره المغص، التقلبات المزاجية، الصداع وكل الحاجات دي. لكن الفكرة إن أنا وهي كنا زي أعداء وبقينا أصدقاء.


خلوني أبدأ من اﻷول خالص .. لو إنتي بنت يبقي أكيد تقدري تتخيلي التجربة المخيفة لما جتلك البريود لأول مرة. حاجة طبيعية جدا ومع ذلك بشعة .. ماما كالعادة سابتني على عمايا لغاية ما حصل .. وبلغت. كنت خايفة .. إفتكرت إني إتجرحت .. وف المكان اللي كان مش مسموحلي أفحصه أو حتي أبص عليه. لسه قادرة أسمع كل التحذيرات "أوعي تلمسي جسمك ، أوعي تبصي ، نضفي نفسك بسرعة بعد الحمام" لدرجة إني إفتكرت إن الشيطان نفسه عايش تحت هناك وإنه قرر يعاقبني ف اليوم دا.

ماما رجعت البيت عشان تلاقي أكبر مفاجأة ف حياتها .. مكنتش وصلت خمسة ابتدائي وبالفعل بدأت الدورة .. اديتني فوطة صحية .. حتي أنا لسه فاكره اسمها "لولو" .. نفس النوع اللي كانت بتستعمله .. ورتني إذاي أستعملها وخلاص علي كدا. مهتمتش تديني أي تفسير .. إيه اللي بيحصل؟ ليه بيحصل؟ هيحصل تاني؟ المفروض أعمل إيه؟ مقالتش حاجة. سألتها: "ماما، إيه اللي حصل؟" بصت بعيد وكإنها سرحت فجأة.. وبعد شوية قالتلي: "مفيش حاجة، كل البنات عندها دا، متقلقيش".
أنا: عندهم إيه؟ هو إيه دا؟
ماما: اسمها البريود، وهتشوفيها كل شهر
أنا: هي ليه بتحصل؟ والدم دا بييجي منين؟
ماما: كفاية أسئلة، بس استخدمي الفوط اللي إديتهالك عشان تحافظي علي نفسك نضيفة لغاية ما تخلص.
أنا: طب هي هتخلص إمتي؟
ماما: يومين أو تلاته من دلوقتي
أنا: طب ليه محصلتليش قبل كدا؟
ماما: إنتي كنتي صغيرة خالص، إنتي لسه صغيرة بس دلوقتي إنتي بقيتي كبيرة
أنا (بضحك) : يعني أنا كبرت!
(كانت أمنيتي وكل صلاتي لربنا دايما إني أكبر بسرعة عشان الناس تعاملني كأني كبيرة. إفتكرت ربنا حققلي أمنيتي بس ماما معجبهاش إني أضحك ف الموضوع دا.)
ماما (قاطعت حلمي): إنتي بتضحكي علي إيه؟ دي حاجة نجسة .. إنتي مش طاهرة لغاية ما الدورة تخلص .. لازم تاخدي بالك من هنا ورايح.
أنا: أخد بالي من إيه؟ هو أنا مش كويسة؟
ماما: ﻷ مش كويسة .. ف أيام النزيف دي إنتي عيانة والمفروض تقعدي ف السرير.
أنا: بس أنا حاسة إني كويسة ومش تعبانة.
ماما: إنتي ليه دايما بتجادلي؟ .. من كل بنات الدنيا ربنا إداني أكتر واحدة مزعجة.
أنا: أنا أسفة .. أنا بس عايزة أعرف.. خلاص
إتعلمت الدرس .. ودي كانت أخر مرة أسأل ماما علي أي حاجة .. كنت محتارة هي ليه مكانتش مبسوطة ف اليوم دا .. علي عكس بابا اللي فرح وهناني وإداني حضن كبير.

لما رجعت المدرسة .. توقعت إن كل البنات عدو بنفس التجربة .. مش هو دا اللي ماما قالتهولي؟ إن كل البنات عندها .. بس ولا بنت كان عندها أي فكرة أنا بتكلم عن إيه .. ساعتها إتلخبطت .. وبقيت كل ما تجيلي البريود أترعب وأفضل أبص علي لبسي كذا مرة عشان أشوف إذا كان فيه أي بقع. أكيد كان شكلي ف اﻷيام دي مريب .. المهم بدأت أحس بكل المشاعر السلبية المتعلقة بإني كبرت. إني أكبر لوحدي كانت حاجة وحشة .. حسيت إني معزولة .. مكنتش أقدر أجري وألعب مع اﻷطفال ف اﻷيام دي .. كنت بستأذن كتير من المدرسين بتوعي عشان أقدر أروح الحمام .. بدأ يجيلي اﻷلم والصداع اللي خلوني مش بقدر أركز ف الفصل, وكمان جالي إحباط . كرهت نفسي.. كرهت إني كبرت وكرهت الدورة اللي خلتني كبرت. كنت عايزة أرجع طفلة صغيرة .. دا كان أفضل بكتير .. علي اﻷقل مكنتش همشي ب ال "لولو" دي (علي فكرة دا كان أسوأ نوع .. عمره ما كان بيثبت ف مكانه .. نشكر ربنا علي أولويز ألترا بتاعة دولقتي).

بعد سنتين كل حاجة اتغيرت .. معظم البنات كانوا عدوا بالتجربة .. كلهم كانوا فضوليين بالنسبة للي حصلهم. كانت تجربة مأساوية إنك تاخدي الصدمة دي وإنتي ف المدرسة وانتي معندكيش فكرة عن أي حاجة. قليلين اللي أمهاتهم نورولهم الدنيا قبل ما ياخدوا الصدمة .. بس اﻷغلبية كانوا ف التراوة زي .. أغلب اﻷمهات مكانوش أحسن من ماما ف الموضوع دا بالذات. ف الفترة دي إكتشفت إن الدورة حاجة طبيعية بس برضه كان فيه غموض وأسرار.

