في بوست قبل كدا أنا ناقشت كتاب تنبأ بنهاية الجنس الذكوري .. المرادي أنا مش هتكلم عن الفشل البيولوجي للرجال والحاجة لانقراضهم في الحفاظ علي التوازن البيئي. أنا هتكلم عن الجانب الإجتماعي .. ليه المجتمعات تدهورت في ظل سيطرة الرجال.
من زمان قوي ... المرأة كانت بتقود كل المجتمعات ودا اللي بيعلمهولنا علم الأنثربولوجي أو علم الإنسانيات. المرأة كانت قائدة العشيرة, اللي كانت ف الغالب أفراد عائلتها وأطفالها .. ودي كانت بداية ما يسمي "مجتمع". المرأة كانت قادرة علي حماية عشيرتها ، تنظيم حياتهم ، توفير إحتياجاتهم, وكمان تعليمهم مهاراة مختلفة. مفكرتش أبدا ف أذية أي حد من أي عشيرة أخري .. مفكرتش أبدا إنها تخلي الرجال عبيد لنساء العشيرة .. فكرة التملك نفسها مكانتش موجودة. الموارد والثروات كانت موجودة وللكل .. ( الساسة بعدين عرفوا فكرة الحيازة أو الملكية انها نشأت بسبب زيادة عدد البشر في مقابل قلة الموارد, بس دا مش موضوعنا ) .. اللي أنا بتكلم عنه هي فترة من الزمن كانت المرأة فيها بتقود المجتمع بنجاح من غير أي أنانية أو أطماع ف السيطرة. اللي حصل بعد كدا إن الرجالة كانوا دايما بيبصوا علي جيرانهم ... مواشيهم, محاصيلهم, نساءهم ... الخ .. بعد كدا يروحوا يحاربوهم عشان ياخدو الحاجات دي بالقوة .. هنا ظهرت فكرة حق الملكية .. ظهر مبدأ دا ملكك ودا ملكي .. من وجهة النظر دي, وبما إن الرجالة كانت شغلتهم هي سرقة الحاجات وإمتلاكها, وطبعا دا يشمل النساء .. هنا قرر الرجال إنهم المفروض يحكموا أفراد مجتمعاتهم الجديدة.
ف النظام القديم المرأة كانت عارفة أطفالها لإنها هي اللي بتحمل وتنجب .. ع الناحية التانية الراجل مكانش عارف علاقته المباشرة باﻷطفال دول .. هو كان بينام مع إمرأة ويبعد .. بعد 9 شهور المرأة بتلد طفل .. محدش كان فاهم إن الراجل كان ليه دور ف اﻷطفال دول. ف النظام الجديد .. المرأة كانت مضطرة تقنع الرجل بإن الولاد دول ولاده هو كمان .. عشان يحميهم ويوفر إحتياجاتهم .. لأن الرجل أصبح هو اللي بيملك كل شئ وهو اللي بيقود العشيرة .. عشان كدا مصير اﻷطفال دول ف إيديه .. المشكلة هي إذاي اﻷم تقنع الرجل إن الولاد دول أولاده.
إمرأة ذكية إخترعت فكرة الحاق اسم الطفل باسم أبوه .. وتروحله تقله إن دا طفلك وليه نفس اسمك هو لك وإنت تملكه. طبعا الفكرة عجبت الرجالة .. النظام الجديد بيمكنهم كمان يتملكوا أطفال بتحمل اسمهم, وكمان هيقدورا بعدين يساعدوهم في تنفيذ خططهم للسيطرة ( الحروب, السرقة, وبناء مساكن جديدة). الرجالة شافوا اﻷطفال علي إنهم ميزة عشان كدا بدأو يبقوا كرماء مع المرأة اللي تجبلهم أطفال كتير .. بعدها فكروا يمتلكوا اﻷم كمان .. هي مصنع اﻷطفال والمفروض محدش يشارك الرجل فيها. الراجل لازم يكون متأكد إنه بيربي أولاده اللي من دمه .. ولو حصل إن الأم لعبت بديلها بتتطرد من العشيرة وأولادها بيتحرموا من حمل اسمه.
