Monday

أخبار سارة

الحبس سنة للمتهم في واقعة التحرش الجنسي في المهندسين

قضت محكمة جنح العجوزة بمعاقبة الطالب إسلام مجدى (19 سنة) بالحبس سنة مع الشغل والنفاذ في أولي جلسات محاكمته لاتهامه في واقعة التحرش الجنسي بالفتيات بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين‏

______________


أول امرأة تشغل منصب عمدة في احدى قرى الصعيد

إيفا هابيل كيرلس (53 عاما)هي أول امرأة مصرية مسيحية تشغل منصب العمدة في قريتها "كمبوها بحري" التابعة لمحافظة اسيوط


__________________


مش قادرة أخبي فرحتي بالخبرين دول.. واتمنى من كل قلبي ان دي تكون خطوة أولى لمزيد من التقدم في مجال حقوق المرأة في مصر

ألف مبروك لإيفا.. واتمنى لها كل التوفيق والنجاح في عملها.. ويا ريت ده يرفع سقف الطموح لبناتنا اللي في قرى ونجوع مصر
سنة 1998 كان عندنا أول امرأة تشغل منصب شيخ البلد في احدى قرى محافظة القليوبية، وهي سهير اسماعيل.. ومنذ ذلك الحين لم تشغل المرأة في الريف المصري أي منصب قيادي.. يا ريت يجي الفرج على ايدين إيفا ومانستناش 10 سنين كمان عشان نشوف عمدة تانية وتالتة وعاشرة.. وعايزين نشوف امرأة في منصب المحافظ كمان.. وبعدين رئيسة وزارة.. معتقدش هأعيش لغاية ما اشوفها في منصب رئيس الجمهورية، لأن كل يمتنعون عن هذا المنصب في بلادنا العربية

***

ولو اني مستغربة ان حادثة تحرش جماعي تصفصف على متهم واحد!! والتاني حدث عمره 17 سنة اتحول لمحكمة الاحداث.. لكن أهو الموضوع ما مرش مرور الكرام زي العيد اللي قبله.. ولا حد قدر ينكر وقوع احداث تحرش جماعي زي اللي حصل قبل كدا.. اتمنى ان العيد الجاي يكون عيد بجد ولا يعكره مثل هذه الاحداث المشينة والوضيعة. يا ريت شوارعنا ترجع آمنة زي زمان

Sunday

جرثومة الفصام وغرغرينا الفساد

تحذير هام
هذا البوست للكبار فقط.. وعلى ذوي الاحساس المرهف عدم تشغيل الفيديو


ظاهرة سعد الصغير في رأيي بتجسد كل الخلل والفساد والفجاجة والانحطاط التي بيعاني منها المجتمع المصري في الوقت الحالي. أنا مش هأحمل سعد ذنب المجتمع اللي اوجده، لأن رواج السلعة الرديئة يعني فساد الذوق العام.. هو مالوش ذنب انه لقى نفسه في يوم وليلة نجم النجوم في مصر. الناس هي اللي صنعت ظاهرة سعد الصغير.. وهي دي الخطورة

قريت خبر القبض على سعد، وما استغربتش، وتوقعت السبب قبل قراية التفاصيل كمان، لأني شوفت الكليب اياه من أكتر من سنتين، وهو متصور من فرح شعبي أحياه سعد الصغير سنة 2002.. يعني على رأيه "قبل سعد ما يبقى سعد"، دا اسلوب تعبيره عن الفترة اللي سبقت نجوميته وتلألؤه في سماء الفن الشعبي على قفا الزباين من محبي الاسفاف، وهم كثر