رحت مكتبة المدرسة عشان أدور علي إجابات لأسئلتي .. وهناك لقيت كنزي: كتاب عن فترة المراهقة. إستعرت الكتاب وفضلت أقرا فيه طول اليوم بعد المدرسة .. معملتش حاجة تاني .. قريته من الجلدة للجلدة .. منمتش ليلتها .. كنت مشدودة جدا .. كإن صندوق بنادورا إتفتح قدامي .. الكتاب إتكلم عن مراحل النمو .. التغيرات النفسية والعاطفية، الحيض، الإستنماء، الهوية الجنسية، كل حاجة كانت بالنسبالي ظلام تام. دا كان اليوم اللي فعلا كبرت فيه .. سبت عالم سمسم ودخلت العالم الحقيقي .. إكتشفت إنه بالرغم من كل التعليم اللي بتعلمه، كل الإمتحانات، المواد الصعبة والدرجات العالية اللي بجيبها .. إكتشفت إني جاهلة. مش بس عندي جهل بالدنيا .. عندي جهل بنفسي. عمري قبل كدا ما فكرت ف حاجات زي مثلا .. إزاي بنكبر؟ (كنت بس بعرف إني كبرت سنة كل ما أطفي الشمع ف عيد ميلادي)، إيه اللي بيحصل لما نكبر ونبلغ؟ إزاي الناس بتتجوز؟ إزاي بيجيبوا أطفال؟ ليه بيجيبوهم؟ إيه الهدف من الحياة؟ إيه هو الشرف؟ وإزاي حد يكون عنده أخلاق؟وأسئلة من دي كتير. فجأة دماغي أتملت أسئلة .. إحتفظت بيها كلها ف دماغي .. مسألتش حد أبدا, وخصوصا الكبار. بقيت مش بثق فيهم .. إكتشفت إن كلهم كدابين .. ف الوقت دا مهتمتش أعرف ليه بيكدبوا .. الناس الكبار الكويسين هما بس اللي بيكتبوا الحقيقة ف الكتب .. الكتب بقت أصحابي المقربين .. عمرهم ما كدبوا علي. (ولسه أصحابي لغاية دلوقتي رغم إني إكتشفت إن فيه كتب بتكدب برضه).
فضلت أقرا طول الوقت .. كنت خايفة إن الحياة قصيرة ومش هتكفي إني أقرا كل الكتب الموجودة ف الدنيا عشان كنت عايزا أقراهم كلهم. كرهي للمدرسة أصبح عنيف .. بقيت هجومية وشرسة مع المدرسين بتوعي .. أهملت الدراسة والمذاكرة .. كنت حاسة إني بعيد عن كل دا .. كنت بفضل إني أدور علي كتب عن المواضيع اللي ف كتب المدرسة عشان أقراها. كبرت فعلا وبسرعة كبيرة .. مفيش حاجة وقفتني .. كنت ببص لأي حد كبير ف عنيه وأحس إننا متساويين .. عندي نفس المعرفة اللي عنده/عندها ومحتفظين بيها كإنها أسرار بتفرق ما بينهم ومابين اﻷطفال. ثقتي بنفسي بقت واضحة لدرجة إن كتير إعتبروني متكبرة (عشان كدا مقدرتش أعمل أصحاب جداد، أصحابي القدام هما بس اللي عارفين الحقيقة وأنا قدرت أحافظ عليهم لغاية دلوقتي). بقيت عنيدة .. عشان معتقداتي مبنية علي حقائق حسستني إني واقفة علي أرض صلبة وإن مفيش حاجة تقدر تهزني .. والدي ووالدتي حسوا إني غير محتملة .. نجاحي كان مخليهم مش قادرين يقولوا أي تعليقات سلبية .. وإذا حصل وقالوا كنت بقف أبصلهم ف عنيهم وأقول: " عايزين إيه؟ أنا ابنه مثالية .. عارفة واجباتي كويس.. وأنا أنجح واحدة وسط زمايلي .. إيه تاني؟ إنتوا بس عايزين تتحكموا في وخلاص؟ عايزين تحسوا بمتعة السيطرة وانكم بتخططولي حياتي؟ أنا مش عروسة ماريونيت, وعمري ما هكون". طبعا بعد ما تسمع بنت عندها 13 سنة بتتكلم بالمنظر دا تتخض .. أنا أحيانا كنت بستغرب وبتفاجئ بقدرتي إني أجيب الإجابة المثالية ف مواقف كتير ..

لما كبرت شوية فهمت حاجات كتير .. كل حاجة بقت بالنسبالي قابلة للتحليل. كنت اصغر واحدة عندها كمبيوتر (وقتها يعني) وكنت بقدر أستخدم كل برامجه باتقان تام. أصريت إني أشتغل ف الصيف .. بابا وماما زعقوا شوية وبعدين وافقوا .. لإني كنت مرتبة كل حاجة. دا خلاني أكثر إستقلالية وأكثر ثقة بنفسي. كل الحواجز اللي كانت محطوطة قدامي بدأت تقع واحد ورا واحد. كوني صغيرة ممنعنيش إني أحقق اللي الكبار حققوه .. قدرت أتعلم، أفهم، أشتغل وأكسب فلوس. كوني بنت موقفش ف طريقي .. كنت أفضل من كل الولاد ف عيلتي (وبعض الرجالة كمان). مفضلتش ف السرير ايام البريود .. حتي لما كانت مؤلمة جدا .. معملتش زي البنات اللي بتبالغ في اظهار تعبها. إكتشفت إنهم بيعكسوا الصورة الإجتماعية ولكن ف الحقيقة هما كويسين جدا. كنت باخد حاجة للصداع ومعاه فيتامينات كانت بتخليني طبيعية جدا. إتعلمت فوايد الدورة وإزاي بتعرفني صحتي عاملة إيه. حتي ساعات كنت بستغلها لمصلحتي .. فمثلا كنت بتحجج بيها عشان أهرب من تمرين اﻷحمال ف الجيم. حبيت فكرة إن جسمي بيشتغل ف دورة منظمة تخليني أحس بأدائه. بعرف إمتي روحي المعنوية هتبقي عالية عشان أستغل الطاقة دي .. بعرف إمتي هيجيلي إحباط وبعرف إن مفيش حاجة غلط .. بعرف إمتي يبقى من السهل استفزازي وبمنع دا.

الرجالة دايما بيتريقوا علينا ويقولوا علي الدورة إنها عائق .. بتخلينا تعبانين ومجانين .. بياخدوها حجة عشان يمنعونا نوصل لوظايف ومناصب عالية ف بلدنا .. دا كله هراء وتفاهة!! ليه عمرنا ما بنسمع الكلام الفاضي دا ف الدول المتحضره؟ ليه مش بيقولوا لرئيسة الوزراء: " إنتي إمرأة، يبقي بتجيلك الدورة وبتخليكي تتجنني، عشان كدا متقدريش تحكمينا". ليه إحنا بس اللي بنتكسف من الدورة؟ كل دا موروث ثقافي وإجتماعي ملوش أي علاقة بالواقع. الدورة الشهرية كانت أحد اﻷسباب اللي خلتني أتقدم ف الحياة .. إنتي كمان خليها تساعدك بنفس الطريقة.
البوست بالنجليزية:
All posts are translated by The Alien

الكثير من الحب سوف يقتلك


أغنية جميلة لفرقة كوين .. بفتكرها دايما كل ما أنسي نفسي وأنا بعمل حاجة بحبها. أنا مدمنة شغل، وعلي عكس الناس اللي فاكرة إنها حاجة لازم الواحدة تفتخر بيها، أنا بحاول أتعالج من الموضوع دا. أنا عايزة يكون لي حياة إجتماعية .. عايزة أخرج أكتر مع أصحابي .. عايز أنزل أتسوق وأستمتع بالحاجات الصغيرة ف الحياة .. عايزة أتمشي .. عايزة أقرا روايات أكتر .. عايزة أعمل حاجات كتير بس دايما بخليهم يجو بعد الشغل.


كفاية كلام عن اﻷمنيات .. السبب اللي خلاني أختار اﻷغنية دي كعنوان للبوست هو إني بشوف بنات كتير صغيرين ممكن يوصل بيهم الحال إنهم يدمروا حياتهم تحت اسم الحب. أنا مش ضد الحب، أنا حتي مش ضد الحب المجنون أو الحب الرومانسي الفظيع .. سميه زي ما تحبي .. اللي أنا ضده هو الفهم الغلط للحب، الحب المدمر اللي بيشقلب حياتك وإنتي بتطاردي وهم.


خليني أوضح أكتر شوية، أكيد أغلبنا مرينا بالتجربة اللي بنسميها "الحب اﻷول"، لما كنتي ف سن المراهقة ولقيتي نفسك من غير تفسير وقعتي ف واحد عكسك تماما ف كل حاجة، فاكرة؟ بتقضي شهور وممكن سنين ف العلاقة دي عشان بس تكتشفي إنها كانت كلام فارغ .. مجرد تدريب لمشاعرك الجديدة .. حاجة كدا عشان تأهلك انك تبدأي حياة فيها طرف آخر. إنتي كنتي بس عايزة تعرفي الدنيا بتبقي عاملة إذاي وإنتي ف علاقة حب. الشخص اللي كنتي بتشوفيه زي الملاك اللي نقصه جناحين، دلوقتي إكتشفتي إنه حد تافه، حد عمرك ما هتنجذبيله دلوقتي لما يحصل إيه. غريب جدا إن اللي كنتي فاكره إنه أصدق إحساس يتحول ويتكشف إنه مجرد وهم. حتي معاناتك من جرحك بعد الفراق, دلوقتي بقيت حاجة سخيفة، حاجة تضحكي عليها مش تأسفي ليها.