بعد كدا أصبحت فكرة نقاء الدم هاجس قوي .. وأصبحت المرأة مقيدة بعشيرتها .. مش هيخرجوا ف رحلات استكتشاف زي أيام زمان .. مش هيقدروا يخرجوا يستكشفوا اﻷرض ويزرعوا الحبوب زي ما كانوا متعودين (علي فكرة الستات هما اللي إكتشفوا أسرار التربة والنباتات ، هما اللي إكتشفوا الزراعة). دلوقتي بقت كل المهام والوظايف اللي خارج البيت بيأديها الرجال .. هما اللي هيزرعوا ويجيبوا المحصول البيت عشان الستات تخزنه و تجهز اﻷكل .. الستات قعدوا ف البيت بس عشان الإنجاب و إطعام اﻷطفال والمواشي .. يالها من حياة مثيرة!
بس الى أي مدى كانوا الرجال ناجحين في قيادة مجتمعاتهم؟ .. النظام دا هو اللي بنسميه دلوقتي الناظم اﻷبوي .. اللي فيه الرجالة بيتحكموا ف كل حاجة من غير ما يسيبوا أي مساحة لأي حد تاني. السيطرة والهيمنة الكاملة للرجال خلتهم يسيطروا علي المرأة مش بس ماديا لكن معنويا ونفسيا كمان.
المجتمعات اﻷبوية عندها نقص جامد ف كتير من القيم الإنسانية .. زي المساواة ، العدالة ، إحترام اﻷخر ، الحرية ، الديمقراطية ، الجمال ، السلام ، التسامح وغيرها كتير. زي ما أنا ناقشت قبل كدا ف بوست Power, Plolitics and gender الرجال أثبتوا هوسهم بحب التحكم والسلطة .. مفيش حاجة بتقف ف وش رغبتهم وشهوتهم .. مهما كان اللي هيسحقوه. هما سكرانين بالسلطة ومش هاممهم إن العالم كله يتحول لشعلة نار طول ما هما واقفين بثبات علي قمة تل الدمار والإنهيار. هما مش مؤمنين بالتطور وإن التغيير بيحصل حواليهم .. عايزين يجمدوا كل حاجة حواليهم وكأنها فيلم فيديو يقدروا يثبتوه علي صورة سي السيد .. عايزين يفضلوا يستمتعوا بكل المميزات من غير ما يشاركوا أي حد فيها .. بيربوا ولادهم عشان يكونوا من نفس النوعية الديكتاتورية, ويربوا بناتهم عشان يكونوا عبيد, وبكدا تفضل دايرة التحكم والسلطة ممتدة من غير ما تتكسر .. بيعملوا غشيل مخ للمرأة عشان يقنعوها إنها متقدرش تعمل حاجة ف الحياة أفضل من إنها تخدمهم هما واﻷطفال.
كل مكان تروحيه هتلاقي راجل يقلك المفروض تعملي إيه .. هما اللي بيحطوا المناهج التعليمية ف المدارس .. هما الكهنة ف الكنايس والشيوخ ف المساجد .. هما المتحكمين ف الإعلام .. هما منتجي اﻷفلام وكتاب اﻷغاني .. هما المؤرخين .. بيسدوا أي مساحة صغيرة تقدري تشوفي منها النور.
عشان مجتماعاتنا تتطور لازم الرجال يبعدوا ويسيبولنا مساحة. هما بالفعل إتسببوا ف خراب كتير بسبب رغبتهم العمية ف التحكم. متتوقعوش إنهم هيرموا كل التاريخ الطويل ده و يتخلوا عن دايرة أجدادهم الخبيثة ف التحكم .. مش هيحصل .. مش هينزلوا عن العرش ولا هيتخلوا عن أساليبهم الظالمة لغاية ما يموتوا .. الحل الوحيد لتغيرر النظام دا هو الثورة .. ثورة لتصحيح اﻷحوال.
بعض الستات السذج مستنين الرجالة عشان يقومولهم بالثورة دي .. تخيلوا قد إيه بعض الستات بقت سخيفة وكسلانة .. عمرك شفتي سيد بيعمل ثورة للعبيد؟ إمتي هنصحي ونفوق؟ إمتي هنخلي مستقبلنا ف إيدينا إحنا ونغير الصورة السودة الموجودة؟ لو مش عشانا إحنا تعالوا نخليها هديتنا للأجيال اللي جاية اللي ميستحقوش ييجوا ويلاقوا العالم زي ما إحنا جينا لاقيناه. عشان مصلحتهم هما خلينا نقول: " يارجال العالم .. سيبوه شوية "
Translated by
The Alien