أول مرة شوفت فيها سعد كان من حوالي 4 سنين أو أكتر.. يومها ما فهمتش الكائن دا عبارة عن إيه بالظبط.. وكل ما تركه في نفسي هو وفرقته هي حالة من الاشمئزاز والغثيان. بعدها شوفت صوره على واجهة أحد أشهر كباريهات شارع الهرم، فتخيلت نوعية الفن اللي بتقدمه هذه الأماكن.. وأعتقد ان ده هو السبب الرئيسي ورا سوء سمعة المسارح دي.. لأننا كنا بنشوف في افلام الأبيض واسود نوعية الفن اللي كان بيقدم على مسارح المنوعات قديما، وكانوا بيسموها تياترو.. وأكيد عارفين ان اكبر مطربين ومطربات مصر وقتها ابتدوا حياتهم الفنية في هذه التياتروهات.. وكان فيه منها اللي بيقدم فن راقي جدا من غناء ورقص

لكن التحول اللي حصل في مصر ترك بصمته على كل شيء.. وكان من الطبيعي ان مسارح شارع الهرم تنحدر بدورها عشان تكون كباريهات درجة عاشرة، تحتضن الفن الهابط

الكباريه مهما كان هو مكان مغلق على رواده، وهما بيروحوا وبيدفعوا مبالغ مخصوص للاستمتاع باجواء معينة.. هما أحرار.. لكن لما أنا اختار اني اجيب مطرب يحي فرحي وسط أهلي واصدقائي وجيراني.. أكيد هيكون اختياري هو المطرب اللي يبسط المعازيم.. أو بمعنى أدق، اللي أنا شايف انه هينول استحسان الناس دي.. مجتمعي القريب.. ولما يبقى الفرح شعبي، يعني في وسط ناسي وحتتي، المفروض اني بأكون عايز أعكس صورة عن نفسي، تعملي برستيج.. وفي المناطق الشعبية، بيكون الفرح أجمل كل ما العريس وجِّب مع المعازيم.. يعني شاف طلباتهم من أكل وشرب ومزاج.. مشروبات كحولية وحشيش!! ماشي.. كل دا مفهوم.. وكمان الرقاصة درجة عاشرة برضه مفهومة.. لكن لما يوصل الموضوع لعرض بورنو.. يبقى دا بيقول إيه؟

لما كلموا سعد الصغير في برنامج شهير على الهوا بخصوص الخبر، انكر انه تم القبض عليه.. وفسر اللي حصل بإنه "حئد"!! حقد من مطربين شعبيين بيحاولوا ينافسوه عشان هو واكل السوق، فسربوا الكليب!
-طب مش دا انت يا سعد؟
-أيوة أنا، بس من زمان
-يعني إيه من زمان؟ انت ولا مش انت؟
-يعني ماكنتش عارف اني هأبقى سعد الصغير وهأتشهر
-وهي الاخلاق بتتجزأ يا سعد؟ يعني المشهور له اخلاق واللي مش مشهور له اخلاق تانية؟
-لأ مش تتجزأ، بس دا كان زمان وفي حتة شعبية، وكل الافراح هناك كدا.. وبعدين لو كنت أعرف اني هأبقى سعد ماكنتش غنيت كدا.. ومن غير كدا ماكنتش هابقى سعد
-يعني إيه؟
-يعني أنا كان لازم أعمل كدا عشان اوصل وابقى سعد (!!)
-يعني هو دا اللي عملك سعد؟
-لأ مش ده.. بس من غيره ماكنتش الناس عرفتني
-يعني إيه؟ إيه اللي عملك سعد؟
-ربنا.. ربنا هو اللي كرمني و....
-لو سمحت بلاش تدخل ربنا في اللي بنتكلم فيه، ارجوك
-ازاي يعني ما ادخلش ربنا؟ لأ هو ربنا اللي عملني وعملك وعمل الناس كلها
-يا سعد خرج ربنا من الموضوع.. هو ربنا كان قالك تعمل كدا؟
-لأ ماقليش.. بس هو ربنا اللي عمل كل حاجة
-طب شكرا يا سعد

وهكذا كان الحوار في قمة العبثية، وكأن كل طرف بيتكلم في وادي تاني.. لا سعد فاهم اللي المذيع بيتكلم فيه، ولا المذيع فاهم منطق سعد