كتير بتقري ف الجرايد عن بنات بتهرب مع البوي فرندز، أو بنات بتتجوز بحتة ورقة أو ياخدو عهد علي بعض ف السر. البنات دول إتحبسوا ف التجربة دي ومش قادرين يشوفوا أي حاجة بعدها. ف الغالب البنات دول تربيتهم كانت ظالمة وقاسية، اهاليهم ميقدروش يتخيلوا إن بنتهم الصغيرة ممكن تكون بتحب ولد حتي ف أحلامها. البنات دول، مشاعرهم المكبوتة مع غياب التوجيه والظهور المفاجئ للمشاعر اللي بيحصل ف السن دي، كل دا بيكون السبب في وجود تركيبة سامة بتسمم عقولهم وبتخليهم ياخدوا القرارات القاسية دي من غير حساب للعواقب. طبعا ملوش لزمة نتكلم ف تفاصيل اللي بيحصل بعد كدا عشان كلنا عارفين.


مع ذلك، مش بس البنات المراهقات هما اللي بيقعوا ف الفخ بالطريقة دي .. ساعات بنشوف ستات ناضجين بس مش ناضجين لما الموضوع يبقي ليه علاقة بالقلب : ستات تلاقيهم على علاقة برجالة أقل منهم بكتير، ستات بيعملوا حاجات غبية بسبب الحب، بيبقوا عارفين إن الراجل بيلعب ويتسلي ومع ذلك تلاقيهم مصرين يكملوا ف العلاقة، ممكن يوصل بيهم الحال إنهم يفقدوا شخصيتهم عشان اللي بيحبوه، مستعدين يضحوا بكل حاجة في مقابل ولا حاجة، ستات مستعدين يتحملوا المسؤلية كاملة (بما فيها المسؤليات المادية ف حالات كتير) عشان الحب، ستات بيخرجوا ويقابلوا رجالة متجوزين، بيتحجبوا من أجل الحب(أنا بشوف منهم كتير اليويمن دول)،بيسيبوا شغلهم عشان يبسطوا اللي بيحبوهم، ستات بيسيبوا نفسهم للاستغلال باسم الحب .. لسته ملهاش أخر.


دايما بسأل ليه؟ كل ما أشوف واحدة من البنات الحلوين المتعلمين كويس وألاقيها فجأة إتعمت وعلى علاقة بحد واضح جدا إنه غير مناسب، دايما أسأل ليه؟ أنا سمعت قصص كتير عن الموضوع دا من ستات بتحاول تفسر اللي هما فاكرينه السبب (ف الغالب لما الموضوع ينتهي)، بس عمري ما إقتنعت. أغلبهم هيرمولك المثل المشهور "الحب أعمي" وكإنه شارح نفسه. كتير منهم بيقولوا "إنا كنت منجذبة للشخص ده جدا, لدرجة إني كنت فاكرة اني مقدرش أعيش من غيره". وكتير بيقولوا إنهم إتخدعوا لإنه كان ممثل هايل. ستات تانية بيقولوا إنهم بذلوا مجهود ووقت وإستثمروا كتير ف العلاقة ودا خلاهم يقاوموا فكرة إنهم ينهوها (دول نوعا ما صرحا مع نفسهم)، وساعات كتير بتسمع حاجة ساذجة زي "أنا كنت فاكراه بيحبني، هو قال إنه بيحبني، ايه اللي يخليه يكدب؟".


علي فكرة، أنا بقرا العيون كويس جدا. هو أنا مقلتلكوش علي الموضوع دا قبل كدا؟ طيب .. عشان بس تسجلوها عندكوا، أنا جامدة جدا ف الموضوع دا.


اللي أنا شفته ف عنين الستات دول كان قلة ثقة بالنفس. هو دا السبب، مفيش غيره. بس هما مش بيحاولوا يبذلوا المجهود ويفتشوا جواهم عشان يعرفوا فين المشكلة. عشان كدا دايما تلاقيهم بيكرروا نفس الغلطة وكإنهم متعلموش أي حاجة من تجاربهم القديمة. دايما بيكرروها ويقولوا لنفسهم "الشخص دا مختلف"، ولما يتكرر نفس السيناريو تلاقي البنت بتقول "أنا حظي كده, دايما أقع ف الشخص الغلط"، مش بيقدروا يعترفوا لنفسهم إن عندهم مشكلة. رغم كل صفاتهم الهايلة بيسمحوا انهم يتخدعوا .. طبعا مش بطريقة مباشرة بس عن طريق إنهم يعيشوا ف الوهم وينكروا الحقيقة.


أغلبنا إتربينا بطريقة خليتنا منحسش بالإمان. لو فعلا مهتمين إننا نلاقي حل يبقي لازم مننكرش إن فيه عندنا مشكلة. التربية والمعاملة اللي أخدناها من المجتمع عملت فراغ جوانا. إحنا بنحاول نعالج الفراغ دا بإننا بنثبت إن عندنا كتير نقدمه، حتي لو هنقدمه للشخص الغلط. بنضعف قوي لما حد يبين إنه مهتم بينا، خصوصا لو عنده شوية مقومات تخليه جذاب: إنه يكون وسيم، غني، ناجح، دمه خفيف .. حاجات من دي. الصورة الإجتماعية للمرأة اللي دايما بيحطوهالنا هي إنك عشان تبقي مكتملة لازم يكون فيه راجل جنبك. أغلبنا هيبالغوا ف بذل المجهود عشان يحافظوا علي الراجل دا. أغلب البنات بيعتبروا الراجل اللي بيحبهم (أو اللي بيدعي إنه بيحبهم) هو أحسن راجل ف العالم، عشان كدا تلاقي البنت بترضي ومش بتسعي لأي شئ أفضل. مش بتهتم إنها تختبره، مش بتاخد وقت لغاية ما تحلل وتفهم تصرفاته وكلامه. هو أحسن راجل أدام هو بين إنه مهتم بي. دا اللي بيخلي البنت تنيم كل مخاوفها. كل همها بيبقى إنها تكسبه ليها، تلبس الدبلة بتاعته.


يابنات، لو فاكرين إن الحظ هو دايما السبب ف إنكم تقعوا مع الرجل الغير مناسب، من فضلكوا فكروا تاني. لو فاكرة إن الحب أعمي وإن الطريقة الوحيدة إنك تحبي واحد هو إنك تخسري حبك لنفسك، ف إنتي غلطانة. الحب زيه زي أي مشاركة، خد وهات. لو الحب من طرف واحد، حد دايما بيدي وحد دايما بياخد، يبقي دا مش حب, دا فشل. خليكي غالية عند نفسك ومترضيش أبدا بأقل من اللي تستحقيه. دي حياتك
إنتي, متضيعيهاش.
البوست بالانجليزية
Translated by The Alien

Tuesday

يا ست البيت يا مصرية


عمرك تخيلتي نفسك، بعد كل اﻷيام اللي سهرتيها وقعدتي من غير نوم لما خلاص كنتي علي وشك يجيلك إنهيار عصبي عشان تنجحي ف الإمتحانات كل سنة.. بعد ما ضهرك انحنى علي مكتبك عشان تذاكري وتجيبي مجموع عالي ف الثانوية العامة.. بعد ما أخيرا حجزتي مكان ليكي ف جامعة محترمة .. بعد ما قضيتي السنين بتعافري مع المرور والزحمة عشان تروحي محضراتك ف المعاد .. بعد ما صارعتي الدكاترة المتوحشين والكتب اللي هتفرقع من كتر ورقها .. بعد ما أخيرا مسكتي شهادتك بين إيديكي .. عمرك تخيلتي نفسك تكوني ست بيت؟


متقوليش كلام زي: "لا، مستحيل .. أنا مش مجنونة عشان أعمل كدا .. أنا عايزة أشتغل وأي حد يقرر يتجوزني لازم يفهم كدا" ، عشان كل البنات اللي إنتهت بيهم العملية ف البيت مكانش دا حلم طفولتهم. ولو سمحتي متقوليش: "أنا أستحق شوية راحة بعد كل المعاناة دي" عشان إنتي مكنتيش بتتعذبي إنتي كنتي بتتعلمي .. ولو إنتي مش مقدرة علمك ده, يبقي إنتي متعلمتيش حاجة. وأرجوكي متقوليليش: "ليه ﻷ؟ لو جوزي غني ونقدر نعيش مستريحين بمرتبه يبقي ليه أشتغل؟" عشان الناس مش بتشتغل بس عشان الفلوس .. دا حق المجتمع إنه يستفاد من قدراتك ولإنه حاجة نفسية مهمة عشان تحققي ذاتك.


