السيرك دا كله تم تصميمه بعناية عشان يبهر البنات الصغيرين الحلوين, سعادتك. زي ما بيضحكوا علي العيال بالحاجة الحلوة والشيكولاته، إنتي بيضحكوا عليكي بالحفلة، والفستان اﻷبيض، والبيت الجديد، وشهر العسل، ولقب "مدام". عمرك فكرتي ليه الستات بس هما اللي القابهم بتتحدد حسب حالتهم الإجتماعية؟ بالنسبة للراجل مفيش فرق إذا كان متجوز أو ﻷ. اللقب بتاعه مرتبط بشغله.. دكتور، بشمهندس، أستاذ.. هو طول عمره "السيد فلان", حتي لو كان الراجل إتجوز عشر مرات. هو بيفضل زي ما هو. ليه إنتي لازم تغيري لقبك لما تتجوزي؟ ليه لازم الكل يعرفوا إذا كنتي متجوزة وللا ﻷ؟ وليه الست بتحتفظ بلقب مدام حتي بعد الطلاق أو بعد موت الزوج؟ ف الحالة دي، لقب مدام مش بيعكس الحقيقة. بس لازم تفضل ملقبة باللقب دا. يعني اللي اقدر اقوله ان المحلات اللي بتعرض بضايع مستعملة لازم تحط عليها حاجة تدل على كدة، وفي ظل ثقافة بتقوم بتشييء المرأة بيتم التعامل معاها بنفس المفهوم، مفهوم السلعة
اللي بيحصل بقى إن العروسة وهي مشغولة بتفاصيل كتيرة مش بتركز في الراجل اللي هيكون شريك حياتها. الموضوع زي أكمل مكان النقط كدة، يعني طالما فيه فرح هيبقي فيه تورتة، وفستان، ومعازيم، ودي جي وبوفيه.. وأكيد هيبقي فيه عريس
فترة الخطوبة المفروض إنها فرصتك اﻷخيرة عشان تحددي موقفك من القرار المصيري دا. مع ذلك تلاقيها كلها عبارة عن شرا وفرجه علي الكتالوجات والمحلات. متهيألي هيكون عملي أكتر إنهم يعملوا كتالوج للعرسان كمان، ساعتها ع الأقل هيبقي الكتالوج هو المسؤول عن دقة الوصف اللي مكتوب تحت كل عريس
لازم نعترف إن المعوقات الإجتماعية والثقافة السايدة اللي بتمنع وجود علاقة صحية بين الجنسين كانت السبب في إن ناس كتير بتلجأ لجواز الصالونات، خصوصا مع زيادة الضغط علي البنات للجواز في سن معينة. الراجل بيساعده اﻷهل والأصحاب في مهمة البحث عن عروسة. وفي الناحية التانية، أهل البنت بيعملوا كل اللي يقدروا عليه عشان يلاقوا عريس كويس قبل ما بنتهم تكمل ال 30. مفيش مساحة للإختيار هنا، العريس اللي بيتقدم يبقى هدية م السما.. مين عارف؟ ممكن يكون العريس دا هو آخر فرصة ليكي عشان تلحقي قطر الجواز. هل مستعدة تخاطري؟ هل تضمني إنك مش هتندمي لو رفضتيه؟ تضمني منين إن عريس أحسن منه هييجي في الوقت المناسب؟ أهوعصفور في اليد.. يبقى على خيرة الله, نخش بقى في التفاصيل المهمة: الشقة، المهر، العفش، الفرح ... الخ. والعروسة قدامها حاجات مهمة أوي تعملها.. مامتها بتقترح إنهم يلفوا علي محلات المجوهرات قبل ما العريس يفاجئهم باختيار معين. أصله أكيد هيحاول يوفر، بس متخافيش.. مامتك هتاخد بالها من الموضوع دا. هي عندها خبرة كبيرة في المجوهرات ومستنية من زمان عشان تنقلك الخبرة دي. بمساعدتها، هتجيبي أحسن حاجة في السوق. إختاري كل اللي نفسك فيه. هيبقي قدامك قرارات مهمة كتيرة من النوع ده، أصل الواحدة بتتجوز مرة واحدة في العمر, المفروض يعني.. عشان كدا لازم تخلي بالك من الفستان .. الفستان اﻷبيض .. حلم حياتك.. خلاص, قربتي من إنك تلبسيه أخيرا
متهيألي مش لازم أكمل وأقول إيه اللي بيحصل بعد كدا. الموضوع بقى واضح.. الجواز إتحول لمجرد فرح. بتشتري ليلة بعمرك كله. الثقافة دي اختزلت الجواز, اللي هو وحدة بناء المجتمع, لمجرد فستان أبيض. إزاي أي بنت تقدر تعيش من غير ما تحلم بالفستان اﻷبيض؟ طب لو مجتلهاش الفرصة وملبستش الفستان اﻷبيض؟ هل فعلا فيه بنت تقدر تقاوم الإغراء دا؟ هل تقدر تفهم إن الفستان دا ميقدرش يضمنلها السعادة؟ هل فعلا هتصدق إنها لو ملبستش الفستان مش هتكون أقل من اللي لبسوه في حاجة؟ هاتولي بنت واحدة عارفة كدا.. بنت واحدة عندها فكرة واقعية عن الجواز. عايزة أشوف بنت تقدر تتحدي القصة الرومانسية الوهمية اللي كل حاجة فيها أبيض ف أبيض