منطق سعد منطق فاسد بكل تأكيد.. لكنه منطق بتتبعه الأغلبية في مصر حاليا مع كل أسف.. ودا اللي الاعلامي المثقف ما أقدرش يستوعبه.. وواضح انه كان فاكر سعد بيستهبل عليه، عشان كدا حاول يعيد عليه السؤال اكتر من مرة وحاول ينهيه عن اقحام الدين في الموضوع.. لكن الحقيقة هي ان دي طريقة تفكير سعد.. والأهم من كدا.. دي طريقة تفكير جمهور سعد.. ودا الموضوع اللي انا بتكلم فيه انهاردة

القضية مش قضية فرد.. والموضوع مش موضوع كليب.. الحكاية دي قديمة.. واثيرت في الجرايد من سنين كمان، خاصة لما سعد انشأ مسجد، وتفجرت القضية دي وذاع خبر الكليب.. يعني فعلا مافيش معنى ان حد يقبض عليه انهاردة.. ولو ان دي قضية لا تسقط بالتقادم.. يعني لو أي حد عمل ربع اللي عمله سعد في الشارع هيتاخد من قفاه ويتعمله قضية فعل فاضح في الطريق العام.. لكن في حالة سعد، الفعل الفاضح مش فعل فرد أو اتنين، أو حتى عشرة.. دا فعل اشترك فيه كل اللي حضروا الفرح.. ومش فرح واحد.. على رأي سعد، كل الأفراح الشعبية كدا.. والفقرة دي أنا شفت ليها كليب تاني.. مما يؤكد انها لم تكن المرة الأولى أو الأخيرة لسعد

نيجي بقى للمهم.. ثقافة الأحياء الشعبية في مصر

المصيبة ان الاحياء الشعبية دي هي الكتل اللي يتجمع أكبر عدد من السكان.. وعشان كدا الكتلة السكانية دي بتفرض ذوقها على المجتمع كله بالعافية، وهي طبعا كانت السبب الرئيسي في صنع جماهيرية سعد الصغير وغيره.. أغاني الميكروباصات اللي مفيش انسان طبيعي يقدر يسمعها لدقيقة واحدة، دي تعتبر اناشيد يومية بالنسبالهم.. في الشغل، سواء ميكروباص، أو تاكسي، أو ورشة،.. وع القهوة.. وف قعدات المزاج. يعني الأغاني دي بالنسبالهم جزء لا يتجزأ عن اسلوب حياتهم وتكوينهم النفسي

في نفس الوقت، المفترض نظريا ان الحي الشعبي ده هو أصل الشهامة والجدعنة والقيم المصرية الأصيلة.. يعني دول صحاب الدم الحامي.. الحمشين بتوع الحشمة واحلى من الشرف مفيش.. دول هما أول ناس بيحجبوا بناتهم.. وممكن الواحد منهم يدبح مراته أو اخته او بنت خالته لمجرد انه شك في سلوكها، وساعتها بيكون بطل، حتى لو الضحية طلعت مظلومة.. لكن ثقافة البيئة دي دايما بتحط الشرف الجسدي والعرض كأولوية قصوى ومنبع للكرامة

في نفس الوقت برضه الفئة دي هي اللي كلمة ربنا في لسانها على طول، وبترجع كل صغيرة وكبيرة في شئون حياتها اليومية لمشيئة الخالق.. فالرزق نعمة من ربنا، بصرف النظر عن حجم العمل اللي بيقوموا بيه.. الشغل عندهم له معنى مختلف.. كلام زي "عملي ومجهودي" اللي كان المذيع بيحاول انه يوحي بيهم لسعد الصغير بلا جدوى، مالهمش وجود في قاموسهم.. الحكاية كلها ربك بيوزع الارزاق.. وكل سبوبة بأمر الله.. ومن هنا جت كلمة ارزقي.. يعني العامل اللي مالوش دخل ثابت.. عايش يوم بيوم ع السبوبة