سؤال بيتسأل كتير ف الفترة اللي فاتت: "فين كل البناتاللي كانوا طالبات متفوقات؟ فين البنات أوائل الثانوية العامة؟" حقيقة إن معظم الطلبة المتفوقين واﻷوائل ف الكام سنة اللي فاتوا كانوا بنات خلت ناس كتير تسأل عن مصير العباقرة دول. كل الطالبات دول اللي صورهم ملت الجرايد، اللي إتعمل معاهم برامج ف التليفزيون، اللي ملوا الدنيا بأمالهم وأحلامهم للمستقبل .. كلهم بعد كدا إختفوا.


في تحقيق عملته جريدة مستقلة وجدوا إن حوالي 80% من البنات دول انتهى بيهم الحال دلوقتي انهم اصبحوا ستات بيوت .. وإن الباقيين شغالين ف وظايف روتينية مفيهاش أي تحدي ومش محتاجة أي موهبة خاصة، ودا عشان الوظايف دي مواعيدها مناسبة ليهم ك "أمهات عاملات"! دا المكان الي بينتهي فيه البنات المميزين ف البلد دي. ف بلد ف العالم التالت المفروض إنها محتاجة لكل عقل عشان يطلعها من الخندق اللي محشورة فيه. ف بلد نص سكانها أميين. ف بلد بتحارب من أجل التطور عشان تهرب من كماشة الفقر. ف بلد مش بتصنع أي صناعات ثقيلة أو أدوية أو أي أدوات تكنولوجية. ف بلد بتهاجمها الأمراض. ف بلد بتغرق ف ظلام التعصب والجهل الديني.


ف رأيي البنات دول نوعين:
متخاذلات .. هما ببساطة مش محترمين المعرفة ولا الموهبة اللي عندهم. مش مهتمين بمستقبل بلدهم. مش عايزين يكون ليهم أي دور ف تغيير مجتمعهم. مش أذكيا بجد, انما كانوا دحاحين. هما بنات معندهمش أي شخصية أو أهداف، هما بس جابوا درجات عالية عشان يسعدوا أهاليهم وعشان يفتخروا بيها. بلدنا بتضيع فلوسها عشان تعلم البنات دول وتوفرلهمفرص للنجاح عشان ف اﻷخر وبعد التخرج يجرجوا ألسنتهم ويقولوا: "خلاص، اللعبة إنتهت، إحنا هنقعد ف البيت عشان لقينا العرسان المثاليين اللي مصدقين إننا أذكيا ومتفوقات .


منومات مغناطيسيا .. المجتمع وأزواجهم خدعوهم وأقنعوهم إن دورهم كزوجات وأمهات كفاية. سمعوها وبيسمعوها دايما .. إن اﻷم الكويسة بتخدم مجتمعها لما تهتم بالجيل الجديد. يافرحتي بالجيل الجديد! .. ومش مهم لو الجيل الجديد ملقاش تعليم محترم .. مش مهم لو الجيل الجديد عاني من الفقر والمرض .. مش مهم لو الجيل الجديد ملقيوش شغل .. مش مهم لو حسوا بالعار إنهم إتولدوا ف البلد دي .. مش مهم لو إكتشفوا إنه مستحيل يحققوا أي أحلام .. مش مهم. المهم إننا نجيب الجيل الجديد وخلاص .. نسيبهم يبقوا زي ما هما عايزين بقى .. نسيبهم يشحتوا ف الشوارع .. نسيبهم يتعاطوا مخدرات .. نسيبهم يهاجروا من البلد أو يموتوا ف مركب عشان يوصلوا أوربا .. نسيبهم ينتحروا لما يفقدوا اﻷمل .. نسيبهم يبقوا إرهابيين .. نسيبهم يمشوا ف الشوارع من غير هدف عشان يضيعوا الوقت .. نسيبهم يتحرشوا بالبنات ف المواصلات العامة عشان معندهمش أمل إنهم هيقدروا يتجوزوا ف يوم من اﻷيام .. نسيبهم ياخدوا دورهم ف إنهم يجيبوا جيل جديد بائس أخر .. مش هي دي الحياة؟


سواء مستسلمين أو منومين مغناطيسيا، البنات دي، اللي هما ستات دلوقتي، بيتحولوا إلي ستات بيوت بائسات. بيقضوها حياتهم كلها وهما بيحاولوا يسعدوا أهلهم وبعدين أزواجهم .. معظمهم مش مدركين إن ملهمش حياة خاصة بيهم. هما دايما الي بياكلوا الكحك المحروق؛ هما اللي دايما بييجوا ف اﻷخر. متعلموش يقدروا نفسهم أو عقولهم، عشان كدا مش بيقدروا يقدروا الدور الإيجابي للمجتمع. بيعيشوا ف قوقعة صغيرة, اللي هي العيلة, من غير ما يهتموا يعرفوا إيه اللي برة. بينفذوا اللي بيتقالهم، هما القطط الصغيرة المطيعة ف البيت. بينتهي بيهم الحال كأمهات وحيدات ودا عشان أزواجهم مش هيفكروا يساعدوهم لا ف البيت ولا مع اﻷطفال. يعني هي بتعمل إيه وهي قاعدة طول اليوم ف البيت؟ هي دي شغلتها .. خليها تتصرف ف كل حاجة. ولو حاجة مشيت غلط يبقي هي بس اللي تتلام. هي موجودة عشان اﻷطفال 24 ساعة 7 أيام ف الاسبوع .. فلازم اﻷطفال يجيبوا أعلي درجات ف المدرسة .. لازم يكونوا محترمين ومؤدبين لما بابا يكون ف البيت .. لو مرة عملوا حاجة غلط يبقي دي غلطتها. اﻷب ف الحالة دي بيكون البنك. هو برة البيت بيعمل فلوس عشان اللي معتمدين عليه ف البيت. كونه البنك اللي بيصرف معناه إن من حقه يلاقي كل حاجة زي ما هو عايزها، ومش مهم إذاي، دا مش شغله. هو بس بيصرف ومش مهم خالص يعرف أي تفاصيل .. مش بيهتم إنتي قعدتي كام ساعة ف المطبخ عشان تحضريله اﻷكل .. هو بس مهتم إن اﻷكل طعمه مش حلو. كل حاجة لازم تمشي تمام . .إنتي موجودة عشان كدا .. هو دفع كل الفلوس بتاعت البقالة عشان ياكل أكلة تمام .. وإنتي اللي بوظتيها.


ستات البيوت البائسات دول هيكبروا مرهقين وحاسين بالمرارة .. وإحساسهم دا هينعكس علي كل حاجة حتي لو كانوا بيبذلوا أقصي ما عندهم عشان يرضوا الكل. السبب إنهم بينسوا يرضوا أهم شخص: نفسهم. مع مرور السنين، بيبقوا تخان، مبهدلين, عيانين، سطحيين, عصبيين، بيضمحلوا ومش بيقدروا يحسوا بالسعادة، مش بيقدروا يحسوا بقيمة الحياة، مش بيقدروا يتواصلوا مع أطفالهم، مش بيقدروا يسعدوا أزواجهم ولا بيقدروا يمارسوا الحب، مش بيقدروا يمارسوا هواية أو يكون ليهم إهتمامات بجد. بيضيعوا وسط تفاصيل كل يوم وبيبقي أفضل وقت بالنسبالهم هو وقت الفرجة ع التليفزيون. أجازة أخر اﻷسبوع بتبقي كابوس، عشان الزوج موجود وعمال ينقد ويتكلم علي كل حاجة طول اليوم. خروجة للنادي بتتحول فيها لحارس للولاد. بتخرج عشانهم وهي مش بتستمتع بأي حاجة. أجازة الصيف بتبقى هم اكبر: بتشيل هم توضيب الشنط، تنضيف الشاليه، أخد لعب وساندوتشات الولاد للشط، بتراقبهم ف المية وهما بيلعبوا مع باباهم (إيه؟ انتوا عايزينها تلبس مايوه وتنزل الميه معاهم؟ خليها بس تتفرج أو تقرالها مجلة فضايح)، بعد كدا تحمي الولاد، تحضر اﻷكل للسباحين الجعانين، وتحضر وجبات خفيفة للعشا، تغسل المايوهات والفوط، وهكذا. مش بتستمتع بدقيقة واحدة ف كل الوقت دا، هي بس موجودة عشان تخليهم يستمتعوا، هي بس موجودة عشان يتبسطوا ف الوقت اللي هي مربوطة بكل التفاصيل اللي بتضيع وبتستهلك حياتها.


