Saturday
هي والبرلمان
بعد كل ما كتب في موضوع الكوتة للمقاعد الخاصة بالمرأة في مجلس الشعب، بين مؤيد ومعارض ومتهكم ومستنكر ومتحمس ومتوجس وخلافه.. دا غير الكاريكاتير اللي يجيب نزلة معوية حادة، ليس فقط بسبب ما تعكسه من رجعية وعنصرية، ولكن أيضا من كمية تقل الدم.. وبعد برامج الثرثرة المسائية اللي مسمينها "التوك شو" اللي خصصت فقرات لمناقشة الموضوع بسطحية وسذاجة ومقاطعة والذي منه.. بعد كل ده، ما اخبيش عليكم يعني، جالي حالة ذهول اكتئابي
الذهول الاكتئابي ده تشخيصي أنا للحالة اللي بتصيبني كل ما اتابع ردود الأفعال على أي قضية تخص المرأة تطرح على مجتمعنا الذكوري المبجل. الحالة باختصار زي ماهو مفهوم من اسمها، هي مزيج من الذهول والاكتئاب اللي بيهجموا عليا دفعة واحدة، فلا مجال لالتقاط الانفاس بين مرحلتي الذهول والاكتئاب
شوفوا بقى.. موضوع الكوتة ده شيء مهين جدا، وهو ادانة للمجتمع الذي يفرز مثل هذه القوانين باعتباره مجتمع متأخر، أعمى، متطرف، عنصري، فاقد للوعي، ناقص الأهلية.. ومش هأكمل أكتر من كدة، كملوا انتم
السؤال اللي لازم نسأله هنا هو: لماذا يلجأ المشرع للكوتة بالرغم من أنها تتعارض بشكل واضح مع الدستور الذي يساوي بين كل المواطنين في الحقوق والواجبات؟ الاجابة اللي الكل بيهرب من مواجهتها، أو في أفضل الأحوال بيلتف حولها هي إن افراد المجتمع بيمارسوا التمييز والاضطهاد ضد بعض، الشيء اللي بيدمر مبدأ المساواة والمواطنة. يبقى الحل هو تدخل يد عليا، تمثل السلطة الأبوية التي تتعامل مع شعب من القصر والمغيبين
هنا فيه سؤال بيفرض نفسه ولا يمكن الهروب من مواجهته، بالرغم من حرص وسائل الاعلام على اغفاله تماما اثناء طرحها للموضوع. السؤال هو: وماذا عن الديمقراطية؟
طبعا محدش عنده الشجاعة إنه يواجه الحقيقة المرة اللي واضحة زي الشمس قدام عنينا.. شعب مش عارف يعيش مع بعضه أصلا، وعايش حالة من البدائية الفكرية والقبلية المجتمعية، هيحكم نفسه إزاي؟ دا انت بخلان بصوتك على المسيحي لأنه مسيحي وعلى المرأة لأنها مرأة مع إنهم مواطنين مصريين ولهم مصلحة في النهوض بوطنك زيك بالظبط ويمكن أكتر. كل واحد عامل ديكتاتور في بيته ورافض الدكتاتورية في الحكم! يا سيدي! طب بالذمة احنا بنضحك على مين بالظبط؟
مش مصدقيني؟ طب شوفوا أول اسبوعين بعد تطبيق قانون المرور الجديد إيه اللي حصل في الشوارع.. وأول ما غاب النبوت رجعت ريما لعادتها القديمة. الثقافة اللي يتتحكم فينا هي اللي افرزت الواقع ده. واللي بيحكمونا دول بشر، وهم نتاج نفس الثقافة. والباشا اللي بيقرا كلامي ومش عاجبه، لو جه حكمنا بكرة هيعمل نفس اللي بيحصل انهاردة لأنه اتربى على كدة. يقعد مستكين ومطاطي طول ما العصاية في ايد غيره، وأول ما يمسكها اوعى وشك
أنا كان ممكن أرفض اهانة الكوتة اللي بتحرم المرأة اللي بتمثل الشعب في البرلمان من احساسها الطبيعي في المساواة، واللي من الممكن يؤثر سلبا على ادائها البرلماني بالطبع. لكن كنت أرفض في حالة واحدة بس، لو كان المجتمع ده فيه ولو نسبة معقولة من العقلاء والأسوياء نفسيا، نسبة تعطي الأمل في التغيير الايجابي ولو بعد عمر طويل.. إنما للأسف، دا غير متحقق بالمرة في المجتمع المصري حاليا، والمرأة مش بريئة من اللي وصل إليه الوضع. لكن زي ما حصل في القضاء على أمل إن الاعتياد على وجود المرأة على منصة القضاء يدفع المجتمع لتقبل هذا الواقع الذي يفرضه العصر، لازم كمان أقبل بالكوتة عشان آخد فرصتي وأثبت بطلان كل المزاعم التي تشكك في جدارة المرأة بهذا الموقع
واللي لا عاجبه ينتخب ست ولا عاجبه الكوتة يا ريت والنبي ينقطنا بسكاته ويفضها سيرة في موضوع الديمقراطية دي. ياخي اتلهي واختشي على دمك. بقى اللي رافض يعترف بحق نص تعداد البلد، له عين يطالب بديمقراطية ومهلبية؟
Tuesday
يا مسكين
فيه نوع من البشر لما تقابله لا يثير فيك سوى مجموعة من الاحاسيس السلبية، ولو إن نظريا المفروض تكون دي ظاهرة نادرة، لأنك في بداية تعارفك على أي شخص بتحاول دايما تتلمس كل ما هو ايجابي فيه. يعني حتى الموضوعات اللي ممكن اختيارها لجذب أطراف الحديث بتكون في أغلبها سطحية ولا تتطلب من الذي تحادثة أي مهارات خاصة في التكلم أو التفكير أو التحليل. إحنا كبشر كائنات اجتماعية بطبعها وتميل دوما للبحث عما يجمعها ويحدث نوع من التوافق بينها.
لكن لما تتأمل معايا النموذج الآخر، تلاقينا عادة بننسب فشلنا في التجاوب الايجابي مع شخصية ما على إنه نوع من غياب الكيميا! ما احنا أول ما نتزنق بنحول علمي على طول، لأن للأسف ثقافتنا لم تسمح لنا بممارسة التفكير العلمي وفشلت في ادراجه داخل عقولنا، فالعلم عندنا بقى زي الطلاسم، يتدخل فقط حين نفشل في ايجاد رؤية جاهزة مسطحة لتفسير ظاهرة ما.
