الظلم وباء كوني. فيه دول إستعمارية وجائرة.. بينما فيه دول تانية فقيرة وضعيفة. الدكتاتور, اينما وجد, بيستغل نفوذه وسلطته جوه بلده. بنفس الطريقة نقدر نشوف العلاقة بين الرجالة والستات.. لانهم بينطبق عليهم نفس القاعدة وبيدخلوا نفس الدايرة. محدش يقدر يحدد مين السبب ف الخلخل: هل ضعف الضعيف هو اللي بيخلي القوي يتحكم؟ ولا القوة المطلقة ف إيد القوي هي السبب إن الأخرين يخضعوا ف خوف؟
بغض النظر عن السبب إذا كان دا أو دا، الدول الديمقراطية إخترعت نظام بيساعد على منع إستغلال السلطة والنفوذ. عملوا نظام بيمكن الشعب إنه يراقب ويشرف علي أداء الحكام, وكمان إداهم حق المشاركة في صنع القرار. كمان إخترعوا حاجة اسمها انتخابات، عشان يضمنوا إن اللي يوصل للحكم لازم يكون عن طريق موافقة الشعب.
مع ذلك كل دا مقدرش يمنع الدكتاتوريين من إنهم يوصلوا للحكم ويستمروا ف بلادهم. الإنتخابات عندهم مزورة. البرلمان مجرد ديكور. الإعلام تحت سيطرتهم. قوانينهم بتسمحلهم يعملوا أبشع الجرايم بشكل قانوني. عشان كدا الناس ف البلاد دي عايشين ف موقف ضعيف جدا, لدرجة إنهم مش عارفين حقوقهم من الأصل عشان يطالبوا بيها.
البلاد القوية بتعمل نفس الحاجة مع البلاد النامية, وحتي الغير نامية. بيدوهم اﻷوامر وف الضرورة بيجبروهم ينفذوها. بيستغلوا الفقر والضعف ف البلاد دي لمصلحتهم هما. مش بيشغلوا بالهم بالكلام الكبير زي "حقوق الإنسان"، "المساواة"، "العدالة"، "السلام العالمي"، ... الخ. طول ما إستغلال وقمع الدول اﻷضعف بيحفظلهم تفوقهم يبقي مفيش حاجة هتقف ف طريق وصولهم لأهدافهم. اﻷمم المتحدة تحت سيطرتهم. عندهم حق الفيتو.وكمان يقدروا على تحدي القرارات الدولية زي ما حصل ف حرب أمريكا علي العراق. مين يقدر يعمل حاجة؟ المجتمع الدولي ميقدرش يعمل حاجة، حد عنده القوة عشان يقدر يمنع أمريكا؟
الناس زي الدول، ممكن السلطة المطلقة تغيبهم عن وعيهم. إحنا عايشين ف مجتمع بيحط كل السلطة ف يد جنس واحد. فنقدر نقول ان ف مجتمعنا الرجالة بيمثلوا إسرائيل والستات بيمثلوا العرب. كل يوم إسرائيل بتاخد أرض أكبر من العرب. إسرائيل تقدر تقتل الفلسطينين وتهد بيوتهم ف أي وقت, وكل اللي بيعمله العرب إنهم يصرخوا و يجعجعوا ويولولوا.. يقعدوا كده يتنططوا, بس إيه اللي يقدروا يعملوه؟ هيروحوا مجلس اﻷمن؟ إيه اللي هيحصل؟ ولا حاجة. رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحم بيجن مرة قال: " طول ما العرب متعلموش يقفوا ف طابور، يبقوا مش بيمثلوا أي تهديد علينا". معني دا إن العرب عمرهم ما بيشوفوا السبب الحقيقي ل ضعفهم. مش قادرين يشوفوا إن ضعفهم سببه إنهم مش بيشتغلوا عشان يطوروا نفسهم. كل اللي بيعملوه إنهم بيشحتوا العدل من الدول القوية. بيعبدوا القادة بتوعهم رغم إنهم بيذلوهم ويقمعوهم. مش بيقدروا قيمة الوقت أو العمل. بعاد تماما عن التفكير العلمي والعمل المنظم. الناس دي ممكن يفضلوا مستنيين كده ألاف السنين, مستنيين معجزة تحررهم وتديهم حقوقهم، ومش قدرين يشوفوا انهم حتي ميستاهلوش المعجزة دي.
الستات كمان مش هيتحرروا من اللي بيقمعوهم واللي بيكسبوا من ورا نهب حقوقهم طول ما كل القوة والسلطة متسابة ف إيد جنس واحد. عمرالرجالة ما هيتنازلوا عن أي جزء من المميزات دي، بالعكس هيحاولوا يزودوها أكتر وأكتر لأن ده ف مصلحتهم. إذا الستات موقفوش علي رجليهم، وحددوا أسباب ضعفهم وحاولوا يحسنوا أوضاعهم، عمرهم ما هياخدوا أي حاجة من حقوقهم. إننا نشحت حقوقنا ونستعطفهم عليها مش هيفيد ومش هيوصلنا لأي حاجة .هقول تاني, العبيد هما اللي حرروا العبيد, والستات بس هما اللي هيحرروا الستات. مفيش حد هيحس بيكي غير ست زيك. لكن إنتظار معجزة مش هتيجي .. إنتظار الرجالة يتغيروا .. إنتظار المجتمع يتغير .. إنتظار مساعدة من فوق طول الوقت .. الإنتظار، الإنتظار، الإنتظار هيخلينا أضعف وهيخلينا نفقد إحترام المجتمع لينا. هل إنتوا سعدا بالوضع اللي إنتوا فيه؟ لو ﻷ، يبقي قوموا وأعملوا حاجة، إصحوا ياستات! .. إحنا اتأخرنا أوي!
...................................................................................
البوست بالانجليزية:
ترجمة The Alien