بصوا حواليكوا .. هتلاقوا الزوجات البائسات دول ف كل مكان .. هما الصورة المثالية للمرأة المصرية .. هما اللي بيتوجه ليهم كل الإنتقادات في حين إنهم بيضحوا بكل شئ في سبيل الناس اللي بيحبوهم. أختك ممكن تكون واحدة منهم لو ما أخدتش بالك منها وهي بتتحول لمتخاذلة أو وهي بتتنيم مغناطيسيا. مامتك ممكن تكون واحدة منهم وهتلاقيك بتلومها علي كل حاجة ومنها إن التيشرت بتاعك مكانش نضيف لما إحتاجته. مراتك ممكن تكون واحدة منهم لو إنت بأنانية بتسعي إنك تخليها صورة من مامتك. (أغلب الرجالة ميعرفوش الفرق بين دور اﻷم ودور الزوجة، عشان كدا بيكونوا ساذجين جدا وهما بيبدأوا أسرتهم الخاصة. بيبقوا عايزين أم تانية يعتمدوا عليها مش شريك يشاركوه حياتهم.) بنتك ممكن تكون واحدة منهم لو إنت بتمثل لها المثال الغلط وبتخليها تضحي باللي هي ممكن تكونه في سبيل اللي المجتمع عايزها تكونه.


تغيير الصورة دي ف إيدينا .. بدل ما نملا الواقع بتاعنا بهؤلاء الزوجات البائسات خلونا نقدملهم حاجة مختلفة. خلونا نعلم البنات تحب نفسها ويعرفوا إمكانياتهم الحقيقية. خلونا نبني ثقتهم ف نفسهم ونشجعهم يحققوا أهدافهم. خلونا نعلمهم إذاي يكونوا مواطنات صالحات عشان يشاركوا ف تطوير بلدهم. خلونا نتكلم مع كل البنات اللي نعرفها عن قيمة العمل وإذاي بيأمن مستقبل أفضل ليهم كأفراد وكمان كأعضاء ف اﻷسرة. بلاش نتساهل مع أي بنت بتتخاذل وخلونا نحسسها إنها بتهرب من مسؤلياتها. بلاش نسيب اللي منيمين مغناطيسيا يعيشوا ف العالم الخيالي بتاعهم خلونا نلهمهم عشان يعيشوا حياة كاملة بجد. كل دا بيبدأ بيكوا .. دلوقتي.


Monday

خطوة لقدام .. خطوتين لورا


لأ، دي مش خطوات رقصة جديدة هعلمهاكوا .. دا حال المرأة اليومين دول. كل ماناخد خطوة لقدام .. نرجع خطوتين لورا.


المشهد الأول:
كان فيه وقت المرأة المصرية كانت واخدة وضعها ف كل مظاهر الحياة. دلوقتي بنحكي ف حاجات أولية زي عمل المرأة .. بعد كدة تلاقي شخص مجنون يطلع يقول إن المرأة المفروض ترضع زمايلها ف الشغل عشان تشتغل معاهم ف نفس المكتب! إيه الدماغ المريضة دي؟ ليه فيه رجال دين كتير بتستحوذ عليهم فكرة المرأة والجنس؟
المشهد الثاني:
مش من بعيد قوي البنات كانوا بيروحوا الجامعة لابسين ميني جيب وبلوزات كت من غير مايكونوا عرضة لأي تحرشات. كان الكل بيحترمهم. كانوا بيركبوا المواصلات العامة. كانوا بيمشوا ف الشوارع. كانوا بيختلطوا مع زمايلهم الرجالة. مع كل دا محدش كان بيجرؤ حتي ينتقدهم! دلوقتي، مش كفاية إنك تلبسي بإعتدال، لازم كمان تغطي شعرك، وبرضه توقعي إنه يتم التحرش بيكي ف أي وقت، ومش بس بالكلام، دا تحرش جسدي كمان. ولو إشتكيتي .. فدايما الغلط عليكي وإنتي الغلطانة .. إنتي اللي شجعتيه، إنتي بتحبي تتعاكسي،امال ليه نزلتي من بيتك أصلا؟!!! ياربي .. فعلا مرض.
المشهد التالت:
البنات المتفوقين كان بتجيلهم بعثات وكان أهلهم بيسمحلهم يسافروا برة ويرجعوا بمجيستير ودكتوراه .. إسألوا الدكتورة بتاعتكوا في الجامعة اللي لا من عيلة غنية ولا عيلة ثقافتها أجنبية. دلوقتي البنات يبوسوا الإيدين لو إتسمحلهم يقدموا علي دراسات عليا جوه مصر, تخيلوا بقى لو بس جابت سيرة السفر برة .. كلام عن إنك هتبقي مشغولة جدا لدرجة إنك مش هيبقي عندك وقت تتجوزي! .. مفيش راجل هيرضي يتجوز واحدة معاها درجة علمية أعلي منه! .. مفيش راجل هيبص لواحدة كانت عايشة برة لوحدها سنة ولا أكتر! مفيش راجل، مفيش راجل، مفيش راجل .. عنوا م بقى فيه, يروح ف ستين داهية اللي مش عاجبه ده!
مشهد محزن وار التاني .. قاعدين نرجع لورا. إنسوا حركة تحرير المرأة .. إحنا رجعنا لأول الطريق! عايزين يودونا فين تاني؟ خلاص وصلنا القاع .. وبرضه مش كفاية بالنسبالهم .. عايزنا نحفر قبورنا بإيدينا!

Wednesday

رجال خارج الغابة


الغابة هي الجنة اللي بيتمناها كل الرجالة .. هي البيئة المثالية ليهم. ميقدروش يعيشوا بعيد عن حياة الصيد والمغامرة والإستفادة من قوتهم العضلية. هو دا اللي بيحسسهم بالرضا والفخر. دا اللي بيخليهم يحققوا أعظم الإنجازات ويوصلوا لأكبر متعة. الرجالة عايزين يصارعوا الوحوش ويصطادوها للأكل. الراجل محتاج يتخانق مع راجل تاني علي واحدة ست عشان يعرف مين الأقوى ومين اللي يستحق الجايزة. عشان كدا طبيعتهم البربرية بتمنعهم من الإستمتاع بالحياة المتحضرة .. اللي فيها الأنسان بيتوزن بدماغه مش بعضلاته! هما ميقدروش يتعاملوا مع دا. ساعات بيصعب علي الرجالة انهم يصدقوا إن أيام الغابة خلاص راحت .. دلوقتي ميقدروش يتنططوا من شجرة لشجرة أو من ست لست .. ميقدروش يخرجوا يجربوا قوتهم ويرجعوا البيت بعد ما يكسروا أسهم منافسينهم .. ميقدروش يطلعوا يصطادو عشان يثبتوا شجاعتهم ويسمعوا كل أعضاء اﻷسرة الجعانين يهنوهم لما يرجعوا باﻷكل .. كل اﻷيام الحلوة دي إنتهت.