المؤامرة الموجهة للبنات وصلت لهدفها. فيه بنات مستعدة تضحي بكل حاجة في مقابل الفستان اﻷبيض. فيه بنات مقتنعة تماما إنها لازم تتجوز في سن معينة. بنات كتير بتنفذ كل اللي بيطلبه المجتمع عشان تبقي نجمة اليوم الواحد. إنك تكوني سندريلا لليلة واحدة أكيد أحسن من ولا حاجة. حتي لو الحكاية إتقلبت بعد كدا لقصة الجميلة والوحش.. مش مهم. البنات عارفين إن كله هيبقي كويس بعد الجواز. الجواز بيغير كل حاجة.. دا اللي دايما بيقولوه اﻷمهات.. "لما تعيشوا مع بعض كل حاجة هتتحسن، متقلقيش". يبقي ليه البنات تشغل نفسها عشان تعرف الإنسان دا؟ هيبقي قدامها وقت طويل بعدين عشان تعرفه, وأهو الحب بييجي بعد الجواز.. متضيعيش فرصتك الوحيدة في إنك تلبسي الفسان الأبيض.. تخيلي نفسك وانتي زي القمر وكل الناس بيهنوكي. عمرك ماهتشوفي الشفقة في عيون الستات. هيبقي عندك صلاحيات وقوة الست المتجوزة. هيبقي عندك بيتك. هتنضمي لنادي السيدات المحترمات اللي سبقوكي, وهتكوني واحدة منهم. هيبقي عندك فرصة تحكمي علي التانيين زي ما كانوا بيحكموا عليكي. هيبقي عندك الحكمة اللي بس عند المتجوزين. هتبقي إنتي الشخص اللي بيراقب ويحقق, مش اللي بيتراقب وبيتحقق معاه. مين يقدر يقاوم كل دا؟
أنا كشفت كل فصول المؤامرة، وبكدا حطيت كل الحقايق قدامكم. أنا مش متوقعة إن كل البنات تغير وجهة نظرها في الجواز. أنا عارفة إن الإغراء الفظيع دا أقوى من أي حقايق مرتبطة بيه. لكن بعد قراية السطور دي أنا باحملك مسؤولية مصيرك. دلوقتي إنتي عارفة كل حاجة عن السر ورا كل التجهيزات والإحتفالات دي. متقدريش ترجعي زي ما كنتي, مش عارفة حاجة. هتضطري تتصرفي بشكل فيه مسؤولية أكبر تجاه نفسك. محدش يعرف مصلحتك فين أكتر منك. إنتي عارفة وواثقة من كدا.. يبقي متخدعيش نفسك بأي حاجة مهما كانت. متدوريش علي زوج عشان يملي المكان الفاضي في الجواز. مش معني إنه شخص كويس إنه يكون مناسب ليكي. الجواز مش أمر واقع، مش كوبري لازم تعديه في وقت محدد في حياتك
أنا هحاول أجاوب على السؤال اللي سألته في البداية. أنا مؤمنة إن الطلاق عندنا بيحصل بسبب إن مفهومنا عن الجواز معكوس تماما. إحنا عايزين نتجوز ف بنروح ندور على شريك في الجواز. دا بالظبط هو عكس اللي بتمليه علينا طبيعتنا البشرية. المفروض تقابلي حد يقنعك بفكرة الجواز. لازم توصلي لإنك تحسي بإنك مقتنعة من جواكي إنك عايزة تكملي عمرك مع الشخص دا لحد ما تعجزوا سوا. لازم تحسي بإرتباط عاطفي ونفسي قوي تجاه شخص معين وبعدين يتحول الإرتباط دا لجواز. غير كدا هتبقي بتخدعي نفسك. عمر الدنيا مابتمشي بالعكس، حتي لو العالم كله قال كدا. اللي بيقولولك إنهم حبوا أزواجهم بعد الجواز في الحقيقة مكانش عندهم أي فرصة للإختيار، وميقدروش يعرضوا الحب اللي بيقولوا عليه دا لأي إختبار حقيقي. الجواز في حد ذاته مش ضرورة.. إنما بيتحول لضرورة حقيقية فقط لما إنتي تقرري ده.. لما يكون عندك إيمان كامل في حد، وتحسي إنك مستعدة تنقلي علاقتك بيه لمستوي أقوى. لما تؤمني تماما إنك متقدريش تكملي حياتك من غير الإنسان ده.. ساعتها بس يبقي دا الوقت المناسب للجواز. وقتها هتلاقي كل حاجة في مكانها الصح. مش هتبقي محتاجة فستان أبيض كبير.. مش هتهتمي بالمجوهرات.. هتنسي تماما الموبيليا والأجهزة الكهربائية. السعادة في قلبك هتكون من مجرد فكرة ان الشخص دا هيشاركك حياتك وهتكتشفوا الدنيا مع بعض. هتكتشفي إن فرح صغير وسط اﻷهل والأصحاب منطقي أكتر. دول الناس اللي فعلا مهتمين بيكي وهيشاركوكي سعادتك. هتكوني مستعدة تبدأي حياتك الزوجية حالا معاه في بيت صغير بأبسط امكانيات. بدل شهر عسل مرة واحدة، هتخلي كل اﻷجازات رومانسية ومميزة. ساعتها هتعرفي إن الجواز هو في الحقيقة وسيلة بتخدم غاية, مش هدف في حد ذاته