ما علينا.. نسيبنا من التفكير العلمي الساعادي. وخلينا نرجع للنموذج الغريب اللي كنت باتكلم عنه.. وهو الشخص اللي تقعد معاه 5 دقايق ومع ذلك يترك فيك انطباعات سلبية لا حصر لها. في هذه الحالة بتتدرج احاسيسك تجاهه ما بين مجرد درجة من عدم القبول إلى النفور التام. وهنا فيه نوعين من رد الفعل: يا إما الاشارات السالبة دي هتخليك توصل بسرعة الصاروخ لآخر الخط وترفضه تماما، يا إما تحاول توجد فرص أخرى للتواصل. وأنا عن نفسي دايما أميل إلى الوضع الأخير. بأدي فرص كتييير جدا للي قدامي واحاول أفسر كل افعاله واقواله على أحسن ما يكون. بس بالرغم من ده، فيه حالات بتكون ميئوس منها، وكل ما حاولت تمنحها المزيد من الفرص كل ما اصابتك بالاحباط والضيق! لكن الغريب لما تبقى مشاعرك تجاه هذا الشخص مختلطة بشكل عجيب بنوع من الشفقة. ودا اللي بيحصل معايا غالبا.. يمكن عشان دايما بحب أبحث عن الدوافع وعن تفسيرات منطقية حتى في تصرفات تبدو في قمة الجنون! عايزة أفهم هو إزاي بقى كدا؟.. على رأي إعلان الجبنة الشهير اللي كان بيجي زمان في التليفزيون
أكثر ما يثير داخلي هذا الاحساس بالشفقة هو عندما أتحدث إلى شاب في مقتبل العمر وأكتشف أنه قد قرر مع السبق الاصرار والترصد أن ينهي عمل هذا العضو الكامن في تجويف جمجمته ليسير في الدنيا بأفكار جده ويمكن جد جده! وكل انطباعاته عن العالم هي مجموعة من المسلمات والأحكام المسبقة التي لا يوجد لها أي سند أو دليل عقلي أو منطقي.. هي كدة.. يا أبيض يا أسود!
وهناك النوذج سليط اللسان.. ودا مش دايما بيكون نتيجة لانحطاط الشخص نفسه أو سوء تربيته، وإنما بفعل التنشئة المجتمعية والثقافة الغالبة وشيوع العنف. فتلاقي الواحد من دول معندوش أي فكرة عن شيء إسمه الاتيكيت، وممكن يعتبر دا حاجة فافي يعني، لا تليق بشاب رجولة فرحان بنفسه زي أخينا.
وفيه بقى اللي فاكر الرجولة هز كتاف، مش أدب خالص.. ويمكن تكون من مقومات الرجولة إنها تكون قليلة الأدب كمان. ودي فكرة شايعة جدا. وتلاقي صاحبها كريم أوي في إنه يعلن عن هذه النزعة كصفة أصيلة فيه، يظنها تعلن عن هويته الذكورية وتؤكد عليها ولو بنوع من الفجاجة التي لا يمكن أن تتمالك نفسك أمامها من الضحك. الصراحة بيبقى عامل زي الأراجوز. أينعم اراجوز دمه تقيل، لكن من كتر ما انت مش قادر تتخيل إزاي واحد يبقى فاقد الاحساس بالصورة أو الانطباع اللي بيتركه عند الغير بالشكل ده، بتضحك غصب عنك.
لما واحد مثلا يكون معمي تماما عن الخلفية الفكرية اللي أنا باتكلم منها، ومش شايف فيا غير إني واحدة.. بنت في الآخر روحت ولا جيت يعني.. وكل ما يلح عليه هو إنه يقول جملة يؤكد فيها إنه "راجل"، حتى لو كان من النوعية اللي أنا بانتقدها واللي رجال كتير بينفروا منها.. دا بذمتكم أزعل منه؟ ولا أضحك عليه؟ ولا أشفق عليه؟
ومن ألذ الجمل الاكلاشيه الكلاسيكية التي يتعلمها الطفل الذكر في المهد لتلازمه طول حياته.. "الست ست والراجل راجل".. ههههههه.. والتي حين اسمعها يكون وقعها علي في كل مرة كأنها المرة الأولى. حالة من الذهول من قدرة مثل هؤلاء من أشباه البشر على إعادة انتاج نفس العبارة الجوفاء دون لحظة تأمل! مش ممكن يا جماعة بجد! تخيل لما آجي أقولك "الوزة وزة والبطة بطة"، هتقول عليا إيه؟ ههههههه.. تخيل بقى لو زيادة تهذيب منك قررت إنك تطول بالك وأصريت تكلمني بالعقل، وتقولي مثلا "بس الاتنين طيور".. أقوم أنا بمنتهى التناحة أقولك "لأ معلش. بس برضه.. الوزة وزة والبطة بطة.. دي مفيهاش كلام دي". هتعمل إيه؟
عن نفسي، كل ما يتركه هؤلاء داخلي هو احساس جارف بالشفقة. وبدل ما أعمل زي أصالة وأقوله "يا مجنون".. بقول في سري "يا مسكين". وفعلا من جوايا بأكون متعاطفة مع هذا الشاب المغيب اللي أكيد تكوينه النفسي مليء بكمية هائلة من التشوهات التي تحتاج عمرا بجوار عمره لازالتها، دا إن هو اقتنع بوجوب ذلك من الأساس. فمنهم للأسف من يحكم على عقله وانسانيته بالاعدام، مفضلا القبوع في نفس المستنقع المألوف عن الخروج لاستطلاع الحقيقة الغائبة عنه والتي وحدها تستطيع أن ترتقي بحالته البشرية وتمنحه احساسا فعليا بقيمة الذات.. قيمة حقيقية مستحقة، وليست وهما مكتسبا، كوهم التفوق الطبيعي على الانثى.
شيء جميل إني أحس إني اتولدت مسعود. فكرة الحظ والصدف اللي بتمنح مزايا للشخص بدون أي سعي أو مجهود أكيد فكرة لذيذة ولو أنها كاذبة. لكن من العار إني آخذ من ذلك مصدر فخر أو زهو.. ومن العار الأكبر أن أتخذ من ذلك ذريعة للتحقير من الآخر أو اشعاره بالدونية. ممكن إنت تكون عايش هذا الوهم الجميل.. وهم أن الأفضلية هي قدر يحدد في لحظة الولادة؛ فمجرد ولادة الطفل ببشرة بيضاء قد اعطته حقا مكتسبا في استعباد ذوي البشرة السمراء، وبنفس المنطق يصبح لمن ولد غنيا الحق في استغلال من ولد فقيرا، وهناك من السذج من يطبقون نفس هذه الترهات على العقائد والأديان بالرغم من أنها قناعات ايمانية لا تمنح بمجرد الولادة.. وكل هؤلاء يعطون لأنفسهم احساسا وهميا بالتفوق والأفضلية على الغير. فترى ما الذي قد يدفع بأي شخص إلى إهانة آدميته على هذا النحو؟ وهل تجدي الشفقة وحدها مع هؤلاء؟
إلى كل المساكين.. تمنياتي بالشفاء العاجل
لكن لما تتأمل معايا النموذج الآخر، تلاقينا عادة بننسب فشلنا في التجاوب الايجابي مع شخصية ما على إنه نوع من غياب الكيميا! ما احنا أول ما نتزنق بنحول علمي على طول، لأن للأسف ثقافتنا لم تسمح لنا بممارسة التفكير العلمي وفشلت في ادراجه داخل عقولنا، فالعلم عندنا بقى زي الطلاسم، يتدخل فقط حين نفشل في ايجاد رؤية جاهزة مسطحة لتفسير ظاهرة ما.