الرجالة مش قادرين يقبلوا الحقيقة .. لسه عايشين ف اسطورة إنهم منقذين العالم وحماة نص سكان العالم, اللي هما المخلوقات الضعيفة الغلبانة اللي اسمهم ستات. إذاي الستات هتعيش من غير الرفقاء الأقويا دول، بأجسامهم القوية وزئيرهم العالي اللي بيخلي اﻷعداء يبعدوا؟ إذاي نقدر نستمر ف الحياة من غير ما يكون جنبنا راجل يحيمنا؟



مش قادرين يصدقوا إننا مش عايشين ف الكهوف خلاص .. بسهولة تقدري تشتري أو تأجري شقة بباب جامد وقفل متين .. فيه خدمة كويسة اسمها البوليس تقدري تبلغي عن الرجالة الاشرار وتخليهم يدخلوا السجن. فيه مجتمع متحضر الناس فيه بتشتغل ف مكاتب باللي إتعلموه واللي قدراتهم الذهنية وإمكانياتهم تؤهلهم ليه. أحسن ناس ف المجتمع دلوقتي هما أكتر ناس ناجحين ومبدعين, مش اﻷقوي واللي بنيانهم أكبر. الصيد والمصارعة بقوا ألعاب لوقت الفراغ مش طريقة تكسب بيها عيشك. الستات بتختار شركائهم بناء علي أسباب منطقية وعاطفية .. هما مش عايزينك تصطادهم عشان تستمتع بفوزك المزيف. لو واحدة ست إختارتك، فدا مش بسبب دهائك الفظيع ولاكونك صياد ماهر .. دا ببساطة لإنه قرارها. ممكن تسيبلك وقت تمارس فيه كل اﻷلعاب اللي إتعلمتها ف الغابة .. عشان هي تتسلي وكمان إنت ترضي غرورك. وممكن كمان تكملك الأسطورة لما تقلك كل الكلام اللي راجل الكهف بيحب يسمعه: "إنت أول حب ف حياتي" ، "إنت أحسن راجل ف الدنيا" ، " إنت الوحيد اللي قدر يفوز بقلبي" .. وكل الكلام الفارغ دا.

الرجالة بيشتكوا من إن البنات مش صريحين وواضحين معاهم وإنهم دايما بيكدبوا عليهم. طب شوفوا ليه .. إنت عايش ف عالم خيالي ورافض تنزل علي اﻷرض وتعيش كإنسان .. لو البنت إترقت ف الشغل بتتجنن .. لو البنت جريئة وقالت إنك عاجبها وبينت إنها مهتمة بيك، الصيدة بتاعتك هتبوظ وتروح تدور علي صيدة جديدة أصعب (أو اللي إنت فاكرها صيدة أصعب) .. لو البنت إتكلمت وعبرت عن اللي بيدور فدماغها هتعتبرها سهلة وتعاملها من غير إحترام .. لو البنت قالت إنها مش محتاجة حماية هتتخيل إنها بطلة أفلام جنس.

أنا بحزن جدا لما بشوف إن الرجالة مش قادرين يعيشوا برة الغابة .. بس برضه بحذر من إننا نخدعهم ونخليهم يصدقوا إن قوانين الغابة هي اللي لسه بتحكمنا دلوقتي. الإستمرار ف دا كان السبب ف كوارث كتيرة على المجتمع كله. أنا عارفة إنه هتجيلهم صدمة عصبية لما يواجهوا الحقيقة .. إن ميزتهم الوحيدة (القوة العضلية) ملهاش فايدة ف العالم دلوقتي .. مسدس صغير يقدر يقتل ألف راجل .. الست تقدر تدافع عن نفسها كويس قوي من غير بودي جارد. وإن التغيير من ست لست بقه اسمه ف كل قواميس العالم خيانة. أنا أسفة ياولاد .. بس أحسنلكم تواجهوا الحقيقة

Tuesday

إمرأة للحب


هي المرأة في ماضي كل رجل مصري .. هي الموجودة ف الظل .. هي اللي مستخبية ف خياله وذكرياته. هي المرأة الملعونة عشان هي ذكية أو موهوبة أو مستقلة أو جريئة أو جميلة. هي جذابة ومميزة. هي اللي مش ممكن معاها تحس بالملل .. واللي معاها تقدر تعمل حوار بجد. ممكن تكون مرحة وعندها رد فعل سريع ولطيف .. ممكن تفهمك من نظرة .. وممكن تدخل جواك ف غمضة عين .. هي كل اللي بيحلم بيها كل رجل ..ولكن للحب، للحب بس ومش لحاجة تانية.

أول لما يبقي الموضوع تكوين عيلة .. الرجل بيغير كل تفكيره تماما. يبقي عايز الخاضعة، الخجولة، المحافظة، المحجبة، التابعة، وأهم شئ المطيعة. بيبقي عايز واحدة عمرها ماتقدر تكون مساوية ليه أو تمثل أي تحدي لعقله. بيدور علي وحدة تكون مولودة للبيت، ملهاش أي طموح، ملهاش أي أفكار خاصة بيها، وأكيد من غير أي شخصية مستقلة. بيدور علي أمه، اللي كانت دايما موجودة عشان تخلي بالها من الكل ودايما ناسية نفسها.

مدهش إذاي نفس الراجل بينسي حبه القديم وكل حاجة كان بيحبها ف المرأة. بريق الذكاء ف عنين المرأة دلوقتي بيشوفه مخيف. إذاي يقدر يعيش تحت سقف واحد مع النمرة دي؟ إذاي يقدر يروض إمرأة عندها شخصيتها المميزة وتفكيرها المستقل؟ هي بتمثل تهديد لرجولته. عمرها ما هتمارس الرضوخ اﻷعمي زي مامته وجدته. وأكيد هتسبب مشاكل.

بس هل العوامل دي تخليها مش مناسبة تكون زوجة؟ أنا متهيألي إنه في مجتمعنا اللي بيقوده الرجال اتحكم عليها انها غير مناسبة. الزوجة المصرية ليها صورة محددة .. الموضوع زي قالب .. لو المرأة مش راكبة عليه يبقي مينفعش تكون زوجة. لو فعلا عايزة تاخد هذا "الشرف"، لازم تتخلي عن كل مميزاتها وتخضع لمتطلبات المجتمع. لازم تكون المرأة المثالية اللي مش بتهتم غير بالطبخ، التنضيف، إسعاد الزوج وإنها تجيبله أطفال. لازم تتبع خطي السيد ومتاخدش أي قرارات من نفسها. لازم توافق إنها أقل منه ف كل حاجة. ولازم تربي أطفالها الولاد وتفهمهم إنها هي وإخواتهم البنات أقل منهم.

أذا فهو قدر المرأة إنها تعيش حياة كلها تضحية .. تضحي بنفسها، شخصيتها، أحلامها، طموحها، إنسانيتها أو إنها تضحي بحبها، حقها ف إنها تكون أسرة وحقها في الأمومة. إختيارتها محدودة ف إنها تكون إمرأة للحب أو زوجة مطيعة. مع اﻷسف المرأة في مجتمعنا مقيدة بواحد من الحاجتين .. يا ده يا ده .. لكن مش الإتنين.