ومن أهم خصال مجتمع الاحياء الشعبية النفاق والفصام! كتل بشر عايشين لازقين في بعض.. وشهم في وش بعض ومضطرين يتعاملوا مع بعض، دا غير ان حياتهم مكشوفة لبعض تماما، والخصوصية عندهم منتهكة دايما بكلام الناس واللي بيشوفوه من الفرجة على بعض.. فكان من اللازم الاعتماد على النفاق.. وان الشكل يغلب المضمون.. والصيت ولا الغنى.. ويا حيطة داريني اعمل اللي عايزه وراكي

كان طبيعي طبعا لما "سعد بقى سعد" انه يحاول تجميل صورته، لكن في عين مين؟ مش في عينك ولا عيني.. في عين جمهوره، وبنفس الصيغة اللي متعودين عليها.. في انه مثلا يبني مسجد، وانه"يتوب" عن الغنا في الكباريهات، لكن يفضل يقدم نفس نوعية الفن الهابط في اغانية وكليباته وافلامه، عادي.. ويستمر في رقصه الرقيع، برضه عادي.. ويعمل جنبهم كليبات دينية توزن العملية

جمهوره، اللي هو حريص على ارضائهم طول الوقت وبشكل صريح، مش عايز منه أكتر من كدا: انه يعيد تجسيد نفس المنظومة اللي هما عايشينها، لأنه لو خرج عنها بقى مش بتاعهم، بقى زيه زي أي واحد تاني بيغني.. ودا هو فاهمه كويس، عشان كدا لا يعنيه انه يبان بشكل محترم في البرامج اللي بتستضيفه، وممكن تضرب كف بكف وانت سامعه بيتكلم ويدخل ربنا في موضوع بالوضاعة دي، لكن دا لا يعنيه في شيء لأن انت مش في حساباته اصلا.. هو بيخاطب جمهوره اللي خلاه بقى سعد

ثقافة التحرش والنفاق والانحطاط والفجاجة تتجسد في ظاهرة سعد الصغير وغيره. ولو عايزين تعرفوا ليه التحرش بيحصل في العيد يبقى لازم تقطعوا تذكرة سينما في وسط البلد وتتفرجوا على فيلم من أفلام العيد.. شوفوا كم الانحطاط والاسفاف اللي بيصنع خصيصا لزباين العيد.. اللي بيعمل الأفلام دي وينزلها في العيد فاهم كويس نوعية الجمهور اللي بيطلع في العيد من كل العشوائيات والمناطق الشعبية، وعشان ياخد الفلوس اللي في جيب الفئة دي لازم يقدملهم الوجبة اللي على ذوقهم.. اشتموا في الفيلم زي ما انتم عايزين، لكن ف الآخر اللي اتشتم خد ملايين، ومدحكم في الفيلم مش هيأكله عيش، لكن اقبال الفئة دي وارضائها هو اللي هيأكله جاتوه

كلنا شايفين حجم الفساد في مجتمعنا وعاملين نفسنا مش شايفين.. ماشي.. يبقى محدش يزعل من سعد واللي بيعمله سعد.. سعد ابن المجتمع ده حتى النخاع.. قيم المجتمع الشعبي بتجري في دمه بشكلها المركز.. كفاية دفن راسنا في الرمل.. كفاية نمثل دور البراءة والصدمة لما نشوف جرايم وبلاوي، وكأنها طلعت من تحت الأرض إذ فجأتا.. ونمصمص شفايفنا ونقول حاجة خايبة وتفسيرات سطحية عشان نغلوش وما نواجهش الحقيقة. لما الصورة بتظهر بكامل ملامحها وتفوح ريحتها ونفضل برضه مصريين اننا نغمي عينينا بيبقى شكلنا مضحك ومثير للشفقة.. ابنكم سعد الصغير اللي نمى وترعرع في حضنكم، شاء القدر انه يتفضح.. لكن الفضيحة مش فضيحته.. دي فضيحة مجتمع بالكامل، تمكنت منه جرثومة الفصام واصيب بغرغرينا الفساد مع سبق الاصرار والترصد