ما علينا.. نسيبنا من التفكير العلمي الساعادي. وخلينا نرجع للنموذج الغريب اللي كنت باتكلم عنه.. وهو الشخص اللي تقعد معاه 5 دقايق ومع ذلك يترك فيك انطباعات سلبية لا حصر لها. في هذه الحالة بتتدرج احاسيسك تجاهه ما بين مجرد درجة من عدم القبول إلى النفور التام. وهنا فيه نوعين من رد الفعل: يا إما الاشارات السالبة دي هتخليك توصل بسرعة الصاروخ لآخر الخط وترفضه تماما، يا إما تحاول توجد فرص أخرى للتواصل. وأنا عن نفسي دايما أميل إلى الوضع الأخير. بأدي فرص كتييير جدا للي قدامي واحاول أفسر كل افعاله واقواله على أحسن ما يكون. بس بالرغم من ده، فيه حالات بتكون ميئوس منها، وكل ما حاولت تمنحها المزيد من الفرص كل ما اصابتك بالاحباط والضيق! لكن الغريب لما تبقى مشاعرك تجاه هذا الشخص مختلطة بشكل عجيب بنوع من الشفقة. ودا اللي بيحصل معايا غالبا.. يمكن عشان دايما بحب أبحث عن الدوافع وعن تفسيرات منطقية حتى في تصرفات تبدو في قمة الجنون! عايزة أفهم هو إزاي بقى كدا؟.. على رأي إعلان الجبنة الشهير اللي كان بيجي زمان في التليفزيون
أكثر ما يثير داخلي هذا الاحساس بالشفقة هو عندما أتحدث إلى شاب في مقتبل العمر وأكتشف أنه قد قرر مع السبق الاصرار والترصد أن ينهي عمل هذا العضو الكامن في تجويف جمجمته ليسير في الدنيا بأفكار جده ويمكن جد جده! وكل انطباعاته عن العالم هي مجموعة من المسلمات والأحكام المسبقة التي لا يوجد لها أي سند أو دليل عقلي أو منطقي.. هي كدة.. يا أبيض يا أسود!
وهناك النوذج سليط اللسان.. ودا مش دايما بيكون نتيجة لانحطاط الشخص نفسه أو سوء تربيته، وإنما بفعل التنشئة المجتمعية والثقافة الغالبة وشيوع العنف. فتلاقي الواحد من دول معندوش أي فكرة عن شيء إسمه الاتيكيت، وممكن يعتبر دا حاجة فافي يعني، لا تليق بشاب رجولة فرحان بنفسه زي أخينا.
وفيه بقى اللي فاكر الرجولة هز كتاف، مش أدب خالص.. ويمكن تكون من مقومات الرجولة إنها تكون قليلة الأدب كمان. ودي فكرة شايعة جدا. وتلاقي صاحبها كريم أوي في إنه يعلن عن هذه النزعة كصفة أصيلة فيه، يظنها تعلن عن هويته الذكورية وتؤكد عليها ولو بنوع من الفجاجة التي لا يمكن أن تتمالك نفسك أمامها من الضحك. الصراحة بيبقى عامل زي الأراجوز. أينعم اراجوز دمه تقيل، لكن من كتر ما انت مش قادر تتخيل إزاي واحد يبقى فاقد الاحساس بالصورة أو الانطباع اللي بيتركه عند الغير بالشكل ده، بتضحك غصب عنك.
لما واحد مثلا يكون معمي تماما عن الخلفية الفكرية اللي أنا باتكلم منها، ومش شايف فيا غير إني واحدة.. بنت في الآخر روحت ولا جيت يعني.. وكل ما يلح عليه هو إنه يقول جملة يؤكد فيها إنه "راجل"، حتى لو كان من النوعية اللي أنا بانتقدها واللي رجال كتير بينفروا منها.. دا بذمتكم أزعل منه؟ ولا أضحك عليه؟ ولا أشفق عليه؟
ومن ألذ الجمل الاكلاشيه الكلاسيكية التي يتعلمها الطفل الذكر في المهد لتلازمه طول حياته.. "الست ست والراجل راجل".. ههههههه.. والتي حين اسمعها يكون وقعها علي في كل مرة كأنها المرة الأولى. حالة من الذهول من قدرة مثل هؤلاء من أشباه البشر على إعادة انتاج نفس العبارة الجوفاء دون لحظة تأمل! مش ممكن يا جماعة بجد! تخيل لما آجي أقولك "الوزة وزة والبطة بطة"، هتقول عليا إيه؟ ههههههه.. تخيل بقى لو زيادة تهذيب منك قررت إنك تطول بالك وأصريت تكلمني بالعقل، وتقولي مثلا "بس الاتنين طيور".. أقوم أنا بمنتهى التناحة أقولك "لأ معلش. بس برضه.. الوزة وزة والبطة بطة.. دي مفيهاش كلام دي". هتعمل إيه؟
عن نفسي، كل ما يتركه هؤلاء داخلي هو احساس جارف بالشفقة. وبدل ما أعمل زي أصالة وأقوله "يا مجنون".. بقول في سري "يا مسكين". وفعلا من جوايا بأكون متعاطفة مع هذا الشاب المغيب اللي أكيد تكوينه النفسي مليء بكمية هائلة من التشوهات التي تحتاج عمرا بجوار عمره لازالتها، دا إن هو اقتنع بوجوب ذلك من الأساس. فمنهم للأسف من يحكم على عقله وانسانيته بالاعدام، مفضلا القبوع في نفس المستنقع المألوف عن الخروج لاستطلاع الحقيقة الغائبة عنه والتي وحدها تستطيع أن ترتقي بحالته البشرية وتمنحه احساسا فعليا بقيمة الذات.. قيمة حقيقية مستحقة، وليست وهما مكتسبا، كوهم التفوق الطبيعي على الانثى.