Saturday

يا رجال العالم.. سيبوه شوية

في بوست قبل كدا أنا ناقشت كتاب تنبأ بنهاية الجنس الذكوري .. المرادي أنا مش هتكلم عن الفشل البيولوجي للرجال والحاجة لانقراضهم في الحفاظ علي التوازن البيئي. أنا هتكلم عن الجانب الإجتماعي .. ليه المجتمعات تدهورت في ظل سيطرة الرجال.
من زمان قوي ... المرأة كانت بتقود كل المجتمعات ودا اللي بيعلمهولنا علم الأنثربولوجي أو علم الإنسانيات. المرأة كانت قائدة العشيرة, اللي كانت ف الغالب أفراد عائلتها وأطفالها .. ودي كانت بداية ما يسمي "مجتمع". المرأة كانت قادرة علي حماية عشيرتها ، تنظيم حياتهم ، توفير إحتياجاتهم, وكمان تعليمهم مهاراة مختلفة. مفكرتش أبدا ف أذية أي حد من أي عشيرة أخري .. مفكرتش أبدا إنها تخلي الرجال عبيد لنساء العشيرة .. فكرة التملك نفسها مكانتش موجودة. الموارد والثروات كانت موجودة وللكل .. ( الساسة بعدين عرفوا فكرة الحيازة أو الملكية انها نشأت بسبب زيادة عدد البشر في مقابل قلة الموارد, بس دا مش موضوعنا ) .. اللي أنا بتكلم عنه هي فترة من الزمن كانت المرأة فيها بتقود المجتمع بنجاح من غير أي أنانية أو أطماع ف السيطرة. اللي حصل بعد كدا إن الرجالة كانوا دايما بيبصوا علي جيرانهم ... مواشيهم, محاصيلهم, نساءهم ... الخ .. بعد كدا يروحوا يحاربوهم عشان ياخدو الحاجات دي بالقوة .. هنا ظهرت فكرة حق الملكية .. ظهر مبدأ دا ملكك ودا ملكي .. من وجهة النظر دي, وبما إن الرجالة كانت شغلتهم هي سرقة الحاجات وإمتلاكها, وطبعا دا يشمل النساء .. هنا قرر الرجال إنهم المفروض يحكموا أفراد مجتمعاتهم الجديدة.
ف النظام القديم المرأة كانت عارفة أطفالها لإنها هي اللي بتحمل وتنجب .. ع الناحية التانية الراجل مكانش عارف علاقته المباشرة باﻷطفال دول .. هو كان بينام مع إمرأة ويبعد .. بعد 9 شهور المرأة بتلد طفل .. محدش كان فاهم إن الراجل كان ليه دور ف اﻷطفال دول. ف النظام الجديد .. المرأة كانت مضطرة تقنع الرجل بإن الولاد دول ولاده هو كمان .. عشان يحميهم ويوفر إحتياجاتهم .. لأن الرجل أصبح هو اللي بيملك كل شئ وهو اللي بيقود العشيرة .. عشان كدا مصير اﻷطفال دول ف إيديه .. المشكلة هي إذاي اﻷم تقنع الرجل إن الولاد دول أولاده.
إمرأة ذكية إخترعت فكرة الحاق اسم الطفل باسم أبوه .. وتروحله تقله إن دا طفلك وليه نفس اسمك هو لك وإنت تملكه. طبعا الفكرة عجبت الرجالة .. النظام الجديد بيمكنهم كمان يتملكوا أطفال بتحمل اسمهم, وكمان هيقدورا بعدين يساعدوهم في تنفيذ خططهم للسيطرة ( الحروب, السرقة, وبناء مساكن جديدة). الرجالة شافوا اﻷطفال علي إنهم ميزة عشان كدا بدأو يبقوا كرماء مع المرأة اللي تجبلهم أطفال كتير .. بعدها فكروا يمتلكوا اﻷم كمان .. هي مصنع اﻷطفال والمفروض محدش يشارك الرجل فيها. الراجل لازم يكون متأكد إنه بيربي أولاده اللي من دمه .. ولو حصل إن الأم لعبت بديلها بتتطرد من العشيرة وأولادها بيتحرموا من حمل اسمه.
بعد كدا أصبحت فكرة نقاء الدم هاجس قوي .. وأصبحت المرأة مقيدة بعشيرتها .. مش هيخرجوا ف رحلات استكتشاف زي أيام زمان .. مش هيقدروا يخرجوا يستكشفوا اﻷرض ويزرعوا الحبوب زي ما كانوا متعودين (علي فكرة الستات هما اللي إكتشفوا أسرار التربة والنباتات ، هما اللي إكتشفوا الزراعة). دلوقتي بقت كل المهام والوظايف اللي خارج البيت بيأديها الرجال .. هما اللي هيزرعوا ويجيبوا المحصول البيت عشان الستات تخزنه و تجهز اﻷكل .. الستات قعدوا ف البيت بس عشان الإنجاب و إطعام اﻷطفال والمواشي .. يالها من حياة مثيرة!
بس الى أي مدى كانوا الرجال ناجحين في قيادة مجتمعاتهم؟ .. النظام دا هو اللي بنسميه دلوقتي الناظم اﻷبوي .. اللي فيه الرجالة بيتحكموا ف كل حاجة من غير ما يسيبوا أي مساحة لأي حد تاني. السيطرة والهيمنة الكاملة للرجال خلتهم يسيطروا علي المرأة مش بس ماديا لكن معنويا ونفسيا كمان.
المجتمعات اﻷبوية عندها نقص جامد ف كتير من القيم الإنسانية .. زي المساواة ، العدالة ، إحترام اﻷخر ، الحرية ، الديمقراطية ، الجمال ، السلام ، التسامح وغيرها كتير. زي ما أنا ناقشت قبل كدا ف بوست Power, Plolitics and gender الرجال أثبتوا هوسهم بحب التحكم والسلطة .. مفيش حاجة بتقف ف وش رغبتهم وشهوتهم .. مهما كان اللي هيسحقوه. هما سكرانين بالسلطة ومش هاممهم إن العالم كله يتحول لشعلة نار طول ما هما واقفين بثبات علي قمة تل الدمار والإنهيار. هما مش مؤمنين بالتطور وإن التغيير بيحصل حواليهم .. عايزين يجمدوا كل حاجة حواليهم وكأنها فيلم فيديو يقدروا يثبتوه علي صورة سي السيد .. عايزين يفضلوا يستمتعوا بكل المميزات من غير ما يشاركوا أي حد فيها .. بيربوا ولادهم عشان يكونوا من نفس النوعية الديكتاتورية, ويربوا بناتهم عشان يكونوا عبيد, وبكدا تفضل دايرة التحكم والسلطة ممتدة من غير ما تتكسر .. بيعملوا غشيل مخ للمرأة عشان يقنعوها إنها متقدرش تعمل حاجة ف الحياة أفضل من إنها تخدمهم هما واﻷطفال.
كل مكان تروحيه هتلاقي راجل يقلك المفروض تعملي إيه .. هما اللي بيحطوا المناهج التعليمية ف المدارس .. هما الكهنة ف الكنايس والشيوخ ف المساجد .. هما المتحكمين ف الإعلام .. هما منتجي اﻷفلام وكتاب اﻷغاني .. هما المؤرخين .. بيسدوا أي مساحة صغيرة تقدري تشوفي منها النور.
عشان مجتماعاتنا تتطور لازم الرجال يبعدوا ويسيبولنا مساحة. هما بالفعل إتسببوا ف خراب كتير بسبب رغبتهم العمية ف التحكم. متتوقعوش إنهم هيرموا كل التاريخ الطويل ده و يتخلوا عن دايرة أجدادهم الخبيثة ف التحكم .. مش هيحصل .. مش هينزلوا عن العرش ولا هيتخلوا عن أساليبهم الظالمة لغاية ما يموتوا .. الحل الوحيد لتغيرر النظام دا هو الثورة .. ثورة لتصحيح اﻷحوال.
بعض الستات السذج مستنين الرجالة عشان يقومولهم بالثورة دي .. تخيلوا قد إيه بعض الستات بقت سخيفة وكسلانة .. عمرك شفتي سيد بيعمل ثورة للعبيد؟ إمتي هنصحي ونفوق؟ إمتي هنخلي مستقبلنا ف إيدينا إحنا ونغير الصورة السودة الموجودة؟ لو مش عشانا إحنا تعالوا نخليها هديتنا للأجيال اللي جاية اللي ميستحقوش ييجوا ويلاقوا العالم زي ما إحنا جينا لاقيناه. عشان مصلحتهم هما خلينا نقول: " يارجال العالم .. سيبوه شوية "