شيء جميل إني أحس إني اتولدت مسعود. فكرة الحظ والصدف اللي بتمنح مزايا للشخص بدون أي سعي أو مجهود أكيد فكرة لذيذة ولو أنها كاذبة. لكن من العار إني آخذ من ذلك مصدر فخر أو زهو.. ومن العار الأكبر أن أتخذ من ذلك ذريعة للتحقير من الآخر أو اشعاره بالدونية. ممكن إنت تكون عايش هذا الوهم الجميل.. وهم أن الأفضلية هي قدر يحدد في لحظة الولادة؛ فمجرد ولادة الطفل ببشرة بيضاء قد اعطته حقا مكتسبا في استعباد ذوي البشرة السمراء، وبنفس المنطق يصبح لمن ولد غنيا الحق في استغلال من ولد فقيرا، وهناك من السذج من يطبقون نفس هذه الترهات على العقائد والأديان بالرغم من أنها قناعات ايمانية لا تمنح بمجرد الولادة.. وكل هؤلاء يعطون لأنفسهم احساسا وهميا بالتفوق والأفضلية على الغير. فترى ما الذي قد يدفع بأي شخص إلى إهانة آدميته على هذا النحو؟ وهل تجدي الشفقة وحدها مع هؤلاء؟
إلى كل المساكين.. تمنياتي بالشفاء العاجل
Sunday
عالم فانتازيا تحتفل بيوم المرأة العالمي
ولأن كل امرأة على وجه الأرض هي امرأة عاملة.. ولأن هذا العالم يدين بوجوده للنساء.. ولأن المرأة لا تتوقف عن العمل لخدمة هذا الكوكب.. وجب الاحتفال والاحتفاء والتكريم والتبجيل لكل امرأة في كل مكان
كل عام وكل نساء وفتيات مصر بخير. كل عام والمرأة المصرية قوية، فاعلة، مؤثرة، مشاركة في نهضة مجتمعها وتطوير بلدها
لنجعل هذا اليوم هو يوم للتوعية بحقوق المرأة ونشر مباديء المساواة وحقوق الانسان. لنحتفل ونتذكر تاريخ تحرير المرأة في مصر والعالم، والكفاح الطويل والطريق الشاق الذي سلكته اجيال من المفكرين والمثقفين والادباء والحقوقيين والسياسيين لكي تنعم المرأة بوجود يحترم آدميتها ويسترد حقها المسلوب في الحياة
لنتذكر دوما أن المرأة هي عماد المجتمع وهي صانعة الحياة وهي نصف تعداد سكان العالم. فليفكر كل ذي عقل قبل أن يهين امرأة أو يحقر من شأنها أو يستهين بدورها أو يحاول وضعها في مرتبة دونية.. فلا يوجد شخص يؤمن بحقوق الانسان ولا يؤمن بحقوق المرأة.. ومن لا يؤمن بحقوق الانسان فلا يستحق ان يكون انسانا
اتمنى أن يصبح يوم الثامن من مارس هو يوم مكافحة الاضطهاد والعنف ضد المرأة.. اتمنى ان نعلن جميعا مساندتنا لحق المرأة في ان تحيا بكرامة، دون ان تتعرض لعنف أو امتهان أو قهر أو اذلال. اتمنى أن نقف جميعا، نساءً ورجالا، يدا بيد، ضد كل مظاهر الظلم التي تتعرض لها المرأة المصرية.. فلنقل لا للامية.. لا للختان.. لا للتحرش الجنسي.. لا للزواج المبكر.. لا لاغتيال براءة الفتيات الصغيرات.. لا لانتهاك حرية المرأة.. لا لقتل المرأة تحت مسمى جرائم الشرف.. لا للقوانين التي تضطهد المرأة.. لا لعدم تولي المرأة المناصب التي تستحقها في العمل.. لا للصورة النمطية الدونية للمرأة.. لا لتشييء المرأة.. لا وألف لا لاستعباد واهدار كرامة نصف البشرية
Wednesday
لا تتنازلي يا آسر.. كلنا معك
تحت عنوان "خدشوا حيائى فى الطريق العام" كتبت آسر ياسر معاناتها مع الضغوط التي تتعرض لها للتنازل عن حقها
..........................
..........................
اللى حصل انى انتقلت للسكن فى مكان جديد فى المقطم
المكان راق جدا وتتوسطه وتلفه الحدائق
تشكوا البنت اللى بتساعدنى فى البيت انها بتتعرض كل ما تنزل تجيب طلب لمعاكسات سخيفة تصل لحد اللمس
تشكو ابنة اختى التى تقيم معى من محاولات جذبها من ذراعها والتعدى عليها بأقذع الألفاظ وهى جاية من الدرس
اتضايق واطلب منهما ان تلتزما قواعد الطريق والإحتشام فى الملبس والإلتزام بمواعيد الخروج من البيت
فى يوم مشئوم .. تعطلت سيارة زوجى واضطر لاستعارة سيارتى ..
كان هناك عزاء لفرد من الأسرة يجب ان احضره
اتفقت مع زوجى ان استقل تاكسى وان اقابله فى العزاء بالمهندسين ونعود سويا
وبعد أن ارتديت السواد أنا وابنة اختى ذات ال 15 ربيعا .. طلبت صغيراتى بعض الحلوى
قبل ان اذهب للعزاء اتجهت لأقرب كشك سيرا على الأقدام وهو على بعد 200 متر من المبنى الذى اقطن قيه .. اشتريت ما اردت وسرت عائدة الى البيت لأعطى الحلوى للصغيرات واتجه للعزاء
اثناء سيرى لاحظت عدد كبير من الشباب يقفون فى الشارع على الناصية
بعضهم يقف بجوار سيارته فارهة كانت ام لا وبعضهم يجلس على الرصيف
وتستطيع ان تشتم رائحة الحشيش واضحة
فجأة بدأت سيارة بيضاء فى اللف حولى انا والفتاة فى استفزاز مع الأمركة واستخدام الفرامل بطريقة مستفزة
وفى محاولة للنجاة قلت للولد اللى سايق العربية .. عيب .. عيب انا عندى ابناء فى سنك
ولم يهمه ما قلت طبعا .. بل انه زاد من وقاحته وبدأ يوجه لى كلمات وشتائم غاية فى البذائة
كنت على بعد 100 متر تقريبا من بيتى ولم استطع التحرك بسبب التفاف بقية اصحاب الولد اللى فى العربية حولنا وابتدوا يوجهوا لنا الفاظ خارجة وتخدش الحياء
حاولت ان اردعهم ببعض الصياح ولكن لرقى المنطقة الشديد لم يهتم احد رغم ان البعض القى نظرة من شرفة منزله واكتفوا بالفرجة
وفجأة وبطريقة مسرحية خلع احد هؤلاء الشباب حزامه فى محاولة لتخويفى وتهديدى بالضرب عندما بدأت فى الصياح
حقيقى خفت .. بل اترعبت .. وحسيت انى محشورة فى الحتة دى
مش عارفة اوصل بيتى ومش عارفة ارجع للشارع الرئيسى ولا حتى فى حد ينجدنى من المارة او السكان
اتصلت بالنجدة من الموبايل وانا اقف فى مكانى ..
حضر ملازم اول اسمه مهاب الشبوكشى من نقطة شرطة المقطم .. وبدأت بعض السيارات تفر
طارد الضابط الشجاع احداها فى محاولة يائسة لإيقافها فلم يفلح وكاد قائدها ان يصدمه بالسيارة اثناء فراره
وكان مازال الفتى ذو السيارة البيضاء موجودا فى المكان بس ركن العربية على جنب و خلاص
اشرت الى السيارة البيضاء التى بدأت الموضوع بأكمله وكنت قد سجلت رقمها على الموبايل
والى الفتى الذى تحدى كل الأعراف فقام الضابط باصطحابه للنقطة
وهناك حررت محضر متهمة اياه واخرين بجنحة خدش حياء انثى فى الطريق العام
والولد بالطبع بينكر وبيقول مش انا دة انا كنت واقف بأتفرج ..
حضر ابوه ليفاجئنا انه مع ابنه قلبا وقالبا وقال لى بالحرف الواحد بمنتهى الكبر والعنجهية
انتى بتدعى عليه .. هو مش من سنك عشان يعاكسك اصلا
فاجبته ان الولد بالفعل مش من سنى يعنى ما اعرفهوش قبل كدة ومفيش ضغينة ضده
وقصصت عليه ما حدث .. ولكن لا حياة لمن تنادى
فى الحقيقة انا انتظرت ان يحضر الأب قبل ان اوقع على المحضر على امل ان يوبخه ابوه ويعرفه غلطه
لكننى فوجئت انه يدافع بشراسة عن الولد الذى بدا لى انه قد افسده الدلال
الولد ذو ال 19 عاما وهو طالب طبعا ..اتحول للنيابة التى حددت جلسة للحكم فى القضية وتهمته خدش حياء انثى واخدت رقم 3038لعام 2009 جنح الخليفة
انا الآن فى ازمة بسبب ان اهل الولد يقولون انى مفترية وانه مجرد عيل وطالب وانه مستقبله هيضيع
وفى نفس الوقت يتصل بى كل شوية ناس من طرفهم ..
من أول معاون مباحث للواء مش عارفة ايه على مساعد وزير داخلية للضغط على للتنازل والتصالح
انا لا اريد ان اتصالح واريد فقط ان العدل ياخد مجراه وان الولد دة يبقى عبرة للى زيه ولأهله واهالى الولاد اللى بيستهينوا بالآخرين
زوجى يؤيدنى تماما رغم تعرضه للضغط برضه بمكالمات من ناس كبار .. لكن اجابته كانت واضحة فى ان انا اللى اتأذيت وان انا الوحيدة اللى اقدر اقرر ايه اللى يتعمل
بحثت فى القانون وعرفت ان المادة 306 من قانون العقوبات رقم 95 لسنة 96 بتنص على انه " يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن مائتى جنيه ولا تزيد عن ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل من تعرض لأنثى على وجه يخدش حياؤها بالقول او بالفعل فى طريق عام او مكان مطروق
فما هو موقفكم من الموضوع .. هل انا صح ام لا؟؟؟
"
http://amyasser.blogspot.c
..........................
لن نسكت على مثل هذه المهازل بعد اليوم. ما فائدة القانون إذا كان يسمح للجاني بالافلات من العقوبة مع العلم أن الضحية دوما تتعرض للضغوط من اسرته ومعارفهم. ماذا عن المرأة الفقيرة التي يمكن اغرائها بالمال؟ ماذا عن الفتاة الضعيفة التي لا يوجد لها سند في الدنيا ولا تمتلك قوة الشخصية لمواجهة هذه الضغوط؟ وهل تنازل الضحية عن المحضر مع ثبوت حدوث الواقعة يسقط العقوبة؟ أين حق المجتمع فيما جرى؟ وكيف نأمن على بناتنا في هذا البلد؟
نداء للجميع.. الأمر جد خطير. لسن كل النساء بشجاعة وقوة نهى رشدي التي ألقت بنفسها في عمل شبه انتحاري وحاربت كل المعوقات لتقديم الجاني للعدالة. وإذا كانت العدالة عمياء، فليكون لها فينا أعين بديلة تراقب وتتمسك بالحق. حقنا في شار ع آمن. حقنا في وقف هذه الظاهرة التي تسيء لنا جميعا كشعب
ساعدوا آسر
راسلوها وادعموا موقفها في عدم التنازل عن القضية
amyasser@hotmail.com
طالبوا بضرورة تطبيق العقوبة في حالة ثبوت الجريمة حتى لا تتعرض الضحية لمسلسل آخر من المهانة والضغوط لكي تأخذ العدالة مجراها
Sunday
حواري مع مجلة وسط البلد
حوارنا مع المدونة الرائعة فانتا التدوين
حوار حنان الشريف
ليست مدونة عادية من يدخل مدونتها للوهلة الأولى يعلم مدى ثقافتها ووعيها بكل ما يجرى حولها من احداث فرضت احترامها على معارضيها قبل مؤيديها .. تتمتع بكريزما غير عادية خصوصا فى عرضها لمواضيعها ومدى صبرها على المناقشة .. حوارنا مع المدونة الرائعة فانتا التدوين .. فانتزيا وورلد .. وهى ايضاً فانتزيا كمان وكمان .. ورئيسة تحرير مجلة مصر الجديدة ومؤسسة حركة انا مش مزة .. ونحن هنا نساء مصر التقدميات .. وعايزة اشهد
* متى كانت بداياتك مع التدوين ؟ وياترى ايه الدافع ؟؟
** البداية مع التدوين كانت مجرد فكرة، ولدت لدي منذ حوالي ثلاثة أعوام. لكنها لم تدخل حيز التنفيذ قبل مايو 2007. والسبب في ذلك هو الفرق الشاسع الذي وجدته بين المدونات المصرية ونظيرتها الاجنبية. وجدت المدونات المصرية تتسم في اغلبها بالعشوائية.. عشوائية المحتوى والاسلوب والفكر أيضا، ماعدا بعض النماذج القليلة التي كانت تنبيء بمحاولة الاتجاه نحو تدوين اكثر حرفية و أكثر تخصصا. ولاحظت خلو ساحة التدوين المصري من صوت نسائي يتبني قضايا المرأة بشكل يعكس جدية في التناول. كانت هناك محاولات متفرقة، واصوات نسائية تتمتع بالموهبة والرغبة في إيصال صرخة إلى المجتمع، لكن كان ينقص هذه التجارب عنصر التحليل الجاد والسعي وراء اهداف محددة من خلال الكتابة. تدريجيا بدأت الفكرة تلح على ذهني وبدأت أحاول التعرف على كيفية انشاء مدونة، وقد كان أن أنشأت أول مدوناتي بالانجليزية. ثم بعد ذلك وبتشجيع كبير من زوار المدونة انشأت لها نسخة عربية، ثم توالت المدونات
* سر اختيارك لاسم فانتزيا ؟