Translated by The Alien

رأس ميدوسا

كانت جميلة .. تبهر الجميع .. كانت كالجائزة المستحيلة .. كالثمرة الممنوعة .. مزيج من سحر النساء .. كانت مصدر الإلهام لكل العشاق
كانت حورية تحولت إلي مسخ مخيف.. أبشع ما صور الخيال البشري عبر التاريخ .. إنها ميدوسا.
كل اللي باقي ونعرفه عنها هو رأسها المخيف .. صورتها وهي بتصرخ صرخة أبدية لما البطل الإغريقي برسيوس نجح في قطعها.
كام واحد منكم يعرف القصة التراجيدية بتاعت ميدوسا؟ الحورية الجميلة اللي كان بيحلم بيها كل اله وكل فان ... عمرها ما خضعت أبدا لأي عرض أو تأثير من أي عاشق أتقدملها عشان يخليها من ممتلكاته الثمينة. كانت بتحب الحياة .. فضلت تخلي جمالها مصدر لإلهام الشعرا والفنانين وتستغني عن الرجال. لكن واحد من الآله الرجال قرر ينهي اللي كانوا شايفينه غرور .. ف معبد أثينا وهي بتصلي وبتشكر الآلهة علي جمالها .. آله البحر بوسيدون إغتصبها.
ميدوسا كرهت نفسها وكرهت العالم .. طلبت من الآلهه إنهم يرحموها ويحموها من الرجالة .. وافقولها علي طلبها .. الآلهه حولت شعرها الجميل لتعابين وأفاعي .. ووشها لجميل إتحول لوش مخيف .. كمان بقي أي راجل يبص لوشها يتحول لصخر. بالطريقة دي إختارت ميدوسا إنها تتخلي عن جمالها في مقابل اﻷمان وإنها تشوف وتستمتع بنظرة الخوف والرعب ف عيون الرجالة وهما بيتحولوا لحجر.
ورغم كل دا برضه مسبوهاش لوحدها .. الملك بوليدستس ملك جزيرة سريفوس كلف البطل الإغريقي برسيوس بمهمة قطع راس ميدوسا .. برسيوس مكنش بطل زي ماهو باين .. هو استخدم خوذة جعلته يختفي وحذاء بأجنحة ودرع بيلمع زي المراية .. بالطريقة دي قدر يبص علي ميدوسا من غير ما يبص لوشها مباشرة .. يعني الموضوع كان سهل جدا .. بس اﻷسطورة حولت برسيوس إلي بطل
عظيم مخافش من ميدوسا مصدر رعب الرجال
.
السبب ف إني باحكيلكم كل القصة الطويلة دي هو إني أوريكم

إن أي إمرأة تتجرأ وتتحدي غرور و غطرسة الرجل .. حتي ولو كان دا عشان حمايتها الشخصية .. مش بس هتنتهي نهاية مأساوية .. لا دا كمان هيكون ليها ذكري تصور الرجال علي إنهم أبطال وهي وكأنها الشيطان. ميدوسا كانت البداية .. تذكرة لكل البنات عشان ميتجرأوش ويفكروا زيها - إنهم يقدروا يستغنوا عن الرجال أو يهددوهم - وكمان تذكرة لكل الرجال إنهم ميسمحوش أبدا لأي إمرأة إنها تتحداهم أو تسببلهم خوف .. وإنه لازم يتم إستئصالها .. راسها لازم تطير وسمعتها لازم تتبهدل .. بذمتكوا الكلام دا مش مألوف بالنسبالكوا؟
كل اللي بيطالبوا بحقوق المرأة الأيام دي بيطلق عليهم ألقاب سيئة .. نظرية المساواة بين الجنسين فجأة أصبحت سيئة السمعة .. عشان كدا مش غريب إن أي إمرأة بتطالب بالمساواة بتوصف بأسواء اﻷوصاف. لو كنتي فخورة بجنسك و مبسوطة بكونك إمرأة فأنتي ساقطة. لو كنتي بتطالبي بتحرير وحرية المرأة فأنتي شيطان يحاول تدمير المجتمع وأخلاقه! أخلاقة .. هههههه. لو كنتي بتسعي لإستقلالك وحقك ف إنك تعيش حياتك وفق قواعدك إنتي فإنتي منبوذة . لو مش عايزة تلبس الحجاب تبقي كافرة. لو عايزة تشتغلي ويبقي عندك مهنة تبقي راجل. لو بتهتمي بقضايا ومشاكل جادة وعايزة تعملي فرق يبقي إنتي مريضة نفسيا.
لكن لو كنتي كارهة كونك إمرأة ومحتقرة جسمك وبتكرري اللي بيقولوه الرجالة عنك تبقي من الفضليات. لو معندكيش أي أهداف جادة ف الحياة فدا منتهي الكمال والمثالية. لو إنتي كسلانة وعايزة تقعدي ف البيت طول اليوم متعمليش حاجة وتعيشي ذى الكائن الطفيلي مستنية راجل يأكلك ف إنتي مرحب بيكي جدا. لو كارهه حياتك ومستنية الموت عشان السكينة والسلام يبقي إنتي متدينة. لو متغطية من فوق لتحت بالاسود يبقي إنتي محترمة. لو مبتعمليش حاجة بناءة فيها إبتكار يبقي إنتي عارفة إنك لازم تسيبي الكلام دا للرجالة .. برافو عليكي. لو معندكيش أي آراء وأفكار شخصية تبقي مفكرة هايلة. لو شايفة إن دورك الوحيد ف الحياة إنك تشبعي جوزك وتجيبي وتربي العيال يبقي إنتي وصلتي لأقصي درجات الحكمة والعقل.
مجتمع مريض!
المجتمع دا مش مهتم يشوف إنه حول كل نساءه وبناته إلي ميدوسا. ... كذا ميدوسا صامتة، تحت الغطا .. كل واحده بتدور علي الإنتقام بطريقتها.
خلال دا كتير منهم أصبحوا محطمين .. وجيل بعد جيل هيدفع التمن .. الجثة الملفوفة ف السواد هتمد كفنها وتلفه حوالين رقبة الجميع .. مش هتسيب حد يهرب من حبل مشنقتها الاسود .. هذا الكائن الطفيلي هيزود البؤس والفقر الموجود ف بلده .. الغبية اللي مستخبية ورا ضعف شخصيتها وقلة موهبتها هتزود الجهل وفقر الثقافة ف البلد .. مصنع الجنس والإنجاب مش هيعمل حاجة غير إنه يزود عدد الكائنات البائسة في هذا المجتمع المزري.
ميدوسا بتاعت النهاردة مش محتاجة حد ييجي يقطع راسها عشان راسها ملهاش لزمة أساسا .. عايشة تحت غطاء الطاعة والرضوخ وهي بتدمر المجتمع اللي رافض يعاملها كانسان كامل. الرعب بتاعها مش باين ف عيون الرجالة .. بس موجود ومدمر أكتر بألف مرة لإنه هيحول المجتمع كله لحجارة.
المجتمعات الأبوية من زمان نشرت كذبة إن الخطر موجود ف دماغ إمرأة مفكرة .. بس رأس ميدوسا الحقيقية هي الرأس الفارغة ف كل إمرأة .. عشان كدا لما تشوف بنت بتحارب عشان حريتها وإستقلالها م تستغربش وتتوتر .. ولما تشوف بنت بتعشق الحياة ومركزة علي أهدافها متتريقش .. ولما تشوف بنت أحلامها كبيرة والجواز مش أقصي أمانيها متتخيلش الفكرة الغبية بإنها معقدة وعندها مشاكل نفسية .. لما بنت تتجاهلك متاخدش الموضوع وكأنه تحدي شخصي وتصمم تخليها تجيلك راكعة .. لو فعلا عايز تبقي راجل خليك ناضج ومسؤل ف منافستك .. حاول تكون ناجح ومركز زي البنت .. آه.. تخيل! مفيش حاجة غلط إنك تعمل زي بنت .. مش غلط إنك تعترف إن فيه بنت تستحق الإحترام وإن فيه حاجات تتعلمها منها .. إتخلص من فكرة إن أنا اﻷفضل وإنها هي اللي المفروض تجري وراي .. حاول تتعاون بدل ما تسحق انسان عشان تثبت إعتقاد خاطئ .. حاول تشوف جمال الحياة وفيها تنوع وتكامل، مش لما يبقي حد أفضل من حد .. حاول تفهم الحياة صح قبل ما كل ميدوسا موجودة تحول الحياة لجحيم .. إحذر

Translated by The Alien