** فانتازيا كلمة سحرية، يمكن ان تعكس معاني عديدة. فقد تعني في سياق معين الخيال المفرط، وفي سياق آخر قد تعني الحلم، وبين هذا وذاك يتأرجح الطموح في حصول المرأة على حقوقها الكاملة. بالنسبة لي، فانتازيا هي المساحة التي ينمو بها الحلم، الذي قد يبدو خياليا في نظر البعض، حتى يتم نضوجه ويتحول إلى واقع . وأنا أعبر من خلال كتاباتي عن هذا الحلم.. حلم بغد أفضل، حلم بمجتمع صحى وإنسانى، حلم بالحرية، حلم بقوة القلم، حلم بعالم ليس به مستحيل
* أرى أن مدونة فانتزيا وورلد تهتم بقضايا المرأة من جميع الجوانب فهل لديكى هدف معين تتمنى الوصول إليه ؟؟
** بالطبع.. فأنا كتاباتي لا تندرج تحت بند الفضفضة أو مجرد سرد تجارب شخصية.. بل هي مقالات تحليلية، تعتمد في اغلبها على تجميع مادة علمية واحصائيات وخلاصة قراءات متوسعة ونظريات فلسفية معقدة، ولكن كل ذلك احرص على صياغته في قالب من النقد الاجتماعي وباسلوب مبسط جدا، يسهل وصوله للقاريء أيا كان سنه وأيا كانت خلفيته الثقافية. والهدف هو نشر الوعي بحقوق المرأة، خاصة بين الفتيات الشابات اللاتي ينشأن في مجتمع يزرع داخلهن الاحساس بالدونية ويقوم بممارسة الضغوط والترهيب احيانا لهز ثقة الانثى في نفسها و خفض سقف طموحها
* برأيك هل المرأة حققت تقدم ووصلت إلى ما تصبو إليه فى المجتمع ؟؟
** لا.. وهذا ليس تشاؤما أو انكارا لما يمكن للمرأة أن تحققه الآن مقارنة بسنوات مضت. وإنما أنا أقوم بالقياس في ظل معطيات محددة. فأنا لا اقارن المرأة اليوم بالمرأة منذ 100 عام لأصل إلى نتيجة خادعة توحي بأن المرأة في مصر تخطو نحو التقدم. أنا أقارن هذا "التقدم" بما يتيحه الزمن الذي نعيش فيه وبما انجزته المرأة حول العالم في فترة المائة عام، مقارنة بما انجزته المرأة المصرية في نفس الفترة. والنتائج كلها تشير إلى أن وضع المرأة في مصر سيء ويهدد المجتمع كله بالتأخر والتصدع. المرأة هي نصف الموارد البشرية لأي دولة، ووضع المرأة في المجتمع هو ترمومتر دقيق يقاس به مدى تقدم الشعوب
* عندما تبرز مرأة فى مجالها وتصل الى مبتغاها فى ارتقاء منصب مرموق ، اول من يتوجه بالنقض لها سيدات حتى فى قضية كالتحرش الجنسى نجد من بين اصابع الاتهام التى تشير للمجنى عليها سيدات ، فما رأيك ؟ وكيف يتم توعيتهم حتى نستطيع العبور إلى بر الأمان ؟
** ملاحظة جيدة، مع التأكيد على عدم التعميم.
فعلا هناك سيدات تتحكم في دوافعهن مشاعر سلبية كالغيرة والرغبة في ممارسة نوع من الاضطهاد أو العنف المقنع ضد الاخريات. والسبب في ذلك هو التنشئة الخاطئة التي قد تؤدي بالمرأة إلى نبذ الانوثة، أو دعيني أقول نبذ نفسها، فالمرأة التي تقوم بذلك هي في الواقع تعاني من حالة عدم تقبل لذاتها. تعيش في حالة صراع داخلي مع كينونتها ومع طبيعتها كأنثى، فينعكس ذلك في شكل عنف توجهه ناحية الاناث الاخريات. فمثلا التنافس في العمل الذي قد يبدو وكأنه الدافع لوجود صراع بين زميلتين، هو في الواقع ليس تنافسا على اثبات الكفاءة أو على القيام بمهام المنصب ذاته، ولكنه مجرد فرصة تنتهزها المرأة الكارهة لذاتها لأن تعكس هذا الكره على امرأة اخرى، فتخلق لنفسها الاسباب لكره هذه المرأة. وهذا ايضا يتجسد في حالة عدم قدرة هؤلاء النساء على التعاطف مع الفتيات أو السيدات من ضحايا التحرش، بل والمبالغة في اظهار القسوة تجاههن. مثل هذا السلوك العدواني الذي قد يبدو غير مبرر هو ايضا نتيجة لعدم قبول الذات. لأن الكاره لنفسه لا يعتقد انه يستحق التعاطف، فهو في نظر نفسه وضيع، كائن دوني، يستحق الازدراء. وهكذا
التوعية تبدأ مع تنشأة الطفلة الصغيرة في جو من الحب والرعاية والعمل على تعزيز ثقتها بنفسها. ولابد من نشر ثقافة المساواة، فالمناخ العام الذي تنشأ فيه المرأة يشجعها فيما بعد، حتى وإن عانت في مرحلة ما، على التغلب على الترسيبات النفسية التي قد تنتج عن التربية غير السليمة. كما أنصح كل النساء بالقراءة التي تنمي العقل وتصل به إلى نوع من النضج يمكنهن من معرفة انفسهن بشكل أفضل
- فانتزيا كمان وكمان من المهتمين جداً بالتثقيف والتنوير
* من وجهة نظرك يوجد أمل فى النهوض بالمجتمع والخروج من بؤرة تلبيس الدين بالسياسة ؟
حتى إن لم يكن هناك أمل، لابد ان نوجده. نحن شباب مصر الواعي المثقف الذي يملك مفاتيح العصر ويهتم بالشأن العام قادرون على خلق هذا الأمل، ولابد من أن نتمسك به. النهوض بالمجتمع هو مسؤوليتنا نحن، والآن. اتمنى من كل الشباب الذي يتفنن في النحيب ولعن الظلام طوال الوقت أن يكف عن ذلك ويتخطاه نحو الفعل الايجابي. لنوقد الشمعة بالله عليكم
* تواجهين دائما هجوم وردود افعال قاسية فى طرحك للقضايا التى وان انحنينا لها من السهل تهوى بالمجتمع الى القاع فما ردة فعلك تجهاها؟
** ما إن قررت وأنا في كامل قواي العقلية أن أطرح أفكاري على الملأ، فلابد أن اتوقع الهجوم وأن اتوقع القسوة. ما أقوله ليس من السهل على الجميع تقبله. لو كان مقبولا لما كنت بحاجة إلى أن اخوض هذه المعارك من أجل التعبير عنه. أنا أرمي أحجار في ماء راكدة، وأعرف تماما حجم الازعاج والقلق الذي قد يسببه ذلك للبعض. لذلك فأنا أتقبل كل الآراء واتعامل مع الهجوم بصدر رحب، لأني متفهمة اسبابه ودوافعه. لكني أعلم جيدا أن كل من يهاجمني يقرأني، ويقرأني باهتمام، ويتابع كتاباتي. قد يغير رأيه غدا، أو بعد غد، أو بعد عام أو عشرة، وقد لا يغيره على الإطلاق، لكنه يتأثر ويتفاعل، وهذا هو المهم
* كيف بدأت فكرة إنشاء مجلة إلكترونية ؟
** فكرة انشاء المجلة بدأت اثناء مناقشات عديدة مع مجموعة من كتاب المدونات، فقد لاحظنا أن انتاجنا المبعثر على مدوناتنا المختلفة سيحقق افادة أكبر في حالة تجميع هذا الانتاج في مكان واحد ومن خلال سياق محدد. كلنا رغم اختلافاتنا وتنوع اهتماماتنا يجمعنا حب الوطن والرؤية الليبرالية التي نرى من خلالها أملا في الاصلاح والتقدم
* وما سبب اختيار اسم مصر الجديدة ؟
** لأن هذا هو ما نطمح إليه. نريد بناء مصر جديدة لجيل جديد يستطيع أن يتعامل مع تحديات عالم جديد. مصر اصابها الجمود في نواحي عدة، والجمود في زمن التغير السريع والتقدم العلمي المذهل والطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم الحديث هو نوع من السير إلى الوراء. وكلما استمر الجمود كلما اتسعت الهوة واصبح من الصعب اللحاق بركب الحضارة. هذا هو أكبر خطر واعظم تحدي نواجهه
* هدف تتمنى تحقيقه ؟
امنياتي بلا حدود، خاصة مع طموح يبلغ عنان السماء واحلام كبيرة لبلدي. لكن الهدف الذي اتمنى ان يمتد بي العمر لأراه يتحقق هو احياء حركة تحرير المرأة في مصر وأن تقود المرأة المصرية بلدها نحو التنوير والتحديث
اشكرك جدا فانتا على هذا الحوار الشيق وتحية قلبية خاصة من اسرة مجلة وسط البلد
http://www.wostelbalad.com/modules.php?name=News&file=article&sid=155
حوار حنان الشريف
ليست مدونة عادية من يدخل مدونتها للوهلة الأولى يعلم مدى ثقافتها ووعيها بكل ما يجرى حولها من احداث فرضت احترامها على معارضيها قبل مؤيديها .. تتمتع بكريزما غير عادية خصوصا فى عرضها لمواضيعها ومدى صبرها على المناقشة .. حوارنا مع المدونة الرائعة فانتا التدوين .. فانتزيا وورلد .. وهى ايضاً فانتزيا كمان وكمان .. ورئيسة تحرير مجلة مصر الجديدة ومؤسسة حركة انا مش مزة .. ونحن هنا نساء مصر التقدميات .. وعايزة اشهد
* متى كانت بداياتك مع التدوين ؟ وياترى ايه الدافع ؟؟
** البداية مع التدوين كانت مجرد فكرة، ولدت لدي منذ حوالي ثلاثة أعوام. لكنها لم تدخل حيز التنفيذ قبل مايو 2007. والسبب في ذلك هو الفرق الشاسع الذي وجدته بين المدونات المصرية ونظيرتها الاجنبية. وجدت المدونات المصرية تتسم في اغلبها بالعشوائية.. عشوائية المحتوى والاسلوب والفكر أيضا، ماعدا بعض النماذج القليلة التي كانت تنبيء بمحاولة الاتجاه نحو تدوين اكثر حرفية و أكثر تخصصا. ولاحظت خلو ساحة التدوين المصري من صوت نسائي يتبني قضايا المرأة بشكل يعكس جدية في التناول. كانت هناك محاولات متفرقة، واصوات نسائية تتمتع بالموهبة والرغبة في إيصال صرخة إلى المجتمع، لكن كان ينقص هذه التجارب عنصر التحليل الجاد والسعي وراء اهداف محددة من خلال الكتابة. تدريجيا بدأت الفكرة تلح على ذهني وبدأت أحاول التعرف على كيفية انشاء مدونة، وقد كان أن أنشأت أول مدوناتي بالانجليزية. ثم بعد ذلك وبتشجيع كبير من زوار المدونة انشأت لها نسخة عربية، ثم توالت المدونات
* سر اختيارك لاسم فانتزيا ؟
** فانتازيا كلمة سحرية، يمكن ان تعكس معاني عديدة. فقد تعني في سياق معين الخيال المفرط، وفي سياق آخر قد تعني الحلم، وبين هذا وذاك يتأرجح الطموح في حصول المرأة على حقوقها الكاملة. بالنسبة لي، فانتازيا هي المساحة التي ينمو بها الحلم، الذي قد يبدو خياليا في نظر البعض، حتى يتم نضوجه ويتحول إلى واقع . وأنا أعبر من خلال كتاباتي عن هذا الحلم.. حلم بغد أفضل، حلم بمجتمع صحى وإنسانى، حلم بالحرية، حلم بقوة القلم، حلم بعالم ليس به مستحيل
* أرى أن مدونة فانتزيا وورلد تهتم بقضايا المرأة من جميع الجوانب فهل لديكى هدف معين تتمنى الوصول إليه ؟؟
** بالطبع.. فأنا كتاباتي لا تندرج تحت بند الفضفضة أو مجرد سرد تجارب شخصية.. بل هي مقالات تحليلية، تعتمد في اغلبها على تجميع مادة علمية واحصائيات وخلاصة قراءات متوسعة ونظريات فلسفية معقدة، ولكن كل ذلك احرص على صياغته في قالب من النقد الاجتماعي وباسلوب مبسط جدا، يسهل وصوله للقاريء أيا كان سنه وأيا كانت خلفيته الثقافية. والهدف هو نشر الوعي بحقوق المرأة، خاصة بين الفتيات الشابات اللاتي ينشأن في مجتمع يزرع داخلهن الاحساس بالدونية ويقوم بممارسة الضغوط والترهيب احيانا لهز ثقة الانثى في نفسها و خفض سقف طموحها
* برأيك هل المرأة حققت تقدم ووصلت إلى ما تصبو إليه فى المجتمع ؟؟
** لا.. وهذا ليس تشاؤما أو انكارا لما يمكن للمرأة أن تحققه الآن مقارنة بسنوات مضت. وإنما أنا أقوم بالقياس في ظل معطيات محددة. فأنا لا اقارن المرأة اليوم بالمرأة منذ 100 عام لأصل إلى نتيجة خادعة توحي بأن المرأة في مصر تخطو نحو التقدم. أنا أقارن هذا "التقدم" بما يتيحه الزمن الذي نعيش فيه وبما انجزته المرأة حول العالم في فترة المائة عام، مقارنة بما انجزته المرأة المصرية في نفس الفترة. والنتائج كلها تشير إلى أن وضع المرأة في مصر سيء ويهدد المجتمع كله بالتأخر والتصدع. المرأة هي نصف الموارد البشرية لأي دولة، ووضع المرأة في المجتمع هو ترمومتر دقيق يقاس به مدى تقدم الشعوب
* عندما تبرز مرأة فى مجالها وتصل الى مبتغاها فى ارتقاء منصب مرموق ، اول من يتوجه بالنقض لها سيدات حتى فى قضية كالتحرش الجنسى نجد من بين اصابع الاتهام التى تشير للمجنى عليها سيدات ، فما رأيك ؟ وكيف يتم توعيتهم حتى نستطيع العبور إلى بر الأمان ؟
** ملاحظة جيدة، مع التأكيد على عدم التعميم.
فعلا هناك سيدات تتحكم في دوافعهن مشاعر سلبية كالغيرة والرغبة في ممارسة نوع من الاضطهاد أو العنف المقنع ضد الاخريات. والسبب في ذلك هو التنشئة الخاطئة التي قد تؤدي بالمرأة إلى نبذ الانوثة، أو دعيني أقول نبذ نفسها، فالمرأة التي تقوم بذلك هي في الواقع تعاني من حالة عدم تقبل لذاتها. تعيش في حالة صراع داخلي مع كينونتها ومع طبيعتها كأنثى، فينعكس ذلك في شكل عنف توجهه ناحية الاناث الاخريات. فمثلا التنافس في العمل الذي قد يبدو وكأنه الدافع لوجود صراع بين زميلتين، هو في الواقع ليس تنافسا على اثبات الكفاءة أو على القيام بمهام المنصب ذاته، ولكنه مجرد فرصة تنتهزها المرأة الكارهة لذاتها لأن تعكس هذا الكره على امرأة اخرى، فتخلق لنفسها الاسباب لكره هذه المرأة. وهذا ايضا يتجسد في حالة عدم قدرة هؤلاء النساء على التعاطف مع الفتيات أو السيدات من ضحايا التحرش، بل والمبالغة في اظهار القسوة تجاههن. مثل هذا السلوك العدواني الذي قد يبدو غير مبرر هو ايضا نتيجة لعدم قبول الذات. لأن الكاره لنفسه لا يعتقد انه يستحق التعاطف، فهو في نظر نفسه وضيع، كائن دوني، يستحق الازدراء. وهكذا
التوعية تبدأ مع تنشأة الطفلة الصغيرة في جو من الحب والرعاية والعمل على تعزيز ثقتها بنفسها. ولابد من نشر ثقافة المساواة، فالمناخ العام الذي تنشأ فيه المرأة يشجعها فيما بعد، حتى وإن عانت في مرحلة ما، على التغلب على الترسيبات النفسية التي قد تنتج عن التربية غير السليمة. كما أنصح كل النساء بالقراءة التي تنمي العقل وتصل به إلى نوع من النضج يمكنهن من معرفة انفسهن بشكل أفضل
- فانتزيا كمان وكمان من المهتمين جداً بالتثقيف والتنوير
* من وجهة نظرك يوجد أمل فى النهوض بالمجتمع والخروج من بؤرة تلبيس الدين بالسياسة ؟
حتى إن لم يكن هناك أمل، لابد ان نوجده. نحن شباب مصر الواعي المثقف الذي يملك مفاتيح العصر ويهتم بالشأن العام قادرون على خلق هذا الأمل، ولابد من أن نتمسك به. النهوض بالمجتمع هو مسؤوليتنا نحن، والآن. اتمنى من كل الشباب الذي يتفنن في النحيب ولعن الظلام طوال الوقت أن يكف عن ذلك ويتخطاه نحو الفعل الايجابي. لنوقد الشمعة بالله عليكم
* تواجهين دائما هجوم وردود افعال قاسية فى طرحك للقضايا التى وان انحنينا لها من السهل تهوى بالمجتمع الى القاع فما ردة فعلك تجهاها؟
** ما إن قررت وأنا في كامل قواي العقلية أن أطرح أفكاري على الملأ، فلابد أن اتوقع الهجوم وأن اتوقع القسوة. ما أقوله ليس من السهل على الجميع تقبله. لو كان مقبولا لما كنت بحاجة إلى أن اخوض هذه المعارك من أجل التعبير عنه. أنا أرمي أحجار في ماء راكدة، وأعرف تماما حجم الازعاج والقلق الذي قد يسببه ذلك للبعض. لذلك فأنا أتقبل كل الآراء واتعامل مع الهجوم بصدر رحب، لأني متفهمة اسبابه ودوافعه. لكني أعلم جيدا أن كل من يهاجمني يقرأني، ويقرأني باهتمام، ويتابع كتاباتي. قد يغير رأيه غدا، أو بعد غد، أو بعد عام أو عشرة، وقد لا يغيره على الإطلاق، لكنه يتأثر ويتفاعل، وهذا هو المهم
* كيف بدأت فكرة إنشاء مجلة إلكترونية ؟
** فكرة انشاء المجلة بدأت اثناء مناقشات عديدة مع مجموعة من كتاب المدونات، فقد لاحظنا أن انتاجنا المبعثر على مدوناتنا المختلفة سيحقق افادة أكبر في حالة تجميع هذا الانتاج في مكان واحد ومن خلال سياق محدد. كلنا رغم اختلافاتنا وتنوع اهتماماتنا يجمعنا حب الوطن والرؤية الليبرالية التي نرى من خلالها أملا في الاصلاح والتقدم
* وما سبب اختيار اسم مصر الجديدة ؟
** لأن هذا هو ما نطمح إليه. نريد بناء مصر جديدة لجيل جديد يستطيع أن يتعامل مع تحديات عالم جديد. مصر اصابها الجمود في نواحي عدة، والجمود في زمن التغير السريع والتقدم العلمي المذهل والطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم الحديث هو نوع من السير إلى الوراء. وكلما استمر الجمود كلما اتسعت الهوة واصبح من الصعب اللحاق بركب الحضارة. هذا هو أكبر خطر واعظم تحدي نواجهه
* هدف تتمنى تحقيقه ؟
امنياتي بلا حدود، خاصة مع طموح يبلغ عنان السماء واحلام كبيرة لبلدي. لكن الهدف الذي اتمنى ان يمتد بي العمر لأراه يتحقق هو احياء حركة تحرير المرأة في مصر وأن تقود المرأة المصرية بلدها نحو التنوير والتحديث
اشكرك جدا فانتا على هذا الحوار الشيق وتحية قلبية خاصة من اسرة مجلة وسط البلد
http://www.wostelbalad.com
Subscribe to:
Posts (Atom)